هل جربت أن تكون في قبرك قبل مماتك ؟؟؟
هل عرفت ساعتها أحساسك ؟؟؟
جرب هذا الإحساس ,,,
في ليلة حينما يكون البيت خاليا من سكانه إلا انت ,,
حينما تأوي إلى فراشك ,, تطفئ جميع الأنوار ,,
تخيل معي ,,,
تخيل انك لست في بيتك لايوجد أحد حولك ,, وحيدا ,, غريبا ,,
أنت في القبر ,,
طبعا ستفتح عينيك لتتأكد ,, إياك والضغط على زر المصباح بل أترك نفسك في الظلام ,,
وكرر انا في القبر ,,
تلتحف الرمال ,, وتتوسد الصخور ,,
وربما تتلصص عليك هوام الأرض ,,
هنا ما شعورك ؟؟؟
من تتوقع أن يأتيك في تلك اللحظات ؟؟؟
كن في هذا المكان بخيالك ومشاعرك قبل أن يسكنه جسدك ,,,
دائماً يزورني هذا الإحساس ,,
أخاف خوفا كبيرا ,,
زادت في تعزيز هذا الشعور تذكري لمرأى ساعات الاحتضار ,, كم هي مؤلمة ,,!!!
تعوووود ذاكرتي إلى ,,الوراء ,, الوراء ,, الوراء ,,,,,,,,,,,,,,,
الوراء البعييييييد
كنت طفلة صغيرة لم أدخل المدرسة بعد كانت الحياة بالنسبة لي أمي وأبي وخلود للأبد ,,
سمعت حديث أختي الكبيرة وابنة خالتي
تتحدثان عن درس لهن وهو الموت , الدفن ,, أهوال يوم القيامة,,,, والنار
رن في أذني صدى الموت ,,
أبي ,, امي في حفرة تحت الأرض ؟؟؟ ,, صرخت ,, بكيت ,,
حاولت امي إسكاتي بلا ان تفهمني معنى ما أسمع ,, وبخت اختي ونهرتها لتغير الحديث ,,
كان في قلبي خوف كبير ,, هدات نفسي ,, ولكن بقي الخوف بقلبي من أهوال سأراها ,, وحفرة سأسكنها
ونار للعاصي ,,
كانت ذكرى تطفو على السطح حينما يأتيني وخز الضمير من موقف ما ,,
كبرت وتعددت قراءاتي واطلاعاتي ,, وفي داخلي مازال كامنا ذلك الخوف ,,
قرأت في مرحلة المتوسطة في سن صغيرة مؤلفات لكبار الكتاب ,,
ومازلت احتفظ بها بأوراقها المصفرة من كثر تقليبي لصفحاتها ,,
وعلى أغلفتها خواطر خطتها اناملي الصغيرة تلخص ما استوعبه عقلي الصغير في تلك الفترة ,,
لم يعجبني إحسان عبدالقدوس , ولا نجيب محفوظ ,, بل كنت أميل كثيرا لكاتب الفضيلة مصطفى لطفي المنفلوطي ,,
تفاعلت لما كتبه ( فيكتور هوغو ) البؤساء ,, أحدب نوتردام ,,
ومغامرات أغاثا كريستي
مازالت تلك الروايات التي قرأتها عالقة في ذهني
ومازلت أعجب الان كيف كان عقلي الصغير في تلك الأيام يفرق بين الجيد والردئ في مضمون تلك الكتب ,,؟؟؟
الآن ,, أتذكر ,, إنه ذلك الخوف ,,
في غمرة تسارع عجلة الحياة وتفاعلي في ركبها ,, أشعر أنه يكمن وينزوي ,,وأحيانا يبرز
أحسست في يوم ما أنه يوجهني إلى الأفضل ,,
وأحيانا أخرى أنه يبالغ في تأنيبي ,,
يطفح إلى السطح ,, بل يقف امامي معلنا دائماً أن أمامك قبر ستدخلينه يوما ما ,,
وإما جنة او نار
ومرت الأيام والسنين ,,
لم أشعر بالراحة يوما ما ,, تتساءل نفسي عن كل أمر ,,
ولا تهدأ حتي تجد ما يقنعها ,,
كان الخوف ملازما لي في مراهقتي ,, احب سماع فيروز ,, ولكن صدى ذلك الخوف يحدثني اني أرتكب ذنبا ,,
أحب الأفلام الأجنبية العالمية ,, ولكن ذلك الصدى يصم آذاني ,,
أحب جمال ديانا وصورها ,, ولكن ذلك الصدى
يزداد ,, يزداد ,, يزداد ,,حتى تركت كل ذلك,,
أخاف من ذكرى ذلك الخوف ,, خوف لا يبالي بأي رغبة لنفسي ,, إنه اكبر بكثير ,,
خوف يطوقني
إنها ترسبات الماضي وتساؤلات عقلي الصغير الذي كان يحوي علامة استفهام كبيرة
لم تجد لها إجابة من احد,,
لم يقنعني احد ,,
كنت أحيانا لا أعرف سببا لهذا الخوف في داخلي ,,
لم أنا لست كغيري ممن يعشن الحياة براحة تامة ,,؟؟؟؟
ما هذا الشئ الثقيل في داخلي ,, وما هذا الذي يوبخني ,, يؤلمني توبيخه حتى أصاب بالأرق أحيانا ,, ؟؟؟
لا أعرف كيف أرتب مشاعري ,,
من يجيبني على تساؤلاتي القديمة الحديثة ,, ومن يقنع نفسي اللاهثة وراء الإجابة ,,,
سبحان الله ,,
كل هذه السنين الطوال من تلك الحادثة حينما كنت في الخامسة
وتساؤلات في ذهني ,, تنمو مع عمري ,,
لم أجد تلك الإجابة إلا في وقت قريب جدا ,,
أتعرفون إين وجدتها ؟؟؟؟
في باب ( أسماء الله وصفاته )
الان بعد كل هذه السنين أجد نفسي تهدأ ,,
وعرفت إجابة الكثير من تساؤلات نبتت في روح صغيرة
ونمت وترعرعت ,, حتى غدت كصخرة تضغط على صدري ,,
فالحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه .