موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > ساحة الصحة البدنية والنفسية والعلاج بالأعشاب وما يتعلق بها من أسئلة > ساحة الصحة البدنية والنفسية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 02-01-2013, 10:09 AM   #11
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

إحصائية العضو






فاديا غير متواجد حالياً

الجنس: female

اسم الدولة jordan

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي

ثالثا :

ظلم الآباء للأبناء


ظلم الوالدين للولد يبدأ من نشأته، فلا بد للوالدين إذا أرادا أن لا يكونا ظالمين في حق ولدهما أن يقوما بما يمليه عليهما دينهما، وأن يتقيا الله سبحانه في هذا الولد الذي رزقهما الله؛ لأن الولد يولد على الفطرة فطرة الإسلام التي فطر الله الناس عليها، والذي يؤثّر على هذه الفطرة ويساهم في إفسادها والداه ثم المجتمع، يقول كما في صحيح الجامع من حديث الأسود بن سريع: ((كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه))، فالولد في صغره كقطعة الطين اللين سهلة التشكيل، يتجه إلى الخير إن وجهته إليه، ولكن الآباء والأمهات يضيعون هذا الواجب نحو الولد، فلا يوجهونه ولا يعلمونه، فيظلمونه ويظلمون أنفسهم، وظلم الأبناء للآباء الذي تكلمنا عنه في الجمعة الماضية أول أسبابه الوالدان، فما وُجِد عاقٌ ظالم لوالديه في أكثر الأحوال إلا بسوء تربيةٍ وإهمال وسوء تصرف من الوالدين.
أول أشكال ظلم الآباء للأبناء القسوة على الأبناء في مرحلة الطفولة، فالطفل الصغير يحتاج إلى رعاية وحنان وعطف ومداعبة؛ لكن الآباء والأمهات يضيّعون هذا الأمر ويهملون هذه الجوانب المهمة للطفل، فينشأ الطفل معقدا أو عصبيّا، وإذا كبر نشأ محبًا للشارع كارهًا للبيت؛ لأنه لا يجد فيه راحته ولا الاهتمام به.
إنّ من الآباء من يعتبر مداعبته لولده أو تقبيله له عارًا أو جريمة، فهو لا يعامل أولاده مهما صغرت سنهم إلا بالقسوة والغلظة، وهذه أول أسباب نشوء العقوق في أنفسهم. إن مداعبة الابن ليست عارًا، وليست منقصة، وليست منافية للرجولة، وها هو رسول الله يعلمنا هذا الأمر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبّل رسول الله الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إنّ لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله ثم قال: ((من لا يَرحم لا يُرحم)) أخرجه الشيخان.
حقًّا، إن من لا يرحم لا يُرحم، من لا يرحم غيره لا يرحمه الله، كما أن من لا يرحم أبناءه سوف لن يرحمه الأبناء عند كبره.
بل إن رسول الله يرحم هؤلاء الأطفال حتى وهو في أهمّ أمر يقوم به وهو الصلاة، فقد يؤخر سجوده وهو يصلي بالناس مراعاةً للحسن بن علي رضي الله عنهما الذي صعد على ظهره، ولننظر كيف كان الحسن في كبره بسبب هذه المعاملة الرحيمة بينما نحن لا نتحمل بكاء طفل في المسجد ونقيم الدنيا ولا نقعدها، فينشأ أطفالنا بعُقَد ونشوز فالله المستعان.
وبعض الآباء لا يقف ظلمه عند هذا الحد، بل يتجاوزه إلى حدٍ خطير، وهو أنه يتعامل مع أبنائه منذ صغرهم بالضرب حتى لمن عمره أربع أو خمس سنوات، ويصفعه على وجهه؛ مما يسبب في ضياع شخصية الطفل وفقده لاتزانه، ومما يخلف في ذاكرته شيئًا من الحقد على والده أو أمه، بينما يعلمنا ديننا الحنيف أن أهم واجب في الحياة وأهم شيء خلق الله من أجله الإنسان العبادة، وعلى رأسها الصلاة، لا يضرب من أجلها الإنسان حتى يبلغ العاشرة، يقول : ((واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا))، فأي جريمة ترتكب يوميًا في حق الأطفال؟! ثم تتعجب بعد ذلك من العقوق، ونتعجب من جنوح الأحداث، والواقع يقول بأننا نحن من أسهمنا في هذا العقوق وهذا الجنوح. وكلامنا هذا لا يعني الدعوة إلى تدليل الأطفال والمبالغة في الاهتمام بهم وتلبية كل مطالبهم، بل التوسط هو السبيل، لا إفراط ولا تفريط، ورحمة الصغير أمر شدد عليه ديننا الحنيف، يقول في الحديث الذي أخرجه أبو داود عن ابن عمرو: ((من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا)).
ومن ظلم الآباء للأبناء عدم تربيتهم على الأخلاق الحسنة والسجايا الكريمة، بل يتركونهم ينشؤون دون توجيه أو رعاية، فيكتسبون أخلاقًا وسجايا ذميمة، والله أمر بتوجيه الأهل إلى الخير والبر فقال سبحانه: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [طه: 132]، وأثنى على الذين يسعون في هذا السبيل فقال سبحانه: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا [الفرقان: 74]، وبيّن لنا أن الأنبياء عليهم السلام وهم قدوتنا كانوا يرغبون في الذرية الصالحة، وليس مجرد الذرية، يقول سبحانه على لسان إبراهيم: رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ [الصافات: 100]، ويقول على لسان زكريا عليه السلام: رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً [آل عمران: 38].
وأول ما يوجّه الوالدان إليه الولد الإيمان بالله والبعد عن الشرك وغيره مما ينافي العقيدة الصحيحة؛ لأن الإنسان إذا آمن بوجود الله واستشعر رقابته صلحت أموره كلها، وها هو العبد الصالح لقمان يوجه ولده هذه التوجيهات الإيمانية، يقول سبحانه: وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان: 13]، ويقول: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُر ْبِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان: 17-19].
فلا بد للإنسان حتى لا يكون ظالمًا في حق ولده أن يوجهه ويرشده إلى الخير وإلى الإيمان والإحسان، وأن يبعده عن الشرك والفجور، لا بد أن يعلمه القرآن، ويبين له حقوق الله عليه وحقوق الناس؛ لينشأ نشأة كريمة، أما إذا ضيع هذا فقد أساء إلى ولده أيما إساءة، يقول ابن القيم في كتاب تحفة المودود: "من أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثرُ الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم" انتهى.
فلا بد إذًا من التوجيه والنصح، وهذا التوجيه للأبناء أمرنا به رسول الله ، فهو القائل كما في صحيح الجامع من حديث أبي هريرة: ((علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا، وفرقوا بينهم في المضاجع))، فإذا فرطت في تعليمهم الصلاة صغارًا فلا تتعجب من تضييعهم لها كبارا، وإذا ضيعوا الصلاة فهل ترجو الخير من إنسان عديم الصلة بالله سبحانه؟! ويقول أيضا لعمر بن أبي سلمة وهو يوجهه في صغره أثناء الطعام: ((يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك)) أخرجه الشيخان، فأين نحن من مثل هذه التعليمات التي إذا ضاعت في الصغر صعب تحقيقها في الكبر؟!
إن التفريط في هذه التعليمات والتوجيهات وغيرها من أعظم الظلم للأبناء، حيث ينشؤون في جاهلية جهلاء، في بيوت لا تعرف لله حقا ولا مكان للأخلاق فيها، فيسهل عليهم سلوك سبيل الفساد والرذيلة، ويكون سوء التربية من أهم الأسباب في انتهاجهم لهذه السبيل، ورسول الله يبين لنا هذه المسؤولية حتى لا نتهاون فيها، فيقول في الحديث الذي رواه النسائي عن أنس: ((إن الله تعالى سائلٌ كل راع عما استرعاه: أحفظ ذلك أم ضيعه؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته))، فلا يظنن ظان أن أمر الاهتمام بالأهل والأبناء وتوجيههم أمر اختياري، لا بل هو مسؤولية يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة.
‌وليت الآباء يقفون عند هذا الحد من التفريط في توجيه الأبناء وتربيتهم، بل إنهم يقومون بأسوأ من هذا، وهو تعليم أبنائهم الأخلاق السيئة وتربيتهم على الكذب والوقاحة، فنجد الأب والأم يعلم ابنه كيف يقول لغيره: يا حمار، وكيف يبصق على الناس، وكيف يضرب الصغار، كما أنه يعلمه الكذب، فإذا جاء من يبحث عن الأب أمر ابنه بأن يذهب إليه ويقول له: أبي غير موجود وهو موجود، بل ويكذب الأب على الابن أكثر من مرة حتى ينشأ على عدم تصديق أبيه وعدم الثقة به، وهذا الأمر يفعله الكثير من الآباء والأمهات وللأسف، من ذلك أننا إذا أردنا أن نمسك بطفل فإننا نقول له: تعال خذ، متظاهرين بأننا سنعطيه شيئا، فإذا جاء أمسكنا به ولم نعطه شيئا، فإذا كررنا هذا مرارا تخلَّق الطفل بأخلاق ذميمة نحن السبب فيها، من هذه الأخلاق عدم الطاعة إذا ناديناه وفقد ثقته فينا وتكذيبنا لأنه جرب علينا الكذب، وهو أيضا درس عملي في الكذب يتعلم منه كيف يكذب، وهذه معاملة نهى عنها رسول الله ، فعن عَبْدِ الله بن عَامِرٍ أَنّهُ قالَ: دَعَتْنِي أُمّي يَوْمًا وَرَسُولُ الله قاعِدٌ في بَيْتِنا، فقالَتْ: هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ، فَقالَ لَهَا رَسُولُ الله : ((وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ؟)) قالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا، فقالَ لَهَا رَسُولُ الله : ((أُمَا إِنّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكَ كَذِبَةٌ)) أخرجه أبو داود.
فلا تستهزئ بالطفل ـ يا عبد الله ـ وتقول: هذا طفل لا يفقه شيئا، بل إن الكذب كذب على الصغير أو على الكبير، بل هو مع الصغير أخطر؛ لأنه في طور التعليم، يحفظ كل ما يلقى إليه.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 02-01-2013, 10:12 AM   #12
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

