بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ،نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله يا إخوة الاسلام والإيمان والمنتدى المبارك هذا وأرجو منكم تكرما السماح لي بإبداء رأيي حول بعض النقاشات الحاصلة حول بعض الروابط كما أرجو أن لا يكون في كلامي ما يزعج فبطبعي فظ لا أحسن التعبير بالأساليب المنمقة ولعلي أبين عن حالي بعض الذي خفي على اخوتي في هذا الموقع وغيره .
أولا : أقول للأخ المهاجر وأخي أبي العالية ( أبو الليث ) وأخي أسامة غفر لنا ولهم أجمعين .
أقول لكم جميعا وبكل صدق ومحبة :
لست بخياركم ولا بخيار أدنى مسلم من عامة المسلمين ، ولست بشيخ أو فضيلة الشيخ إلا إذا كان المقصود بشيخ شيخه الدهر وأعوذ بالله أن أكون من المشايخ الذين شيخهم الشيطان وأطمع بتوفيق الله عز وجل أن يعينني بأن أكون شيخا شيخه العلم وأما ولهذه اللحظة ما أنا سوى فريخ.
فكما أعرف نفسي المقصرة بجنب الله وأشاهد كل يوم الذنوب والخطايا تحيط بي من كل جانب وأسأل الله من فضله أن يغفر لي ويلهمني سبل الرشاد أحببت بيان ذلك بعد ان قيل بحقي فضيلة الشيخ أو الشيخ وحتى لا تغتروا بهذا العبد الفقير إلى الله والذي لا يملك من الشهادات والامتيازات سوى شهادة أن لا إله إلا الله حقا وصدقا .
وتلك الشهادة التي لا أتنازل عنها أو أداهن على حسابها الطواغيت أو السادات والكبراء والتي أطلب من الله وبإلحاح أن يثبتني ويميتني عليها قولا وعملا .
هذا العبد الفقير كاتبكم
ربما ( أحيانا ) يصلي الخمس ولا يزيد ويصوم الشهر ولا يزيد ويزكي ولا يزيد ويحج ولا يزيد ويطمع أن يعمه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : قد أفلحت إن صدقت .
أقول وبعد أن تعرفتم على أخيكم عن كثب سأدلو بدلوي فإن شئتم قبلتم وإن شئتم رفضتم وما أنا لديكم بعزيز .
إن مسألة التوسع بالرقية قد أخذت أبعادا كثيرة مما قد تسهم بالابتداع في الدين إن لم تقيد بضوابط الشرع من كتاب وسنة بفهم سلف الأمة .
وأهم الضوابط التي أخبرنا بها صلى الله عليه وسلم بقوله: اعرضوا عليّ رقاكم ، لا بأس بالرقى مالم يكن فيه شرك .
فقد بين عليه أفضل الصلاة والسلام أن الأصل الإباحة من خلال هذا الحديث والذي هو قاعدة عامة ينطلق من خلاله ما لم يأت نص بتحريمه و بين لنا بعض فضائل السور والآيات في القرآن وبأحاديث كثيرة لسنا بصدد نشرها الآن فهي معلومة لدى الجميع .
فكل الأمور المباحة من أذكار وآيات وأعشاب وعقاقير تساعد بنجاعة العلاج فهي من الشرع كما بين عليه أفضل الصلاة والسلام ، وكما بين في حديث آخر : عباد الله تداووا ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله إلا السام ، أو الموت أو الهرم ... بألفاظ متعددة .
وكما بين ( من لم يشفه القرآن فلا شفاء له )
وكما بين ربنا جل في علاه في الآية الكريمة ( وننزل من القرآن ما هو وشفاء ورحمة للمؤمنين ) ومن كما قيل بالتفاسير .. من الكل وإن اختلف فيها على معنيين والأرجح من كل القرآن كما رجح أهل التفاسير .
