موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > ساحة الأمل والبشائر > معاً يداً بيد للوقوف مع المرضى والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 16-04-2009, 11:59 AM   #31
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

جريمة الانتحـار

( الأسباب و العلاج )

بقلم الدكتور / صالح بن علي أبو عرَّاد

أستاذ التربية الإسلامية المُشارك بجامعة الملك خالد في أبها
الحمد لله رب العالمين ، ولي الصالحين ، والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين ، نبينا محمدٍ بن عبد الله الصادق الوعد الأمين ، وعلى آله وصحابته أجمعين ، وبعد ؛
فتنطلق نظرة الدين الإسلامي الحنيف إلى الإنسان من كونه مخلوقاً مكرّماً ومُفضلاً على كثيرٍ من المخلوقات الأُخرى في هذا الكون ، قال تعالى : ** وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ** ( سورة الإسراء : الآية 70 ).
من هنا فإن اعتداء الإنسان على نفسه بالقتل أو ما يُعرف بالانتحار يُعد جريمةً بشعةً ومُفزعة لكونها اعتداءً سافراً وغير مُبررٍ على النفس التي جعلها الله تعالى أمانةً عند صاحبها .
ومما لا شك فيه أن تزايد نسبة حوادث الانتحار في مجتمعنا يُعد أمراً طارئاً ومُستغرباً ولاسيما أننا- ولله مزيد الحمد- نعيش في مجتمعٍ مسلمٍ يحترم النفس الإنسانية ، ويُعلي من شأنها ، ويُحرِّم قتلها أو تعريضها لأي نوعٍ من أنواع الإيذاء القولي أو الفعلي ؛ انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، وتوجيهاته العظيمة التي نهت عن ذلك الفعل الشنيع ، وشدّدت الوعيد لمن يأتيه أو يُسهم فيه بأي شكلٍ من الأشكال .

وفي اعتقادي أن هناك بعض العوامل الاجتماعية والنفسية التي قد تدفع بالإنسان الجاهل إلى الانتحار ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :

1 ) ضعف الوازع الديني عند الإنسان ، وعدم إدراك خطورة هذا الفعل الشنيع والجريمة الكُبرى التي يترتب عليها حرمان النفس من حقها في الحياة ؛ إضافةً إلى التعرض للوعيد الشديد والعقاب الأليم في الدار الآخرة .
2 ) عدم اكتمال المعنى الإيماني في النفس البشرية ؛ إذ إن الإيمان الكامل الصحيح يفرض على الإنسان الرضا بقضاء الله تعالى وقدره ، وعدم الاعتراض على ذلك القدر مهما بدا للإنسان أنه سيءٌ أو غير مرضِ . ولا شك أن الانتحار لا يخرج عن كونه اعتراضاً على واقع الحال ودليلاً على عدم الرضا به .
3 ) غلبة الظن الخاطئ عند المنتحر أنه سيضع بانتحاره وإزهاقه لنفسه حداً لما يعيشه أو يُعانيه من مشكلاتٍ أو ضغوطٍ أو ظروف سيئة ، وهذا مفهومٌ خاطئٌ ومغلوطٌ وبعيدٌ كل البُعد عن الحقيقة .
4 ) الجهل والجزع وعدم الصبر ، والاستسلام لليأس والقنوط وما يؤدي إلى ذلك من الهواجس والأفكار والوساوس .
وقد يقول قائلٌ : لماذا لم يعرف مجتمعنا هذه الظاهرة إلا مؤخرًا ؟ وهنا تأتي الإجابة لتُرجع ذلك إلى أسبابٍ عديدةٍ يأتي من أبرزها :

1 - ضعف الوازع الديني عند بعض الأفراد أو الفئات التي تجهل خطورة نتائج هذا السلوك المنحرف ، وتجهل الحكم الشرعي لهذا الفعل المُحرّم بنص القرآن الكريم والسنة النبوية .
2 - الانفتاح الإعلامي والثقافي غير المنضبط الذي نعيشه في مجتمعنا المعاصر ، الأمر الذي دعا إلى تقليد الآخرين والتأثر بهم في كل شأنٍ من شؤونهم ، وهو أمرٌ غيرُ محمودٍ لما فيه من ضياع الهوية واستلابها .
3 - كثرة المشكلات الأُسرية التي أصبح مجتمعنا يعانيها ؛ والتي ترتب على انتشارها نتائج مؤسفة مثل التفكك الأُسري ، وانتشار بعض الظواهر الاجتماعية السلبية التي يأتي من أبرزها جريمة الانتحار .
4 - التأثر الشديد - ولاسيما عند صغار السن ومحدودي الثقافة - بما تبثه القنوات الفضائية من أفكارٍ وأُطروحاتٍ وموضوعاتٍ تحث بصورةٍ مباشرةٍ أو غير مباشرة على الانتحار ، وتجعل منه حلاً عاجلاً وسريعاً لكثيرٍ من المشكلات النفسية والاجتماعية التي يعاني منها بعض الناس .
أما علاج هذه الظاهرة فلا يمكن أن يتم إلا بالعودة الصادقة إلى الله تعالى ، والالتزام الصادق بما أمر الله به من أقوالٍ وأعمالٍ وأوامر ونواهٍ ؛ جاءت في مجموعها مُمثلةً لدور التربية الإسلامية ومؤسساتها الاجتماعية المختلفة في تحصين الفرد وحمايته من هذا الانحراف السلوكي الخطير عن طريق التالي :
أ ) التمسك بمبادئ وقيم وتعاليم وتوجيهات التربية الإسلامية الصحيحة
في كل جزئيةٍ من جزئيات الحياة الفردية والجماعية ، والعمل على تطبيقها في واقعنا المعاصر لما في ذلك من ضمانٍ لتقديم الحلول الناجحة لجميع المشكلات والظواهر السلبية في المجتمع .
ب ) زيادة الجرعات التوعوية اللازمة لأفراد وفئات المجتمع
عن طريق مختلف الوسائل الإعلامية والتعليمية ؛ لبيان خطر جريمة الانتحار وبشاعتها وما يترتب عليها من نتائج مؤسفة وعواقب وخيمة سواءً على الفرد أو المجتمع .
ج ) مراقبة الله تعالى في مختلف الأعمال والأقوال ،
وفي كل شأنٍ من شؤون الحياة عند الإنسان ؛ إذ إن من راقب الله تعالى وخافه واتقاه لن يستحوذ عليه الشيطان ، ولن يلقي بنفسه إلى التهلكة . لأنه يعلم أنه سيُسأل عن ذلك أمام الله تعالى .
د ) محاولة تفهم الظروف والأسباب والدواعي التي قد تدفع بعض أفراد المجتمع من ضعاف الإيمان
والبُسطاء في تفكيرهم ووعيهم إلى محاولة الانتحار ، ومن ثم العمل على مد يد العون والمساعدة لهم ، والإسهام في حل مُشكلاتهم وإعادة ثقتهم بأنفسهم . وبذلك يتم القضاء على أسباب هذه الظاهرة ودواعيها بإذن الله تعالى .
هـ ) إخضاع الظواهر السلبية في المجتمع للدراسة الجادة والبحث المُتعمق من مختلف الجوانب
حتى تُعرف أسبابها ودواعيها ، ومن ثم تبدأ خطوات الوقاية منها ، وإيجاد العلاج المناسب لها والاجتهاد في تطبيق ذلك ميدانيًا .
وهنا تجدر الإشارة إلى أن حل هذه المشكلة والقضاء عليها مسؤوليةٌ عُظمى تشترك في القيام بها مختلف المؤسسات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية كالمنزل ، والمدرسة ، والمسجد ، والنادي ، وأماكن العمل ، ووسائل الإعلام ، وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة بالإنسان في مجتمعه .

