إِلَيكَ يَـا أَبَـت إِلَيـكَ يَـا سَنَـدِي *** مِنْ مُهْجَتِـي كَلِـمٌ تَفْدِيـكَ لِلأَبَـدِ
إِنَّ الْمُـرَادَ لِلُقْيَـا أَعْلَـى مَنْـزِلَـة *** لَوْلاكَ يَبْقَى حَبِيسَ الرُّوحِ وَالْجَسَـدِ
كَيْفَ السَّبِيلُ إِلـى الرّقِـيِّ مَرْتَبَـة *** مِنْ دُونِ وَهْجِكَ يَا مِصْبَاحِيَ الْمُهدِي
يَامَنْ زَرَعْتَ طُمُوحًا بَاتَ يَدْفَعُنِـي *** نَحْوَ الأَمَـامِ إِلـى مُسْتَقْبَـلٍ رَغِـدِ
مَنْ لِي سِـوَاكَ لأَفْتَدِيـهِ بِالأَغْلَـى *** أَنتَ الَّذِي مَسَكَتْ أَفْكَـارُكَ بِيَـدِي
مَنْ يَا تُرَى أَخْفَى الْوُرُودَ في حُلُمِي *** كَيْ يَنْبُعَ الْعِطْرُ مِنْ إِحْسَاسِيَ الْغَـرِدِ
مِنْ وَحْيِ عَيْنَيْكَ قَدْ أَخَذْتُ بِالْحَـذَقِ *** وَفِطْنَتي أُخِذَتْ مِنْ شَخْصِكَ الْوَحِـدِ
مِنْ أُفْقِ بَحْرِكَ قَدْ رُوِيـتُ بِالْحِكَـمِ *** فَزِدْ عَلَى فِِكْرِي مِنْ دُرِّكَ الْعَضـدِ
يَا مَنْ غَرَسْتَ اللَّحْنَ بَيْـنَ أَنفَاسِـي *** خُذْ مَا شِئْتَ مِنَ الأَلْحَانِ خُذْ كَبِـدِي
كُنْتُ وَمَازِلتُ في الأَعْلَى وَلَنْ تَقْوَى *** عَلَـيَّ أَزْمَـانٌ وَلا عَلَـى جَلَـدِي
لَنْ تَسْتَطِيعَ عَلَى طُمُوحِـيَ الصَّلْـد *** وَقَدْ أَخَذْتُكَ لـي نِبْرَاسِـيَ الأَبـدِي
وَاعْلَمْ تَمَـامَ الْعِلْـمِ أَننـي السَّهْـمُ *** إِلى الأَمَامِ مَسِيرِي هَكَـذَا عَهْـدِي
مَهْمَا ابْتَعَدْتُ عَنِ الأَهْدَافِ أَقْنُصُهَـا *** قَنْصًا، وَلا أُخْطِئ ِالْمُـرَادَ كَالأَسَـدِ
فَلا تَخَفْ مِنْ كربَتي وَمِنْ مَرَضِـي *** أَنا ابْنُكَ ابْـنٌ للغَضَنْفَـرِ الصَّمَـدِ
والآنَ أَسْأَلـكَ أَنْ تُعْطِنـي ثِـقَـةً *** تَكُـونُ نَـارًا رغْـمَ شِـدَّةِ الْبَـرْدِ
أَمَّا أَنا شِبْـلُ أَفَقْـتُ مِـنْ وَسَنِـي *** سَوْفَ أَفِي بِالْوَعْدِ قَبْـلَ يَـوْمِ غَـدِ
( كتبه : أكثم أبو فخر )