وبناء على ما ذكرت أرى بنظري القاصر أن القرآن كل القرآن فيه الشفاء وربما فضلت آيات على أخرى كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضائل بعض الأيات والسور و من خلال التجارب مع اليقين الجازم أنه يوجد آيات يتأثر بها الجن أكثر من غيرها من خلال المشاهد فيتم التركيز عليها دون غيرها عند بعض الرقاة وربما وجد أحدهم آية أو سورة تأثر بها الجن المتلبس وقال بها من خلال ما شاهده فلا أرى مانعا لذلك مع العلم اليقيني بأن كل القرآن فيه شفاء .
وانظروا رحمكم الله لابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ على المريض ( أفحسبتم انما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) وكان يبرأ المريض بإذن الله .
وأيضا كما حدث مع الإمام أحمد رحمه الله بأن أرسل حذاءه ليحذر الجني المتلبس ولم يزد على ذلك حتى خرج الجن من المريض . ولم يقرأ أي أية ...
وكما علمنا من الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجه ( أن عثمان بن العاص قد ألم به شيطان فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتيه وضربه على صدره وتفل في فمه وقال أخرج عدو الله إني رسول الله فبرأ الصحابي بإذن الله وكأنه نشط من عقال .
فنجد أن الرسول لم يقرأ عليه بل قام بعمل وتهديد لا أكثر .
والموفق من وفقه الله وعلم إخلاصه وشدة توجهه إلى باريه .
وكما أن قول أو فعل الصحابي الواحد ليس بحجة على أرجح الأقوال فأيضا قول التابعي ليس بحجة حين يخالف نصا أو إجماعا وهذا من المعلوم في علم الأصول .
فالكل يأخذ من قوله ويرد عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلم كما بين ذلك الإمام مالك رحمه الله تعالى .
وبناء على ذلك أقول :
يمكننا الأخذ من القرآن كل القرآن وإن ثبت نجاعة بعض الآيات مع بعض المرضى فلا أجد مانعا من المثابرة عليها والإزدياد من غيرها إن ثبت بالتجربة غيرها فقد ذكر بالحديث الذي بين ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله وهو موجود بمجمع الزوائد أن رجلا ألم به شيطان فقال الرسول كما يروي بالحديث ( إقرأ عليه الفاتحة و اتبعوا ما تتلوا _ وآية الكرسي _ وخواتيم البقرة وووو ألخ كما بالحديث .
أقول : وإن ثبت ضعف الحديث فبالامكان العمل به ليس من باب فضائل الأعمال كما يقول البعض بل لقوله تعالى( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) مع اليقين أن كل القرآن شفاء بإذن الله وكما أن الحديث الذي يروي عن رشدين بن سعد عن السمح بن الدراج والذي رواه أبي داوود والدارمي وابن خزيمة ( إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان ) وإن كان هذا الحديث لم يثبت سندا ولكنه ثبت متنا بدليل الآية ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر . ) فيعمل بمعنى الحديث بدليل الآية والله اعلم .
ثم نجد وللأسف أن البعض يتوسع بالرقية ويبني على تجاربه تشخيص حالات ربما الطبيب الحاذق أو شخص آخر يخالفه عليها بأدلة أو تجارب ثبت عنده خلافها فتصبح وكانها كتابا منزلا من قبل الراقي لا تقبل التأويل أو المعارضة فقط لأنه قد ثبت عنده الأمر مع العلم لو راجعنا حيثيات المسألة بدقة مع المريض لوجدنا احتمالات كثيرة تخالف ما قد بنى عليه الراقي تشخيصه .
ومن أغرب ما قرأت وسمعت حول حديث الجن الطيار والذي يقول فيه أن الجن الطيار يهرب حين الرقية ويعود بعد ذلك لأن خاصية الطيران عنده تذهب به بعيدا عن جسد المريض .