وفي الختام ، نسأل الله تعالى أن يحفظنا جميعًا من كل شر ، وأن يوفقنا إلى طاعته ، وأن يرزقنا حياةً طيبةً ، وأن يختم لنا بالخاتمة الحسنة ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-04-2009, 12:03 PM   #32
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

علاج الانتحار

قال الله تعالى: **يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما**.

منذ مدة ونحن نسمع ونقرأ، بين آونة وأخرى، أن فلانا انتحر، وفلانة انتحرت؛ أي عمد إلى قتل نفسه، وإزهاق روحه، ووضع حد لسني عمره، زهدا فيما تبقى منه، إن كان قد تبقى منه شيء.

وعادة الإنسان أنه يظلم، ويطغى، ويفسد، ويهلك الحرث والنسل، ويفتك، ويقتل، ويشعل الحرب والدمار، حتى يعيش فلا يموت، لينسأ في عمر، ويمد في أجله.. والآن هو الذي يختصر كل شيء، ويتجاوز كل شيء، فيقتل نفسه بيده، عن سابق إصرار وعمد، وعن قناعة كاملة ؟!!.

ما الذي يحدث بيننا ؟!!.. شباب وفتيات، في حال اكتمال العقل، والأمل بين أيديهم، لا يشكون عاهة، ولا أسرا، ولا ذلا، لماذا يقتلون أنفسهم ؟.

يمكث المرء يقلب في الأسباب:

أهي حالات نفسية ؟.. فهل ذلك مسوغ ؟، فلم لم ينتحر نزلاء المستشفيات النفسية ؟.

أهي أوضاع اقتصادية ؟.. فهؤلاء الفقراء يملؤون العالم، كان عليهم أن ينتحروا هم أيضا.

أهي أوضاع أسرية ؟.. أفلم يجد هؤلاء طريقة لحل هذه الأوضاع إلا الفرار إلى الموت.

أم هي حالات شيطانية، استثمرت تلك الحالات السيئة المحبطة، فوسوست بالتخلص منها والخروج بلا عودة، فزينت الموت، كما زينته لعبدة الشيطان، وهم ثلة من المترفين، الذين ملوا الحياة ؟.

في السابق كنا نسمع ذلك يحدث في الغرب، وأخص بالذكر الدول الغنية، كالدول الإسكندنافية، التي توفر كل شيء لشعوبها، من مال، وجنس، وخمر، وملاهي، وملذات. فيتساءل المتعلمون: كيف ينتحرون وبين أيديهم كل أدوات النعيم .

فيجيبهم العالمون: ذلك لأنهم عمروا دنياهم، وخربوا آخرتهم.. ولأنهم أقبلوا على لذات البدن، وتركوا غذاء الروح.. فسجنت أرواحهم في أبدان آثمة، مليئة بالخطايا، فلم يعد بوسعها أن تتزكى، فتملكهم الشيطان، فساقهم في طريقه، وصار آمرا لهم وناهيا، فكان من أمره إليهم أن يقتلوا أنفسهم.

هكذا كانوا يجيبون، يوم لم يكن عندنا ما عند الغرب من البلايا، لكن أخبارهم كانت تأتينا، فنسمعها ونقرؤها، أما اليوم فإن بعض تلك البلايا تسربت إلينا.. فهل كان ذلك هو السبب ؟.

عندنا جواب سهل وواضح لهذه المشكلة، هو قوله تعالى:

- {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا**.

التارك لذكر الله تعالى، المعرض عنه، في معيشة ضنك؛ أي شقاء، وتعب، وألم نفسي، وعذاب روحي، كما في قوله تعالى:

- **ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء**.

- **ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق**.

فهذا المعرض عن ذكر الله تعالى له من العذابات النفسية، كما أخبر الله تعالى، ومن أصدق منه قيلا، ومن أصدق منه حديثا: الضنك، والضيق؛ كضيق المتنفس إذا قل عنده الأوكسجين، والخوف؛ كخوف الساقط من السماء، والجوارح الكواسر من الطير تتخطفه، تفترسه، فإن نجا منها هوت به الريح في واد سحيق.. ولعل نائما رأى نفسه كذلك، فكيف كان شعوره خوفا ورعبا، فكذلك هو المعرض عن الذكر .

وهذا وإن كان في المعرض إعراضا تاما؛ هو الكافر والمشرك، فإن المسلم حينما يعرض عن ذكر الله تعالى، وذلك بالإهمال والنسيان والغفلة، ليس بالكفر والجحود؛ فإنه سيناله بعض ما ينال الكافر من تلك العذابات، فكما أن الإيمان شعب، فالكفر شعب، وبعض شعبه قد يتلبس بها المسلم، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعض رقاب بعض).

والمعنى أن توافقوا وتشابهوا الكفار في بعض أخلاقهم، كالضرب والقتل، فمن فعل كذلك، فهو فيه شعبة من الكفر، وإن لم يبلغ حد الكفر المخرج من الملة، وكذا التارك لذكر الله إهمالا وغفلة، هو فيه شعبة من شعب الكفر، لذا فقد يناله شيء من الضنك، والضيق، والخوف الذي يصيب الكافر.

إذن كونك مسلم، فذلك لا يعني السلامة الكاملة مما يصيب الكافر جزاء آثامه، بل كلما فعلت شيئا هو من أخلاقه وطريقته، أصابك ما يصيبه جزاء وفاقا.
وإن هؤلاء الذين واللواتي ينتحرون قد أصابهم شيء مما أصاب الكافرين من الغفلة عن ذكر الله تعالى، وتمادوا في ذلك حتى تملكهم الشيطان..

وقد بدأت كلامي بآية معظمة: **يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا**.
فهذه وصية الله للمؤمنين: ذكر الله تعالى، وصفة هذا الذكر أنه كثير، ليس قليلا، ومن ذلك تسبيحه بكرة وأصيلا، فلا يلزم ذكره في البكرة والأصيل إلا من ذكره كثيرا. وهناك نصوص في المعنى كثيرة، كقوله تعالى:

- **واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون**.

- {والذاكرين الله كثيرا والذاكرت أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما**.

- {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين**

- {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم..**.

- {ولذكر الله أكبر**.

- **فاذكروني أذكركم**.

وقال صلى الله عليه وسلم:

- (سبق المفردون؛ الذاكرون الله كثيرا والذاكرات) رواه مسلم.

- قال رجل: يا رسول الله!، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: ( لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله) رواه الترمذي.

فالعامل بهذه النصوص، الذاكر لله كثيرا والذكرات، لن ينالهم بأذن الله ضنك، ولا ضيق، ولا خوف، وإني قمن لكم أنه لن يؤذي نفسه بشيء، دع عنك أن يقال: إن فلانا أو فلانة انتحرت.

إن الذي لا يذكر ربه هو ميت، والبيت الذي لا يذكر فيه الله تعالى هو بيت ميت، قال رسول الله:

- (مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت) متفق عليه.

- ٍ(مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت) مسلم.

والميت يُحرك ولا يتحرك، يُملك ولا يملِك، ليس بيده أن يدفع عن نفسه بشيء، ولا يستطيع صون نفسه، وكذا الذي لا يذكر ربه، هو تحت أمر وتصرف غيره، ومن هذا ؟، هو الشيطان، هو الذي يتصرف فيه، يسوقه إلى ما يريد، لا يلقى دفعا ولا معارضة، بل التسليم المطلق.