رابعا

ظلم الأبناء للآباء


لقد أمرنا الإسلام بصلة الرحم وعدم قطعها، ففي صحيح مسلم عن عائشة يقول : ((الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله))، وأعلى مرتبة في الأرحام هم الآباء والأمهات الذين في رضاهم رضا الله وفي سخطهم سخط الله، يقول في الحديث الذي أخرجه الطبراني عن ابن عمرو: ((رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما))، فهل نجهل هذا ونحتاج إلى من يذكرنا به؟!
الحقيقة أنه كان من المفروض أن يكون الإنسان بارّا بمن كانا سببًا في وجوده، وكانا راعيَيْن له وهو في أضعف حالاته العقلية والبدنية كما ترعى الطير فِراخها، يحميانه من كل خطر أو مكروه، ولكن الإنسان يطغى وينسى ويتكبر ويتجبر حتى تصل به الوقاحة إلى ضرب البطن التي تخبط فيها واليد التي هدهدته؛ لهذا فقد أكثر الله سبحانه ورسوله من وصية الولد بوالديه، أما الوالدان فإنهما لا يحتاجان إلى الوصية بولدهما لأنهما بدون وصية يمرضان من أجله ويجوعان من أجله بل ويموتان من أجله.
يقول سبحانه ناهيا عن الإساءة إلى الوالدين: فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا[الإسراء: 23]، لقد ذكر سبحانه أدنى الأمور لكي نتجنب تلقائيا ما هو أعلى منها، فـ(أف) كلمة تأفّف تتكون من حرفين هي ممنوعة في حق الوالدين، والانتهار ممنوع أيضا بأي صورة وعلى أي شكل؛ لهذا عرف سلفنا الصالح حدود العقوق فوقفوا عندها ولم يتعدوها طلبا لما عند الله من فضل وهربا من سخط الله وعذابه. أخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد قال: قلت للحسن: إلى ما ينتهي العقوق؟ قال: أن تحرمهما وتهجرهما وتحدّ النظر إليهما. وأورد أبو نعيم في حلية الأولياء عن بعض آل سيرين قال: ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع، وعن ابن عون أنه نادته أمه فأجابها، فَعَلا صوته صوتَها فأعتق رقبتين، وهذا أبو الحسن علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهم كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك ولسنا نراك تأكل معها في صحفة! فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها فأكون قد عققتها. هذه هي نظرة الصالحين للوالدين، وهذا هو خوفهم من ظلم الوالدين وعقوقهما.
الإساءة للوالدين ـ أيها الناس ـ يكفينا فيها إن كنا نريد معرفة عظمتها عند الله وشدة خطرها قول رسول الله في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أنس: ((أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وشهادة الزور)).
عقوق الوالدين ـ يا من تجهله، يا من تستهين به ـ جاء بعد الإشراك بالله وقتل النفس، فارحم نفسك يرحمك الله، واعلم أنه ليس الظلم أو الأذى المباشر للوالدين بأي شكل من الأشكال هو وحده من الكبائر، بل إن من الكبائر أن تتسبب في إلحاق الأذى بوالديك، فسبّ الوالدين كبيرة لأنه عقوق، وكذلك إذا تسبّبت في سبّ والديك وشتمهما فاحذر، يقول فيما أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: ((إن من أكبر الكبائر أن يسبّ الرجل والديه))، فقال الصحابة: وهل يشتم الرجل والديه؟! قال: ((نعم، يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه)).
