،،،،،،
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله .
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )
( سورة آل عمران - الآية 102 )
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )
( سورة النساء - الآية 1 )
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )
( سورة الأحزاب - الآية 70 – 71 )
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
فإنه مما يندى له الجبين ، ومن المؤسف حقا أن يدعي أناس حب النبي ، ويدعون الانتماء إلى ما كان عليه السلف الصالح في العبادة والسلوك ثم يخالفون ذلك النهج العظيم، ويقعون في شقاق الرسول
والمقصود أناس اتخذوا لأنفسهم ألقابا ومسميات، فمنهم من يسمي نفسه راق والأخر معزما والآخر معالجا ، وتلبس بعضهم بالهدي الظاهر لأهل السنة وأعفوا اللحى وأرخوا العمائم ، والشاهد أنهم تصدوا لعلاج المصروعين والمسحورين ، وزعموا أنهم دعاة للسنة ودعاة للتوحيد ، وأنهم اتخذوا العلاج كوسيلة لدعوة الغافلين والمنحرفين ، زعموا ، وسموا أنفسهم بالمعالجين الشرعيين ،وتعدى الأمر استخدام الماء والزيت إلى أمور أخرى فيها من الحرج ما فيها ، ثم وقعوا في محاذير شرعية ، وشيئا فشيئا جاؤا بالطامة ألا وهي استخدام الجان في العلاج ،ويقولون بأن هذا من التعامل المباح ، وأنه من قبيل التعاون على البر والتقوى وأصبح الأمر سائغا عندهم وبكل سهولة ، فهذا معالج يستخدم الجان في العلاج و يدعي أنه لديه خُدام من الجان ، ومنهم من يخدمه جان واحد ، ومنهم من تخدمه قبيلة من الجان .
وأول ما يتبادر إلى الذهن أن التعامل مع الجان هو من علامات وصفات السحرة الأشرار ،ثم إن هذا التعامل مخالف لهدي النبي ، وهدي صحابته الكرام عليهم من الله الرحمة والرضوان ، ويأتي السؤال:كيف يتجرأ المسلم الذي يدعي حب الرسول على مخالفة هديه بل يتمادى في شذوذه وتمضي به جرأته حتى يشابه السحرة الأشرار ، فهذه والله لمصيبة عظيمة وبلية ما بعدها بلية .
فهؤلاء المساكين زجوا بأنفسهم في هذه المتاهة ، وكانوا كالذي يبيع دينه بدنيا غيره ، واتخذوا العلاج مهنة وحرفة ، عاشوا لها وتعاطفوا معها ،بل إن بعضهم من شدة ولعه وشغفه بالعلاج أصبح كالعاشق الذي لا يهدأ له بال ولا يركن له قرار حتى يلق مصروعا يرقيه أو مسحورا يسعى في فك سحره فعاشوا لهذه المهنة بحجة مساعدة المسلمين ، وتمادوا حتى وقعوا في مسألة الاستعانة والتعامل مع الجان ، وقالوا نحن نتعامل معه بطريقة شرعية ولسنا كالسحرة الأشرار ، وحجتنا كلام شيخ الإسلام الذي يجيز التعامل مع الجان ويقول أن هذا التعامل من قبيل تعامل سليمان عليه السلام ،الذي كأن يأمر الجن بأعمال البناء وغيرها.وجهل أولئك أن استخدام الجان كان خصوصية لنبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام ، ولو كان ذلك يجوز لأحد لفعله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، كما في الحديث والذي فيه أن الشيطان عرض له في صلاته فقال فيه تذكرت دعوة أخي سليمان رب هب لي حكما لا ينبغي لأحد من بعدي .
فقد مرت بالنبي أزمات وكروب ، ومع ذلك لم يشرع لنا استخدامهم أو التعاون ، معهم فضلا عن دعاؤهم والاستنجاد بهم ، فهاهو يوم الأحزاب وفيه ما فيه من الكرب ،ومع ذلك لم يستعن بالحان في الإتيان بخبر القوم وحاشاه أن يفعل ، وقد كان المبرر والمقتضى لذلك قائما ألا وهو المصلحة الكبرى المسلمين ،وذلك في تحقيق نصرهم على عدوهم والتمكين لهم في الأرض ، ولكن لما لم يفعل النبي ذلك عُلم عدم شرعيته ،ثم هو كذلك في باقي الغزوات ، بل كان النبي يوم هجرته في أمس الحاجة لمن يعينه بعد الله كي يتمكن من هجرته ، وقد اتخذ من الأسباب الشرعية ما أمكنه من الزاد والراحلة والدليل وغيرها ، ولو كانت الاستعانة بالجن مشروعة لفعلها ، ثم أنه قد وضعت له اليهود السم في طعامه ومع ذلك لم يأته جني صالح ليخبره مع أنه كان يعلمهم الإسلام و إنه قد أرسل إليهم كما أرسل للإنس فهلا أخبرته الجن يذلك وهللا استعان بالجن عندما سحره لبيد بن الأعصم فلو كان ذلك جائزا لفعله ، فهذا الأمر قد تركه الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله في أمور هي أعظم بكثير من علاج مصروع أو فك للسحر عن مسحور ، وبهذا يتبين عدم شرعيته بالكلية .
فتملك الجان وتسخيره لأغراض البشر أمر مسدود وباب مقفل ، ولذا نجد أن كل من أراد الخوض في ذلك انقلب الوضع عليه ويصبح خادما للجان كما هو حال من وضع نفسه في هذه المتاهة والجزاء من جنس العمل .
والشريعة هي الكتاب والسنة التي أخذناها عن سلف الأمة ، وهؤلاء طبعا لم يجدوا دليلا من الكتاب والسنة يوافق زعمهم وادعائهم ، فاختاروا بعض الأقوال والفتاوى لبعض أهل العلم المجتهدين ، وانزلوها في غير منزلها وأعملوها في غير موضعها ، حتى أصبحنا نسمع عنهم : أن فلانا لديه قبيلة من الجن تخدمه وتطيعه وهي طوع أمره ورهن إشارته ، وفلانا تخدمه أمة من الجن وهذه الأمة مملكة من ممالك الجن ولهذه المملكة ملكة تسمى فلانة ،والآخر يستخدم مردة كبار ، وأصبحوا يتبارون ويتبارزون ،ثم يجتهدون في هذا الباب ويقولون إن الجن يتطورون في التسلط على الخلق وإغوائهم ، فنخن كذلك علينا بتطوير أساليب العلاج لمكافحة تسلط الجن على العباد وما إلى ذلك من الادعاءات ..
وهؤلاء الأدعياء كثر ، لا كثرهم الله تعالى ، وينتشرون في شرق وغرب العالم الإسلامي ويستغلون جهل الناس من جهة ، ومن جهة أخرى يستغلون خلو الكثير من البقاع من العلماء الربانيين وبالتالي يكون المرتع خصبا للبدع وأهلها ، ولهذا تتوارد الأسئلة والاستفسارات تترا على أهل العلم في بلد التوحيد حول هؤلاء الأدعياء .
ومن زامبيا ورد إلى اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي :
سؤال : أفيدكم علما بأن في زامبيا رجلا مسلما يدعي أن عنده جنا والناس يأتون إليه ويسألون الدواء لأمراضهم، وهذا الجن يحدد الدواء لهم وهل يجوز هذا؟ وأنا قلت للناس هذا ما يجوز والناس يغضبون علي فأرجو من سماحتكم التكرم بإرسال الفتوى في أقرب وقت ؟؟؟
وكان الجواب كما يلي: ( لا يجوز لذلك الرجل أن يستخدم الجن، ولا يجوز للناس أن يذهبوا إليه طلبا لعلاج الأمراض عن طريق ما يستخدمه من الجن ولا لقضاء المصالح عن ذلك الطريق، وفي العلاج عن طريق الأطباء من الإنس بالأدوية المباحة مندوحة وغنية عن ذلك مع السلامة من كهانة الكهان.
وقد صح عن الرسول أنه قال : ( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) رواه مسلم في صحيحه وخرج أهل السنن الأربعة والحاكم وصححه أن النبي قال: ( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) وهذا الرجل وأصحابه من الجن يعتبرون من العرافين والكهنة فلا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال الثلاثون من الفتوى رقم ( 6505 )
ومن هذا القبيل ما ورد في سؤال قدم للجنة الدائمة للإفتاء عن مشعوذ في الباكستان يدعي معرفة الجن الصالحين فقدم السؤال إلى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز رحمة الله تعالى:
شيخ في الباكستان ظاهره الصلاح ، والله أعلم يقول إنه يعرف الجن الصالحين ويكلمهم عن طريق أحد الأشخاص ممن كان بهم مرض الصرع وعولجوا . وهم يساعدون في إخراج الجن من المصروعين ويقول إنه يملك سجنا ليعاقب الجن المذنبين عن طريق الجن الصالحين وهم لا يساعدونه في الأعمال الدنيوية الملموسة للإنسان وقال إنه يملك إجازة لتعليم العرب فمن أراد أن يتعلم يعطيه الأذكار التالية :{آمنت بالله العظيم وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها والله سميع عليم**هذا بعد كل صلاة سبع مرات قبل أن يتحرك من مكانه . وقبل النوم ينفث بيده {الصلاة الإبراهيمية ثلاث مرات وسورة الكافرون والإخلاص والفلق والناس وأول خمس آيات من سورة البقرة والصلاة الإبراهيمية ثلاث مرات ويمسح جسمه ** وهذا لمدة واحد وأربعين يوما.. وإذا أخطأ أعاد من البداية ثم بعد أن ينتهي يرجع للشيخ فيطلب له جماعة من الجن مكونة من عشرة نساء وعشرة رجال يبقون في صحبته وهذه الجماعة يطلبها من مكة المكرمة وهو لا يراها ولا يسمع صوتها ولكنهم يأتمرون بأمره ولا يطيعونه في أعمال الإنسان الدنيوية مثل إحضار شيء أو رفعه أو ما شابه ذلك فقط يحرسونه من الجن وإذا صادف مريضا بالصرع من الجن يقبضون على الجني الذي يصرعه . ويقول أنه إذا أسلم أحد من السجناء عنده يبعثه إلى مكة المكرمة مع جماعة من الجن فإذا كان صادقا يدخل مكة وإذا كان كاذبا لا يدخلها لأن هناك ملائكة تقف عند أبواب مكة تمنع الجن الكفار من دخولها ..
