الرضى والإكتفاء
جمالية الرضى والاكتفاء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه:
النفس والقناعة
قليلا ما نجدهما في طريق واحد
يسيران جنبا الى جنب
يكمل احدهما الاخر
فالنفس من طبيعتها حب الزيادة
وعدم الاكتفاء بما تملك من امور مادية
انما تسعى دائما الى المزيد...
هذه هي طبيعة النفس التي لا تحكمها محبة الله
فتجدها مبرمجة على الزيادة وعدم تقبل الاكتفاء
فهذه النفس تكون عرضة للصدمة والامراض النفسية
الكفيلة على ايصالها الى الحضيض...
نعم فهي لا تعرف ما يسمى بالقناعة
دائما ما تريد الوصول الى اعلى مراتب الحياة المادية
تجدها تسلك شتى الطرق لا يردعها اي رادع
لا تملك الضمير الحي
الذي يعلمها معنى الرضى وجمال القناعة والاكتفاء
لا تتقبل النظر الى من هم دونها
انما تتطلع الى من هم اعلى...
ولكن ليس العلو الاخلاقي او الثقافي
انما العلو المادي !
فهذه نفس...
سرعان ما تتحول الى عدو لذاتها
لانها من النوع الذي وصفها الله في كتابه العزيز بقوله:
" ان النفس لامارة بالسوء"
بينما تجد تلك النفس الاخرى وفي الجانب الاخر
قد رفعت من:
" القناعة كنز لا يفنى "
شعارا لها...
دائما ما تردد كلمات الشكر في المزيد
ولا تعجب اذا رددت كلمات الصبر عند اي ضر يصيبها .
نفس...
الطمأنينة والامان رفيقان لا يتركانها باي حال ...
فهي لم تطمع وبذلك حفظت نفسها من الوقوع في طرق المعصية
الموصولة الى سعادة وهمية .
ترى السعادة قد طبعت على هذه النفس
فتعيش في رضى واكتفاء
فهي على يقين بانه:
لم ولن يضيع الله نفسا كانت القناعة اهم شعار لها.
فهنيئا لها هذا الجمال وهذا الرضى...
الذي وصل بها الى قمة السعادة
وهنيئا لها رضى الله عنها
فان الله اكرم من عباده:
ان كان الرضى هو عنوان حياتهم
كان ...
" ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر "
جزاؤهم ...
والحمد لله رب العالمين