ولأنه عدو الإنسان، وقد حلف بعزة الله: أن يغويه، وأن يزين له كل منكر وسوء وفحشاء. فلن يتردد في أن يفعل به ما يقدر عليه، إن قدر خرج به من الإسلام إلى الكفر، وإن عجز عن هذا فعل به ما دون ذلك، مما فيه عذابه ودخوله النار، فمن ذلك: أن يقتل نفسه. روى البخاري بسنده عن رسول الله عليه الصلاة السلام قال:

- (من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم، يتردى فيها، خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما، فقتل نفسه، فسمه في يده، يتحاساه في نار جهنم، خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده، يجأ بها في بطنه، في نار جهنم، خالدا مخلدا فيها أبدا).

إن الشيطان يتسلط على الإنسان بإهماله ذكر الله تعالى، فإذا أهمل الذكر كان حينئذ عرضة للعين الحاسدة، والنفوس الشريرة، والسحر، فإذا تمكنت منه هذه الأدواء، تسلط الشيطان من خلالها، فصار في أسره، فبدأ بعذابه بالضنك، والضيق، والخوف:

فمنهم يكون فيه بقية قوة، يضارع بها الشيطان، فيصابره بالعودة إلى الذكر، واستعماله في دفع ما يجد من الأذى، فيكون في تعب ومشقة، كالذي لقي عدوا، فمرة يضرب، ومرة يُضرب، والقتال سجال.

ومنهم من يضعف جدا، حتى لا يجد القوة للدفع والقتال، وهذا الذي يتمكن منه الشيطان، فيؤذيه غاية الأذى، فإن منّ الله عليه بمن يعينه، أو فتح باب قوة، تمده بالإيمان واليقين، والعودة إلى الذكر، وإلا فإنك لا تدري إلى أين يسوقه هذا الشيطان الرجيم ؟.

والسالم من كل هذا الأذى هو المؤمن؛ الذي لا يفتر عن ذكر الله تعالى، فهو الذي يتتبع الشياطين ليقتلهم، ويعذبهم، فلا يطمعون منه بأذى، بل يرجون الخلاص والفكاك من نار إيمانه عليهم، فإن معه سلاحا ثقيلا على الشياطين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن؛ سبحان الله وبحمده، وسبحان الله العظيم). متفق عليه


- (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى. قال: ذكر الله تعالى) رواه الترمذي.

إن ذكر الله تعالى سلاح قوي، يكفر السيئات، ويرفع الدرجات،
ليس هذا فحسب، بل يقي الإنسان ويصونه من أذى الشيطان على بدنه، وروحه، وعقله؛ ولذا أمرنا بتحصين أنفسنا بالذكر عند النوم، وفي الصباح والمساء، وأن نحصن الأطفال الصغار بالأذكار الواردة. فهذا هو علاج الانتحار.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-04-2009, 12:21 PM   #33
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي


تقليل خطر الانتحار

بقلم الدكتور / اسامه عبدالسلام- مستشفى الطب النفسي بالمدينة
________________________________________

تبعاً لإحصائيات المنظمة الصحة العالمية فإن نسبة الانتحار زادت بنسبة 60% في بعض بلدان العالم خلال العقود الأخيرة وقد ينتج الانتحار من مرض نفسي غير معالج أو لا يعالج بالصورة المثلي .

وفي المرضى كبار السن فإن مرض الاكتئاب النفسي يعد من اهم أسباب الانتحار / ولكن يجدر بنا ذكر إن الانتحار بدأ يستشرى في صغار السن أيضا ( وأن استخدام المؤثرات العقليةكالمخدرات أدى إلى ارتفاع نسبة الانتحار من مرتين إلى 4مرات في صغار السن )
عالمياً الانتحار يصنف ضمن أهم ثلاثة أسباب للموت في الفئة العمر ية من 15ــ 44سنة

ــــ العوامل التي قد تؤدي إلى السلوك الانتحاري :ـ
توجد أسباب كثيرة ؛ متداخلة ، ومعقدة قد تؤدي إلى الانتحارـ
وفهم هذه الأسباب خطوة أساسية نحو الوقاية ومنع الانتحار
بعض هذه الأسباب يشمل الفقر ، البطالة ، فقدان ألأحبه ، الشجار مع الأهل والأصدقاء ، مشاكل قانونية أو في العمل ـ وجود تاريخ أسرى للانتحار هو عامل معروف وله خلفية اجتماعية أو وراثية والعوامل الأخرى تتضمن إساءة استخدام الكحول والمخدرات ، العزلة الاجتماعية .

المشاكل النفسية.
مثل الاكتئاب النفسي ، الفصام العقلي ، مع شعور عام بالإحباط لها دور أساسي .
 الإمراض العضوية المزمنة بالخصوص التي تسبب الماً شديداً تعتبر من العوامل التي تؤدي إلى الانتحار .
 توفر الوسائل التي تؤدى إلى الانتحار .
وجود تاريخ سابق لمحاولة انتحارية عامل مهم ( وبالأخص في أل 6شهور الأولى بعد المحاولة الانتحارية ) .
وجود المرض النفسي هو عامل رئيسي
يؤدى إلى الانتحار : هناك دراسات متعددة غربية تشير إلى أن 90% من المنتحرين كانوا يعانون من المرض النفسي ، ولكن مما يجدر ذكره أن غالبية المرضى النفسيين لا يقتلون أنفسهم .
نسبة الانتحار في مرض الاكتئاب النفسي تتراوح من 10ـ 15% ، نسبة الانتحار في مرض الفصام العقلي الأميركيين تبلغ حوالي 4- 10% الاعتماد على الكحول والمواد المخدرة تضاعف نسب الانتحار في المرض النفسيين .

ـــ العوامل الواقية من الانتحار :
منها الالتزام الديني ، الترابط الاجتماعي القوى مع الاسره والأصدقاء الزواج المستقر والسعيد ، وجود دعم اجتماعي .


أهمية العلاج المبكر :
العلاج النفسي يحد من الانتحار :
العلاج النفسي بأنواعه المختلفة له اثر فعال في تقليل نسب الانتحار .

يزيد خطر الانتحار في الأسابيع التي تعقب خروج المريض النفسي من المستشفى وجد أن 50ـ 70% من المنتحرين كانوا على الاتصال بالأطباء /الممرضين /أو الأخصائيين النفسيين في الأسابيع التي سبقت انتحارهم.
ــ تقليل الوصمة والعيب الاجتماعي المرتبط بالمرض النفسي يشجع المرضى على العلاج والمراجعة وبدون خوف أو خجل مما يقلل من حدوث الانتحار .

ـــ مسئولية التعامل مع المرض النفسي والانتحار.
هي مسئولية الجميع : أفراد الأسرة ، العاملون في مجال الطب النفسي ، العاملون في مجال طب الأسرة ، الأصدقاء ، المعلمون ـــ وذلك بالتعرف على الأعراض المرضية ونصح وتحويل المريض للعلاج .
كثير من الأمراض النفسية الحادة والخطيرة يمكن علاجها داخل المجتمع ( خارج المستشفى ) ولكن يلزم وجود خدمات طبية داخل المجتمع على مدار اليوم وطول الأسبوع .

ــ الحد من الوسائل التي تؤدى إلى الانتحار يساعد من تقليل نسبته

المعرفة المبكرة للعلامات ألداله على السلوك الانتحاري يجب أن تعمم :
- مثل تكلم الشخص صراحة عن نيته في قتل نفسه.
- التفكير والحديث باستمرار عن الموت .
- التشاؤم من المستقبل مع الشعور بالعجز .
- الاكتئاب النفسي بكل أعراضه .
- الانقلاب المفاجئ من الحزن الشديد إلى شعور بالهدوء والسعادة .
- فقدان الاهتمام بالأشياء التي كان يحبها .
- توديع الأصدقاء والأحباء.
- حسم الأمور المادية والعلاقات مع عمل " وصية " .
- الحديث والبحث عن افضل السبل للانتحار .

