* الفائدة الحادية والعشرون: أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده يذكر بصاحبه عند الشدة ؛ فقد روى الامام أحمد في المسند عن النبي أنه قال : (إن مما تذكرون من جلال الله من التسبيح والتهليل والتحميد ، ينعطفن حول العرش ، لهن دوي كدوي النحل ، تذكر بصاحبها . أما يحب أحدكم أن يكون له أو لا يزال له من يذكر به) هذا الحديث أو معناه
* الثانية والعشرون: أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة وقد جاء أثر معناه أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة : يارب صوت معروف من عبد معروف ، والغافل المعرض عن الله عز وجل إذا دعاه وسأله قالت الملائكة : يارب صوت منكر من عبد منكر.
* الثالثة والعشرون: أنه ينجي من عذاب الله تعالى كما قال معاذ رضي الله عنه ويروى مرفوعاً : ما عمل آدمي عملا أنجى من عذاب الله عز وجل من ذكر الله تعالى.
* الرابعة والعشرون: أنه سبب تنزل السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكر كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
* الخامسة والعشرون: أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل فإن العبد لا بد له من أن يتكلم ، فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذِكر أوامره تكلم بهذه المحرمات أو بعضها ، ولا سبيل إلى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى ، والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك فمن عود لسانه ذكر الله صان لسانه عن الباطل واللغو ، ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش ولا حول ولا قوة إلا بالله.
* السادسة والعشرون: أن مجالس الذكر مجالسُ الملائكة ، ومجالسَ اللغو والغفلة مجالسُ الشياطين ، فليتخير العبدُ أعجبَهما إليه وأولاهما به فهو مع أهله في الدنيا والاخرة.
* السابعة والعشرون: أن الذاكر يسعد بذكره ويسعد به جليسه ، وهذا هو المبارك أين ما كان ، أما الغافل واللاغي فيشقى بلغوه وغفلته ويشقى به جليسه.
* الثامنة والعشرون: أنه يؤمَّنُ العبدَ من الحسرة يوم القيامة ؛ فإنَّ كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرةً وتِرةً يوم القيامة.
* التاسعة والعشرون: أن الذكر مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى العبدَ يومَ الحر الأكبر في ظل عرشه والناس في حر الشمس قد صهرتهم في الموقف ، وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمن عز وجل.
* الثلاثون : أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين ؛ ففي الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال سبحانه وتعالى من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضلَ ما أعطي السائلين