ونظرًا إلى أن المضيع لرضا الوالدين مضيع لخير كبير ومعرِض عن رحماتٍ منشورة من رب العالمين فقد أخبر رسول الله أو دعا بالخسران على من لم يدخل الجنة بوالديه لعقوق أو لغيره، يقول فيما أخرجه مسلم عن أبي هريرة: ((رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه))، قيل: من يا رسول الله؟ قال: ((من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة))، فما أخسرك يا من ضيعت برك بوالديك فضيعت الجنة، وما أخسرك يا من لا زلت تضيّع هذه الفرصة العظيمة.
بل تصل فداحة ذنب العاق أن الله سبحانه لا ينظر إليه يوم القيامة، وهذا يعني أنه سيعذبه عذابا أليمًا والعياذ بالله، يقول : ((ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة)) وذكر منهم العاق لوالديه.
فإذا لم نتعظ بكل هذه العقوبات الأخروية فلعلنا نتعظ بالعقوبات الدنيوية؛ لأن ظلم الوالدين وعقوقهما من الذنوب التي تعجل عقوبتها في الدنيا قبل الآخرة، فانتبه يا من سُدت في وجهك السبل، وانتبه يا من ضاق عليك الرزق، وانتبه يا من أصيب بمشاكل عائلية، وانتبه يا من ابتلي بزوجة متسلطة أو ذرية غير صالحة، فليتنبه كل مهموم ومغموم وبائس، وليتفقد حاله مع والديه، ولينظر إلى علاقته بهما، فإن كان عاقًا ظالمًا لهما فلا يطمع في راحة نفس ولا تيسير أمور؛ لأن عقوبة عقوقه تعجل له في الدنيا، يقول كما في صحيح الجامع من حديث أنس: ((بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي والعقوق))، بل تكون هذه العقوبة الدنيوية لمن عق والديه من نفس جنس معصيته، تكون عقوبته بأن يعقه أبناؤه هو أيضا، وهذا نراه كثيرا، فالكثير ممن كانوا عاقين لآبائهم وأمهاتهم ابتلاهم الله بأبناء يعقونهم، ولولا أن يقال: إننا نرجم بالغيب لقلنا: إن كل عاق لا بد أن تسْودّ معيشته عاجلا أم آجلا إن لم يتب ويتصدق ويدعو لوالديه ويطلب الغفران من الله لإساءته في حقهما.
ومع كل هذا لا زلنا ـ عباد الله ـ نسمع قصصا وأحداثا في حق الوالدين تصل إلى حدود لا يتصورها مسلم، لا زلنا نسمع عن طرد الوالدين، لا زلنا نسمع عن حبس الوالدين في غرفة أو في بيت دون رعاية أو حنان يرمى لهم الطعام كما يرمى للكلاب، لا زلنا نسمع عن ضرب الوالدين، نعم ضرب الوالدين، هذه اليد التي نبتت من حليب الأم وشقاء الأب، هذه اليد التي طالما قبلتها الأم وطالما لعقها الأب وداعبها، هذه اليد يرفعها الابن في يوم من الأيام ليصفع بها الأب أو يدفع بها الأم، قُطعت هذه اليد قبل أن تهين من أنجبها، شلت هذه اليمين قبل أن ترفع في وجه من رباها، إنها مصائب وطوام وكوارث نعيشها ونسمعها والله المستعان، ولكن على من يفعل هذا أن يستعدّ لجني الثمار المُرة والعواقب الوخيمة لهذا الظلم في الدنيا والآخرة، وعليه أن يحذر من دعوات الوالدين المظلومين الذين لا تردّ دعوتهما، وعليه أن يعرف أن شكر الوالدين من شكر الله سبحانه، يقول ابن عباس كما في كتاب الكبائر للذهبي: (ثَلاثُ آيَاتٍ نَزَلَتْ مَقْرُونَةً بِثَلاثِ آيَاتٍ، لا يُقْبَلُ وَاحِدَةٌ مِنْهَا بِغَيْرِ قَرِينَتِهَا، أوّلها: أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ،‏ فَمَنْ صَلَّى وَلَمْ يُؤَدِّ الزَّكَاةَ لا تُقْبَلُ مِنْهُ الصَّلاةُ، وَالثَّانِية: قَوْلُهُ تَعَالَى: ‏أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ‏َ،‏ فَمَنْ شَكَرَ اللَّهَ وَلَمْ يَشْكُرْ وَالِدَيْهِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ، وَالثَّالِثُة: قوله تعالى: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ، فَمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَلَمْ يُطِعِ الرَّسُولَ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ).

