دردشة ( كيف أتشافى من إصابتي الروحية ..؟)
كثيراً ما تطول معاناتنا من الإصابات الروحية المختلفة ونكون بين مد وجزر بين نشاط وخمول ، بين أمل ويأس ولا نعرف سبباً فتارة تأخذنا الهمة فتطير بنا عالياً وأخرى يهبط بنا الإحباط في قاع سحيق وهكذا نتأرجح بين هذا وذاك ولا نعرف سبب ولا نجد مخرجاً فأين الملاذ وإلى أين المطاف ..؟
وحبذا نستعرض معاً ما يوجهنا أثناء رحلتنا مع العلاج
عندما نعرف بإصابتنا غالباً يصيبنا هلع وخوف من الإصابة ونريد أن نعرف ما هى ..؟ ما نوعها ..؟ عين أم مس أم سحر ثم ما نوع العين وما نوع المس وما نوع السحر ثم من سحرني ومن أصابني بالعين والمس من أين أتاني ثم هل هى أكثر من عين وهل الأنواع كلها أم نوعين وهل وهل إلي ما لا نهاية من التساؤلات المختلفة التي تدور بالنفس ويحتاج المصاب لها إجابة و يبحث ويسأل ويتخيل ..
ثم يعزم على العلاج أما بطرق أبواب الرقاة والمعالجين والتنقل بينهم أو بدق أبواب المنتديات أو بتجربة الخلطات والوصفات من هنا وهناك
عندما نبدأ بالعلاج بأحدى الطرق ماذا يدور بخلدنا ..؟
قد نتصور أن هذا الراقي سيقرأ علينا ويخرج منا الجن في لحظات ، قد نتصور أن قراءة كذا وكذا ستحرق الجن فينا ، قد نتصور أن الخلطة الفلانية ستطرد الجن حالاً كما شاهدنا في أفلام الكرتون الخالية الخارقة للعادة
ربما لأن أرشيف الذاكرة لا يختزن سوى خوارق أفلام الكرتون الأقرب شبها لعالم الجن والعفاريت من واقعنا ..
وربما لهول ما نواجه من واقع يجعلنا نحلم بأشياء خارقة تبدل حياتنا بين ليلة وضحاها بالنهايات السعيدة ..
بدأنا العلاج بلهفة وشوق وأمل مشرق وأحلام باهرة وفاجأتنا خيبة الأمل والإحباط لماذا .. لماذا ..؟!
لما لم أشفى لما لم يهرب الجن لما لم يحرق لما لم يخرج ..؟
بل على العكس تماماً زادت الآلام وتضاعفت ، كثرت مشاكلي ومشاغلي كثر نسياني ، زادت عصبيتي ظهرت لي أمراض أخرى ظهرت لي أشياء أخرى بجسمي ظهر الطفح على جلدي ، أصابني صداع ، لا أستطيع النوم ، لا أستطيع الإستمرار ، لا أمل في الشفاء ، إلى غيرها من الشكاوى والمبررات لماذا..؟
حتى نستطيع الإستمرار حتى نستطيع الشفاء حتى نستطيع الرضى
لنعرف عدونا
الجن هو مخلوق مكلف مثل الإنسان فمنهم المسلم والكافر وكل ما يتصف به البشر من خير وشر ونفاق وكذب ، ولكن يختلف في التكوين
ميزتهم يروننا ولا نراهم ويتسللون داخل أجسامنا
وميزتنا عنهم أكثر وأكبر ويكفي أن نتحصن بالأذكار والتسمية يكفنا الله عز وجل شرهم
عندما يكون لنا عدو من الإنس كيف نواجه ظلمه كيف نقاومه ..؟
بكل تأكيد له أساليب المكر والخداع و طلب العون من الأصحاب والشركاء وهكذا
تصور أن للجن مثل هذه الأساليب بل ويستخدم معه أيضاً الإنس دون أن يشعروا
كيف ..؟
أساليبهم في أستخدام الإنس / بعضها يجعلك تفتعل المشاكل معهم أو هم يعملون لك مشاكل يجعلك تنشغل بضيوف يأتون وقت الرقية أو أستعمال برنامج علاجي أو قت الأذكار حتى ينتهي وقتها فلا تتحصن ، يكثرون عليك النسيان بالإنشغال في أمور ملحة تحصل فجأة ، تتراكم عليك أمور لا تعرف من أين أتت ، تنشغل في أمور جديدة و تكثر التسويف حتى تنسى العلاج ولا تعود إليه .
أساليبهم في الإستعانة بالجن / أن الجن معه جن وصل خارج الجسم يمده بالعون والتطبيب ( أسعافات أولية )
مثلاً عندما يبدأ الإنسان المصاب برنامج علاجي ورقية فإن الجن داخل الجسم يتضرر ويضعف بإستمرار العلاج والرقية
فيعمل الجن على أن ينسى الإنسان المصاب الأذكار فيدخل الجن خارج الجسم إلى الجن داخل الجسم ويعالجه ويصبح أقوى من السابق
وهنا يصبح المصاب كمن يحرث بحراً لا يصل إلى نتيجة فيترك العلاج
وحتى نستطيع الإستمرار / نحافظ على الأذكار في وقتها ومناسباتها ، نحافظ على قراءة سورة البقرة يومياً وورد يومي من القرآن الكريم
نبتعد عن المعاصي فهى من مداخل الشيطان ومن مضعفات التحصين
نكثر الدعاء والصدقات
نجاهد أنفسنا و نكرر المحاولة مرات ومرات و نكثر الدعاء ونستعن بالله عز وجل ودائماً نتذكر أن ما يحصل من كيد الشيطان فنستعذ بالله منه
وحتى نستطيع الشفاء / نجعل تعلقنا بالخالق ونعتقد أن الشفاء بيد الله عز وجل وإن ما نقوم به من علاجات ورقية ما هو إلا وسائل شرعية للشفاء بإذن الله عز وجل يشفي الله بها إن شاء و يشفي بغيرها ويشفي بدونها
فطلب الشفاء من الله عز وجل و الإعتقاد فيه
حتى نستطيع الرضى/
نعلم إن المؤمن مبتلى و إن أكثر إبتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل
ونعلم إن الإبتلاء رفعة لمن صبر وإن الإبتلاء سبب في رفع المنزلة في الآخرة لم يكن الإنسان ببالغها بعمله ونعلم إن الإبتلاء يمحو السيئات ويرفع الدرجات ( يكفر الذنوب )
ونعلم إن بعد العسر يسر وبعد الشدة الرخاء
ونعلم إن الإبتلاء يقرب العبد من ربه بالتوبة والإنابة والإكثار من الطاعات
ونعلم إن الدعاء كنز المؤمن ولا يرد طالبه فلما لا نرفع أيدينا تضرعاً وخفية
وليس لنا إلا الرضا والرجاء والأمل فالله عز وجل عند ظن العبد به ونحن نحسن الظن ونأمل خيراً
كتبته أم سلمى
24/10/2012