ــ يجب تعديل المفاهيم الشائعة والخاطئة عن الانتحار مثل :
1- الأناس الذين يتكلمون عن الانتحار لا ينتحرون
2- الذين يعزمون على الانتحار لا يمكن منعهم من ذلك
3- سؤال الشخص عن وجود نزعه انتحارية لدية قد يوحي إلية بقتل نفسة .

استراتيجيات العلاج : ـ تتضمن :ـ

الدعم بعد المحاولة الانتحارية : وذلك لتقليل المحاولات اللاحقة / أو لمنع الانتحار الكامل ـ وذلك عن طريق المتابعة ـ العلاج النفسي الداعم ـ

التشجيع للحضور للعيادات الخارجية بانتظام ـ العلاج ألعقاقيري إن استدعى الحال
هناك الكثير من أنواع العلاج النفسي اثبت فاعليته في تقليل المحاولات الانتحارية الانتحارية ومنها العلاج السلوكي المعرفي آو العلاج النفسي بين الأشخاص.

الدعم الاجتماعي له أهمية بالغة في العلاج المتكامل ـ

هناك حاجة للبحث العلمي لتقييم دمج العلاجات العقاقيرية مع العلاج النفسي/الاجتماعي .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-04-2009, 01:59 PM   #34
معلومات العضو
ميانة البحرين

افتراضي

السلام عليكم
هناك ايضا ما يسمى ب (قتل الرحمه او قتل الشفقه)، اي قتل النسان الميؤوس من شفائه بدعوى الرحمه به وانهاء تألمه ومعاناته.
مثال( كأن يرى الزرج زوجته تتألم وتتعذب ويزداد عليها المرض كل يوم ولم ينفع معها اي دواء ولا علاج، فيفكر في ان يرأف بحالها الى الابد، فيقوم باعطائها جرعة دواء اكثر من المطلوب او دواء لا يناسبها، او يستخدم اي طريقه لتخليصها من الامها تؤدي بها الي الموت)
وقد سمحت بهذا النوع من القتل بعض الدول الاجنبيه، ولكن في الدول الاسلاميه فهذا لا يجوز قانونا ولاشرعا، لان الصبر عند الام مطلوب في الشرع، فلا يجوز انهاء حياة انسان او انهاء حياته بنفسه لانه بذلك يعتبر منتحراوقاتلا لنفسه،، ((يأيها الذين آمننوا لا تأكلوا أموالكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم،[u]ولا تقتلوا انفسكم ان الله بكم رحيما\ ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا)) سورة النساء29،30

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-04-2009, 03:32 PM   #35
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

حوار مع ثلاث ناجيات من الانتحار..!



إعداد سناء طباني



* أساس المشكلة كان إجباري على الارتباط بشخص من أقاربي لا تربطني عاطفة معه

* الإنسان الذي كنت أحبه جاء لزيارتي في المستشفى مرة واحدة واختفى..!

* علينا أن نتخلّى عن فكرة (بنت العم من نصيب ابن العم)..!

* الدور المهم يبقى للعائلة وطريقة تعاملها مع مشكلة الفتاة قبل فوات الأوان..

* لا يوجد شخص يستحق أن أضحي بحياتي من أجله..!

من المعروف إن عملية الانتحار هي عملية متعمّدة من قبل أحدهم لإنهاء حياته، ولكن هل ينطبق هذا التعريف على الجميع؟ أم إن لجنس الإنسان دوره في ذلك؟

لقد أثبتت الدراسات إن 96% من المقدمين على الانتحار هن من الإناث والباقي من الذكور..!

هل إن هذا التباين الشاسع يخضع لتأثيرات في التعامل من قبل الأسرة والمجتمع؟ وما هي الظروف والأوضاع التي تدفع بفتيات في عمر الزهور إلى الانتحار؟ وما هو تأثير الظروف الاجتماعية والمادية والأسرية في ذلك؟ وهل لما يسمى بجرائم الشرف وغسل العار والزواج ألقسري دورٌ في ذلك؟ ما هي مشاعر من حاولت الانتحار وفشلت في ذلك وكيف تنظر للأمر عقب ذلك؟؟ هذه الأسئلة وغيرها كانت محور حديثنا مع ثلاث إناث نجوا من الانتحار بأعجوبة..

وضيوفي هنّ: (م . ص) تبلغ من العمر 24 عاماً، وكانت تبلغ من العمر أثناء الإقدام على الانتحار 14 عاماً تحصيلها الدراسي ابتدائية.. و (خ . د) تبلغ من العمر 28 عاماً، وكانت تبلغ من العمر 21 عاماً أثناء الحادث، تحصيلها الدراسي خريجة متوسطة.. و (س . ص) تبلغ من العمر 25 عاماً وأثناء الحادث كانت تبلغ 18 عاماً، وتحصيلها الدراسي بكالوريوس..



لماذا الانتحار؟؟

عن لجوئهن للانتحار رغم قسوة هذا الفعل قالت (م . ص): الظروف هي التي أجبرتني على التفكير بالانتحار والإقدام عليه، كانت حياتي تمر بظروف عائلية صعبة، كان لي أفكاري الخاصة وللأهل أفكاراً أخرى، وعدم تقبل الأهل لظروفي وأفكاري وكان لي ظرف عاطفي أيضاً وهو سبب أساسي في المشكلة وذلك لإجباري على الارتباط بشخص من أقاربي لا تربطني عاطفة معه، وفي نفس الوقت كنت مرتبطة عاطفياً مع شخص من اختياري ولم أكن استطيع الانفصال عن خطيبي الذي لم اختاره بسبب ضغط الأهل، وكذلك لم استطيع أن أنسى حبيبي في ذلك الوقت وكان لي ظرف اقتصادي مرتبط بكل هذه الأحداث..

أما (خ . د) قالت: لم يكن انتحاراً..(!!) قد يكون قضاءاً وقدرا؟ أنا إنسانة مؤمنة لا أستطيع مخالفة إرادة الله، ولا يمكن أن استطيع إيذاء نفسي ولا يوجد السبب الحقيقي كي أقوم بهذا العمل المرعب..!!

(س . ص) قالت: حدث شجار عائلي بيني وبين والدتي، ليس مثل كل مرة، بل أكثر، فقامت والدتي بإهانتي وضربي أمام أصدقائي وصديقاتي، فجن جنوني ولم أعرف ما الذي دعاني ذلك الوقت ففكرت بالانتحار بأخذ حبوب..!



هل محاولة الانتحار، رسالة لأحدٍ ما؟؟

وفيما إذا كانت عملية الانتحار رسالة لشخص ما، فقد قالت (م . ص): نعم.. كان لي غايتان، الأولى إيصال رسالة للشخص الذي اخترته بأني مخلصة معه، وكذلك للشخص الذي كان من المفروض عليّ الارتباط به بأني كنت أرفض العيش معه وأفضل الموت على الحياة معه ولو لساعات، ورغم إنها كانت طريقة خاطئة وفكرة خاطئة في ذلك الوقت، ولكن كوني كنت صغيرة العمر فلم أقدّر عواقب هذا العمل.. وللأسف فإن الإنسان الذي كنت أحبه جاء لزيارتي في المستشفى مرة واحدة وانسحب وكان يتهرب من الموقف، بعكس موقف قريبي الذي كان له موقف اشرف وأنبل، حيث أعرب عن تمسكه في الارتباط بي بعكس الحبيب الذي هرب ولم يعد..!

