تعرف على معنى التوكل على الله والطرق المؤدية له
مشاهد من حياتنا .........هل نتوكل فيها على الله
الساعة الآن الثالثة فجرا أنا حقا قلق على أبني اتصلت به يقول هو بخير ولكني قلق ..أعرف من بصحبته ولكني قلق أعرف أين هو الآن ولكني أيضا قلق ...
خجلت منه كثيرا حينما نظر إلي بنظرة حادة ... طأطأت رأسي وبعد دقائق خرجت مسرعة من المجلس تتسابق فيها قدماي متى الخلاص أشعر أن الباب بعيد عني ...استخرت قبل أن أوافق على رؤيته لي ..ولكني مازلت قلقه ..فطلبت من أهلي أن يسألوا عنه مرة أخرى .......
المرض لا زال يتلف جسدي لم يترك شيئا على حاله ومستمر في رقية نفسي ولكني أتابع مع الأطباء ولا أهمل موعدا علي أجد الشفاء ...
قلبت صفحات كتابي فغدا اختبار وفيه يكرم المرء أو يهان مرة أشعر بالأمل ومرة أشعر بالخيبة ..المهم أن أبدأ بجد فالليل حل وكل من في البيت سكن ..وأنا على هذه الحال
سمعت صوت شي يسقط..أنا خائفة ..كيف أتصرف
اليوم سيكون البدء في مشروعي الجديد المكان موجود ..والمهندس سيعينني ...لكن سأقف قليلا لأتأكد وأعيد النظر من كل الجوانب لأبدأ براحة وبثقة أكثر ..
(الخوف , القلق ,الحزن , تساؤلات مستقبلية , واستفهامات عن الماضي)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!
هذا ما يمر علينا جميعا بلا استثناء..والكل يقول توكل على الله ...
فكيف أكون متوكلا على الله ؟
أولا: نتعرف على معنى التوكل على الله:
هو علم القلب بكفاية الرب، واعتماده عليه، ورضاه بالمقدور .
ثانيا :هناك عدة أمور تعينك على التوكل :
أ- ِالإيمان بالله وبوجوده, وبعظمته, وقدرته, واطلاعه على أحوال العباد.
كل هذه الأمور متعلقة بعضها ببعضفأنت مسلم وتؤمن بوجود الله وليتحقق لك الإيمان بعظمة الله وقدرته تفكر وتأمل في خلقه كيف أبدع وصور هذا الكون ..تأمل ...وتأمل..
في أحوال الأرض ..النبات ..السماء ..البحار..الأنهار الجبال ..الليل ..النهار..الكائنات وكيف سخرت بعضها لبعض ..وفي أنفسكم أفلا تبصرون ستجد بعد هذا التأمل مجموعة من الإستفهامات التي لا تشير إلا لشئ واحد أن مالك الملك ومدبر الأمر كله هو الله لا إله إلا هو وهنا سوف تستشعر عظمة من ستتوكل عليه فهو
القدير, المدبر, القوي, الرحيم ......
ب-الرضاء بقضاء الله وقدره وإذا تعرفت على عظمة خالقك فانت تثق بمن له هذه العظمة والقدرة التي ليست لأحد غيره فأنت حينها ترضى كل ما يقدر لك وتعلم بأن الله رحيم بالمؤمنين فهو لن يكتب لك إلا كل خير سواء كان خيرا في ظاهره وباطنه وأخيرا في باطنه وإن لم يكن كذلك في ظاهره
ج – الإكثار من حمد الله والثناء عليه
تذكر دائما فضل الله عليك وانظر لمن هم دون فقد منحت
صحة ,ذرية ,رزق, زوج ,منزل, ونعمه لا تحصى حينها أكثر من قول الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
ولنتأمل بعض الآيات والأحاديث عن التوكل :
َ(لِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهُِّ) (الآية 123 سورة هود )
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ " (الآية ( 217-219 سورة الشعراء)
" الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " ( الآية 173 سورة آل عمران )
عن أبي العَبَّاس عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْاسٍ رَضي اللهُ عنهما قال: كُنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يًوْماً، فقال: " يا غُلامُ، إنِّي أُعَلِّمُكَ كلِماتٍ: احفظ اللهَ يَحْفَك، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجاهَك، إذا سأَلْتَ فاسْأَلِ اللهَ، وإذا اسْتَعنْتَ فاسْتَعِنْ باللهِ، واعْلَمْ أنَّ الأُمَّة لَو اجْتَمَعَتْ على أَنْ يَنْفَعُـوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلا بِشَيْءٍ قدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وإن اجْتَمَعُوا على أن يَضُرَّوكَ بِشيءٍ لَمْ يَضُروكَ إلا بِشَيء قد كَتَبهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ". رواه الترمذي وقال:حديث حسن صحيحٌ .
