،،،،،،
بارك الله فيكم أخي الحبيب ( أبو سعيد ) ، أما بخصوص ما خطته يمينك من أمور هامة للغاية فوجب التعقيب والتعليق وهي على النحو التالي :
المسألة الأولى : لو في وسعكم بارك الله فيكم ترجمة "موسوعتكم" النفيسة إلى دورات مرئية في لقاءات دورية :اسبوعية أو شهرية ليستفيد الاخوة والأخوات بعد أن تكسرت الهمم عن قراءة الكتاب بله الموسوعات 0
الجواب : كان بودي ذلك ، ولكن قلة الزاد أولا ، وانشغالاتي العلمية والعملية قعدت بي دون همة على اتمام ذلك الأمر ، ولكني أحمد الله بأني قد كتبت ( هذه الموسوعة ) عل وعسى أن ينتفع بها المسلمون وأن تكون حجة لي لا حجة علي ، ويكفي أخي أن تعلم بأني متفرغ للرقية من الساعة التاسعة صباحا وحتى الواحدة ظهرا ، وكذلك من الرابعة عصرا وحتى العاشرة مساءاً 0
المسألة الثانية : لاحظت أنّ كثيرا من الرقاة اتخذوا اليوتيوب بوابة لنشر عورات المسلمين وخاصة الأخوات المسكينات و قد كثرت الشكاوى منهن وخاصة اللاتي أقيمت لهن حصص في الرقية وصُوّر المجلس بعلمهن أو بغير علمهن_في حالات الذهول_ثم بعد الحصة وبعد ان منَّ الله عليهن بالشفاء يفاجئن, المسكينات, بصورهم وأصوتهن وصراخهن وأجسادهن...... ولا حول ولا قوة إلا بالله 0
الجواب : حقيقة هذا الأمر فيه من العوار ما فيه ، ولو تتبعنا بعض تلك السقطات الشرعية لوجدناها على النحو التالي :
أولاً : رؤية مثل تلك المقاطع قد تزرع الرعب والترويع عند كثير ممن يرونها :
ونحن نعلم من الناحية الشرعية أنه لا يجوز ترويع المسلم :
فقد رُوِيَ عن النعمان بن بشير، قال : ( كنا مع رسول الله ـ صلَ الله عليه وسلم ـ في مسير، فخفق رجل ''أي نَعِسَ'' على راحتله، فأخذ رجل سهمًا من كِنانته، فانتبه الرجل ففَزِع، فقال رسول الله صلَ الله عليه وسلم: ''لا يَحِلُّ لرجل أن يُرَوِّعَ مسلمًا )
( وقال المنذري : رواته ثقات - الترغيب والترهيب الصفحة أو الرقم3/403 ، وقال الألباني : رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات ، وقال : ( حسن صحيح انظر صحيح الترغيب والترهيب – برقم 2806 )
وحُرْمة ترويع المؤمن متحقِّقة ، وتشتد الحرمة إذا كان الترويع إشارة بالسلاح أو بما أجريَ مجراه من الحديد أو نحوه، لِما يترتَّب على هذا من التسبُّب في إفزاع المؤمن بغير حق 0
كما رُوِيَ عنه أن رسول الله ـ صلَ الله عليه وسلم ـ قال :
( لا يُشير أحدُكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يَدري لعل الشيطانَ يَنْزِعُ في يده )
( متفق عليه )
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: (مميز من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي وإن كان أخاه لأبيه وأمه )
( رواه مسلم - انظر صحيح الجامع برقم 10978 )
كما أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأخذ الحيطة والحذر بالحرص على البعد عن الأسباب المؤدية إلى إيذاء المسلمين وإلحاق الضرر بهم، فعن أبى موسى رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا مر أحدكم في مجلس أو سوق وبيده نبل فليأخذ بنصالها، ثم ليأخذ بنصالها؛ أن يصيب أحداً من المسلمين منها بشيء )
( متفق عليه - رواه البخاري ومسلم )
وهذا تأكيد من النّبيّ صلى الله عليه وسلم على الاحتياط في هذا الأمر، والحفاظ على نفس المؤمن، والابتعاد عن إيذائه بأي شيء.
فكيف إن كان الأمر بالتصوير وبث ذلك علانية حتى يراه الكثير ، علماً بأن بعض الحالات أصابها ما أصابها من اقتران شيطاني بسبب سماع أشرطة أو رؤية مقاطع مصورة ، وبخاصة أن من أسباب إصابة الإنسان بالصرع والمس الرعب والخوف 0
ثانياً : قد يتكشف بعض النسوة أمام أدوات التصوير وهذه طامة عظمى وزلة قصوى بحيث يتم نشر ذلك على الملأ دون رادع ديني أو وازع أخلاقي :
( من كشف سترا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له فرأى عورة أهله فقد أتى حدا لا يحل له أن يأتيه لو أنه حين أدخل بصره استقبله رجل ففقأ عينيه ما عيرت عليه وإن مر الرجل على باب لا ستر له غير مغلق فنظر فلا خطيئة عليه إنما الخطيئة على أهل البيت )
( حديث صحيح - الصحيحة مختصرة برقم 3463 )
وفي حديث آخر :
( من ستر أخاه المسلم في الدنيا , ستره الله يوم القيامة “ )
( حديث صحيح - السلسلة الصحيحة - برقم 2341 )
ثالثاً : الأغلب فيمن يقوم بذلك هو اقتناص الحالات المرضية لجمع المال بداعي القدرة على العلاج ، وإن كان الأمر كذلك ففي هذا سحت وأكل أموال الناس بالباطل 0
رابعاً : قد يدخل هذا الأمر فاعله في العجب والكبر ، واعتقاد أنه قادر وأنه ملك القوة في ذلك ولم يعلم يقيناً بأنه ذلك فضل من الله عز وجل ، وأنه سبب في تحقق ذلك ليس الا 0
وفي الحديث القدسي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : ( الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما أدخلته النار " . وفي رواية : " قذفته في النار " )
( رواه الإملم مسلم - مشكاة المصابح – حديث صحيح – برقم 5110 )
خامساً : الخوف من دخول معترك الرياء والسمعة :
( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر . قالوا وما الشرك الأصغر قال الرياء يقول الله عز وجل لأصحاب ذلك يوم القيامة إذا جازى الناس اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء )
( حديث صحيح - السلسلة الصحيحة مختصرة برقم 951 )
( يا نعايا العرب ! يا نعايا العرب ! ثلاثا , إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء و الشهوة الخفية “ .)
