أنواع القلوب
قال ابن القيم رحمه الله :
=============
القلوب ثﻼثة : قلب خال من اﻹيمان وجميع الخير
فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه
ﻷنه قد اتخذ بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن
القلب الثاني : قلب قد استنار بنور اﻹيمان وأوقد فيه مصباحه
لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف اﻻهوية فللشيطان هنالك إقبال وإدبار
ومجاﻻت ومطامع
فالحرب دول وسجال وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة
فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ومنهم من أوقات غلبة عدوه
له أكثر ومنهم من هو تارة وتارة
القلب الثالث . قلب محشو باﻹيمان قد استنار بنور اﻹيمان
وانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات
فلنوره في صدره إشراق ولذلك اﻹشراق إيقاد
لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي حرست بالنجوم
فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق
وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن
وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء
والسماء متعبد المﻼئكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات
وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة واﻹيمان
وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو
فﻼ ينال منه شيئا إﻻ خطفه .
-----------------------------
الوابل الصيب
قال ابن تيمية رحمه الله :
* " لاتجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة, فيشربها, فلاينضح إلا بها , ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة, تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها, فيراها بصفائه, ويدفعها بصلابته,وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليك صار مقرا للشبهات".
قال ابن القيم عقيب هذه الوصية من ابن تيمية: فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك.
< مفتاح دار السعادة 1/443>