وفي رواية غير الترمذي [رواية الإمام أحمد ]:"احْفَظِ الله تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاء يَعْرِفْكَ فـي الشِّدةِ، واعْلَمْ أَنَّ مَا أَخْطأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، ومَا أَصابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، واعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مع الصَّبْرِ، وأنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وأنَّ معَ الْعُسْرِ يُسْراً ".
كرر قراءة هذه الأدلة دائما تدبر, وابحث في تفسيرها فكل ماتعلمت أكثر كل مازاد توكلك على الله
إذن المسلم يعتمد على الله في كل أموره يشعر المتوكل بأن
بالراحة ,الطمأنينة فالله هو الحامي له ولأحبته من كل شر
وهو يعلم علم اليقين بأن الله رحيم به يقدر له الخير ..ويتغمده الله بالرحمة ,الحماية,الحفظ
ثالثا: نتعرف على فضائل التوكل على الله:
وما سأذكره هنا نقلا عن الدكتور /سعد الدين الكبي
لقد تواردت النصوص من الكتاب والسنة التي تبين فضل التوكل، فمن ذلك:
1ـ تحقيق الإيمان: فمن حقق التوكل فقد حقق الإيمان، قال تعالى: ) وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين (
فدلت هذه الآية على أن من توكل على الله فقد حقق الإيمان .
2ـ جلب محبة الله للمتوكل: قال تعالى:) فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين (فمن توكل على الله فقد استوجب محبته .
3ـ أن من يتوكل على الله فهو في حفظه وكفايته: قال تعالى:) ومن يتوكل على الله فهو حسبه ( وقال: ) ولله ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً (
4ـ أن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب:(( هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ))
رابعا :في ماذا يكون التوكل ؟
في أمور المسلم كلها..
فإذا استيقظت صباحا فقل ..حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
.وإن خرجت من بيتك فقل بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
إذا خشيت مكر أعداء الله والشيطان فلا تلتجئ إلا إلى الله
(إنه ليس له سلطان على اللذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)
وهكذا يكون المسلم ..موكلا أمره كله لله
(وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا)
مع التوكل أبدا لا ننسى
أ- الدعاء( مع الالتزام بآدابه المعروفة)
ب- الأخذ بالأسباب ( وهذا لا يتعارض مع كمال التوكل)
يقول ابن القيم رحمه الله: من أنكر الأسباب لم يستقم منه التوكل، ولكن من تمام التوكل، عدم الركون إلى الأسباب.
وقفه : نتعلم فيها التوكل من طفل
دخل أحد الصحابة مسجدالرسولفي غيروقت الصلاةفوجد غلاما لم يبلغ العاشرة من عمره قائما يصلىبخشوع فانتظر حتى انتهى من صلاته فجاء إليه وسلم عليه
وقال له :يا بني ابن من أنت؟
فطأطأ الغلام رأسه وانحدرت دمعة على خده ثم رفع رأسه وقالياعم إني يتيم الأب و الأم
فرق له الصحابي وقال له :يا بنيأترضى أن تكون ابنا ليفقال الغلام:هل إذا جعت تطعمني؟
قال :نعم
فقال الغلام:هل إذا عريت تكسوني؟
قال :نعم
فقال الغلام :هل إذا مرضت تشفيني؟
قال الصحابي: ليس إلى ذالك من سبيل يا بني
قال الغلام:هل إذا مت تحييني؟
قال الصحابي ليس إلى ذالك من سبيل
قال الغلام:فدعني ياعم للذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين ,واذا مرضت فهو يشفين/والذي يميتني ثم يحيين ,والذى اطمع أن يغفر لى خطيئتي يوم الدين.
فسكت الصحابي ومضى لحاله وهو يقول
))آمنتبالله من توكل على الله كفاه((
أخيرا : أهدي موضوعي للجميع عامه وللمرضى خاصة
وقد حاولت أن أجتهد في هذا الموضوع لنحقق التوكل على الله فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
أختكم شجون