مازلنا نذكر ذاك المعلم الذي فاق تميزه كل تميز
ارتفع ارتفاعة شاهقة غطت سماء التدريس
حتى أصبحنا لا نستطيع أن نرى له أثرا إلا إذا طأطأنا رؤسنا
لا عجب أن على و اعتلى .. و لكن بسخاء اهماله لواجباته التعليمية..
و كرم لا مبالاته و تسيبه و تغيبه المزمن ..
وجود دخان سجائره التي كانت تملأ أجواء القسم إذا أراد الخروج من مأزق أوهام كان يترنح فيها
تعلم طلابه مهنة التسول بعد إشراقة وجهه التي أطلت عليهم ..و ما علموا أمن الأرض أم من كوكب آخر
فراحوا يجوبون الأقسام الأخرى ينقلون ما ضاع منهم من معارف و دروس ..
و ذات يوم قررت المدرسة تكريم أفضل معلم مميز متميز
لم نهتم بالأمر فكثير ممن نعرفهم يمتازون بالتميز ..و قد يكون من الصعب الإختيار من بينهم
دخلنا الفصل كعادتنا فكان اندهاشنا أن وجدنا ذلك المعلمة في الطليعة ..
و قد جمع على مكتبه بعص الأقلام الملونة والأوراق المزركشة و الرسومات المزخرفة ..
فكان الفضول دافعنا لمعرفة السبب فإذا به يريد ترشيح نفسه لوسام التكريم ..
كانت ابتسامات التهكم في خبث و مكر تملأ الأجواء..
و لم يستطع أحدنا حتى الذين كان يطربهم تغيبه ليحلوا لهم التجول في أرجاء المدرسة ..
من أن يطلق العنان للسانه ليدعو له بالتوفيق حتى و إن كان أول طلب له يطلبه منا ..
نسينا الموضوع بل تناسيناه و لم نعره اهتماما
و مرت الأيام ..و دخلنا الفصل كعادتنا ذات يوم ..فإذا بجمع كبير يتجمهر في قسمنا من أساتذة و طلاب..
احتلوا المكان و حجبوا عنا الرؤية ..قلنا أيعقل أن يكون المعلم قد مات و فارقته الروح ..
لعله استراح ..و أراح بعده أمثالنا من الضعفاء .. فموت بعض الناس للناس فتوح ..
سألنا آخر الموجودين عن سبب الضجة و الجعجعة ...
فقال : أيعقل أن يفوتكم خبر و مناسبة كهذه
لقد فاز معلمكم بلقب التميز
عرفنا عندها أن التميز قد يكون بقراطيس ملونة