( حديث صحيح - السلسة الصحيحة - برقم 508 )
المسألة الثالثة : هل من مسعى إلى المنا صحة الخفية بين الرقاة وعدم تبادل الشتائم والتنابز في ذوات وأعراض الرقاة عبر اليوتيو والتويتر والفايس بوك ... بجعل ضابط في الثقة بالراقي ملخصا في فعل النبي صلى الله عليه وسلم :لا ينتصر لنفسه ولكن اذا انتهكت حرمات الله غضب.بأبي هو أمي صلوات الله وسلامه عليه وهذا الضابط تقدمونه في شكل رسالة او مقابلة او حوار للمناصحة غير المباشرة ؟؟؟
الجواب : كنت على الدوام اقدم رسالة قيمة المحتوى والمضمون لفضيلة الشيخ ( صالح بن حميد ) – حفظه الله - ، وأعتقد انها أبلغ بكثير مما لو قلت ذلك من تلقاء نفسي لمكانة الشيخ وقبوله في العالم الأسلامي ، واسمع يا رعاك الله إلى هذه الدرر البهية والكلمات الغنية التي لو وزنت بماء الذهب لوسعته حول مبادئ وآداب الخلاف 0
تحت عنوان ( تحاشي الخلاف والاختلاف قدر الإمكان ) وذلك بمراعاة الأمور التالية :
أولا : حسن الظن بطلبة العلم وتغليب أخوة الإسلام على كل اعتبار0
ثانيا : حمل ما يصدر منهم أو ينسب إليهم على المحمل الحسن قدر الإمكان 0
ثالثا : إذا صدر ما لا يمكن حمله فيعتذر عنهم ولا يعدم قاصد الخير والحق لإخوانه من الأعذار ما يبقي صدره سليما ونفسه رضية 0
وليعلم أن هذا ليس دعوة إلى القول بسلامتهم من الأخطاء فكلهم خطاءون والكريم النبيل من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه 0
ويكفيك في هذا أن تعلم أنك خطاء وأنك إذا أخطأت فإن تستغفر لنفسك ألا تستغفر لأخيك حين يخطئ فتقول كما قال موسى مع أخيه هارون : ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَلأَخِى وَأَدْخِلْنَا فِى رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) ( سورة الأعراف – الآية 151 ) 0
رابعا : اتهام النفس واستيقافها عند مواطن الخلاف والنظر وتحاشي الإقدام على تخطئة الآخرين إلا بعد النظر العميق والأناة الطويلة 0
خامسا : رحابة الصدر في استقبال ما يصلك من انتقاد أو ملاحظات من الإخوان ، واعتبار ذلك معونة يقدمها المستدرك لك وليس مقصود أخيك العيب أو التجريح 0
سادسا : البعد عن مسائل الشغب والفتنة فقد ذكر الآجري في أخلاق العلماء أن العالم إذا سئل عن مسألة ويعلم أنها من مسائل الشغب ومما يورث بين المسلمين الفتنة استعفى منها ورد السائل إلى ما هو أولى به وأرفق ويدخل في ذلك ألا يحدث العالم الناس حديثا يكون فيه فتنة وبخاصة الصغار من طلبة العلم000وينبغي للأساتذة والعلماء أن يترفعوا بطلاب العلم وبخاصة صغار طلاب العلم 0 حتى لو نقل لك تلميذك قولا لعالم من العلماء مخالفا لما قلته أو حتى مخالف لما هو راجح عندك ، عليك أن ترفق بتلميذك 000 أما أن وجدت لذلك العالم مخرجا فتنبهه وتعوده وتربيه على حسن الأدب حتى مع المخالفين ، ولهذا قالوا ويحسن من ذلك ألا يحدث العالم الناس حديثا يكون فيه فتنة 0 فيتجنب الخوض في كل ما يعلم مما لا تدركه عقول من حوله من دقائق العلم وشذوذاته 0
سابعا : الالتزام بأدب الإسلام في انتقاء أطايب الكلام وتجنب الكلمات الجارحة والعبارات اللاذعة ذات اللمز والغمز والتعريض بالسفه والجهل 000 هذا ما يمكن أن يقال في هذه البضاعة المزجاة ) ( أدب الخلاف – ص 41 ، 44 ) 0
ولكن المشكلة عند بعض المعالجين – وفقهم الله لكل خير – يعتقد انه وصل لذروة سنام العلم وأنه أصبح بمقام العلماء الأجلاء كشيخ الاسلام ابن تيمية – رحمه الله – فلا يقبل نصحاً ولا مناصحة ، وما علم انه لم يرقى حتى أن يكون طالب علم بل حتى من أصاغر طلبة العلم حال الفقير الى الله سبحانه وتعالى 0
المسألة الرابعة : بعد كثرة الجهالة وذهاب العلم لاحظت تصدّر الاحداث والسفهاء في هذا المجال المبارك ,فصارت ولازالت المخالفات والانتهاكات التي لا تخفاكم احسن الله اليكم ,ولا رادع لهؤلاء_حسب ظني_والله اعلم, إلا غلق دائرة التوسع في هذا الباب لا إعدامها ونفيها ,وذلك _بإقامة دورة سنوية على الغرف او البالتوك لتأهيل الشباب واختبارهم ثم منحهم تزكية ولو شفوية لعل الله يكف بكم شرّا قد استطر والله المعين 0
الجواب : كنت على الدوام أبين بأن الرقية الشرعية علم له أصول وقواعد وأحكام ، ولذلك فقد بينت في كتابي الموصوم :
( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى )
وأحاول قدر المستطاع أن ألخص ما ذكر في هذا الكتاب ، حيث بينت أولاً أن المتتبع لما آل إليه المعالجون في هذا العصر يجزم بأن الأمر قد خرج عن حده ، وتجاوز كثيرا الأهداف النبيلة السامية التي شرعت من أجلها الرقية الشرعية ، ولا أخفي حقيقة المعاناة والألم الذي حاك في صدري نتيجة لما رأيته وعاينته لدى كثير من المتلبسين بالرقية المتمسحين بردائها ، وما أرى ذلك إلا نتيجة لتسلط شياطين الجن على هذه الفئة التي قل علمها ، وساء سلوكها ، وسقم فهمها ، حتى أنها لم تعد ترى العلم إلا ما حاك في صدرها ونطق به لسانها ، فأطلقت الفتاوى يمنة ويسرة ، وتبخترت بخيلاء فهما العقيم فضلت وأضلت ، ولم يعد متسع لعلـم أو لرأي سوى ما تراه وتعلمه ، ومن هنا تراشقت في هذا الموضوع الأقلام ، وتعاورته الأفهام بالعلم تارة ، وبالجهل أخرى ، حتى غدا هذا المجال حلبة يعبر إليها كل جاهل أو صاحب نفس خبيثة لينفث سمه وليوقد ناره ، ولكن هيهات هيهات فالحق أبلج والباطل لجلج ، ولطالما بزغت شمس يوم يولد معها من يحمي حمى العقيدة ويصونها من عبث العابثين ودجل الدجالين ، من أجل ذلك كله حاولت أن أرسخ بعض الشروط والقواعد والأسس التي تضبط الأمر وتؤصله ، فيسير وفق ما شرع له 0