فما هو رأي سماحتكم بهذا بالتفصيل؟. وما هو رأي الدين بالزواج من الجنية ؟.وهل الآية{فانكحوا ما طاب لكم من النساء..** خاصة بنساء الإنس ، لأن الله سمى رجال الجن رجال فهم داخلون في المعنى فهل تكون كلمة نساء أيضا للجن والإنس معا؟.وجزاكم الله خيرا ؟؟؟
فكان الجواب: ( وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن هذا الرجل الذي ذكرتم يعتبر من الكهان والعرافين الذين نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم وإن أظهر الصلاح والعبادة فالواجب نصيحته وتحذيره من عمله وأمره بالتوبة إلى الله من ذلك وتحذير الناس من المجيء إليه وسؤاله وتصديقه عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم **{من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة**** رواه مسلم في صحيحه وقوله: **** من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد **** رواه الأربعة والحاكم وقال صحيح على شرطهما وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمران{{ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم**** رواه البزار بإسناد جيد...
( فتاوى اللجنة الدائمة .. فتوى رقم:10774)
.
وما هذا الرجل الذي جاء في السؤال وكذلك الذي قبله ، فما هما إلا نموذج من تلك النماذج التي نصبت نفسها للعلاج واتخذوا بدعة التعامل مع الجن وسيلة لعلاج المس والسحر وما يتعلق بهما كالإصابة بالعين والحسد ، وانظر لحال هذا المشعوذ الذي يدعي أنه يقيم السجون ولديه أتباع وخُدام ابتدع لهم أذكارا وأورادا ويظهر أمام الناس وكأنه من الصالحين ، ولكن العلماء النقاد أهل العلم والبصيرة الذين أمرنا بالرجوع إليهم وبسؤالهم والأخذ عنهم كما قال ربنا جل وعلى: ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) قالوا :إنه كاهن عراف.
وغير هذا وذاك كثر ، كالذين يستخدمون الجان في التعرف على مخابئ الكنوز ، أو التعرف على الأموال المسروقة أو البحث عن شخص غائب ، ومنهم من يتجسس على عورات المسلمين بحجة العلاج فيتعرف على أسرار خاصة وأمور دقيقة ليس من حقه التنبيش فيها ، ويتدخل في مسائل قد غيبها الله عليه وعلى البعض من الناس ، لحكمة لا يعلمها إلا الله وحده ، فيطلعون على عورات المسلمين ، وكثيرا ما تخبرهم الجان بمعلومات كاذبة ويصدقها المعالج الذي يثق بصاحبه من الجن إلى حد كبير ، ثم يبني على كذب صاحبه من الجن العلالي والقصور ، وربما أخبر المصاب أو ذويه بخبر الجان الكاذب أو المبالغ فيه ، فتحدث المشاكل الاجتماعية وتنشأ العداوات وتنقطع الصلات بسبب هذا التعامل الذي يزعم أصحابه أنه تعامل شرعي .
وبعضهم يدعي أنه يجري عمليات جراحية يعجز عنها الأطباء في أكبر المستشفيات، ويدعي بعض أولئك المعالجين أن الجان قد بلغوا تقدما باهرا في مجال الطب وأنهم أرقي علميا وتقنيا من بني آدم ، وطبعا هذا الاعتقاد الخاطئ ناتج عن فهم سقيم وذلك بسبب تصديقهم للجان والانجراف وراء أكاذيبهم .
والبعض منهم يدخل بيوت المسلمين على أنه ذلك المعالج التقي الورع المتبع للكتاب والسنة وربما ذكر أهل البيت بالله ورغبهم في الحنة وخوفهم من النار ، وما هي إلا جلسة أو جلستين إلا وتجد المريضة التي كان يعالجها قد زفت له عروسا ، وهو أفضل حالا ممن ينتهي به الأمر إلى ارتكاب الفاحشة والعياذ بالله .
ومنهم من يستخدم الجان في التجسس على مريضه الذي يعالجه ويتعرف على أحواله المادية ثم يستغله ويرهقه بأخذ الأموال ، مرة باسم القرض والأخرى باسم الصدقة وهكذا ، والسبب هو العلاج باستخدام الجان الذي مكن له الاطلاع على العورات بعد أن كسب ثقتهم وخادعهم بورعه الكاذب ، وبعد قليل ينكشف القناع وتظهر الحقائق المخزية ، و هم مع كل ذلك يدعون مساعدة المسلمين وأنهم يقدمون لهم النفع ، ويقولون أن شيخ الإسلام ابن تيمية قد أجاز ذلك ، وهم يعلمون ابتداء أو انتهاءا أنهم يكذبون على الشيخ ، وهل يقبل الشيخ أو حتى من دونه بمراحل كثيرة في العلم والفضل هذه الأباطيل ، والله حسيبهم وهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
وشيخ الإسلام رحمه الله تعالى ينص أن هذه الأعمال من الاستمتاع المنهي عنه ، والذي استحق أصحابه به العذاب ، كما قال تعالى {ويوم نحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكترثم من الإنس و قال أوليائهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون **
وذلك كما جاء في مجموع الفتاوى من قوله رحمه الله تعالى : [ ومن استمتاع الأنس بالجن استخدامهم في الأخبار بالأمور الغائبة كما يخبر الكهان ، فإن في الإنس من له غرض في هذا ، لما يحصل به من الرياسة وامال وغيره ، فإن كان القوم كفارا كما كانت العرب لم تبال بأن يقال إنه كاهن كما كان بعض العرب كهانا ، وقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وفيها كهان ، وكان المنافقون يطلبون التحاكم إلى الكهان ، وكان أبو أبرق الأسلمي أحد الكهان قبل أن يسلم ، وإن كان القوم مسلمين لم يظهر أنه كاهن ، بل يجعل ذلك من باب الكرامات وهو من جنس الكهانة فإنه لا يخدم الإنسي بهذه الأخبار إلا لما يستمتع به من الإنسي ، بأن يطيعه الإنسي في بعض ما يريده إما في شرك وإما في فاحشة وإما في أكل حرام وإما في قتل نفس بغير حق ] .أ.ه.
ومن المعالجين من يدعي كذبا أنه يستخدم الجان ليلبس على الناس كي يخوفهم أو يبتز أموالهم، ويكشفه أخر من ذوي هذه الصنعة ويحكم عليه بأنه كاذب ويأتي بالبراهين على كذبه.ولهم أحوال عجيبة من تتبعها علم قدر تعاستهم وكساد بضاعتهم .
ومن خلال تتبع واقع أولئك المعالجين نجدهم يعيشون في واقع تعيس وأليم ،مليء بالحزن والأسى والكثير منهم يتجرع ويلات العجز والفقر إضافة إلى مشاكلهم الأسرية وتقطع صلاتهم العائلية ، وربما تعرض بعضهم هو نفسه أو زوجته أو بعض أهل بيته للسحر أو المس فلم يحرك ساكنا وذهب يبحث عمن يرقيه ،ويخلصه مما ألم به ، وهو المعالج القدير الذي يشار أليه بالبنان ، وذلك رغم ما يدعون من أنهم يملكون الممالك والجيوش من الجن المعالجين.
وذلك لأن حقيقة حالهم وما آلوا إليه من صنيع أعمالهم جعلتهم ألعوبة في أيدي الشياطين ، وبدلا من أن يستخدموا الجان ويسخروهم لخدمتهم كما يدعون بحجة العلاج ومساعدة المسلمين في تعاونهم المزعوم على البر والتقوى ، أصبحت الجان تملكهم وتتلاعب بهم كما يتلاعب الصبية بألعابهم ،وإذا ساعدتهم الجان في بعض المسائل العلاجية من فك السحر وغيره ، فما هي إلا وسيلة لهدف الشيطان الأكبر وغايته المنشودة ألا وهي إيقاع الناس في الشرك بالله العظيم وإفساد معتقداتهم ليكونوا معه من أصحاب السعير ، ويكون ذلك المعالج المسكين هو المطية التي يمتطيها الشيطان لتحقيق أغراضه الخبيثة والمسكين يعتقد في نفسه أنه داعية إلى الخير وأنه ممن بساعد الناس ويهديهم إلى البر ، والواقع خلاف ذلك تماما، ولله ذر العلماء ، وكيف لا وهم ورثته الأنبياء الذين يحذرون من أساليب الغواية والتي منها التعامل مع الشياطين باسم الدين 0
فقد جاء في كلام للشيخ صالح آل الشيخ هذه العبارة التي ينبغي العض عليها بالنواجذ وهي قوله في هؤلاء :
( وحكم من يستخدم الجان ويعلن ذلك ويطلب خدمتهم لمعرفة الأخبار فهذا جاهل بحقيقة الشرع وجاهل بوسائل الشرك وما يصلح المجتمعات وما يفسدها والله المستعان).أ.ه
.
* خطورة التعامل مع الجان :
أما عن خطورة التعامل مع الجان بحجة العلاج فانظر رعاك الله وتأمل في هذه الفتوى والتي تليها الصادرة عن اللجنة الدائمة للإفتاء :
( 1 ) يقول السائل : أن أخاه قد تعرض له جسما على هيئة القطة وبدأ يلاحقه إلى المنزل ثم جاءه بعد فترة وصرعه.. وأنه أخذ أخاه إلى طبيب عربي يعالج من أمراض الجن وأن ذلك المعالج كان يصلي على النبي بصوت مرتفع ثم يتمتم بكلمات لا يعلمها وأعطاهم لبان وقال تبخر بهذا ؟؟؟
فكان الجواب: ( إذا كان الواقع كما ذكرت فالذي بأخيك مس من الجن وعلاجه بالرقى الشرعية ..وذكرت له بعض الأوراد المأثورة .. ثم نصح بالرجوع إلى كتاب الكلم الطيب والوابل الصيب والأذكار النووية ثم قال: وننصحك ألا تعوذ إلى ذلك الرجل أو مثله لعلاج أخيك أو غيره ، فإنه وإن أصاب بقراءة الفاتحة إلا أنه تكلم معها بكلمات أسرها إخفاء لها على ماء في الفنجان وسقاه الماء فقد يكون ما تكلم به سرا تعويذات شيطانية واستعانة بالجن وهذا من الكهانة وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان الكهان وفي الرقية الشرعية غنى عن الإتيان إلى الكهان شفا الله أخاك وثبتنا وإياكم على الحق.