أما (خ . د) فقالت: لا يوجد أي غاية للانتحار ولا يوجد شخص يستحق أن أضحي بحياتي من أجله..!

أما (س . ص) فقد اعترفت: نعم.. كانت رسالة للوالدة، وذلك كي أعلمها إنني قد تخطيت عمر الطفولة ولا تجوز إهانتي أمام أحد.. ووصلت رسالتي واجتمعنا عائليا وتفهّم والدي الموقف، وأعرب عن أسفه ورفضه لموقف والدتي، وأكد إنها ستكون المرة الأخيرة التي تتصرف بها بهذا الأسلوب وفعلا كانت تلك آخر مرة..



الانتحار بين اليأس والشجاعة..!

قلت لهن: علم النفس يقول إن المنتحرات إما يائسات أو شجاعات أو إنهن متهورات، ما هو الوصف الصحيح برأيكن ولماذا؟

(م . ص) قالت: بالنسبة للعمر الذي كنت فيه آنذاك كان 14 عاماً، فقد كنت في قمة اليأس، ولو كان سني بغير هذا العمر لما اخترت هذا الطريق الصعب، بل كنت سأختار العقل والحكمة والمشاورة وليس الانتحار..

أما (خ . د) قالت: لا استطيع أن أقدم أي تفسير لأني لم أكن متعمّدة في حرق نفسي، واعتبر من يقوم بهذا العمل ضرب من الجنون وليس شجاعة أو يأس..

أما (س . ص) قالت: الشعور الواضح آنذاك كان اليأس، لأني في ذلك الوقت لم أجد وسيلة أخرى للتنفيس عن غضبي وانتقامي من والدتي، ولو تكرر الأمر الآن، فمن المؤكد لن أقدم على نفس الخطوة، لأني في حينها كنت لا اقدّر عواقب هذه الأعمال من الناحية الاجتماعية، ولا مقدار الألم الذي سيصيب عائلتي.



الانتحار لا يحل مشكلة..!

وفيما إذا كان الانتحار يحل المشكلة قالت (م . ص): لا.. أبداً، الانتحار يعمّق المشكلة ويضيف مشاكل جديدة أكبر وأعمق، وأنا لم أحقق أي شيء بالانتحار، بل إن أمنياتي أصبحت مكبوتة في داخلي ولا استطيع حتى الإفصاح عنها للأهل والأصدقاء، كنت أتوقع إن مشاكلي ستنتهي بمرور الأيام، ولكن بعد الحادث مررت بمشاكل يبدو إنها لن تنتهي، لأنني مضطرة للعيش في حدود ضيقة ولا أستطيع أن أعيش كبقية صديقاتي، ولم أعد استطيع الخروج أو التنزه ولن أتكلم عن المشاكل التي تركها الحريق في نفسي فهذه قصة أخرى..

أما (خ . د) فردت بالقول: لا بالعكس.. الانتحار يعمق المشكلة ويزيدها وقد يزيد المشاكل الموجودة أصلاً بالإضافة إلى تغيّر نظرة المجتمع التي تتحول إلى شفقة، وكذلك المعاناة فيما يتعلق بالآثار السلبية التي يتركها الحريق على ملامحنا والتي ستبقى مدى الحياة، وتذكرّني بالعمل اللا إنساني الذي اقترفته بحق نفسي.. أما من الناحية العاطفية فقد تغيّر موقف الشخص الذي كنت مرتبطة عاطفياً معه وذلك لأن الآثار التي تركت في وجهي أصبحت أنا لا أتقبلها فكيف بحبيبي أن يتقبلها؟؟ وكم أتمنى أن تسعى منظمة معينة تعمل لحماية حقوق النساء لحل هذه المشاكل التي تواجه الفتاة سواء حمايتها قبل الانتحار أو بعد الانتحار وذلك للمعالجة أو إيجاد وظيفة..

قاطعتها: لو أتتكِ فرصة عمل هل ستوافقين عليها وتواجهين المجتمع بعد كل ما حصل؟.. قالت بحسرة: لا.. أنا أفضّل جو البيت وجو العائلة ولا أفضل العمل خارج البيت بل داخله، سواء بمتابعة أمور البيت أو العناية بأولاد أخي الذين لهم معزة خاصة في نفسي..

أما (س . ص) فقالت: نعم.. لقد استطعت أن أوصل رسالة إلى والدتي بأني فتاة لها شخصية وكيان مستقل، وان العنف العائلي أبداً لن يحل مشكلة ما، بل بالحوار المتبادل ما بين أفراد العائلة، وفعلا تحقق ما أريد وتخلصت من تلك المشكلة..



المشاكل الاجتماعية هي السبب الأول..


وعن نوعية المشاكل التي يمكن أن تؤدي بالفتاة إلى الانتحار، قالت (م . ص): المشاكل الاجتماعية هي السبب الأول والأخير، مع اختلاف الظروف لكل شخص، فانا مثلا لو كنت ولداً وليس فتاة لما قمت بهذا العمل، لأن المجتمع كان سيجعلني اختار من أريد، لا أن يتم إجباري على أمر لا أريده، لأن الفتاة في مجتمعنا لا تمنح دائماً الحق في اختيار شريك حياتها، نصيحتي لكل أم وأب هي أن لا يغصبوا ابنتهم على الاقتران بشريك لا تريده، وعلينا أن نتخلّى عن فكرة (بنت العم من نصيب ابن العم) لكي لا نضطر لهذه الأعمال التي لا ترضى الله ولا ترضى الأهل وتدمرنا، لقد تزوج ابن عمي بعد الحادث، وأنجب أولاداً، بينما بقيتُ أنا ادفع ثمن تلك الأفكار البالية..

أما (خ . د) فتقول: هناك مشاكل عدة، وقد تكون المشاكل الاجتماعية هي جزءاً منها أو هي الجزء المهم، كما قد يكون للأهل دورهم أيضاً في إيصال الفتاة إلى هذه النتيجة وذلك لعدم تقديرهم للعمر والمرحلة التي تمر بها الفتاة، وارتباط ذلك بالحالة المادية للأهل والتي هي الأخرى تمثل سبباً مهماً جداً في ارتكاب هذا الفعل البشع..

(س . ص) تنفي وتقول: بالنسبة لي فأقول.. لا.. والمشاكل الاجتماعية لم تكن هي السبب، فأنا فتاة مثقفة ومتعلمة ولدي تحصيل دراسي علمي جيد وأتمتع بكامل شخصيتي سواء في البيت أو العمل، وأعرف حدود اختياري والشيء الذي يناسبني ويناسب عائلتي من عدمه، ولكن أحياناً قد نمر بحالة من العصبية قد لا نستطيع التحكم بها، وأعود وأقول الدور المهم يبقى للعائلة وطريقة تعاملها مع المشكلة قبل فوات الأوان..



ما الذي تغيّر؟


وفيما إذا حدث تغيير بالتعامل معهن من قبل المحيطين بهن بعد محاولة الانتحار.. قالت (م . ص): نعم.. قسم من التغييرات كان نحو الأسوأ، وآخر تعاطف معي ويقول: (حرامات لماذا وكيف أقدمت على هذا العمل؟).. كما كان لبعضهم مواقف إيجابية لن أنساها مدى حياتي، وخاصة من الذين وقفوا معي في محنتي، وهذا ما منحني ما احتاجه من حنان.. كما انه لا يمكن أن أنسى كل ما سمعته من كلام ايجابي أو سلبي آنذاك.

أما (خ . د) فتقول: نعم.. تغيّرت المعاملة للأحسن، ولا أعاني من أية مضايقات سواء من الأهل أو الأصدقاء.. ومن جانب آخر فإن الذي تغيّر فهو إنني لم أعد ارغب أو أفكر بالزواج مطلقاً، كما أود أن أضيف لكم، إن هذا الحوار لا يجدي نفعا، لأن الفتاة إذا قررت الانتحار فلن تتراجع عن قرارها للأسف، ولا يوجد ما يمنعها، لأنه لا يوجد حل لمشاكلنا الكبيرة، وأنا غير مقتنعة بهذا الحوار ولا يمكن أن أفتح قلبي لأي جهة أو منظمة إنسانية وأتكلم عن معاناتي لأنه لا يوجد منظمة تساعدنا، لأننا متخلفون ولا نستطيع أن نحل مشاكل فتاة تقع في مصيبة، ولكن بعد أن تحدث المصيبة نستقتل لمعاقبتها وكأننا بدون أخطاء..!!

أما (س . ص) فتقول: لا.. لم يتغير موقف الأهل.. فقد استوعبوا المشكلة التي كانت أصلاً معروفة لهم، وقاموا بتوعيتي، إضافة إلى إنني كنت قد عزمت على الانتحار بأخذ حبوب معينة وليس الحرق، ولهذا لم يترك هذا العمل آثار جانبية أو نفسية سواء عليّ أو على المحيطين بي..



نصائح.. واعتذارات..


وعن نصائحهن لكل فتاة تفكر بارتكاب هذا الفعل قالت (م . ص): أولاً أحمد الله وأشكره على نجاتي، لأن الموت قد يأتي في أي وقت ولكن بإرادة الله وليس بمعصيته، ونصيحتي هو عدم الإقدام على هذا العمل لأنه سيغضب الرب أولاً، وألام والأب ثانياً، وأنا أقدم اعتذاري الآن إلى أبي وأمي، بينما لم اقدّر تعبهما، وأقول، إن هذا العمل لن يؤدي إلى نتيجة بل إلى خراب ودمار ومتاعب ويأس طوال الحياة، وكذلك اطلب من الله عز وجلّ أن ينصفني ممن أوصلني لهذه الحالة.

أما (خ . د) فقالت: من يريد نار جهنم فليجرب نار الدنيا، ومن المستحيل أن أشجع فتاة على هذا العمل الذي لا يؤدي إلى نتيجة بل إلى خراب وانعزال ودمار وموت بطيء للمشاعر والعواطف والأحاسيس..

أما (س . ص) فكانت نصيحتها هي: هذا العمل يعد ضرباً من الجنون وقمة اليأس، وأنصح الجميع وخاصة الفتيات بعدم اللجوء إليه، لأن له عواقب وخيمة، و إن الحياة لا تنتهي بوجود مشكلة معينة، لأنه لابد للمشكلة أن تنتهي وستعود المياه إلى مجاريها، وأعود أنا إلى حياتي وأحلامي ودراستي، أنا الآن أعمل وأخرج وأحب وسأتزوج بمن أحب.. وختمت كلامها متسائلة: لأجل من كنت سأنهي حياتي؟؟ من كان سيخسر؟؟ أنا الخاسرة الوحيدة.. وبما إن الله أعطاني نعمة الحياة يجب أن أتمتع بها بما يرضيه ويرضي عائلتي والى آخر دقيقة من حياتي..



خاتمة

قد تكون مشكلة الإقدام على الانتحار من أصعب المشاكل التي تعاني منها مجتمعات كثيرة ومنها مجتمعنا، ولكن ما هو السبيل للإقلال من هذه الظاهرة ومنع فتاة من الإقدام على الانتحار؟ من المؤكد انه لا يوجد سبب قاطع لوقف هذا العمل بين ليلة وضحاها، ولكن توجد أساليب يمكن أن تقلل من حدوث هذه الظاهرة، منها المتابعة اليومية للفتاة (ولا أقول غير الفتاة) لأنها الأكثر عرضة لهذا العمل، لأن متابعة الفتاة اليومية ومعرفة التغييرات الحاصلة لها سواء الإيجابية أو السلبية، وكذلك فهم واستيعاب وتخفيف حدة الظروف التي تؤدي بالفتاة إلى هذه النتيجة، ولعلّ التفاهم والتنسيق بين الفتاة وأهلها لاختيار شريك حياتها وليس فرض شخص معين بالقوة سيساهم في الحد من هذه الظاهرة، لأننا يجب أن نفهم إن هذه حياتها هي، ويجب أن يكون لها حق الاختيار أكثر من غيرها.. ولابد من الاهتمام بنوع العمل الذي تمارسه الفتاة وبالشكل الذي يتناسب مع عمرها مع مراعاة مكان العمل.. لأن أخطر مشكلة بحق الفتاة هو زجها لسوق العمل وهي شابة يانعة ولا يوجد في محيطها غير إناس غرباء عنها، وإذا ما أذنبت الفتاة فليس ذنبها لأن الأهل هم المذنبون بحقها وحق طفولتها.. ومن جانب آخر توجد نساء كثيرات عاملات ولكن بعمر مناسب ويستطعن الاعتماد على أنفسهن وغيرها من الأسباب الكثيرة التي قد تكون سبباً في هذه المأساة، ولا ننكر تأثيرات التقدم الحاصل في وسائل الاتصال والمعلوماتية في المشاكل التي تنشئ بين الفتاة وعائلتها، ويجب على العائلة أن تتفهم هذه الأمور وتعالج المشاكل التي تنشئ منها بالحكمة قدر الإمكان، وليس بالعنف.. هذا ويوجد أسباب أخرى كثيرة قد تكون أمراض جسدية أو عقلية أو نفسية مستعصية والتي قد تكون خارجة عن سيطرة العائلة والمجتمع.

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-04-2009, 03:38 PM   #36
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي


حكم الانتحار والصلاة على المنتحر والدعاء له


لدي ابنة خالة توفيت ومعظم الاحتمالات تبين أنها انتحرت ، فما حكم من ينتحر ؟ وما حالته عند ربه ؟ وماذا يفعل والداها ليخففا عنها ؟.




الحمد لله

الانتحار من كبائر الذنوب ، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المنتحر يعاقب بمثل ما قتل نفسه به .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم ( 109 ) .

وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) رواه البخاري ( 5700 ) ومسلم ( 110 ) .

وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ) رواه البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 113 )

وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على المنتحر ، عقوبةً له ، وزجراً لغيره أن يفعل فعله ، وأذن للناس أن يصلوا عليه ، فيسن لأهل العلم والفضل ترك الصلاة على المنتحر تأسيّاً بالنبي صلى الله عليه وسلم .

فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمَشاقص فلم يصل عليه ) رواه مسلم ( 978 ) .

قال النووي :

" المَشاقص : سهام عراض .

وفي هذا الحديث دليل لمن يقول : لا يصلى على قاتل نفسه لعصيانه , وهذا مذهب عمر بن عبد العزيز والأوزاعي , وقال الحسن والنخعي وقتادة ومالك وأبو حنيفة والشافعي وجماهير العلماء : يصلى عليه , وأجابوا عن هذا الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل عليه بنفسه زجرا للناس عن مثل فعله , وصلت عليه الصحابة " انتهى .



" شرح مسلم " ( 7 / 47 ) .
ولا يعني هذا – إن ثبت انتحارها – أن تتركوا الدعاء لها بالرحمة والمغفرة ، بل هو متحتم عليكم لحاجتها له ، والانتحار ليس كفراً مخرجاً من الملة كما يظن بعض الناس ، بل هو من كبائر الذنوب التي تكون في مشيئة الله يوم القيامة إن شاء غفرها وإن شاء عذَّب بها ، فلا تتهاونوا بالدعاء لها ، وأخلصوا فيه ، فلعله يكون سببا لمغفرة الله لها .


والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-04-2009, 04:37 PM   #37
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنواع الانتحار
جزاكن الله خيراً اخواتي الحبيبات
أم سلمى2
ميانة البحرين
على هذا المجهود المميز
بُوركت أختي ميانه على مداخلتك القيمة غاليتي ..حيث تفضلتم بذكر قتل الشفقة
والذي فتح بابا لذكر أنواع الانتحار المختلفه ولتسمحي لي غاليتي بذكره ثانية..
فبعيدا عن الاعتبارات الدينية هل يمكن قبول الانتحار كوسيلة لمساعدة الأفراد الذين يعانون من أوضاع طبية غير محتملة؟
الموت الرحيم حاليا أصبح مسموح به وقانونيا في بعض البلدان مثل هولندا وبلجيكا والمساعدة في الانتحار مسموح به في ولاية اوريجون بأمريكا وسويسرا.

أما عن رأي الإسلام في قتل الرحمة أو المساعدة الطبية في الانتحار
أو تيسير الموت الفعال والتخلص من المريض بأية وسيلة محرم قطعاً ،ولا يزيل عنه صفة القتل وإن كان دافعه هو الرحمة بالمريض، وتخفيف المعاناة عنه.
فليس الطبيب أرحم به ممن خلقه. وليترك أمره إلى الله تعالى، فهو الذي وهب الحياة للإنسان وهو الذي يسلبها في أجلها المسمى عنده.
ومن يقدم عليه يكون قاتلاً عمداً لأنه لا يُباح دم امرئ مسلم ، صغيراً أو كبيراً ، صحيحاً أو مريضاً ، إلاَّ بإحدى ثلاث حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : « لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلاَّ بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والمارق من الدين التارك للجماعة » . أخرجه البخاري ،
والنص القرآني قاطع في ثبوته ودلالته أن قتل النفس محرم قطعا، لقوله تعالى: ** ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ** ( الأنعام: الآية 159 ) .

إن الصبر على عظائم الأمور ومنها الألم هو انتصار للحياة، فالمسلم الحق لا يمكن بحال من الأحوال أن يُقدم على الانتحار لأنه في كل أوقاته خيرها وشرها، وحلوها ومرها يجب أن يتقبّل المصيبة على أنها ابتلاء لتمحيص إيمانه وإظهار صبره ورضاه.
وها هو حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته مصيبة صبر، فكان خيراً له وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ) .

أما عن مشروعية رفع أجهزة الإنعاش من المتوفى دماغيا يجوز رفعها
إذا تعطلت جميع وظائف دماغه نهائياً، وقررت لجنة من ثلاثة أطباء اختصاصيين خبراء، أن التعطل لا رجعة فيه، وإن كان القلب والتنفس لا يزالان يعملان آلياً، بفعل الأجهزة المركبة، لكن لا يحكم بموته شرعاً إلا إذا توقف التنفس والقلب، توقفاً تاماً بعد رفع هذه الأجهزة, بناء على الفتوى الصادرة من المجلس الفقهي التابع لرابطة العلم الإسلامي في دورته العاشرة في 24/2/1408هـ, وقرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في مدينة عمان العاصمة, رقم:5 في 3/7/1986م.
هناك نوع آخر للانتحار و هو جلد الذات الى اللانهاية أو النهاية تكون الانتحار و تلك أيضاً له جذور فى ثقافات بعض الشعوب و الطوائف و منها طائفة هندية منشقة من الهندوسية و هى الطائفة (الجينية) و يعتبر (مهاويرا) المؤسس الحقيقي للجينية، وعلى يديه تبلورت معتقداتها التي ما تزال قائمة إلى يومنا هذا.

الجينية ديانة منشقة عن الهندوسية، ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد على يدي مؤسسها (مهاويرا) وما تزال إلى يومنا هذا، إنها مبنية على أساس الخوف من تكرار المولد، داعية إلى التحرر من كل قيود الحياة والعيش بعيداً عن الشعور بالقيم كالعيب والإِثم والخير والشر، وهي تقوم على رياضات بدنية رهيبة وتأملات نفسية عميقة بغية إخماد شعلة الحياة في نفوس معتنقيها.

يترك الرهبان والمتنسكون الطعام وكل ما يغذي الجسم لعدم الإِحساس بالجوع ولقطع الروابط التي تربطهم بالحياة مما يؤدي إلى الانتحار البطيء عن طريق التجويع الذاتي.

أما النوع الثالث فهو الانتحار المصيرى المقصود:
و هو انتحار لازال إلى يومنا هذا يمارس فى غياهب القرى الهندوسية الهندية و هو عندما تختار الأرملة الهندية إنهاء حياتها بنفسها لتلحق بمصير زوجها و رغم حملات التوعية التي تقوم بها المنظمات الانسانية بالتعاون مع الحكومة الهندية لا تزال و للأسف ممارسة الانتحار المصيري مستمرة فى الهند .

النوع الرابع و هو انتحار الكبرياء و الكرامة أو ما يعرف بالطعنة النرجسية :
ويحدث عندما يوظف الشخص كل طاقاته الذاتية حول هدف معين ولا يفكر في شيء آخر وإذا فشل في الوصول إلى هذا الهدف أو تخيل الفشل.
و قد برع فى هذا النوع من الانتحار فرسان السموراي اليابانيون أصحاب النزعة إلى الكمال والمثالية (Perfectionisme) و أصبح لهذا الانتحار مصطلحات عالمية معروفة منها: طريقة "الهاراكيري" التي كان يقدم عليها محارب الساموراي بشق بطنه بسيف قصير.

و يبدو أن اليابانيون لم يتخلوا إلى يومنا هذا عن انتحار الطعنة النرجسية و هذا مثل لانتحار حديث العهد بطله مدير إحدى الشركات اليابانية المتخصصة في تصنيع قضبان السكك الحديدية ، قام بشنق نفسه في أحد مخازن الشركة.
وما يلفت الانتباه في هذه الحادثة المأساوية، أن بطلها ترك رسالة لزملائه في الشركة ذكر فيها أنه يأمل بأن تساهم قيمة وثيقة التأمين على حياته في حل مشاكل الشركة المالية.
واختتم رسالته بالقول: " أرجو المعذرة.. لم أجد طريقة أخرى لمساعدة الشركة".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الشركة الصغيرة عانت من عجزها عن تسديد ديون مستحقة للبنوك، وصلت قيمتها إلى نحو مليون دولار، تراكمت نتيجة لتراجع مبيعاتها في اليابان، ودول جنوب شرق آسيا. ولعل المؤسف في هذه القصة أن الشركة لم تستفد من فروسية انتحار مديرها أو غيرت من حالها بعد انتحاره، فبعد مدة قصيرة جداً من وفاته أعلنت الشركة إفلاسها .
ليت المنتحر أدرك ذلك قبل الإقدام على أزها ق حياته بدون معنى.

النوع الخامس للانتحار هو الانتحار الواعي من أجل الهدف :
والمقدمون على هذا النوع من الانتحار يحملون فى طياتهم رغبة الموت والايمان بضرورته من أجل الوصول إلى أهدافهم ولكنها رغبة غير ظاهرة تماماً
النوع السادس الانتحار في مرحلة الطفولة :
ويقصد به الانتحار في الفئات العمرية دون 15 سنة وهي حالات نادرة وتكون عفوية لا يوجد فيها تخطيط أو تصميم بل تكون نتيجة تأثر الطفل بالخيال حينما يرى أفلاماً أو يقرأ قصصاً خيالية تشجعه عليه.
و نشر أمام الرأي العام الأميركي بواسطة مكاتب الخدمات الحكومية المعنية بالصحة النفسية والمخدرات، وتضمن معلومات مفادها أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل، ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً ـ نصفهم من الفتيات ـ فكروا بالانتحار العام2002، وأن حوالي الثلث منهم حاولوا الانتحار فعلاً وتلقوا علاجاً سريعاً في العيادات الطبية النفسية الرسمية.

النوع السابع و هو الشعور بالنقص والخسارة و الاحباط العاطفي Distorsion cognitive،
وهو شعور ممكن أن يكون واقعياً وخيالياً. و لكن عدم القدرة على تخطي ظروفه يجعل ضحاياه كثيرين و من أشهرهم كليوباترا الأميرة المصرية التي انتحرت عندما سمعت إشاعة عن مقتل أنطونيوس ماركوس حبيبها الذي هزمه أوكتافيوس في معركة أكتيوم فانتحرت بلدغة أفعى ليسبقها هو أيضاً.

و بالطبع هناك أنواع أخرى للانتحار مثل الحالات العصبية و الذهنية مثل ( انفصام الشخصية) والهذيان والهلوسات و الانتحار غير المقصود الذى قد يحدث بقرار نابع من تأثير الكحول أو جرعة كبيرة من المخدرات أو جرعة زائدة من المخدرات.
و هناك ظاهرة الانتحار تحت ضغط حالات نفسية وعقلية
كأن يسمع أصوات تريد منه الانتحار ويشعر بأنه مطارد ويحاول الهروب بالانتحار.

أما عن الصفات التي يتميز بها المنتحر في الغالب فهي عديدة ومتنوعة يمكننا ذكر بعض منها :
1_ لديه خلل على صعيد الأنا، فهو لا يستطيع أن يبلور طاقاته الدفاعية كي يتعامل مع الناس ومع واقعه.
2_ الشعور بالنقص والخسارة، وهو شعور ممكن أن يكون واقعياً وخيالياً.
3_ عدم قدرته على تخطي ظروفه.
4_ الطعنة النرجسية : وتحدث عندما يوظف الشخص كل طاقاته الذاتية حول شيء معين ولا يفكر في شيء آخر وإذا فشل في هذا الشيء تخيل الفشل.
5_ لديه ضعف في الصور الخيالية، تتميز الصحة النفسية بأنها تنفس طاقات وضغوطاً معينة عن طريق الخيال، لذا فإن الشخص الذي يلجأ للانتحار يكون لديه ضمور وعدم قدرة على التنفيس وضعف في الطاقة التخيلية.
6_ العنف على الذات ويكون نابع عن كبت كما أن لديه صعوبة في التعبير.
7_ ضعف ثقته بنفسه، إذ يكون دائماً بحاجة إلى امتداح الآخرين وطمأنينتهم له.
8_ ذو شخصية تتميز باللامسؤولية إذ يبدو وكأنه مراهق أبدي، لا يمتلك الاستقرار العاطفي والنفسي وهو بلا هوية جنسية ويعيش بحالة فراغ مستمرة ويشعر بالاكتئاب.
9_ يفقد القدرة على التأقلم مع المحيط والظروف والأوضاع المختلفة.
10_ يمكن اعتباره فاقداً لمادة الاستمرارية وعاجزاً عن رؤية الحلول، مع العلم بأن الحل موجود دائماً ولكنه وصل إلى درجة لا يرى غير الانتحار حلاً مناسباً.
*مثلث الكآبة وعلاقته بالانتحار
في مثلث الكآبة هناك ثلاثة حالات :
1_ نظرة سوداء للذات.
2_ نظرة قاتمة للمحيط، لذا ينطوي وينعزل عن المجتمع.
3_ نظرة قاتمة عن المستقبل.
أكثر حالات الانتحار تكون عند الأشخاص الذين يمتلكون الحالة الثالثة من مثلث الكآبة.
*مقومات الاستقرار والصحة النفسية
1_ الأمان.
2_ الحنان.
3_ أن يتقبله الآخرون كما هو لا كما يريدون.
4_ الارتياح في العائلة.
5_ الارتياح في المجتمع.
6_ الارتياح المادي.
7_ الارتياح العاطفي.
الإنسان بحاجة للاستقرار في كل هذه الامور كي يشعر بالصحة النفسية.
*الانتحار والعلاج النفسي :
1_ إن العلاج النفسي في الواقع مرتكز على التعبير والإصغاء للشخص ومساعدته في أن يعبر عن احساساته ومساعدته في تحليل الامور، لا الحكم عليها.
2_ مساعدة الشخص في أن ينطلق من قراراته الشخصية، وعمل علاقات مع الآخرين كي ينفس عما في داخله.
3_ التفكير بوفرة الحلول الأخرى غير الانتحار.
4_ حب الحياة والتصريح والبوح.
5_ معالجة الأمراض النفسية لا تكون بالدواء بل بالمحبة وكسر الحاجز بين الشخص والآخرين.

القاسم المشترك لمعظم حالات الانتحار هو الشعور باليأس!!
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-04-2009, 11:10 PM   #38
معلومات العضو
القصواء
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية القصواء
 

 

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواتي العزيزات ..

أم سلمى ,,,,,,,, لقاء

مشاركات رائعة ..أثرت الموضوع

بارك الله في جهودكما المميزة

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-04-2009, 11:25 PM   #39
معلومات العضو
القصواء
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية القصواء
 

 

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميانة البحرين
   السلام عليكم
هناك ايضا ما يسمى ب (قتل الرحمه او قتل الشفقه)، اي قتل النسان الميؤوس من شفائه بدعوى الرحمه به وانهاء تألمه ومعاناته.
مثال( كأن يرى الزرج زوجته تتألم وتتعذب ويزداد عليها المرض كل يوم ولم ينفع معها اي دواء ولا علاج، فيفكر في ان يرأف بحالها الى الابد، فيقوم باعطائها جرعة دواء اكثر من المطلوب او دواء لا يناسبها، او يستخدم اي طريقه لتخليصها من الامها تؤدي بها الي الموت)
وقد سمحت بهذا النوع من القتل بعض الدول الاجنبيه، ولكن في الدول الاسلاميه فهذا لا يجوز قانونا ولاشرعا، لان الصبر عند الام مطلوب في الشرع، فلا يجوز انهاء حياة انسان او انهاء حياته بنفسه لانه بذلك يعتبر منتحراوقاتلا لنفسه،، ((يأيها الذين آمننوا لا تأكلوا أموالكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم،[u]ولا تقتلوا انفسكم ان الله بكم رحيما\ ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا)) سورة النساء29،30

وعليكم السلام

مشاركة قيمة منك أختي ميانة البحرين

وفعلا ذكرت موضوعا لم نتطرق له ..


وهنا فتوى بهذا الشأن على هذا الرابط ..

http://www.islamqa.com/ar/ref/129041


وننتظر باقي مشاركاتك أختي الفاضلة ..

أسأل الله لك الأجر والثواب
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 19-04-2009, 10:02 PM   #40
معلومات العضو
القصواء
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية القصواء
 

 

افتراضي

لا تكن أعجز الناس فتترك سلاحك

اطلع على السلاح الفتاك في الملف المرفق

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip لا تكن أعجز الناس فتترك سلاحك (2).zip‏ (75.4 كيلوبايت, المشاهدات 4)

 

 

 

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 05:33 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com