يقول الأستاذ سعيد عبد العظيم : ( ما عُصي الله بمعصية أعظم من الجهل بالدين ، ولما قيل للإمام سهل : أتعرف شيئاً أشد من الجهل ؛ فقال : نعم الجهل بالجهل ، وذلك لأنه يسد باب العلم بالكلية ، وقد انخرطت أعداد كثيرة في العلاج بالقرآن والأذكار ، وتفرغوا تماماً لهذا الغرض ، ولما كان معظمهم من حدثاء العهد بالتدين والالتزام بطاعة الله ، لبست عليهم الشياطين واستدرجتهم لانحرافات كثيرة مثل الاختلاط بالنساء والخلوة بهن 000 وضرب بعض الحالات حتى الموت أو إحداث العاهات بها ، ومناداة الجن وتعلق القلوب بهم في جلب النفع ودفع الضر ومعرفة بعض المغيبات ، وفتح المندل وحرق العرائس وإطلاق البخور 000 والرجم بالغيب وادعاء أن فلانة مصروعة بكذا وكذا جني ، وأن الجني قد أسلم وصار يحضر درس فلان وفلان !! ووضعت براميل المياه المقروء عليها داخل بعض المساجد لمواجهة طوابير المرضى والمصروعين 0
كل ذلك وغيره كثير فعلوه بزعم العلاج ونصرة المظلوم !! وصارت كل من اشتكت ظهرها أو فسخت خطبتها أو تأخر زواجها أو وجدت شيئاً من الماء أمام باب شقتها ، أو أحست بنفرة من زوجها 000 مصروعة أو مسحورة !!! وقد ساعدت كتب الجن والسحر مراكز العلاج بالقرآن على نشر هذه الانحرافات ، فهل يُنتظر علاج الصرع من مصروع في عقيدته ، وهل الجاهل الذي يتطبب بغير طب يصلح لعلاج أمراض الناس ؟!! ) ( الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 21 ، 22 ) 0
يقول الأستاذ محمد محمد عبد الهادي لافي : ( تأملت المجتمعات الإسلامية فوجدتها مبتلاة بالخرافات لفطرتهم البريئة ولغفلتهم عن العمل بكثير من الوصايا النبوية فأصبحت معرضة لغزو فكري يؤدي لإفساد عقيدتهم وهدمها ووقوعهم في أخطار كثيرة هم وذريتهم وأموالهم 0
وبين حين وآخر يظهر مدَّعون لامتصاص أرزاق الجهلاء والتغرير بهم وتضليلهم وإفساد عقولهم وتخويفهم بالجن وبالأرواح الخبيثة 0 وقد كثر هؤلاء الذين يَدَّعون تنزل الشياطين عليهم في قطاعنا 0 ولم يسلم شماله أو جنوبه أو وسطه من أولئك 0
وشاء الله أن يقف لهم طلاب العلم العاملون ليخمدوا هجمتهم الشرسة على عقيدة الإسلام 0 وظلت كقضية تشغل البال ويهتم بها النساء قبل الرجال ) ( عالج نفسك بنفسك – ص 6 ) 0
جاء في تقرير لمجلة الأسرة تحت عنوان " قرّاء أم مشعوذون " ما نصه : ( الرقية سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنها تحولت في كثير من ديار المسلمين إلى باب يدلف منه الدجالون " المشعوذون " وغابت ضوابطها وأهملت شروطها حتى أصبحت إلى السحر والشعوذة أقرب 0 إلا ما أوسع البون بين الرقية الشرعية وبين مـا يحدث في بعض مجتمعاتنا من خرافات وخزعبلات يرتكبها المشعوذون باسم العلاج بالقرآن وهو منهم براء ) ( مجلة الأسرة – ص 8 – العدد 75 جمادى الآخرة 1420 هـ ) 0
وقبل أن أتحدث بإيجاز عن قواعد ومرتكزات الرقية الشرعية ، أوضح مسألة مهمة تتعلق بأهم الشروط الذاتية التي يجب توفرها في المعالِج :
العلم وهو قسمان :
1)- العلم الشرعي :
ويعتبر هذا الشرط من الشروط الأساسية التي لا بد أن يتحلى بها المعالِج ، فيسير في طريقته ومنهجه وفق القواعد والأصول الشرعية المتعلقة بهذا العلم ، وتكمن أهمية تقديم العلم الشرعي على ما سواه من أمور أخرى النقاط الهامة التالية :
أولاً : يؤصل في نفسية المعالِج أمرا في غاية الأهمية ، وهو تقوى الله سبحانه وتعالى في كثير من المسائل التي قد تعرض له في ممارسته العملية :
ومثال ذلك معرفة ما يجوز وما لا يجوز واتقاء فتنة النساء ، ومعرفة الحلال والحرام ، والتفريق بين المباح والمكروه 00 ونحوه ، لا كما يفعل كثير من الجهلة اليوم ممن أطلق لنفسه العنان للفتوى يمنة ويسرة ، ليس ذلك فحسب إنما أباح لنفسه الخوض في كثير من المسائل الهامة والدقيقة والتي يترتب عن إقحام النفس فيهـا مشكلات اجتماعية خطيرة ، وقد تكون مثل تلك التجاوزات من أهم الأسباب التي أدت إلى تلك النظرة القاتمة للرقية وأهلها ، بل أصبحت الرقية مثار جدل وهرج ومرج ، وتعدى ذلك أحيانا إلى نظرة تشاؤمية قاتمة ، بل وصل الأمر للقذف والذم والتشهير ، فنسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة 0
ثانياً : توقي الابتداع في قضايا الرقية الشرعية :
فيتقيد بقواعدها وينضبط بضوابطها ، ويدور في فلكها ، لمعرفته بأن الرقية الشرعية أمور توقيفية تعبدية كما أفاد بعض أهل العلم وهذا ما أراه وأنتهجه ، فلا يجوز فيها إلا ما أقرته الشريعة أو أيده علماء الأمة وأئمتها 0
وما يرى على الساحة اليوم من تصرفات وممارسات بعض الجهلة ، الذين قـد تواترت أخبارهم ، وفاحت رائحتهم في استخدام الوسائل والأساليب البدعية التي أدخلت على هذا العلم - ليس بغريب ، فبعض من دخل معترك هذا الأمر جاهل بالشريعة وأحكامها ، متكسب ، طالب للشهرة والسمعة ، إلا من رحم الله وقليل ما هم !