{فتاوى اللجنة الدائمة. فتوى رقم:6913**
( 2 ) وفي سؤال: ما حكم المناذير وهو دعاء الجن والشياطين على شخص ما ليعملا به عملا مكروها كأن يقال اذهبوا به ، انفروا به بقصد أو بدون قصد وما حكم من دعا بهذا القول ؟؟؟
فكان الجواب: ( الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات من الإضرار بأحد أو نفعه شرك في العبادة لأنه نوع من الاستمتاع بالجني بإجابته سؤاله وقضاء حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له ولجوئه إليه واستعانته به في تحقيق رغبته قال تعالى: {ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الأنس وقال أولياؤهم من الأنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون**.. الأنعام:128..129
وقال تعالى:
** وأنه كان رجال من الأنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا **..الجن:6..
فاستعانة الإنسي بالجني في إنزال ضرر بغيره واستعاذته به في حفظه من شر من يخاف شره كله شرك. ومن كان هذا شأنه فلا صلاة له ولا صيام لقوله تعالى: {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين** الزمر:..
ومن عرف عنه ذلك لا يصلى عليه إذا مات ولا تتبع جنازته ولا يدفن في مقابر المسلمين.
{فتاوى اللجنة الدائمة. فتوى رقم:432**
..
فتأمل رحمك الله تعالى :
{ومن كان هذا شأنه فلا صلاة له ولا صيام لقوله تعالى: {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين**.. الزمر:..
ومن عرف عنه ذلك لا يصلى عليه إذا مات ولا تتبع جنازته ولا يدفن في مقابر المسلمين.
{فتاوى اللجنة الدائمة. فتوى رقم:432**..
( 3 ) تأمل هذا السؤال والإجابة عليه وما هو حكم المتعامل مع الجان على هذا النحو الذي يدعون أنه من العلاج ففي السؤال الأول من الفتوى رقم (10626):
يوجد عندنا بقريتنا بعض الناس يأخذون علاجا من عند طبيب ويسألونه عن سبب هذا المرض الذي أصيب الشخص به ويقول لهم سببه كذا وكذا، فهل ذلك شرك بالله أم لا؟ أفيدونا أفادكم الله ؟؟؟
وكانت الإجابة بما يلي ( مراجعة الطبيب الذي يعالج بالأدوية العربية جائز إلا إذا كان كاهنا فلا يجوز الذهاب إليه ولا العلاج عنده، وهو الذي يدعي علم الغيب أو الاستعانة بالجن. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فهنا يحكم أهل العلم عليه بالكهانة، وفي التي قبلها لا يدفن في مقابر المسلمين، وقد جاء التشديد والنكير على هؤلاء ، وأنه أي من يتعاطاه يعزر تعزيرا شديدا بل قيل يبلغ بتعزيره القتل فماذا يقول هؤلاء وبماذا يجيبون ؟ فهذه فتاوى اللجنة الدائمة لهيئة كبار العلماء ، تصف التعامل مع الجن بالكهانة والشعوذة ، وتصدر أحكاما على من يفعل ذلك هي واضحة ولا تحتاج إلى تعليق ، ولكنها البدعة ، ومن شؤم البدع أن صاحبها يعيش بل ربما يموت وهو مصر عليها وذلك لاعتقاده الخاطئ بشرعيتها . فإذا كان حكم من يتعامل مع الجان بهذه الخطورة ، فهل لعاقل أن يعاند بعد كل ذلك ،نسأل الله السلامة ، ونعوذ بالله من حال أهل النار 0
* أهل السنة لا ينكرون السحر ولا ينكرون وجود الجان
وأهل السنة لا ينكرون أبدا وجود الجن، أو ينكرون تلبس الجني بالإنسي فهذا مقرر في شريعتنا فإنه من أصول عقيدة السلف : الإيمان بوجود الجن لأن الله تبارك وتعالى أنزل سورة كاملة عن الجن وقد تكرر ذكر الجن مرارا في القرآن الكريم وذكر سبحانه أنه سخرهم لنبيه سليمان عليه السلام 0
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : في كتابه إيضاح الدلالة في عموم الرسالة الموجود في مجموع الفتاوى {ج:19** ما نصه : [ ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجني في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن إذا لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة إنهم يقولون إن الجني يدخل في بدن المصروع كما قال تعالى : ** الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس....الآية** .
وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل :قلت لأبي : إن أقواما يزعمون :إن الجني لا يدخل بدن الإنسي؟ فقال: يا يني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه .
وقال أيضا رحمه الله في [ج24] من الفتاوى ص:276] ما نصه : وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفاق سلف الأمة وأئمتها كذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أهل السنة والجماعة قال تعالى:
{الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس..الآية** وقال صلى الله عليه وسلم في الصحيح :{إن الشيطان يجري من ابن آدم الدم مجرى ** .انتهى.
* بل قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سحر :
فقد أخرج البخاري ومسلم حديث أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها :
** كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن .. [قال سفيان بن عيينة : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا .]. فقال: يا عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال الرجل ؟.
قال : مطبوب. يعني مسحور قال : ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقا . قال: وفيما ؟ قال: في مشط ومشاطة . قال: وأين؟ قال: في جف طلعة ذكر تحت رعوفة في بئر ذروان . قالت : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه فقال: هذه البئر التي رأيتها وكأن ماءها الحناء وكأن نخلها رؤوس الشياطين ، قال : فاستخرج قالت فقلت : أفلا تنشرت؟ فقال: أما والله فقد شفاني وأكره أن اثبر على أحد من الناس شرا ، فأمر بها فدفنت .**. أ.ه.
( متفق عليه )
وقد يستنكر البعض من أولئك الذين لا يعتبرون منهج السلف قدوة لهم ، وحتى إنهم لا يعنيهم إن وافقوا ذلك المنهج الرباني أو خالفوه ، بل عمدتهم عقولهم وما يستوردون من أفكار دخيلة على الإسلام وبالتالي يشككون في صحة هذه الآثار ويردون صحيح السنة بما نشأ في عقولهم القاصرة من أفكار وأوهام.
والشاهد فقد وُجه سؤال إلى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ونص السؤال: هل سُحر النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
فكان الجواب: ( الرسول صلى الله عليه وسلم من البشر فيجوز أن يصيبه ما يصيب البشر من الأوجاع والأمراض وتعدي الخلق عليه وظلمهم إياه كسائر البشر إلى أمثال ذلك مما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة أنت من أجلها فغير بعيد أن يصاب بمرض أو اعتداء أحد عليه بسحر أو نحوه يخيل إليه بسبب من أمور الدنيا ما لا حقيقة له ، كأن يخيل إليه أنه وطئ زوجاته وهو لم يطأهن أو أنه يقوى على وطئهن حتى إذا جاء إحداهن فتر ولم يقو على ذلك .
لكن الإصابة أو المرض أو السحر لا يتجاوز ذلك إلى تلقي الوحي عن الله تعالى ولا إلى البلاغ عن ربه إلى العالمين لقيام الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة على عصمته صلى الله عليه وسلم في تلقي الوحي وبلاغه وسائر ما يتعلق بشؤن الدين .
والسحر نوع من الأمراض التي أصيب بها النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها ..** ..[ وساق حديث لبيد بن الأعصم السالف الذكر الذي رواه البخاري ومسلم ].
ثم كان تمام الفتوى ما يلي: {ومن أنكر وقوع ذلك فقد خالف الأدلة وإجماع الصحابة وسلف الأمة، متشبها بشبه وأوهام لا أساس لها من الصحة فلا يعول عليها، وقد بسط القول في ذلك العلامة بن القيم في كتاب زاد المعاد ، والحافظ بن حجر في فتح الباري **. انتهى.
[اللجنة الدائمة فتوى رقم 4015]
..
* التعامل مع الجن بدعة ضلالة :
وأما عن وصف ذلك الفعل بالبدعة ، فإنه قد صدر عن إمام السنة الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني نور الله قبره وجعله روضة من رياض الجنة ، في نصيحة له ردا على سؤال : ما حكم التعامل مع الجن؟. فأجاب بهذه النصيحة و نصها :
[[ التعامل مع الجن ضلالة عصرية]]
فلم نكن نسمع من قبل ‘ قبل هذا الزمان ‘ تعامل الإنس مع الجن ، ذلك أمر طبيعي جدا إذ لا يمكن تعامل الإنس مع الجن لاختلاف الطبيعتين، قال عليه الصلاة والسلام تأكيدا لما جاء في القرآن : ** خلق الجان من مارج من نار **وزيادة على ما في القرآن قال عليه الصلاة والسلام: {خُلقت الملائكة من نور وخلق الجان من نار وخلق آدم مما وصف لكم** .
فإذا البشر خلقوا من طين والجان خلقوا من نار ، أنا أعتقد أن من يقول بإمكان التعامل مع الجن مع هذا التفاوت في أصل الخلقة مثله عندي كمثل من قد يقول وما سمعنا بعد من يقول ، ماذا؟. تعامل الإنس مع الملائكة، هل يمكن أن نقول أن الإنس بإمكانهم التعامل مع الملائكة ؟. الجواب:لا.لماذا؟. نفس الجواب : خلقت الملائكة من نور ،وخلق آدم مما وصف لكم.أي من تراب فهذا الذي خلق من تراب لا يمكنه أن يتعامل مع الذي خلق من نور ، كذلك أنا أقول لا يمكن للإنسي أن يتعامل مع الجني ، بمعنى التعامل المعهود بيننا نحن البشر ، نعم يمكن أن يكون هناك نوع من التعامل بين الإنسي والجني كما يمكن أن يكون هناك نوع من التعامل بين الإنسي والملائكة أيضا لكن هذا نادر ، نادر جدا جدا ولا يمكن ذلك مع الندرة إلا إذا شاء الملك وشاء الجان ، أما أن يشاء الإنس أن يتعامل معاملة ما مع ملك ما فهذا مستحيل ، وأما أن يشاء الإنس أن يتعامل مع الجن رغم أنف الجن فهذا مستحيل.
لأن هذا كان معجزة لسليمان عليه الصلاة والسلام ولذلك جاء في الحديث الصحيح في البخاري أو مسلم أو في كليهما معا أن النبي صلى الله عليه وسلم قام يصلي يوما بالناس إماما وإذا هم يرونه كأنه يهجم على شيء ويقبض عليه ، ولما سلم قالوا له يا رسول الله رأيناك فعلت كذا وكذا ؟. قال : {نعم ذاك الشيطان هجم أو قال عليه السلام هذا المعنى وفي يده شعلة من نار يريد أن يقطع علي صلاتي فأخذت بعنقه حتى وجدت برد لعابه في يدي ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام : {رب هب لي ملكا لاينبغي لأحد من بعدي**لولا هذه الدعوة لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربطه ، لكنه لم يفعل ، وأطلق سبيله بالرغم أنه أراد أن يقطع عليه صلاته.