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 02-01-2013, 10:16 AM   #13
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

خامسا

ظلم الانسان لنفسه

( فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) التوبة : 70

والسؤال هنا : كيف يظلم الإنسان نفسه ؟ ذلك أنّ الظلم نوع منالإساءة ، فكيف إذن يسيء الإنسان إلى نفسه ؟

والجواب : إنّ علّة الظلم تنجمعن أمرين هما : الغفلة والجهل
صحيح أنّ الظلم إساءة ، وأنّ الإنسان لايريد الإساءة لنفسه ، ولكن هذا الأمر يتحقّق إذا كان الإنسان قد شخّص المسألة ،وأنّه فعل ذلك عمداً مع معرفته ، ولو كان الأمر كذلك لما ظلم نفسه أبداً ، غير أنّالظلم يأتي أحياناً مع تصوّره بأنّه يحسن إلى نفسه ، فإذا به يلحق الظلم بها دون أنيدرك ذلك
. فكم من ظالم لنفسه مسيء إليها وهو يتصوّر أنّه قدّم لنفسه الخير، ولكن وبسبب جهله وعدم إدراكه تنقلب الأمور ، وإذا الخير الذي نواه هو في الحقيقةشر وظلم ، قال تعالى : (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِيالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) الكهف : 104.