ثالثاً : يرسخ الأسس العقائدية الصحيحة التي ينتهجها في طريقة علاجه :
ويوجه العامة والخاصة لاتخاذ تلك الأسس طريقا للخلاص من تلك الأمراض بإذن الله سبحانه وتعالى 0
رابعاً : يرسخ القواعد التي يستند إليها في استدلالاته واستشهاداته في القول والفعل :
معتمدا على الحق تبارك وتعالى ثم الكتاب والسنة والإجماع وأقوال العلماء الأجلاء 0
خامساً : يتيح التراجع عن الخطأ ، والإنابة إلى الحق والاستغفار من الذنب :
ولا يمكن تدارك ذلك إلا بالعلم الشرعي الذي يجعل من الرقية الشرعية وأحكامها وقواعدها أمانة ومسؤولية في عنق المعالِج 0
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : ( ومن صفات الراقي أن يكون ذا علم والمقصود بالعلم العلم المفيد ، يعني أن يكون ذا علم بأن الرقية مشروعة بالقرآن وبما ثبت في السنة من أدعية ، أما إذا كان ذا جهل وليس من أهل العلم وليس عنده تحر للرقية الشرعية ومـا يترك وما يأخذ فإن هذا من علامات عدم الإحسان في الرقية وهذا لا يسمح له أن يرقي ولا يمكَّن من ذلك ) ( مجلة الدعوة – صفحة 22 – العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ) 0
والمتفحص للواقع الحالي الذي نعيشه اليوم ، يرى بعض الجهلة ممن يتبين لهم الحق بالدليل القطعي من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم والأئمة الثقاة - ويعلمون خطأهم ، ومع ذلك لا يتراجعون عن ذلك الخطأ ، ويصرون على ما هم عليه من الجهل والزيغ والضلال نصرة لأنفسهم ، لا نصرة للحق وأهله 0
تصـدر للتطبب كل مهــــــوس0000بليـد يسمى بالفقيـه المــــدرسِ
وحُقَ لأهلِ العلـمِ أن يتمثلـــوا0000ببيت قديم شــاع في كل مجلسِ
لقد هزُلت حتى بدا من هُزالِها0000 كُلاها وحتى سامها كُلُ مُفلــِسِ
ولا يعني ذلك أن من أراد دخول معترك الرقية الشرعية ودروبها وخفاياها ، أن يكون فقيها عالما ، إنما المقصود توفر الحد الأدنى من العلم الشرعي الذي يستطيع المعالِج بواسطته أن يحمل أمانة الرقية الشرعية والدعوة إلى الله ، فالرقية الشرعية دعوة إلى الله قبل أن تكون طريقا نافعا للعلاج والاستشفاء بإذن الله تعالى ، فإيضاح مسائلها وتبيان دروبها وتحديد طرق علاجها الشرعية ، وإيضاح ما يتعارض معها من أفعال السحر والشعوذة ونحوه ، كل ذلك دعوة إلى العقيدة والمنهج الإسلامي القويم 0
ويتلخص المقصود من العلم الشرعي على القدر الذي يحتاجه المعالِج فيما يلي :
1- العقيدة الإسلامية :
إن الواجب الذي يتحتم على كل مسلم عاقل أن يتعلم العقيدة السلفية الخالصة لينجو بنفسه يوم القيامة ، ولأن الحق تبارك وتعالى إن لم يقبل من أحد عقيدته ، فلن يقبل منه سائر عمله لفساد الأصل ، ومن فسدت عقيدته فلن يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ولقي الله وهو عليه غاضب 0
والعقيدة هي السلاح البتار الذي يلقى العبد المؤمن به عدوه من شياطين الجن فيتغلب به عليهم ويتحقق له النصر بإذن الله سبحانه وتعالى 0
ولا يعقل مطلقا المجابهة والمواجهة مع الشيطان وأعوانه دون توفر العقيدة الصحيحة الصافية التي هي أعتى وأشد الأسلحة على الإطلاق ، ولن يفلح المعالِج قطعا بالانتصار والفوز دون ذلك 0
قال الأستاذ خليل إبراهيم أمين : ( وللرقية صلة مباشرة بعقيدة المسلم ، ومن هنا تكمن الخطورة حينما يحترفها بعض الناس وهو جاهل بالعقيدة في أصل الدين ، فقد يتفيقه أحيانا ليستر حاله عند المناظرة فيقع في الشرك من حيث لا يدري ولا سيما أمام الجمع الكثير من الناس ، وقد يأتي الشيطان للراقي فيعظم نفسه عنده ويريه حاله أن له شأنا وإن قراءته هي التي تنفع لقوته هو ، ويغفل عن أن النفع والضر بيد الله وحده ، فهو الشافي وهو الذي بيده ملكوت كل شيء ) ( الرقية والرقاة – ص 16 ) 0
2- إخلاص العبودية لله وحده :
وذلك بتمام الخضوع لله - جل وعلا - حتى يتم له الوصول إلى درجة العبودية التي قال عنها المولى عز وجل : ( إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) ( سورة الحجر – الآية 42 ) ، ولا يصل المرء إلى هذه المنزلة إلا إذا قام على منهج الله قولا وعملا 0
لأن العبادة هي مراد الله من خلقه كما قال سبحانه :
( وَمَا خلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنس إِلا لِيَعْبُدُونِ )
( سورة الذاريات – الآية 56 )
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( العبادة تجمع أصلين غاية الحب بغاية الذل والخضوع ، والعرب تقول : طريق معبد أي مذلل 0
والتعبد : وهو التذلل والخضوع 0 فمن أحببته لم تكن خاضعا له ، ولم تكن عابدا له ومن خضعت له بلا محبة لم تكن عابدا له حتى تكون محبا خاضعا 0
ومن هنا كان المنكرون محبة العباد لربهم منكرين حقيقة العبودية ) ( مدارج السالكين - 1 / 74 ) 0
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : ( أن الراقي لا بد أن يكون أولا مخلصا لله وأن يكون من أهل التوحيد والعقيدة الصحيحة وأيضا إذا رقى الراقي أحدا يخلص الاستعانة والاستعاذة بالله جل وعلا ) ( مجلة الدعوة – صفحة 22 – العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ) 0
* أقسام العبادة :
العبادة تعني : الاسم الجامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال ، والأفعال الظاهرة والباطنة وهي أربعة أقسام :
أ)- العبادة البدنية : كالصلاة والصوم والحج والطواف والركوع والسجود 0
ب)- العبادة المالية : كالذبح والنذر والزكاة والصدقة 0
ج)- العبادة القلبية : كالخشوع والخضوع والتذلل والانكسار والمحبة والتوكل والإنابة والإخلاص 0
د)- العبادة القولية: كالحلف والاستعانة والدعاء والذكر والاستعاذة 0
فهذه كلها عبادات يجب أن تصرف لله عز وجل ولا يجوز أن يصرف شيء منها لسواه جل وعلا ، ولو كان ملكا أو نبيا أو وليا صالحـا وغيرهم ، ولا يستقيم للمرء هذا إلا بتحصيل العلم الذي يساعده على أداء ذلك على أتم وجه وأكمل صفة 0
فكيف يؤدي الصلاة أداء كاملا كما يحب ربه ويرضى وهو جاهل لكيفية الطهارة وشروطها ، وكذلك أركان الصلاة - مع وجود التوحيد والإخلاص ؟!
3- القرآن الكريم :
ومن المعلوم شرعا أن قراءة القرآن بالتجويد ( أي بأحكامه القرآنية ) فرض عين على كل قارئ له ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( وَرَتِّلْ الْقُرءانَ تَرْتِيلا ) ( سورة المزمل – الآية 4 ) ، وقال ابن الجزري :
وال 00 بالتجويد حتم لازم0000من لم يجـود القـرآن آثم
أما العلم بأحكامه فهو فرض كفاية 0 لذلك يجب على المعالِج أن يعطي القرآن حقه من حسن التلاوة وإجادة الحفظ حتى يستظهر ما يريد ، مع فهم عميق لمعاني القرآن الكريم فإن ذلك يساعد على التدبر والتفكر في الآية ، واستشعار المعاني القرآنية العالية ، مما يساعد على سعة أفق المعالِج وحسن أدائه وبلوغ المراد من عمله وجهاده 0
يقول الأستاذ علي بن محمد ياسين : ( ومما ينبغي على المعالج بالرقى الشرعية مراعاته ، القراءة الصحيحة للآيات القرآنية ، مراعياً أحكام التجويد من تجنب للحن الجلي المخل بالمعنى وما يخل بقراءته 0
وفي ضوء ذلك فإنه يجب على الراقي ما يلي :
أولاً : إعطاء كل حرف حقه بنطقه الصحيح وإخراجه من مخرجه 0
ثانياً : الحذر من نصب المرفوع أو فتح المكسور ونحوه ، فإن الإنسان قد يقع في منكر عظيم بفتحه مضموماً أو نصبه مرفوعاً ، بل قد يقع في الكفر دون قصد والعياذ بالله 0
ثالثاً : الحذر من الوقف الممنوع القبيح الذي يغير المعنى ، فإن هذا من الأخطاء المخلة بالقراءة الصحيحة 0
رابعاً : مراعاة المدود في القراءة ، خاصة المد الأصلي بأقسامه ، وكذلك المد الواجب اللازم في المد الفرعي 0
خامساً : هناك أمر قد يغيب عن أذهان بعض المعالجين ، فإن أكثر الذين يحضرون إلى الرقاة هم من عامة الناس ، فبقراءة الراقي القراءة الصحيحة هناك من يتعلم منه وهناك من يصحح قراءته ) ( مهلاً أيها الرقاة – باختصار – ص 38 ، 42 ) 0
ومن ثم يعرج الأستاذ الفاضل عن المصالح المترتبة على القراءة الصحيحة حيث يقول :
( 1- زيادة الإيمان بسماع آيات الوعد والوعيد ، من جنة ونار ، ونعيم وعذاب ، مما يرقق القلوب 0
2- تعلم أحكام الدين بسماع النواهي والزواجر عن المحرمات والمنهيات 0
3- أن يتعلم المريض كيفية الرقية الشرعية وآياتها ، ليعرف كيف يرقي نفسه وأهله مستقبلاً 0
4- إن مجرد السماع بحد ذاته فيه فائدة عظيمة في العلاج ، فكم من مريض لا يعرف القراءة أرشد للاستماع لسورة البقرة ، وباستماعه إليها كانت سبباً في شفائه ، وكشف معاناته 0
والمصالح المستفادة من هذا الباب كثيرة ، قد يخفى بعضها على مثلي ، والله المستعان ) ( مهلاً أيها الرقاة – ص 43 ) 0
4- المعرفة بالسنة النبوية المطهرة :
فأصحاب السنن وأهل الذكر هم أبعد الناس عن الشيطان ، وأشدهم عليه ، وأكثرهم حفظا منه ، ولذلك فإن العارف بالسنة النبوية من استيقاظه حتى نومه ، هو في ذكر دائم ، فالسنة مفسرة للقرآن الكريم ، موضحة لمجمله ، شارحة لموجزه ، مبينة لأسراره 0
وهي تحتوي على أكثر هذا العلم من إرشادات نبوية تتعلق بالعلاج بالطب القرآني ، والذكر والدعاء ونحوه 0
فلا بد من تحقق الغاية والهدف الذي يسعى له المعالِج من إحاطته بالسنة ، خاصة في باب التحصين والعلاج 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - رحمه الله - عن حكم من يرقى وهو ليس من أهل العلم فأجاب – حفظه الله - : ( الصواب أنه يجوز استعمال الرقية من كل قارئ يحسن القرآن ويفهم معناه ويكون حسن المعتقد صحيح العمل مستقيما في سلوكه ولا يشترط إحاطته بالفروع ولا دراسته للفنون العلمية وذلك لقصة أبي سعيد في الذي رقى اللديغ قال : وما كنا نعرف منه الرقية أو كما قال ، وعلى الراقي أن يحسن النية وأن يقصد نفع المسلم ولا يجعل همه المال والأجرة ليكون ذلك أقرب إلى الانتفاع بقراءته ، والله أعلم ) ( الفتاوى الذهبية – ص 35 ، 36 ) 0
وتحت هذا العنوان يقول صاحبا كتاب " النصح والبيان في علاج العين والسحر ومس الجان " الدكتور محمد بن عبد القادر هنادي والشيخ إسماعيل بن عبدالله اسماعيل العمري : ( ونوصي الرقاة بالالتزام بالكتاب والسنة في جانب العقيدة والعبادة والمعاملة ، ونحذر من الوقوع في البدع ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر منها في أحاديث كثيرة 0
ومن الالتزام بالكتاب والسنة المحافظة على الرقية الشرعية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من الصحابة والتابعين ، والتحذير من الرقى والتمائم الشركية ) ( النصح والبيان – بتصرف واختصار – ص 107 ) 0
2)- العلم الخاص بالمعالجة ( الجانب العملي ) :
ويندرج تحت ذلك تحصيل العلم الشرعي المتعلق بالعلاج بكتاب الله والسنة المطهرة ، وكذلك الإلمام بالخبرة الكافية في الممارسة الفعلية التطبيقية لهذا العلم الخطير المحفوف بالمخاطر على المسلمين وعلى النفس والأهل والولد ، ويفضل أن يؤخذ هذا العلم عن ذوي العلم الشرعي المتمرسين الحاذقين في هذا المجال بكل أبعاده وتصوراته ، كما أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه :
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالاً نُوحِى إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )
( سورة النحل – الآية 43 )
وقد قرأت حول هذا الموضوع كتابات معينة سوف أستعرض بعضا منها للوقوف على حقيقتها وتمشيها مع الأصول والقواعد التي لا بد أن يستند إليها في هذا المبحث الهام ، مع بعض الوقفات اليسيرة للإيضاح والتبصير 0
* يقول الدكتور عبد الحميد هنداوي المدرس بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة : ( زعموا أن العلم الشرعي لا يكفي وحده في هذا الأمر حتى تضم إليه خبرة المعالِج ووقوفه على أسرار عالم الجن ، فهذا علم آخر ( لدني ) لا يوقف عليه إلا بالخبرة الطويلة ، وطول المراس 0
ومن ثم امتنع كثير من أهل العلم من الإدلاء بآرائهم أو الإفتاء في كثير من تلك الحالات بحجة أنهم ليسوا من أهل الخبرة في هذا الشأن 0
ألا فاعلموا إخواني في الله أن ليس ثمة أسرار ولا علم خاصة ولا علم لدني ، وإنما هي كهانة لا فارق ، وأن من اعتقد أن أحدا من هؤلاء المعالِجين يستطيع أن يعرف يقينا أن على فلان جنيا نصرانيا أو يهوديا وأن اسمه كذا وكذا ، أو أن عليه جنية تعشقه أو عليه ثلاثة من المردة أو قبيلة من الجن أو أكثر أو أقل كما يزعم هؤلاء الكهان المدعون العلاج بالقرآن ؛ فقد وقع في تصديق الكهان ، وقد علم الخبر فيمن أتى كاهنا أو عرافا فصدقه ، فقد صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن : ( من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه ؛ فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) ( صحيح الجامع - 5939 ) 0
فأردت أن أحذر من ذلك ، فاعلموا يا عباد الله أن الأمر بين الإفراط والتفريط وهذا شأن جميع أمور ديننا وعقيدتنا ( وسط لا تجاوز فيها ولا شطط ) ( الدليل والبرهان على دخول الجان بدن الإنسان – 9 ، 10 ) 0
وتلك بعض الوقفات مع كلام الدكتور الفاضل :
1)- أما قول الدكتور : ( زعموا أن العلم الشرعي لا يكفي وحده في هذا الأمر حتى تضم إليه خبرة المعالِج ووقوفه على أسرار عالم الجن ، فهذا علم آخر " لدني " لا يوقف عليه إلا بالخبرة الطويلة ، وطول المراس ) 0
فأعتقد أن الدكتور يعني بذلك العالم الغيبي المتعلق بهذا الجانب ، وكما هو معلوم فإن التفصيلات المتعلقة بعالم الجن والشياطين جاءت موضحة في النصوص القرآنية والحديثية وليس لأحد أن يدلو بدلوه في تلك الأمور والأحوال الغيبية ، أما إن كان الدكتور الفاضل يعني الأعراض والآثار المترتبة عن الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد نتيجة العلاقة المطردة ما بين عالم الإنس وعالم الجن فقد خالف بذلك الصواب ولم يصب الحق ، واعتقد جازما بأن البحث الذي بين أيديكم يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذا العلم يحتاج للخبرة والممارسة لكي يقف المعالِج على دقائقه وجزئياته كما نقل ذلك بعض أهل العلم 0
2)- أما امتناع كثير من أهل العلم عن الإدلاء برأيهم أو الإفتاء في كثير من تلك الحالات والمسائل بحجة أنهم ليسوا من أهل الخبرة فهذا مخالف للصواب ، والكتب المتعلقة في الفتاوى الخاصة بالرقية الشرعية والصرع والسحر والعين والحسد كثيرة جدا ، والكتاب الذي بين أيديكم خير دليل وشاهد على ذلك 0
3)- وأما معرفة المعالِجين يقينا ببعض الأمور المتعلقة بآثار التعامل مع عالم الجن والشياطين ، فان هذا الكتاب يبين وبصورة جلية أن تلك الأمور لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخضع للمعرفة اليقينية ، بل تبقى تحت الظن الاعتقادي بناء على الدراسة المستفيضة للحالة المرضية من جميع جوانبها كما أشرت إلى ذلك مفصلا في كتابي بعنوان ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) تحت عنوان ( علاج صرع الأرواح الخبيثة ) 0
وأنقل كلاما جميلا للأستاذ مدحت عاطف تحت عنوان – حتمية التخصص في علم الجن ، يبين ويحدد فيه أهمية التخصص في هذا العلم لاكتساب الخبرة والمعرفة اللازمة حيث يقول :
( وقبل بحث الدوافع التي توجب التخصص في علم الجن ، نود أن نفطن إلى مساوئ عدم التخصص ، ونتنبه إلى المفاسد العظيمة التي نجمت عن فقدانه 0 فعلى سبيل المثال لا الحصر :
* المفسدة الأولى : انتشار الكهانة وكثرة المشعوذين والدجالين : الأمر الذي أدى إلى اختلاط الحابل بالنابل حتى صار المعالِج بالقرآن من السهل تسويته بالكاهن والمشعوذ والدجال 0
* المفسدة الثانية : التقليد الأعمى : هذا الذي دفع كتّاب الجن إلى التسرع في الكتابة ناقلين بعضهم من بعض دون روية أو فهم ، مما ترتب عنه هذا السيل العارم من المعلومات التي تفتقد الدقة ، وتفتقر إلى المصداقية الشرعية ، كما ذكرنا آنفا 0
* المفسدة الثالثة : ظهور ما أسموه بالأعمال الخارقة للعادة : فما من يوم تشرق شمسه إلا ويصدع أسماعنا ضجيج رجل ذا قدرة خارقة ، وما هي في الحقيقة إلا اتحاد تعاوني إنسي جني شيطاني إبليسي ولكن أكثرهم لا يفقهون ) ( الدليل والبرهان على بطلان أعراض المس ومحاورة الجان – ص 49 ، 50 ) 0
قلت : إن المنهج الإسلامي القويم لا يقوم إلا على الدليل النقلي الثابت من النصوص القرآنية والحديثية ، وعلم الرقى يندرج تحته أمران الأول : ما يتعلق بالالتزام الحرفي بالرقية الشرعية ، حيث أنها أمور توقيفية تعبدية كما أشرت في بعض المواضع من هذا الكتاب وكذلك علم الغيب وما يختص به عالم الجن والشياطين ، وهذا الجانب لا نخالف فيه القول مطلقا بأنه لا يحتاج للعلم والمعرفة إلا ما قررته النصوص الصحيحة الصريحة ، أما الأمر الثاني : فيتعلق بالجانب النظري والعملي الخاص بدراسة كافة الأمور المتعلقة بالعلاقة المضطردة لعالم الإنس بعالم الجن وهذه العلاقة قد تظهر للعيان نتيجة التعرض لمرض من الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد ولها أعراض وتأثيرات كما ثبت في النصوص النقلية الصحيحة وكما أكد على ذلك العلماء والمتخصصون ، وبالتالي فإن كافة الأعراض والتأثيرات تحتاج للخبرة والدراسة والممارسة للوقوف على حقيقتها وطبيعتها ومن ثم وضع السبل الكفيلة بعلاج الحالات المرضية وفق منهج واضح صريح يعتمد أساسا على الكتاب والسنة وأقوال العلماء الأجلاء ، لمعرفة ما يجوز وما لا يجوز ، وبالتالي التقيد بهذه المنهجية التي سوف تعطي صورة نقية واضحة عن الرقية الشرعية وأهدافها النبيلة السامية ، دون أن تصبح مثار قذف وتشهير من بعض الحاقدين الحاسدين لهذا الدين وأهله ، هذا وسوف تتضح الصورة جلية واضحة عند الانتهاء من هذا الفصل ، وعند ذلك سوف نعلم يقينا أن بعض الأمور التي أشار إليها الشيخ الدكتور الفاضل( عبد الحميد هنداوي ) لم تصب الحق وخالفت الصواب ، مع حرصه – حفظه الله – على المصلحة الشرعية العامة للمسلمين ، ولكن ربما نتيجة الممارسات والمؤلفات التي اتسع فيها الخرق على الراقع كانت هذه النظرة القاتمة ، وأذكر بقوله في آخر كلامه : ( جميع أمور ديننا وعقيدتنا وسط لا تجاوز فيها ولا شطط ) 0
وقد قرأت كلاما جميلا للشيخ مشهور حسن سلمان – حفظه الله – يؤصل ذلك ويضع له القواعد والأسس حيث يقول :
( يا حبذا لو أن طالب علم من الشادين الجادين يقوم بجمع هذه الأذكار من الكتاب وصحيح السنة ، ويتتبع سيرة السلف الصالح والعلماء المزكين الأخيار الذين كانوا يعالجون المصابين بهذا المرض – عفى الله عنا وعنهم بمنه وكرمه – حتى تتطابق الصورة النظرية مع الصورة العملية ، فيستفيد منها طلبة العلم والصالحون من هذه الأمة ، فيحلوا محل المشعوذين والمنجمين الدجالين ، ويخلصوا الناس من شرورهم ، لا رحم الله فيهم مغرز إبرة 0
وبقي الأمر في النفس ، وكلما وقعت حادثة أو سؤال سنح في البال أن أقوم بما أوردته آنفا ، ولكن بضاعتي في هذا المجال مزجاة ، وهمتي كليلة فجنحتا بي إلى القعود ، ومالتا إلى الخمول ، فضلا عن كون من يتعرض لهذا الموضوع ينبغي أن تكون له في هذا الميدان – أعني المعالجة – كبير جولة ، وقوي صولة ، وبالتالي إذا كتب كانت كتابته ممهورة بالمعاناة والتجربة ، وكانت كلمته ممزوجة بأحاسيس صدق المعايشة والتعامل مع واقع ما يكتب عنه ) ( ذكر الآثار الواردة في الأذكار التي تحرس قائلها من كيد الجن – ص 8 ) 0
ومن هنا فان المصلحة الشرعية للتخصص في هذا العلم الشرعي ووضع الدراسات والأبحاث ، سوف يكون لها أثر عظيم ونفع جليل ، سواء ما كان يتعلق بالأمور العامة ، أو الجانب النظري أو العملي الخاص بالمعالِجين ، حيث أوجز بعض تلك الفوائد الكثيرة الجمة بالنقاط الهامة التالية :
أ)- تعلم الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، دون تحريف أو ابتداع أو زيغ وضلال 0
ب)- توفير الوقت والجهد في البحث والاستقصاء عن كثير من المسائل السابقة أو المحدثة المتعلقة بالرقية الشرعية والعلاج 0
ج)- تعلم أفضل السبل والوسائل المتعلقة بالعلاج والمحافظة على سلامة المرضى من خلال ذلك 0
د)- الاستشارة فيما يتعلق ببعض الأمور والمسائل المستجدة الخاصة بالرقية الشرعية والعلاج 0
ولا بد للمعالِج أن يعلم أن هذا العلم هو علم المفاجآت الكثيرة المتنوعة ، الذي لا يكاد يخلو من المواقف الصعبة والخطيرة ، والتي تحتاج إلى الفطنة والفراسة والذكاء في كيفية التصرف مع تلك المواقف ، حتى ليخيل إلى العامل في هذا الميدان ، أن كل حالة مرضية قائمة بذاتها ، لا تكاد تشبه غيرها ، فقد يفاجأ المعالِج مثلا بأن يكون المريض ضعيف الجسم والبنية خائر القوى ، وفجأة يصبح قوي الجسم شديد القوى يغلب الرجال وقد يعتدي عليهم بالضرب ونحوه 0
وقد يفاجأ تارة أخرى بأن المريض فقد النطق أو الإبصار أو التنفس ونحوه أثناء الجلسة ، وهنا تبدو عليه معالم الحيرة والدهشة ، ولا يدري ماذا يفعل وكيف يتصرف 0
وقد يحتاج المعالِج أحيانا لانتهار تلك الأرواح الخبيثة أو ضربها أو التشديد عليها قولا وفعلا ، ولن تتأتى المعرفة بالأسلوب والكيفية والوقت الأمثل لذلك ، دون المرافقة والمتابعة لأهل الرقية الشرعية ، ذوي العلم الشرعي ، الحاذقين المتمرسين بالخبرة العملية والنظرية ، للاستفادة من إرشاداتهم وتوجيهاتهم ، فهؤلاء أصحاب الخبرة والمعرفة بأحوال هذا العالم ومداخله 0
يبين الأستاذ ماهر كوسا الشروط الرئيسة للعلاج ومن ضمنها مسألة العلم التطبيقي حيث يقول : ( أن يكون المعالج عالماً بأحوال الجن وحياتهم وصفاتهم وطبائعهم ، وأن يضع في ذهنه رداً فورياً لكل عمل قد يقوم به الشياطين ) ( فيض القرآن في علاج المسحور – ص 38 ) 0
يقول الأستاذ سعيد عبد العظيم : ( ينبغي الاستعانة في كل علم وصناعة بأحذق من فيها فالأحذق فإنه إلى الإصابة أقرب ، وهكذا يجب على المستفتي أن يستعين على ما نزل به بالأعلم فالأعلم لأنه أقرب إصابة من هو دونه ) ( الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 167 ) 0
أما القواعد الرئيسة للعلاج بالرقية الشرعية ، فقد ذكرتها مفصلة في كتابي ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) وأذكرها مختصرة على النحو التالي :
01)- إخلاص النية لله سبحانه وتعالى في العلاج 0
02)- التركيز على ترسيخ العقيدة لدى المرضى0
03)- التمسك بمنهج الكتاب والسنة 0
04)- التركيز على الجانب الدعوي
05)- التقيد بالأمور الشرعية الخاصة بالنساء 0
06)- اتقاء فتنة النساء 0
07)- إرشاد المرضى لأسباب تسلط الأرواح الخبيثة 0
08)- غرس الثقة واليقين بالله سبحانه وتعالى في نفوس المرضى 0
09)- الاسترشاد بآراء العلماء وطلبة العلم في الأمور المشكلة والمتعلقة بموضوع الرقية الشرعية والعلاج 0
10)- الحذر من استدراجات الشيطان ومكائده 0
11)- حث المرضى على الصبر والتحمل واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى 0
12)- أن يتحلى المعالِج بالحلم والأناة 0
13)- القدوة 0
14)- المحافظة على أسرار المرضى 0
15)- المحافظة على سلامة المرضى 0
16)- التأني في إصدار الحكم على الحالة المرضية 0
17)- عدم التسرع في إعطاء الحكم ومسبباته عن المعاناة وطبيعتها :
إلا بعد التثبت والتأكد ودراسة الحالة دراسة علمية دقيقة ، وإعادة الأمر أثناء التشخيص وبعده لعلم الله سبحانه وتعالى ، مع ترجيح غلبة الظن في المسألة دون الجزم والقطع والتأكيد بأن الحالة تعاني من السحر أو الحسد أو العين ونحوه ، كأن يقول : ( يغلب على ضني أن الحالة تعاني من السحر مثلا ، فما أصبت فمن الله وحده ، وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ) ويجب على المعالِج مراعاة أمور هامة قبل التشخيص ، وهي على النحو التالي :
أولا : دراسة الحالة دراسة جيدة ، ابتداء من أعراض المرض وانتهاء بقدوم الحالة إليه ، وهذا ما يطلِق عليه علم الطب الحديث ( الدراسة التاريخية للحالة المرضية ) 0
ثانيا : متابعة الحالة أثناء الرقية الشرعية والأعراض المترتبة عن ذلك 0
ثالثا : متابعة الحالة بعد العلاج واستخداماته وما يترتب على ذلك من أعراض وآثار 0
18)- عدم الإفصاح للمريض عن طبيعة مرضه :
وبناء عليه ، وبعد الدراسة الموضوعية العلمية الدقيقة والمستوفية لكافة الجوانب المتعلقة بالحالة المرضية ، يستطيع المعالِج أن يكون قريبا من عملية التشخيص ، والأولى ترك ذلك والابتعاد عنه ، لتعامله مع جوانب وأمور غيبية ، وهذه القضايا تعتبر ظنية لا يمكن الجزم أو القطع فيها كما أشرت آنفا ، وهي عرضة للخطأ والصواب ، فالواقع المعاصر والخبرة والتجربة العملية ، تؤكد على أولوية عدم الإفصاح للمريض عن معاناته للأسباب التالي :
أولا : أن الأعراض غيبية ولا يمكن القطع أو الجزم فيها بأي حال من الأحوال ، ويكفي المعالِج أن يتحسس الداء ليستطيع أن يصف الدواء النافع الثابت في الكتاب والسنه بإذن الله سبحانه تعالى 0
ثانيا : أن التشخيص قد يترك آثارا جانبية سلبية على الحالة المرضية ، بحيث تؤثر على نفسيته وسلوكه وتصرفه 0
ثالثا : إن التخبط الحاصل لدى بعض المعالِجين في قضايا التشخيص ، أورثت لدى المرضى مشاكل نفسية غير المعاناة الأصلية ، فعاشوا في دوامة وصراع ، لا يعلمون أيهم يصدقون 0
وبسبب غيبية تلك القضايا وعدم إمكانية الجزم أو القطع فيها ، ترى بعض المعالِجين بالكتاب والسنة يشخصون بناء على بعض المعطيات التي ظهرت أثناء وبعد الرقية الشرعية ، وتتضارب الأقوال ، فتارة تشخص الحالة بالسحر ، وتارة أخرى بالعين وهكذا ، مع أن الأولى للمعالِج الاهتمام بترسيخ الاعتقادات الصحيحة ، وتوجيه الحالة توجيها سلوكيا وتربويا ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، بحيث يربط المرضى من خلال هذه المنهجية بخالقهم ، فيتعلقون به ، ويلجأون إليه ويسألونه الشفاء والعافية 0
وأعجب كثيرا من بعض المعالِجين الذين يتسرعون في قضايا التشخيص، فيطلقون العبارات والكلمات دون أن يحسب لها حساب ، أو أن توزن بميزان الشريعة ، وقد يكون لتلك الكلمات وقع وتأثير على نفسية المرضى وأحاسيسهم ومشاعرهم ، وقد سمعت عن البعض ممن يشخص عن طريق الهاتف أو المشافهة ، دون الرقية ودون الدراسة والبحث والتقصي وهذا مطلب أساسي يحتاجه المعالِج ليكون قريبا من الحقيقة والواقع ، وإن دلت تلك التصرفات على شيء فإنما تدل على جهل أولئك ، وافترائهم وقولهم بغير علم ، ومثل هذه السلوكيات والمناهج العلاجية تؤدي لمفاسد عظيمة يترتب عليها محاذير شرعية لا يعلم مداها وضررها إلا الله 0
19)- عدم التأثر بآراء الآخرين 0
20)- استخدام أسلوب التورية ( المعاريض ) :
قد يحتاج المعالِج أحيانا لاستخدام أسلوب التورية ( المعاريض ) حفاظا على الحالة النفسية للمريض وسلامته البدنية 0
21)- الابتعاد عن مواضع الريبة والشك 0
22)- عدم المغالاة في استخدام الأمور المباحة 0
23)- التجرد في الحكم على المعالِجين 0
24)- زرع الثقة في نفسية المرضى 0
25)- قوة الإيمان والاعتدال في دفع عداوة الأرواح الخبيثة 0
26)- الصبر والاحتساب على إيذاء الأرواح الخبيثة 0
27)- قوة الشخصية وصلابة الجأش والقوة في التعامل مع الأرواح الخبيثة 0
تلك جملة من الأصول والقواعد التي لو التزم بها المعالجون بالرقية الشرعية لأظهرنا هذا العلم على الصفة التي يجب أن يكون عليها ، ولما أصبح هذا العلم بقدره الجليل مثار قذف وتشهير للمغرضين والعلمانيين ومن على شاكلتهم ، وقد ذكرت كل تلك القواعد مفصلة في كتابي ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) ، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى أعلم 0
أما قولكم – يا رعاكم الله - :
( في الختام نرجو لكم التوفيق والسداد والفردوس الاعلى يا مربي الرقاة )
قلت وبالله التوفيق : لقد جانبت الصواب في قولك هذا ، فوالذي بعث محمدا بالحق لم استطع أن أربي نفسي ، فكيف لي أن أربي غيري من إخوة أفاضل بعضهم نذر نفسه ووقته وماله للوقوف مع المرضى والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان 0
غفر الله لكم ووفقكم للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم 0
هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( أبو سعيد ) ، وكن معنا على تواصل عبر صفحات المنتدى ، وأدعو لكم فأقول :
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( بسم الله ... بسم الله ... بسم الله ... )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
بارك الله فيكم أخي الحبيب ( أبو سعيد ) وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0