فالآن ما يشاع هذا الزمان من تخاطب الأنس مع الجن أو الإنسي المتخصص في هذه المهنة.. زعم.. أن يتخاطب مع الجني أو يتفاهم معه وأن يسأله عن داء هذا المصاب وهذا المريض وعلاجه، فهذا في حدود معينة يمكن ، يمكن واقعيا ، لكن لا يمكن شرعا، لأن ليس ما هو يمكن واقعا يمكن أو يجوز شرعا ، فيمكن للمسلم أن ينال رزقه بالحرام كما ابتلي المسلمون اليوم بالتعامل بالربا ، معاملات كثيرة وكثيرة جدا يمكن هذا ، ولكن لايمكن شرعا فهذا لا يجوز شرعا ، فما كل ما يجوز واقعا يجوز شرعا.
لذلك نحن ننصح الذين ابتلوا بإرقاء المصروعين: من الإنس بالجن أن لا يحيدوا أو أن لا يزيدوا على تلاوة القرآن على هذا المصروع أو ذاك في سبيل تخليص هذا الأنس الصريع من ذاك الجن الصريع {الصريع اسم مفعول واسم فاعل**ففي هذه الحدود فقط يجوز ، وما سوى ذلك فيه تنبيه لنا في القرآن الكريم على أنه لا يجوز بشهادة الجن الذين آمنوا بالله ورسوله وقالوا كما حكا ربنا عز وجل في القرآن{وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا**وكانت الاستعاذة على أنواع والآن ما في حاجة للتعرض لها، المهم أن الاستعانة بالجن سبب من الأسباب لإضلال الأنس ، لأن الجن ما يخدم الإنسي لوجه الله وإنما ليتمكن منه لقضاء وطره منه بطريقة أو بأخرى.
لقد كنا في زمن مضى ابتلينا بضلالة لم تكن معروفة من قبل وهي ضلالة التنويم المغناطيسي فكانوا يضللون الناس بشيء اسمه التنويم المغناطيسي ، يسلطون بصر شخص معين على شخص عنده استعداد لينام ثم يتكلم بأمور غيبية .زعم. ومضى على هذه الضلالة ما شاء الله عز وجل من السنين تقديرا ثم حل محلها ضلالة جديدة وهي استحضار الأرواح ولا نزال نسمع إلى الآن شيئا عنها ولكن ليس كما كنا نسمع من قبل ذلك لأنه حل محلها الآن الاتصال بالجن مباشرة ، لكن من طائفة معينين وهم الذين دخلوا في باب الاتصال بالجن بسم الدين ، وهذا أخطر من الذي قبل ، التنويم المغناطيسي لم يكن بسم الدين وإنما كان بسم العلم واستحضار الأرواح لم يكن بسم الدين وإنما كان بسم العلم أيضا ، أما الآن فبعض المسلمين وقعوا في ضلالة الاستعانة بالجن بسم الدين ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قرأ بعض الآيات على بعض الناس الذين كانوا يصرعون من الجن فشفاهم الله فهذا صحيح .. لكن هؤلاء ؟. بدأوا من هذه النقطة ثم وسعوا الدائرة إلى الكلام : هل أنت مسلم؟. لا ماني مسلم . شو دينك؟. نصراني ، يهودي ، بوذي. وبعدين بيتكلموا معه: أسلم تسلم ..كلام. بيقول: أشهد أن لا إله إلا اله وأن محمدا رسول الله .. وآمنوا الإنس بكلام الجني وهم لا يرونه ولا يحسون به إطلاقا .
نحن نعيش اليوم سنين طويلة ونتعامل مع بني جنسنا ، إنس مع إنس ، سنين ، وبعد كل هذه السنين يتبين أن هذا كان غاشا لك ، فكيف بدك تتعامل مع رجل من الجن لا تعرف حقيقته ، هو بيقول لك أسلمت . يقول لك سلفا أنا مؤمن ، أنا ترى في خدمتك ، شو بدك مني أنا حاضر .فهذا نسمعه كثيرا ، سبحان الله .. من هنا يدخل الضلال على المسلمين وكما يقال وما معظم النار إلا من مستصغر الشرر ، بدأنا مهنة نتعاطاها باستخراج الجن من الإنس وتوسعنا فيها حتى صارت علاقات ، وأخيرا جاء هذا
السؤال :هل يمكن التعامل مع الجن؟؟.
والجواب:لا ، لا يمكن إلا بما ذكرته من آنفا من التفصيل 0
والنصيحة: {كما قلت آنفا أنه لا يجوز للمسلم أن يزيد على الرقية في معالجة الإنسي الذي صرعه الجني فيقرأ عليه ما شاء الله من كتاب الله ومن أدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وكفى .**.
أما الزيادة على ذلك فبعضهم يستخدم أشياء عجيبة جدا فهذا كله توهيم على الناس ومحاولة الانفراد بهذه المهنة عن كل الناس لأنه لو بقيت القضية على تلاوة آيات من القرآن فكل أحد يتسنى له أن يقرأ بعض آيات وإذا بالجني يخرج ولكنهم يحيطونها بشيء من التمويه والسرية زعموا حتى تكون مخصصة في طائفة دون طائفة ، وأذكر بقول الله تعالى:{وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا**.
نسأل الله عز وجل أن يحفضنا عن أن يصرفنا إلى الاستعانة بالجن . انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
مفرغ من شريط حكم التعامل مع الجن - للعلامة الألباني - رحمه الله -
وكما أن أهل العلم يثبتون وجود الجن وذلك لأن هذا ما جاء به الشرع وثبت به الدليل ، فكذلك هم يثبتون العلاج وفق ما حاء به الدليل ، وينكرون ما خالف الدليل ،كما جاء في الفتاوى الأنفة الذكر وكما سيأتي من تفصيل أهل العلم ، وقد صدق رب العزة في كتابه بقوله : ** إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون**، ومن حفظه لدينه سبحانه ، أمرنا بسؤال أهل الذكر فقال: {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون**.
** وعندما سئل الإمام أحمد رحمه الله تعالى : عن الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى والعزائم ، أو يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم ومنهم من يخدمه ؟. قال رحمه الله تعالى : [ما أحب لأحد أن يفعله ، تركه أحب إلي ] ويراد بهذا التحريم كما هو معلوم من نصوص الإمام أحمد وألفاظه ، ومثله قوله أكره ذبائح الجن، ومراده التحريم **أ.ه.
وقد جاء الأمر صريحا من الرب جل وعلا بإتباع منهج السلف وتوعد من خالفه بقوله : ** ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصير**.
* فهل أثر عن السلف علاج المسحورين :
وقد سُئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى: هل أثر عن السلف علاج المسحورين؟؟؟
قال السائل :أناس يعالجون بالقرآن وقد وجد بعض الناس نتائج مرضية عند هؤلاء فهل في عمل هؤلاء محذور شرعي ؟وهل يأثم من ذهب إليهم؟ وما الشروط التي ترون أنها ينبغي أنها تكون موجودة فيمن يعالج بالقرآن ؟ وهل أثر عن بعض السلف علاج المسحورين و المصروعين وغيرهم بالقرآن؟؟؟
فأجاب - حفظه الله - بما يلي : ( لا بأس بالعلاج بالقرآن وذلك ما يسمى بالرقية بأن يقرأ القارئ وينفث على المصاب فإن الرقية بالقرآن وبالأدعية المشروعة جائزة ، وإنما الممنوع الرقية الشركية : {وهي التي فيها دعاء لغير الله واستعانة بالجن والشياطين كعمل المشعوذين والدجالين أو بأسماء مجهولة**.
أما الرقية بالقرآن والأدعية الواردة فهي مشروعة وقد جعل الله القرآن شفاء للأمراض الحسية والمعنوية من أمراض القلوب وأمراض الأبدان لكن بشرط إخلاص النية من الراقي والمرقي وأن يعتقد كل منهما أن الشفاء من عند الله وأن الرقية بكلام الله سبب من الأسباب النافعة ولا بأس بالذهاب إلى الذين يعالجون بالقرآن إذا عرفوا بالاستقامة وسلامة العقيدة وعرف عنهم أنهم يعملون بالرقية الشرعية.
والعلاج بالرقية القرآنية من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعمل السلف فقد كانوا يعالجون بها المصاب بالعين والصرع والسحر وسائر الأمراض ويعتقدون أنها من الأسباب النافعة المباحة وأن الشافي هو الله وحده.
ولابد من التنبيه :على أن بعض المشعوذين والسحرة قد يذكرون شيئا من القرآن أو الأدعية لكنهم يخلطون ذلك بالشرك والاستعانة بالجن والشياطين ، فيسمعهم بعض الجهال ويظن أنهم يعالجون بالقرآن وهذا من الخداع الذي يجب التنبه له والحذر منه .
{المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان**..
فتأمل أخي هداني الله وإياك إلى الحق ووفقنا إلى طاعته قول الشيخ، بل وتأكيده بقوله:
(( ولابد من التنبيه :على أن بعض المشعوذين والسحرة قد يذكرون شيئا من القرآن أو الأدعية لكنهم يخلطون ذلك بالشرك والاستعانة بالجن والشياطين ، فيسمعهم بعض الجهال ويظن أنهم يعالجون بالقرآن وهذا من الخداع الذي يجب التنبه له والحذر منه .)).
فقد ساوى الشيخ في التحذير من الشرك وفي التحذير من الاستعانة بالجن ، بل إن الشيح لا يفرق حسب ما يظهر من قوله بين الجان إن كان مسلما ، أو كان كافرا شيطانا مريدا ، وحذر من الجميع ووصفه بأنه من أعمال السحرة والمشعوذين ، فماذا يقول من يتعامل مع الجان بعد كل هذا ؟؟؟
* الاستعانة بالجن دجل و كذب :
وأيضا: وفي شريط الرقية الشرعية سُئل فضيلته عن الذين يستخدمون الجان المسلمين في العلاج وهل يجوز هذا العمل؟؟؟
فأجاب بما يلي: ( الاستعانة بالجن لا تجوز ولو أدعى أنهم مسلمون وما الذي يدريه أنهم مسلمون ، هذا من التدجيل والكذب فلا يجوز الاستعانة بالجن ،فقد نص الله سبحانه وتعالى في القرآن على تحريم هذا:{وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا. .**. فقال من الجن مطلقة ، لا كفار الجن ،بل قال من الجن وقال سبحانه وتعالى : {ويوم نحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكترثم من الإنس و قال أوليائهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ** .
