* قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:ما أصبتُ بمصيبةٍ إلاَّ ونظرتُ أنَّ الله تعالى أنعم عليَّ فيها بثلاث نِعَم:
الأولى:أن الله تعالى هوَّنها عليَّ,ولم يصبني بأعظم منها, وهو قادر على ذلك.
والثانية:أنَّ الله تعالى جعلها في دنياي ولم يجعلها في ديني,وهو قادرٌ على ذلك.
والثالثة:أنَّ الله تعالى يُثيبني عليها يوم القيامة.
* وقال سفيان الثوري:لم يفقه عندنا من لم يَعُدّ البلاء نعمة,والرخاء مصيبة.
* وقال وهب بن منبه:إذا سُلِك بك طريقُ البلاء سُلِك بك طريق الأنبياء.
* قال تعالى: (سَيَجْعَلُ اللهُ بعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)[الطلاق:7]
* قال الحسن: لما نزل قولُ الله تعالى: (فإنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*إنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [الشرح:5-6]خرج النبي صلى الله عليه وسلم مسرورًا فرحًا وهو يقول :" لن يغلبَ عُسرٌ يُسْرين"**مرسل: رواه الحاكم في المستدرك,ولقد صحّ موقوفًا من قول عمر وعلي رضي الله عنهما**
* وقال عليٌّ رضي الله عنه:
وكـــمْ للَّـهِ مـِن لطـفٍ خـفيٍّ**يَدقُّ خَفـاهُ عن فهمِ الذكيِّ
وكمْ يُسر ٍأتى من بعدِ عُسـرٍ**ففَرَّجَ كُربةَ القلبِ الشَّجيَِّ
وكم أمرٌ تُســاءُ بهِ صباحــًا** فتأتيكَ المَسَـــرَّةَ بالعَشِيِّ
إذا ضاقتْ بكَ الأحوالُ يومًا**فثِـقْ بالواحـدِ الفردِ العليِّ
ولا تجزعْ إذا ما نابَ خَطْبٌ**فكَـمْ للَّــهِ مـنْ لُطـفٍ خَفيِّ
* قال إبراهيم بن العباس:ِ
ولرُبَّ نازلـةٍ يضيقُ بها الفتى **ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
ضاقتْ فلمَّا استحكمتْ حلقاتُها **فُرِجتْ وكنتُ أظنُّهـا لا تُفرَجُ
* وقال غيره:
عسى الهَمّ الذي أمسيتَ فيهِ** يكـونُ وراءهُ فـرجٌ قريبُ
فيَأمَنَ خـائفٌ ويُغـاثَ عَــان**ويأتي أهلََهُ النائي الغريبُ
* وقال آخر:
تصَبَّرْ أيُّهــا العبدُ اللبيبُ**لعلَّكَ بعدَ صبرِكَ ما تخيبُ
فكلُّ الحادثاتِ إذا تناهتْ** يكونُ وراءها فرجٌ قريبُ
ويروى عن الشافعي قوله:
صبرًا جميلاً ما أقربَ الفَرَجا**من راقبَ اللهَ في الأمورِ نَجَا
مَـن صَــدَقَ اللهَ لمْ ينَلْـهُ أَذَى**ومـن رجاهُ يكونُ حيثُ رَجَـا
* أمر الحجاج بن يوسف الثقفي بإحضار رجلٍ من السجن,فلما حضرَ أمرَ بضرب عنقه,فقال:أيها الأمير,أخِّرني إلى غدٍ,قال الحجاج:وأيُّ فرجٍ لك في تأخير يومٍ واحد ,ثمّ أمر بردِّهِ إلى السجن,فسمعهُ الحجاج وهو راجعٌ إلى السجن يقول:
عسى فرجٌ يأتي بهِ اللهُ إنَّهُ**لهُ كلَّ يومٍ في خليقتِهِ أمْر
فقال الحجاج:واللهِ ما أخذه إلاَّ من كتاب الله,وهو قوله تعالى: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)
[الرحمن:29],وأمر الحجاجُ بإطلاقه.ُ
*حُبِس رجلٌ اسمه:أبو أيوب,وظل في السجن خمس عشرة سنة,فلمَّا ضاقت حيلته,وضاق صدره,كتب إلى بعض إخوانه يشكو إليه طول حبسه وقلة صبره,فردَّ عليه الجواب,يقول:
صبـرًا أبا أيــوب صبرَ مبرّحٍ** وإذا عَجَزْتَ عن الخطوبِ فمن لها
إنَّ الذي عقَدَ الذي انعَقَدتْ بهِ**عَقْـدَ المكـــارهِ فيـكَ يمـلِكُ حلَّهــــا
صبرًا فإنَّ الصبرَ يعقبُ راحةً** ولعـلَّهــــا أن تنجـلي ولعـلَّهـــــــا
فأجابهُ أبو أيوب,يقول:
صبَّرتني ووعظتني,وأنا لهــــا**وستنجلي, بل لا أقــولُ لعلَّهــــا
ويحلُّها مَن كان صاحِبَ عَقْدِها**كرمـــًا بهِ إذْ كان يملكُ حَلَّهـــــا
فما لبث بعد ذلك أيامًا حتى أُطلِقَ مُكرَّماً,وأنشدوا:
إذا ابتُليتَ فثقْ باللهِ وارضَ بهِ**إنَّ الذي يكشفُ البلوى هو اللهُ
اليأسُ يقطــعُ أحيانـًا بصـاحبهِ**لا تَيْـأسَـنَّ فإنَّ الصــــــانعَ اللهُ
إذا قضى اللهُ فاستسـلِم لقُدرتِهِ**فمـا ترى حيلةً فيمــا قضى اللهُ