فالظلم خلق ذميم ، وذنب جسيم ، وأذى عظيم ، فهو يحلق الدين ، ويأكل الحسنات ، ويحيل حياة الناس إلى جحيم وويلات ...
والظلم هو مجاوزة الحد ، وغمط الحق ، وإذا كان الظلم كريهاً ثقيلاً موجعاً فإن أبشع صوره وأفحش ضروبه، ما كان لأهل الحقوق الآدميين الأقربين ، وما كان موجهاً ضد من أمرت بحفظه وصيانته ، وإن أول من رحمت هي نفسك التي بين جنبيك فهي الأحق بعدلك وشفقتك، وهي الأجدر بإنصافك وإحسانك ، فظلمها جرم عظيم ، وذنب وخيم ، فالنفس هي وديعة الله إليك ، وأمانته لديك ، أمرك تنصفها ، وتعدل معها، وترحمها وتقيها ويلات الدنيا والآخرة 0
فأقسى الناس قلباً من قسى على نفسه ، وأعظمهم كيداً من هضم حق نفسه ، وإن أخطر صور ظلم النفس هو الشرك بالله 0
سئل النبي صلى الله عليه وسلم: (( أي الذنب أعظم ؟ قال : أن تجعل لله نداً وهو خلقك )) قال عز وجل : (( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)) .
من وقع في الشرك فقد قطع على نفسها كل طرق المغفرة فليس من شأن الله أن يهدي نفساً أشركت إلا طريق جهنم وساءت مصيراً
وإن من ألوان ظلم النفس الهبوط بها إلى مستنقعات الذنوب والفواحش ، وتلطيخها بقذر الرذائل والخطايا ، فكيف تهون على المرء نفسه فيلقيها في مواطن سخط الله ؟! كيف تهون عليه فيتركها ترعى محارم الله فتتعرض لغضبه وعقوبته ؟! كيف يترك شعلة الإيمان تنطفئ في قلبه ؟ كيف تطيب نفسه أن يدع قلبه ألعوبة بين الشيطان يقلبه في المعاصي كيف يشاء ؟! قال عز وجل : (( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ )) .
فهم قد ظلموا أنفسهم عندما زجوا بهاوفي مواطن الفتن وأسواق الغواية ، ظلموها إذ لم يقوها من أسباب الذنب ودواعي المعصية ، فجرعوها مرارة الهبوط والانحدار يقول عز وجل : (( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) .
وقال سبحانه : ((وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَه)) .
واعلموا أن من صور ظلم النفس حرمانها أسباب الهداية، وتفويتها فرص العلم النافع، والوعظ الصادق ، وتركها غافلة سادرة فلا تفيق إلا على نزع الموت .
(( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ)) (المؤمنون:103:99) .
أولئك الذين أوبقوا أنفسهم وأهلكوها ، فما ضروا سواها ، وما آذوا غيرها
فالزاهدون في النظر في كتاب الله وسنة نبيه ، والمعرضون عن المذكرين بالله وجنته وناره ، الصادين عن العلم النافع وأنديته يظلمون أنفسهم لأنهم يحرمونها من أسباب الحياة ، ويوصدون أمامها أبواب النجاة ، فالنفس إن لم تسمع واعظ الخير تصبح نهباً لوساوس الشيطان ، طريحة لإغراءات الدنيا وزخارفها ، فلا علم يدلها على الخير ، ولا واعظ يحذرها الشر فهي نفس مظلومة محرومة ضعيفة هابطة ... ثم إن الله عز وجل يدعو عباده الذين تورطوا في ظلم أنفسهم بل وبالغوا في ذلك أن ينزعوا عن ظلمها وأن يكفوا عن إيذائها (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) (الزمر:53) .
ثم يسمعهم الله صيحات الأنفس المظلومة وعويل المهج المحرومة عليهم يشفقون على أنفسهم ((أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )) (الزمر:58,55) .
ثم يأتي الرد (( بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ )) (الزمر:59) .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 02-01-2013, 10:23 AM   #14
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

بارك الله فيكم أخي المحب لأحمد وأختي فاطمة الزهراء

اسعدني مروركم ومشاركاتكم الطيبة

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 02-01-2013, 10:44 PM   #15
معلومات العضو
حافظ غندور
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

موضوع قيم ..... بارك الله فيك أخت فادية على موضوعاتك المميزة والهادفة

جعلها الله في ميزان حسناتك

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-01-2013, 08:13 PM   #17
معلومات العضو
الزمرد*
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية الزمرد*
 

 

افتراضي

موضوع جميل واضافة قيمة للاخ الفاضل الحافظ
ولم تتركي لنا حيزا
لكن يبقى شيء وحيدواحد يهدد الظالم وهو ان يواجهه احد ويعرفه بنفسه ومرضه اللخبيث الا وهو التمتع باذية الاخر مما يترتب عليه تشكيل حاششية لا باس بها من العبيد ليس حبا فيه بل خوفا منه وهته الفئة هي التي تنميه وترسخ جذوره وتعطيه القوة التي يبحث عنها لان كما قالت فاديا الخوف المعشعش في راسه لن يتتونى عن تركه وسيعيش حياة ضنكا
فيقابل ذاك الرجل او تلك المراة التي يصفعه صصفعة لن ينساها وانه ليس من اولاء المصفقين والمذلولين وانه لا ظلهم ولا خططهم تطاطا رؤسهم ولليعلم كل ظالم اننا مستعدون ان ننكسر ولكن لا نركع ولا نخاف الا لملكوت الارض والسماء.


اما ظلم المراة للرجل
فازيدد عليه قصة ان هناك من راى فتاة في قمة الجمال وقت الرؤية الشرعية وطلبها وتفاجا ليلة عرسه باخت لها قبيحة لم يطلبها احد ورضخ ىللام وسكت
ولكم ان تتصوروا حال المسكين

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-01-2013, 10:12 AM   #18
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

مشاركة لطيفة هادفة أختي ضياء

على نفسها تدور الدوائر
وكما تقول العجائز : لك يوم يا ظالم

علما ان كلام العجائز مشتقا من الواقع وطبيعة الاحداث والخبرة والتجربة


اللهم اعط كل ظالم أضعاف ما أعطاه لغيره

تحياتي

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-01-2013, 10:48 AM   #19
معلومات العضو
الغردينيا
مراقبة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

افتراضي

تحية طيبة لمشرفتنا فاديا


..


تحية تليق بهذا الموضوع وفكر صاحبته

الظلم مثله مثل غيره من الذنوب والآثام موجود في حياتنا .. كالخيانة والكذب والغش والخداع وغيرها من المعاصي التي نهانا عنها ديننا الحنيف
.


ولكن يبقى الظلم أشد تلك المعاصي قسوة لذا قال عز من قائل:
** وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ

لكن هناك أسباب ودوافع أدت بهذا الظالم للظلم فكل ابن آدم يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه إذاً : الانسان مخلوق على الفطرة السليمة النقية و هذا الانسان أثناء مراحل تطوره و نموه إلى شخص ظالم لا بدَّ له من أسباب كأن يكون عاش مراحل الظلم في منزله(ظلم الأب للأم)فتشكلت لديه ردة فعل فبدلاً من أن يمنع الظلم يجد نفسه ظالم فأنا أجد أن الظالم انسان تعرض خلال فترة من حياته لضغوط نفسية ونتجت عنها ردت فعل عدوانية مما أدى إلى ظهورها في سلوكه الاجتماعي على هيئة ظالم

 

 

 

 


 

توقيع  الغردينيا
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 08:19 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com