لا تجوز الاستعانة بالجن ولو أدعى أنهم مسلمون،وما الذي يدرينا أنهم مسلمون ؟. و حتى لو كانوا مسلمون ما الدليل على أنه يُستعان بالجن والقرآن أطلق الإنكار في هذا والجن من عالم الغيب لا نراهم...) انتهى..
* كثيرا ما يخدعون الناس بالتظاهر بالصلاح :
قد تقدم من نقل فتوى اللجنة الدائمة والحكم على المشعوذ الباكستاني بأنه كاهن ، كذلك قد نصت الفتوى على التحذير منه ومن أعماله الشيطانية ونصيحته بالتوبة إلى الله من ذلك المنكر الذي هو عليه وأنه يلبس على الناس وغرهم بما هو عليه من الادعاء الكاذب ، وكذلك انظر إلى هذه المسألة حتى لا يغرك حال هؤلاء الأدعياء: ـ
ففي الفتوى رقم ( 6505 ) قدم سؤال إلى اللجنة الدائمة ونصه :
أحيانا نفقد بعض المال أو الذهب من المنزل ونعتقد أنه سرق ونذهب لأحد الأشخاص ويعرف بالمخبر نشرح له ذلك ويوعدنا خيرا وأحيانا تسترجع المفقود وأحيانا لا، فما حكم ذهابنا لهؤلاء الأشخاص؟؟؟
فكانت الإجابة : ( لا يجوز ذهابكم إليه؛ لأنه كاهن، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن إتيان الكهان ونحوهم وسؤالهم وتصديقهم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
انظر رجمني الله وإياك فرغم إجابة السؤال الواضحة إلا أن السائل لا يزال شاكا والسبب هو تظاهر هؤلاء بالنسك وكثرة العبادة وقراءة القرآن :
فأعاد السائل السؤال على اللجنة الدائمة كما سيأتي من السؤال التاسع عشر من الفتوى رقم (6914) :
س 19 : قلتم في سؤال سابق لي وجوابه رقم (30) في الفتوى رقم 6505 وتاريخ 19/12/1403هـ صفحة (4): إن الذهاب إلى المخبر لا يجوز؛ لأنه كاهن .
أود أن أشير هنا أن الأشخاص الذين نذهب لهم معروفون بتمسكهم بتعاليم الدين الحنيف ولا يقرءون غير القرآن والأحاديث الشريفة في مثل تلك المسائل التي ذكرتها في سؤالي، فما حكم ذهابنا لهم ؟؟؟
فكانت الإجابة كما يلي: ج 19: ( مجرد قراءة القرآن والأحاديث لا يعرف به مكان المفقود ولا يسترجع به، ومن ذهب إلى من يدعي معرفة مكان المفقود بمجرد قراءة القرآن والأحاديث فهو ملتجئ إلى كاهن دجال ولو ادعى أنه صالح متمسك بالدين، وقد يتظاهرون بقراءة القرآن والحديث الشريف للتضليل والتلبيس وهم في الباطن من الكهنة والعرافين .
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز- الفتوى رقم (6914)
* أما المقصود من كلام شيخ الإسلام في هذه المسألة :
من المعلوم في شريعة الإسلام أن العبرة بالدليل ، ولا عبرة لقول أحد كائنا من كان إذا خالف قوله نصوص الكتاب والسنة ، أو خالف ما كان عليه سلف الأمة ،وهؤلاء المعالجين إذا طُولب أحدهم بالدليل يقول : هناك كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية ، وهو ربما لم يطلع عليه ، وإن كان قد اضطلع عليه تجده لم يفهمه ويعيه ، ورغم كل ذلك فالعبرة بالدليل ولا دليل يقدمونه سوى أنهم يبررون أعمالهم بكلام تناقلوه بدون فهم عن شيخ الإسلام رحمه الله ، ولكن ما ينسب إلي شيخ الإسلام لا يخلو من الزيادة أو الخطأ أو كليهما معا ، فيأتي أحدهم بفهمه الخاطئ ، لينصبه ميزانا يزن به كلام أهل العلم ، وقد تقدم من كلام شيخ الإسلام ما يرد ادعاءهم الكاذب ، ولكننا لا نخوض مع هؤلاء إلا بما تعلمنا من علمائنا ، وهو أننا نقدم أفهام العلماء ، على أفهامنا، وذلك لأننا أمرنا بالرجوع إليهم وإن كان في ما سبق كفاية . ولكن دأب آهل البدع المراوغة، ولذلك لا بأس من الإطالة ما دمنا نسوق كلام أهل السنة، فكلامهم بفضل الله يصدق بعضه بعضا.، وإليك أخي بعض كلام أهل العلم حول مراد شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه المسألة من جهة وإتماما لمادة البحث من جهة أخرى وسترى أن كلام أهل العلم يسير في خط واحد وأنه يفسر بعضه بعضا وبه يزول اللبس والإشكال لمن أراد الحق إن شاء الله.
- الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله :
في محاضرة بعنوان (احفظ الله يحفظك) وقد كان تعرض بالشرح لحديث ابن عباس والذي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم يا غلام : (احفظ الله يحفظك) فقال في معرض حديثه ما نصه:
( والاستعانة: طلب هذه الإعانة عند الحاجة إليها (وإذا استعنت فاستعن بالله) نسأل كثيرا عن الاستعانة بما يُدعي أنهم من صالحي الجن ؟. فبعض من يرقي الناس إذا تكلم الجني سأله عن بعض أشياء ويُكثر السؤال عنها ويخبره ويحضر له بعض الأمور، ويُفهم من بعض كلام شيخ الإسلام على عير وجهه أنه يدل على هذا....
والصواب{ المنع ** لأن:
• الإفادة منهم من خواص سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، والنبي عليه الصلاة والسلام لما أراد أن يربط الجني لكي يراه صبيان المدينة قال تذكرت دعوة أخي سليمان... فهي من خواص سليمان عليه السلام.
• وأيضا فإن فتح هذا الباب بفتح شرا عظيما وبابا كبيرا من أبواب الشرك بحيث لا يُستطاع سده فيما بعد، وسد الذريعة الموصلة إلى مثل هذا أمر مطلوب شرعا.
• والأمر الثالث أنهم من يصدقهم أنهم صالحون؟ هؤلاء غيب ، وكثير منهم يكذب أنت لا تراه ولا يمكن أن تستدل على صلاحه إلا بدلائل وقرائن ، ومجرد كونه يدعي الصلاح ، لو كان صالحا ما ابتلى المسلم وما دخل فيه وأذاه.
• الأمر الرابع من يستعين بهم فيما يُظن أنهم يقدرون عليه قد يستدرجونه فيخدمونه في أول الأمر بدون مقابل ثم بعد ذلك إذا استدرج ومشي في هذا الطريق وعرفه الناس بهذا الأمر قطعت هذه الإعانة ، وتقطع بعد ما ألفها وعرفه الناس بها .. فلابد أن يقدم ، وقد حصل ، بعض من يرقي الناس في أول الأمر يتعامل معهم ولا يطلبون منه شيئا حتى إذا تورط ومشى على يده على حد زعمه سبعون مقعدا وأحرق كذا مملكة جن على ما يقول وتورط ، طلب منه حينئذِ أن يقدم .. ولا يرضى أن يرجع لا شيء بعد أن كان شيئا ..
فالذي يتجه منع وسد هذا الباب بالكلية، وأن الذي يرقي الناس يكتفي بإخراج هذا الجن وتخليص المسلم منه.. . انتهى كلامه رحمه الله تعالى...) انتهى
- الشيخ الشتري - حفظه الله - :
وقد سئل فضيلته في سؤال على الهاتف هل يجوز الاستعانة بالجن ؟؟؟
فأجاب بما يلي: ( لا يجوز لمسلم أن يستعين بالجن أو يطلب منهم عونا على قضاء حوائجه سواء كانت متعلقة بأمور أخروية أو أمور دنيوية وسواء كانت من كشف مواطن السحر أو في بيان عائن، أو في الإعانة على نوع من أي الأعمال . والدليل على هذا:ـ
• الدليل الأول قول الله عز وجل : ويوم نحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أوليائهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجانا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها ..) فذم الله أولئك الإنس الذين استمتعوا بالجن بمعنى أنهم أخذوا منهم شيئا من حوائجهم وتمتعوا بشيء من قدراتهم.
• ويدل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد آمن به الجن في زمانه ومع ذلك لم يطلب منهم العون على شيء من حوائجه مع وجود الحاجة لذلك سواء في كشف السحر الذي أصيب به أو في الإعانة على عدوهم من المشركين أو غير ذلك .
• ويدل على هذا أن الجن لا يعينون الإنس إلا بنوع ذل وخضوع من الإنس لهم والذل والخضوع لهم من الأمور المحرمة المخالفة للشريعة.
ولذلك فالاستعانة بالجن على أي أمر سواء كان من الطاعات أو من المعاصي أو في كشف السحر أو في غير ذلك من المحرمات ومن الأفعال المحرمة شرعا، وقد قرر العلماء أنه إذا وجدت الحاجة وإذا كانت الحاجة داعية لفعل في عهد النبوة فلم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم دل ذلك على عدم مشروعيته فلا يشرع للمؤمن أن يستعين بالجن على طاعة أو على فعل قربة أو على كشف ضر أو على انتصار على مشرك أو غير ذلك لعدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم له ) ..أ.ه.
فقال السائل : يا شيخ هل صحيح هناك كلام لشيخ الإسلام؟؟؟
فأجاب الشيخ قائلا : ( إذا جاءت النصوص الشرعية لم نلتفت إلى قول أحد من الناس كائنا من كان ، على أن الكلام الذي ينسبونه إلى الشيخ فهموه خطأ فالشيخ لم يستعن بهم ولم يرد لأحد أن يستعين بهم وإنما قال :إذا هم ابتدءوا بأنفسهم فأعانوا المسلم بدون طلب من المسلم الإنسي لهم فلا حرج عليهم في تقبل انتفاعه بهم أما أن يطلب الإنسي من الجني شيئا من النفع فهذا لا يجيزه شيخ الإسلام ) .أ.ه.
- الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - :
وقد سئل فضيلته : هل يجوز الذهاب للعلاج عند من يزعم أنه يعالج بمساعدة جن مسلمين؟ وهل هذه المساعدة من الجن للقارئ من الاستعانة الجائزة أو المحرمة ؟؟؟
فأجاب بما يلي: ( الاستعانة بالجن سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين وسيلة من وسائل الشرك ** .