أقول سبحان الله كيف ننزل أحاديث لا تمت بصلة لمسألة اللبس أو المس إنما الحديث يدل عن إخبار يفيد وجود أصناف من الجن بتلك الصفات فينزل الحديث على أنه يهرب حين الرقية ويعود بعدها وكأن الأذكار والتحصينات التي علمنا إياها رسولنا الكريم مجرد لغو لسان وليست على الحقيقة لأنه من الممتنع أن يستطيع ذاك الطيار الدخول من جديد طالما تحصن المريض بكلام الله إما من قبل الراقي أو من قبل نفسه فهو كالذي أخرج اللص من داره ثم أحكم إغلاق الأبواب والنوافذ فيكف يدخل رحمكم الله ؟؟!!.
واما تفصيل آيات العين والسحر والمس ووو إلى آخره أقول طالما لم يأت دليل من كتاب وسنة بذكر تلك الآيات أنها لكذا او كذا فنتوقف عندها ولا نزيد ويكفينا قراءة القرآن والدعاء للمريض وتحصينه بالأذكار التي ثبتت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا بأس إن دعا أحدنا للمريض أن يشفيه من سقمه مثلا بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى أو التصدق عن المريض أو مؤانسته بالكلمة الطيبة وتقوية معنوياته بحثه على التوكل الصحيح على الله جل في علاه .
مع الأخذ بالاعتبار أن المريض ربما يكون مصاب بالوهم أو المرض العضوي والذي تتشابه بها الأعراض كثيرا .
كما أجد من خلال تجاربي بالرقية .
يكفى للراقي أن يقرأ على المريض كلام الله ويعوذه بما ثبت من السنة ويدعو له لأن كاشف الضر هو الله وحده وليس الراقي بقوته فما على الراقي إلا التعاطي بالأسباب التي بينها شرعنا الحنيف والشافي هو الله وحده .
فعادة عندما أقرأ على المريض وأحسن التوكل على الله وانا كلي ثقة بأن الله لن يخيبني إن انتفت موانع الاستجابة من قبلي وقبل المسترقي ... فلا أزيد عن قراءة بعض آيات القرآن والدعاء للمريض مع رقية بعض الماء والاستحمام به ،
وإن حضر الجني فلا أعتقد أني ملزم شرعا بدعوته إلى الله وهو بالأصل معتدي ويكفينا قوله صلى الله عليه وسلم أخرج عدو الله ونحن لم نقم بالدعوة لبني جلدتنا أو مقصرين بذلك بل أكتفي غالبا بنهره وتهديده بالله جبار السموات والأرض والله يكفينا إياهم كيفما شاء .
وعلى هذا المبدأ أقول وأصرح بكل ثقة وصدق بأن أطول مدة مكث معي المريض أسبوعا واحدا
ماعدا فتاة عكفت سنة على رقيتها رغم عدم قناعتي بسحرها ولكنها فرضت عليّ فرضا وقد صدق حدسي فيها .
وكنت أستغرب وما أزال متابعة الراقي لبعض المرضى سنوات ولا يتم الشفاء دون الرجوع لسبب ذلك من موانع من قبل الراقي أو المسترقي فالراقي الحاذق ( ولا أقول بحذاقتي فأنا فريخ متطفل ولست براق متمرس ) عليه معرفة مواطن الخلل وأن لا يضيع الكثير من وقته بأمور غالبا ما يكون سببها الوهم أو المرض العضوي .
وسأرفق تجاربي بالرقية قريبا إن شاء الله وأحتاج لعلمكم وملاحظاتكم الثمينة والتي أفخر بها كثيرا .
هذا ما وقفت عليه حتى اللحظة وبجلسة واحد دون مراجعة في أي من المراجع بل من قلبي إلى الكيبورد . فأرجو بيان ما أخطأت به وأعتذر إن لم أعقب على كل ما قد قيل أو تم نقاشه في الروابط الأخرى .
والله اعلم .
إن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمني ومني الشيطان والله ورسوله بريئان منه .
أخوكم / عمر