ثم قال: والاستعانة معناها : طلب الإعانة ، ولهذا فمن المتقرر عند أهل العلم إنه لا يجوز طلب الإعانة من مسلمي الجن لأن الصحابة رضوان الله عليهم لم يطلبوا ذلك منهم وهم أولى أن تخدمهم الجن وأن تعينهم.
وأصل الاستعانة بالجن : من أسباب إغراء الإنسي بالتوسل إلى الجني وبرفعة مقامه وبالاستمتاع به وقد قال عز وجل : {ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا **الأنعام .. فحصل الاستمتاع كما قال المفسرون : من الجني بالإنسي . بأن الإنسي يتقرب إليه ويخضع له وغير ذلك ويكون في حاجته ويحصل الاستمتاع من الإنسي بالجني بأن يخدمه الجني وقد يكون مع ذلك الاستمتاع ذبح من الإنسي للجني وتقرب بأنواع العبادات أو بالكفر بالله جل وعلى والعياذ بالله بإهانة المصحف أو بامتهانه أو نحو ذلك ولهذا نقول إن تلك الاستعانة بجميع أنواعها لا تجوز فمنها ما هو شرك كالأستعانه بشياطين الجن يعني: الكفار ومنها ما هو وسيلة إلى الشرك كالاستعانة بمسلمي الجن .
وبعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إن الجن قد تخدم الأنس وهذا المقام فيه نظر وتفصيل ذلك أنه رحمه الله ذكر في آخر كتاب النبوات أن أولياء الله لا يستخدمون الجن إلا بما فعله معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أمرهم ونهاهم أي : بالأوامر والنواهي الشرعية . أما طلب خدمتهم وطلب إعانتهم : فإنه ليس من سجايا أولياء الله ولا من أفعالهم . قال مع أنه قد تنفع الجن الأنس وقد تقدم له بعض الخدمة ونحو ذلك وهذا صحيح من حيث الواقع .
فالحاصل أن المقام فيه تفصيل : فإذا كان الاستخدام بطلب الخدمة من الجن المسلم فهذا وسيلة إلى الشرك.
ولا يجوز أن يعالج عند أحد يعرف منه أنه يستخدم الجن المسلمين وإذا كانت الجن تخدم بعض الناس بدون طلبه فإن هذا قد يحصل لكن لم يكن هذا من خلق أولياء الله ولا مما سخره الله جل وعلا لخاصة عباده فلا يسلم من هذا حاله من نوع خلل جعلت الجن تكثر من خدمته وإخباره بالأمور ونحو ذلك فالحاصل :
إن هذه الخدمة إذا كانت بطلب منه فإنها لا تجوز وهي نوع من أنواع المحرمات لأنه نوع استمتاع وإذا كانت بغير طلب منه فينبغي له أن يستعيذ بالله من الشياطين ويستعيذ بالله من شر مردة الجن لأنه قد يؤدي قبول خبرهم واعتماده إلى حصول الأنس بهم وقد يقوده ذلك الاستخدام إلى التوسل بهم والتوجه إليهم والعياذ بالله ..
فإذا تبين ذلك فإن خبر الجن عند أهل العلم ضعيف لا يجوز الاحتجاج به هند أهل الحديث وذكر ذلك أيضا الفقهاء وهذا صحيح لأن البناء على الخبر وقبوله : هو فرع من تعديل المخبر والجني غائب وعدالته غير معروفة وغير معلومة عند السامع فإذا بني الخبر عمن جاءه به من الجن وهو لم يره ولم يتحقق عدالتهم إلا بما سمع من خطابهم وهي لا تكفي فإنه يكون قد قبل خبر من يحتمل أنه فاسق ولهذا قال الله جل وعلا : ** يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ** الحجرات..
والذين يقبلون أخبار الجن وإعلام الجن لهم ببعض الحوادث تحصل منهم مفاسد متنوعة كثرة منها هنا جزمهم بصحة ما أخبرتهم به الجن فربما حصل بسبب ذلك مفاسد عظيمة من الناس الذين أخبروا بذلك فيكثر القيل والقال وقد تفرقت بعض البيوت من جراء خبر قارئ جاهل يزعم أن الذي فعل هذا هو فلان باعتبار الخبر الذي جاءه ويكون الخبر الذي جاءه من الجن خبرا كاذبا فيكون قد أعتمد على نبأ هذا الذي لا يعلم عدالته وبنا عليه وأخبر به فيحصل من جراءه فرقة واختلاف وتفرق وشتات في البيوت ونعلم أنه قد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم رحمه الله تعالى أن إبليس ينصب عرشه على الماء ويبعث سراياه فيكون أحب جنوده إليه من يقول له فرقت بين المرأة وزوجها . وهذا من جملة التفريق الذي يسعى إليه عدو الله . بل الغالب أنه يكون من هذه الجهة فأحب ما يكون إلى عدو الله أن يفرق بين المؤمنين ولهذا جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أيضا مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه مسلم قال: إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم .
فهذه المسألة:
يجب على طلاب العلم أن يسعوا في إنكارها وبذل الجهد في إقامة الحجة على من يستخدم الجن ويتذرع بأن بعض العلماء أباح ذلك والواقع أن هذا العمل وسيلة من وسائل الشرك بالله جل وعلا..
واقرءوا أول كتاب تاريخ نجد لابن يشر حيث قال : ** إن سبب دخول الشرك إلى قرى نجد أنه كان بعض البادية إذا أتى وقت الحصاد أو أتى وقت خرف النخيل فإنهم يقطنون بجانب تلك القرى ومعهم بعض الأدوية والأعشاب فإذا كانوا كذلك فربما سألهم بعض جهلة تلك القرى حتى حببوا إليهم بعض تلك الأفعال المحرمة من جراء سؤالهم وحببوا إليهم بعض الشركيات أو بعض البدع حتى فشي ذلك بينهم فبسبب هؤلاء المتطببين الجهلة والقراء المشعوذين انتشر الشرك قديما في الديار النجدية وما حولها كما ذكر ابن غنام..
وقد حصل أن : [ بعض مستخدمي الجن كثر عنده الناس فلما رأى من ذلك صار يعالج علاجا نافعا فزاد تسخر الجن له حتى ضعف تأثيره فلما ضعف تأثيره ولم يستطيع مع الحالات التي تأتيه للقراءة أو للعلاج شيئا : صار تعلقه بالجن أكثر ولازال ينحدر ما في قلبه من قوة اليقين وعدم الاعتماد بقلبه على الجن حتى اعتمد عليهم شيئا فشيئا ثم حرفوه والعياذ بالله عن السنة وعما يجب أن يكون في القلب من توحيد الله وإعظامه وعدم استخدام الجن في الأغراض الشركية فجعلوه يستخدم الجن في أغراض شركية وأغراض لا تجوز بالاتفاق ].
فهذا الباب مما يجب وسده وكذلك يجب إنكار وسائل الشرك والغواية..
{وحكم من يستخدم الجن ويعلن ذلك ويطلب خدمتهم لمعرفة الإخبار فهذا جاهل بحقيقة الشرع وجاهل بوسائل الشرك وما يصلح المجتمعات وما يفسدها والله المستعان ) انتهى كلامه - حفظه الله تعالى
** التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص:615..619**
وقال فضيلته في شرح نفس الكتاب: في باب ما جاء في الكهان ونحوهم :
واعلم أن أصناف الكهانة كثيرة جدا وجامعها الذي يجمعها :
( أن الكاهن يستخدم وسيلة ظاهرة عنده ليقنع السائل بأنه وصل إليه العلم عن طريق أمور ظاهرة كالنجوم أو عن طريق الخط أو عن طريق الطرق أو عن طريق الودع أو عن طريق الفنجان أو عن طريق الكف أو عن طريق النظر في الحصى أو عن طريق الخشب ونحو ذلك وهذه كلها وسائل يغر بها الكاهن من يأتيه.
وهي في الحقيقة وسائل لا تحصل العلم ولكن العلم جاءه عن طريق الجن وما هذه الوسيلة إلا لخداع الناس ولكي يضن الضان أنها تؤدي إلى العلم وأن هؤلاء أصحاب علم وفن بهذه الأمور، وفي الواقع هو لا يتحصل على العلم الغيبي عن طريق الخط أو عن طريق فنجان أو عن طريق النظر في البروج أو نحو ذلك وإنما يأتيه العلم عن طريق الجن وهو يظهر هذه الأشياء حتى يحصل على المقصود كي يصدق الناس أنه لا يستخدم الجن وأنه ولي من الأولياء وإلا كيف يستنتج المغيبات من هذه الأمور الظاهرة .
ويوجد في بعض البلاد كغرب أفريقيا وبعض شمالها وفي الشرق من يتعاطى بهذه الأشياء ويزعم أنه من الأولياء ويقول : إن الملائكة تخبره بكذا فهو لا يفعل الفعل إلا بإرشاد من الملائكة فالذي يفعل هذه الأفعال من الأمور السحرية أو الكهنية يعتبر في تلك البلاد من الأولياء ولهذا ترى بعض الشراح يذكر في مقدمة هذه الأبواب أن أولياء الله تعالى لا يتعاطون الشرك ولا يتعاطون مثل هذه الأمور ، فأولياء الله : مقيدون بالشرع وليسوا من أولياء الجن.. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.. )
{ص :325التمهيد لشرح كتاب التوحيد**.
وبعد : ـ
فهؤلاء ثلاثة من علماء الأمة المعاصرين يقررون حكم المسألة ويردون على المحتجين بما فهموه خطأ من كلام شيخ الإسلام ويبينون مراد الشيخ ويؤكدون على أن استخدام الجان كان خصوصية لنبي الله سليمان عليه وعلى رسول الله أفضل الصلاة والسلام ، ومن قبل ذلك ما جاء في نصيحة الشيخ الألباني والذي يقرر أن استخدام الجان كان خصوصية لنبي الله سليمان ويستدل بالحديث الذي استدل به الشيخ عبد الكريم ، إلى آخر ما سيق من كلام علمائنا الجهابذة الأفذاذ فهل نترك كلام علماء السنة الذين أمرنا بسؤالهم ، وإتباعهم والاسترشاد بأفهامهم ؟.فنترك العلماء ونذهب إلى الجهلة من المعالجين ؟،أو من يحرض على إتباع أباطيلهم ممن يدعي العلم من أهل البدع ؟؟؟
وهنا يأتي سؤال بديهي ألا وهو: من هو الأعلم والأقدر على فهم نصوص الكتاب والسنة وتفصيل وبيان المسائل العلمية وتأويل كلام أهل العلم المتقدمين وفهم المراد من أقوالهم ؟ هل هم العلماء الربانيون أهل السنة السلفيون ؟أم أصحاب الجن من المعالجين ؟؟؟
أما العقلاء فقد وجدوا الإجابة في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد سيق بيان ذلك من كلام أهل العلم المعتبرين ،وقد سبقت الإشارة إلى :
رد الشيخ بدر العتيبي (( تحذير أهل الإيمان ..))والذي قدم له الشيخ الإمام العلامة صالح بن فوزان الفوزان فقال الشيخ ما نصه :
** الحمد لله وبعد : فقد قرأت هذا الرد الجميل للشيخ بدر بن على بن طامي العتيبي ، على مقولة : (( جواز الاستعانة بالجن في العلاج وغيره من المباحات))، فوجدته ردا جميلا مؤيدا بالأدلة من الكتاب والسنة ، فجزاه الله خيرا ونفع بما كتب **أ.ه.وقد ساق الشيخ في رده كلاما نفيسا لأهل العلم من سلفنا الصالح ومن بينهم شيخ الإسلام بن تيمية وكلهم يتفقون على أن هذا التعامل من الاستمتاع المنهي عنه كما سبق بيانه فكيف يتسنى لهؤلاء بعد كل ذلك الكذب على شيخ الإسلام؟.
* الكذب على الشيخ الإمام ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
ولكي يبرروا أعمالهم الخاطئة ، وأفهامهم السقيمة ، يقعون في الكذب على أهل العلم ، وكما كذبوا ولا زالوا يكذبون عل شيخ الإسلام ابن تيمية ، فهم كذلك يفترون على الإمام الفقيه ابن عثيمين رحمه الله تعالى ويقولون بأن الشيخ ابن عثيمين يجيز العلاج باستخدام الجان ، وهم بذلك إما يجهلون أو يتجاهلون ، هذه المسألة وهي : ** من أحالك فقد برئت ذمته **، والشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى سئل فأحال السائل ، ولم يجب بنفي ولا إيجاب ، ولكنهم يصطادون في الماء العكر ، ومن كان هذا شأنه فنسأل الله أن يقينا شره ، وقد نقل الشيخ بدر العتيبي ردا دامغا على هذه المقولة وإليك نصها بتمامها :
** تنبيه : اشتهر عند الكثير أن شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى يفتي بجواز استخدام الجن ، ويلبس دجال الحجاز بهذا في الفتوى لشيخنا في ذلك ، ومن قرأ الفتوى يرى بأن الشيخ حكى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.. وقد أخبرني الشيخ الثقة طارق بن شيهان الغويري بأنه سأل الشيخ محمد بن عثيمين قبل ذهابه للعلاج خارج المملكة أي فبل وفاته بمدة يسيرة ، وقال له : يا شيخ هناك من بقول بأنك تجيز استخدام الجن ؟. فالتفت الشيخ إليه وقال بغضب : [يكذبون علي] ، [يكذبون علي] مرتين ، أنا مجرد ناقل لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية .، .. قال : وهذا هو الظن بشيخنا رحمه الله تعالى .** .أ.ه.
وإليك أخي المحب لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأثر والذي يبين بوضوح حال الصحابة رضوان الله عليهم مع هذه المسألة وكيف ينظرون إليها وحتى لا نطيل عليك فإليك :
- قصة إسلام سواد بن قارب رضي الله عنه :
ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى عند تفسير قوله تعالى: ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولو إلى قومهم منذرين) حديث سواد بن قارب رضي الله عنه الذي أخرجه البيهقي بسنده إلى البراء بن عازب رضي الله عنه قال:
( بينما عمر يخطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال : أيها الناس أفيكم سواد بن قارب؟.قال : فلم يجبه أحد تلك السنة، فلما كانت السنة المقبلة قال: أيها الناس أفيكم سواد بن قارب؟.قال: فقلت: يا أمير المؤمنين وما سواد بن قارب ؟ . قال: فقال عمر رضي الله عنه:إن سواد بن قارب كان بدء إسلامه شيئا عجيبا، قال: فبينما نحن كذلك إذ طلع سواد بن قارب، فقال عمر رضي الله عنه: يا سواد حدثنا عن بدء إسلامك كيف كان ؟. قال سواد رضي الله عنه: فإني كنت نازلا بالهند وكان لي رئي من الجن ، فبينما أنا ذات ليلة نائم إذ جاءني في منامي ذلك ، وقال: قم فافهم وأعقل إن كنت تعقل ، قد بعث رسول من لؤي بن غالب ، ثم أنشأ يقول:
عجبت للجـــــــــن وتحساسهـــــــــا وشدها العيـــــس بأحلاسهـــــــــا
تهوي إلى مكة تبغـــــــــي الهـــدى ما خير الجـــــن كأنحاسهــــــــــــا
فانهض إلى الصفوة من بني هاشم واسم بعينك إلى راسهـــــــــــــــا
قال: ثم أنبأني فأفزعني وقال:يا سود بن قارب إن الله عز وجل قد بعث نبيا فانهض إليه تهتد وترشد. قال : فلما كان من الليلة الثانية أتاني فأنبهني ثم أنشأ يقول:
عجبت للجــــــــــن وتطلابهـــــــــــا وشدها العيـــــس بأقتابهـــــــــــــا
تهوي إلى مكة تبغي الهـــــــــــدى ليس قدامهـــــــــا كأذنابهــــــــــــا
فانهض إلى الصفوة من هاشـــــــم واسم بعينك إلى قابهــــــــــــــــــا
فلما كان من الليلة الثالثة أتاني فأنبهني ثم قال:
عجبت للجــــــن وتخبارهــــــــــــــا وشدها العيــــــــس بأقتابهــــــــــا
تهوي إلى مكة تبغـــي الهـــــــدى ليس ذوو الشـــــر كأخيارهــــــــــا
فانهض إلى الصفوة من هاشــــــم ما مؤمنوا الجــــــن ككفارهــــــــــا
قال: فلما سمعته تكرر ليلة بعد ليلة وقع في قلبي حب الإسلام من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله،قال: فانطلقت إلى رحلي فشددته على راحلتي فما حللت تسعة ولا عقدن أخرى حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو بالمدينة(يعني مكة) ، قال: {مرحبا يا سواد بن قارب قد علمنا ما جاء بك **، قال : قلت يا رسول الله قد قلت شعرا فاسمعه مني قال صلى الله عليه وسلم : ** قل يا سواد**، فقلت :
أتاني رئي بعد ليـــــــل وهجعــــــة ولم يكن فيما قد بلـــــــــــوت بكـــــــــــــاذب
ثلاث ليال قولــــــــه كـــــــــل ليلــــــــة أتاك رسول من لــــــــــؤي بن غالـــــــب
فشمرت عن ساقــــــــي الإزار ووسطت بي الدعلب الوجنـــــاء بين السباســـب
فاشهـــــــد أن الله لا رب غــــــــــيره وأنك مأمـــــون على كـــــل غائــــــــــــــب
وأنك أدنى المرســــــــلين وسيلــــــــة إلى الله يا ابن الأكرمـــــــــين الأطايـــــب
فمرنا بما يأتيك من خــــــير مرســــــل وإن كان فيما جــــــــاء شيــــب الذوائــــب
وكن لي شفيعـــــا يوم لا ذو شفاعـــــة سواك بمغن عن ســـــــواد بن قـــــــارب
قال : فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال لي : ــ ** أفلحت يا سواد**.قال عمر رضي الله عنه : ـــ هل يأتيك رأيك من الجن الآن ؟. فقال : ــ ((وهنا الشاهد )) {منذ قرأت القرآن لم يأتني ونعم العوض كتاب الله عن الجن ** .. قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى ثم أسنده البيهقي من وجهين آخرين .. انتهى..
قال الحافظ ابن حجر في ترجمة سواد رضي الله عنه : ( سواد بن قارب الدوسي ، قال البخاري وأبو حاتم والبرزنجي والدارقطني : له صحبة ، وروي ابن أبي خيثمة ومحمد بن هارون الروياني من طريق أبي جعفر الباقر قال : (( دخل رجل يقال له سواد بن قارب على عمر فقال : يا سواد أنشدتك الله هل تحسن من كهانتك شيئا اليوم ؟. قال سبحان الله والله يا أمير المؤمنين ما استقبلت أحدا من جلسائك بمثل ما استقبلتني به فقال سبحان الله يا سواد ما كنا عليه من شر أعظم من كهانتك فحدثني حديثك قال : إنه لعجب كنت كاهنا في الجاهلية فبينما أنا نائم أتاني حني فضربني برجله وقال يا سواد .. فذكر الخبر بطوله ..)). قال الحافظ وله طرق أخرى أخرجها ابن شاهين قال وله طرق ثالثة أخرجها الحسن بن سفيان وله رابعة أخرجها البخاري في تاريخه والبغوي والطبراني وأخذ يعدد طرقه إلى أن قال وأصل القصة في البخاري ) ..انتهى..
و قال الإمام الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب : ( وكان يتكهن في الجاهلية وكان شاعرا ثم أسلم وداعبه عمر يوما فقال ما تحسن من كهانتك يا سواد فغضب وقال ما كنا عليه نحن وأنت يا عمر من جاهليتنا وكفرنا شر من الكهانة فمالك تعيرني بشئ تبت منه وأرجو من الله العفو عنه ) .أ.ه.
والمقصود من سرد قصة إسلام سواد بن قارب رضي الله عنه هو بيان منهج السلف الصالح في هذه المسألة فمن أراد التخلص من الشياطين وترك مسلك الكهان والمشعوذين وأراد إتباع طريق السلامة ، فعليه بهذا النهج القويم ، إن منهج سواد رضي الله عنه منهج محمود وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالفلاح ، بقوله ** أفلحت يا سواد**.
قالها سواد رضي الله عنه: ** نعم العوض كتاب الله عز وجل عن الجن **وفي استنكار سواد رضي الله عنه وغضبه من مداعبة أمير المؤمنين له يبين صورة أخرى من نهج السلف الصالح وأنه رضي الله عنه لا يرضى حتى مجرد الحديث عن الكهانة والتي أصبحت شيء مقيت بالنسبة له وأنها من مخلفات الجاهلية المقيتة بعد أن كانت مهنته وديدنه في جاهليته وفي ذلك بيان لعظمة الإسلام ومدى تمكنه من قلوب الصحابة الكرام حتى أنه يرى من مداعبة عمر رضي الله عنه تعييرا له وأجاب بأنه يرجو من الله أن يعفو عنه ويغفر له ، فهذه عقيدة سواد تجاه الكهانة ، وأنها إثم عظيم وعمل شنيع يرجو من الله أن يغفره له ،ولم يقل رضي الله عنه أن هذا جني صالح وقد دعاني وكان سببا في إسلامي بل قفل الباب تماما رضي الله عنه وأيضا لم يقل إنني خبير بالجن وأعلم الصادق منهم والكاذب بل قفل الباب تماما ، وقد كان ذكر ذلك في شعره الذي ألقاه على سمع النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قول سواد (ولم يك فيما بلوت بكاذب) فلو كلن الجني كذابا لبين له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، ومع هذا لم يسلك سواد رضي الله عنه هذا المسلك الذي يدندن حوله هؤلاء المعالجين .فهذا سواد بن قارب رضي الله عنه الذي يشره النبي صلى الله عليه وسلم بالفلاح بعد قوله له قد علمنا ما جاء بك يا سواد وهذا هو منهجه تجاه التعامل مع الجن ، إنه : ((( نعم العوض كتاب الله عن الجن))) ، ورحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وجزاه عنا خيرا وأجزل الله له العطاء حيث قدم لنا درسا سلفيا آخر ألا وهو بيان فساد عقائد الجاهلية وسماحة الإسلام فقد كان عمر رضي الله عنه على علم بالقصة ولكن أراد بيان ذلك وتعليم جلسائه ليبين لهم فضل الإسلام وليحذرهم من الكهانة وذلك لأنها من أعمال الجاهلية ، وذلك من باب قول الشاعر
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه
وهذا منهج اختص به خيار الصحابة ولا شك أن عمر منهم ، وذلك كما جاء في البخاري من قول حذيفة رضي الله عنه كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فأراد عمر والله أعلم أن يبين للمؤمنين هذه المسألة ألا وهي الكهانة وإنها من مسائل الجاهلية المقيتة ، فبين لنا عمر رضي الله عنه المنهج القويم في هذه المسألة ، والتي تدل على فضل سواد بن قارب رضي الله عنه وعن عمر وعن الصحابة أجمعين .
* اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم :
عندما ساق شيخ الإسلام مسألة التعامل مع الجن كان في معرض بيان منهج أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبيان منهج أتباع الشيطان كما هو واضح في كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، فساق مسألة التعامل مع الجن والشياطين من باب الذم لأصحاب هذه الخصلة المشينة ،ولم يذكرها من باب الحث على العمل بها وإنما بين واقع التعامل مع الجن ،ولذلك قال رحمه الله تعالى:
( وبين كرامات الأولياء وبين ما يشبهها من الأحوال الشيطانية فروق متعددة منها إن كرامات الأولياء سببها الإيمان والتقوى والأحوال الشيطانية سببها ما نهى عنه الله ورسوله ) أ.ه.
وقد سبق معنا قول الشيخ الألباني ( ليس كل ما يجوز واقعا يجوز شرعا) فكان شيخ الإسلام في كتابه الفرقان أو غيره من كتبه يبين أنواع التعامل مع الجن ويقرر بقوله إنه ليس من سجايا أولياء الله المتبعين للرسول صلى الله عليه وسلم بل كان شيخ الإسلام دائما يقرر هذه المسألة العظيمة ألا وهي مخالفة أصحاب الجحيم و قد ألف كتابا سماه اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ، وبين في كتابه المشار إليه أن مخالفة أصحاب الجحيم أمر مقصود للشارع الحكيم ، فالمسلم مأمور بمخالفة أصحاب الجحيم من أهل الكفر والضلال حتى في الأمور العادية التي ليست من فعل الإنسان مثل خروج الشيب ، فالشيب لا دخل للإنسان فيه ومع ذلك لما يخرج على الإنسان كان الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : ** إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم** .
قال شيخ الإسلام في الاقتضاء : ( وهذا اللفظ أدل بمخالفتهم والنهي عن مشابهتهم فإنه إذا نهى عن التشبه بهم في بقاء الشيب الذي ليس من فعلنا ، فلأن ينهى عن إحداث التشبه بهم أولى ، ولهذا كان التشبه بهم محرما بخلاف الأول وقال أيضا : ( ولهذا لما فهم السلف كراهة التشبه بالمجوس في هذا وغيره كرهوا أشياء غير منصوصة بعينها عن النبي صلى الله عليه وسلم من هدي المجوس.
وقال المروزي : سألت أبا عبد الله _يعني أحمد بن حنبل_ عن حلق القفا؟فقال: هو من فعل المجوس ومن تشبه بقوم فهو منهم.]..انتهى..
فيا أيها المسلم المدعي حب الرسول صلى الله عليه وسلم والمدعي حب المسلمين وحب نفعهم ورفع الضر عنهم، هل من حب الرسول صلى الله عليه وسلم وحب المسلمين التشبه بأعداء الدين من السحرة والمشعوذين ؟؟؟
فإذا كان التعامل مع الجن من سمات السحرة والمشعوذين والكهان ونحوهم .فهل يليق بالمسلم صاحب السنة أن يشابه السحرة ؟.في التعامل مع الجن، بل إن التشابه ليس فقط في مجرد التعامل فقد يأتي الجان للمعالج بدون طلب منه وهذا قد يحدث في بداية الإغواء ، ولكن التشابه يكاد يكون مطابقا لأعمال السحرة هذا إن لم يكن من جنسها فالساحر لديه طريقة ينادي بها صاحبه والمعالج كذلك وجن الساحر يعلمه بأمور غائبة عنه وكذلك جن المعالج. والساحر يطلب مساعدة الجن وكذلك المعالج، فكل من الساحر والمعالج له طريقة خاصة به في مناداة صاحبه من الجن وهي في إطار سري بينهما ، وبينهما إشارات وعلامات خاصة .فبماذا نسمي هذا التشابه بين الحالتين؟ثم كيف نفرق بين الساحر والمعالج من هذه الحيثية. فبماذا يجيبون؟؟؟
فليتق الله أولئك القوم وليحاسبوا أنفسهم ، وليتوبوا إلى الله ومن تاب تاب الله عليه والله تواب رحيم نسأله سبحانه أن يغفر لنا ويرحمنا وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن يبصرنا بعيوبنا ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة الحسنة ، وقد مر معنا ذكر الصحابي الجليل سواد بن قارب وموقفه بعد إسلامه من الجن وقوله : نعم العوض كتاب الله عن الجن .. فهل من توبة أيه المعالج وعودة إلى كتاب الله، والله إنا لنرجو لك ذلك ، ويا ليتك تنطق بها وتعمل بها فتكون متبعا قولا وعملا ، والله سبحانه هو الهادي إلى سواء السبيل.
ولتعلم أيها الأخ المحترف للعلاج يا من نصبت نفسك معالجا ،سواء كنت ممن يستخدم الجان أو من الذين عافاهم الله من هذه البلية ، بل وليعلم كل مسلم ومسلمة من المحبين للرسول الله والمتبعين لسنته وسنة أصحابه الكرام أن العلاج الحقيقي من الأمراض القلبية والبدنية ومن كل المعتقدات الباطلة ، أن العلاج المفيد بإذن الله تعالى والذي يستأصل أمراض المس والحسد والذي يستخرج أعمال السحرة وتعويذاتهم هو ** التوحيد** فإذا انتهجنا التوحيد عقيدة وعملا وقمنا بتحقيق التوحيد في قلوبنا ودعونا إليه وإلى تحقيقه في مجتمعاتنا الإسلامية ، عندها فقط ستنحل عقد السحرة وأباطيل المشعوذين .
وفي هذا يقول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله وأطال الله في عمره في رسالة له بعنوان أسئلة مهمة حول الرقية والرقاة ، بعد أن أنكر على المعالجين الكثير من المخالفات في مجال الرقية والمخالفات للسنة فقال ناصحا ومبينا أهمية التوحيد وأنه هو العلاج لهذه الأمراض فقال :
(( جاءنا الشيخ عبد الله القرعاوي في المنطقة وكثير من الناس مرضى على الفرش ، لا يقومون بسبب الجن ، ومن الزار ونحوه ، قال: وتتسلط عليهم الشياطين ، والناس جهال ما عندهم توحيد فجاء الشيخ ونشر التوحيد ، لم يتخذ الشيخ الرقية ولا تصدى للعلاج ، ولكنه نشر العلم ، فزال الجهل وزالت الأمراض وذهب السحرة ، ولم يعد هناك مشعوذين ولا كهان ، فعليكم بالعلم ونشر التوحيد .)).
قال هذا الكلام أو بهذا المعنى حفظه الله تعالى. انتهى..
وإليك أخي المسلم هذا النموذج من حال السلف الصالح لتعلم علم اليقين أنه لو كان استخدام الجان خبرا لسبقونا إليه ولكن حاشاهم أن يفعلوا ، فإليك هذا الخبر عن أمة من إماء الله الصالحات:
قال شيخ الإسلام : ( ولما عذبت الزنيرة على الإسلام في الله فأبت إلا الإسلام وذهب بصرها ، قال المشركون : أصاب بصرها اللات والعزى ، قالت : كلا والله ، فرد عليها بصرها ) أ.ه.
فهذا هو صدق الالتجاء إلى الله سبحانه وهذا هو التوحيد الذي رفع الله به هذه الأمة ، فلا مكان معه للشعوذة والكهانة ، ويصدق قول الإمام العلم الشيخ ربيع حفظه الله عند ذكر شيخه القرعاوي ، الذي لم يتصدى للعلاج بل قام بتعليم الناس التوحيد ، فبالتوحيد تنقشع ظلمات الجهل ولن يكن هناك مجالا لأباطيل السحرة والكهان .
نسال الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، أن يرزقنا سبل الهداية ، وأن يجنبنا طرق الغواية ، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وأن يجعلنا مفاتيح خير مغاليق شر ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وهو سبحانه الهادي إلي سبيل الرشاد ، وصلى اللهم وسلم على عبدك ونبيك محمد ، وعلى آله وأصحابه الغر الميامين ، وزوجاته أمهات المؤمنين ، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين . والحمد لله رب العالمين ..
منقول للفائدة
الفقير إلى رحمة ربه
أبو محمد
حرر في ذي الحجة 1429للهجرة النبوية
بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0