موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > ساحة الأسئلة المتعلقة بالرقية الشرعية وطرق العلاج ( للمطالعة فقط ) > اسئلة عالم السحر والشعوذة وطرق العلاج

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 08-11-2006, 05:22 AM   #11
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي




بارك الله فيكم أخي الحبيب ( الاسلام اسلام ) ، بخصوص أسئلتكم فيسرني الإجابة على النحو التالي :

السؤال الأول : لما لم يقرأ النبي عليه السلام على نفسه كما يفعل الرقاة اليوم ليبطل السحر ؟؟؟

الجواب : اعلم أخي الحبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم بأنه مسحور ، وعندما علم ذلك لجأ إلى أقصر الطرق لعلاج ذلك الداء ، ومما لا شك فيه بأن معرفة مكان السحر واستخراجه يعتبر من أفضل وأنجع وأسرع وسيلة لفك السحر 0

كما ثبت من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة ! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ جاءني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة وجف قال طلعتي ذكر ، قال : فأين هو ؟ قال في بئر ذروان ، يا عائشة ! والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين ) ( متفق عليه ) ، وقد روي مثل ذلك الحديث عن أم المؤمنين -رضي الله عنها- بأسانيد مختلفة 0

قال ابن القيم – رحمه الله - : ( استخراج السحر وتبطيله هو أبلغ علاج كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأل ربه سبحانه وتعالى في ذلك فدله عليه فاستخرجه من بئر فكان في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر ، فلما استخرجه ذهب ما به حتى كأنما نشط من عقال 00
فهذا من أبلغ ما يعالج به المطبوب " المسحور " وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثة من الجسد ) ( زاد المعاد – 3 / 104 ) 0

يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - : ( ومن علاج السحر أيضا - وهو من أنفع علاجه - بذل الجهد في معرفة موضع السحر من أرض أو جبل أو غير ذلك فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر ) ( فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – برقم ( 8016 ) – الصادرة بتاريخ 22 / 1 / 1405 هـ ) 0

وهذا لا يعني مطلقاً أن علاج السحر يقتصر على استخراج مادة السحر بل أن هناك وسائل مشروعة لاستخراج السحر وإبطاله ومن ذلك :

1)- التوجه الخالص لله سبحانه وتعالى ودعائه لتفريج الكربة وإزالة الغمة :

إن من أنجع وأنفع الوسائل التي قد يسلكها المريض بالسحر هو التوجه إلى الله سبحانه وتعالى ودعائه والتضرع إليه ، وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح الإمام مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها - حيث قالت : ( فدعا 000 ثم دعا 000 ثم دعا ) ويقول الحق جل وعلا في محكم كتابه : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ 000 ) ( النمل – الآية 62 ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( 000 بحيث أنه توجه إلى الله ودعا على الوضع الصحيح والقانون المستقيم 0 ووقع في رواية ابن نمير عند مسلم ( فدعا ، ثم دعا ، ثم دعا ) وهذا هو المعهود منه أنه كان يكرر الدعاء ثلاثا 0 وفي رواية وهيب عند أحمد وابن سعد ( فرأيته يدعو ) 0 قال النووي : فيه استحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات وتكريره والالتجاء إلى الله تعالى في دفع ذلك 0

وقال - رحمه الله - : ( سلك النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة - يعني قصة السحر - مسلكي التفويض وتعاطي الأسباب ، ففي أول الأمر فوض وسلم لأمر ربه فاحتسب الأجر في صبره على بلائه ، ثم لما تمادى ذلك وخشي من تماديه أن يضعفه عن فنون عبادته جنح إلى التداوي ثم إلى الدعاء ، وكل من المقامين غاية في الكمال ) ( فتح الباري – 10 / 228 ) 0

ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر بوحي السماء عن ذلك الأمر ، فعلم بالساحر ومكان السحر المعقود كما ثبت في الصحيح ، أما بالنسبة لنا فقد يحصل ذلك الأمر بإحدى طريقين :

* الأول : الدعاء :

أن يدعو المصاب ربه ويجتهد قدر طاقته في البحث والتحري عن مكان السحر حتى يوفق لرؤيته والعثور عليه ومن ثم إبطاله ، هذا وسوف يعرج على هذا الموضوع بالتفصيل لاحقا 0

* الثاني : الرؤى والمنامات :

كثيرا ما توجه بعض المرضى بالدعاء والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ، وفرج الله كربتهم عن طريق رؤى رأوها في منامهم تبين لهم من خلالها مكان السحر ، ويتطابق ذلك مع الواقع في بعض الأحيان فيزيلون مادة السحر ويتلفونها ويحمدون الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به عليهم من نعمه التي لا تعد ولا تحصى 0

( قصة واقعية )


أذكر قصة واقعية حدثني بها أخي الفاضل الشيخ ( صالح بن حمود التويجري ) نقلا عن والده العلامة ( حمود بن عبدالله التويجري ) عن امرأة كانت بارة بجدها ، وكتب الله سبحانه وتعالى لها أن تزوجت بأحد علماء القصيم ، وبعد الزواج شعرت هذه المرأة الصالحة بكراهية شديدة للزوج ، ولكنها لم تفاتحه بالأمر ، وما توانت ولو للحظة واحدة عن أداء حقوقها الزوجية ، وصبرت وتحملت إلى أن ضاق بها الأمر وأخبرت الزوج عن حالها فذكرها بالله وبالصبر والاحتساب ، وذات يوم رأت في نومها جدها وهو يبين لها الداء الذي تعاني منه ، حيث أخبرها بأنها تعرضت لسحر ، وأنه معقود لها وموجود في مكان معين ، وفي الصباح لم تعر تلك الرؤيا أي اهتمام ، حتى جاء اليوم الثاني ، فرأت ما رأته في اليوم الأول ، ونامت وفي اليوم الثالث رأت مثل سابقيه ، عند ذلك أخبرت الزوج بالأمر ، فما كان من الزوج إلا أن ذهب إلى حيث أشارت الرؤيا ، وفعلا وجد السحر في ذلك المكان فقرأ عليه وأحرقه ، وعادت الألفة والمحبة بين الزوج وزوجه ، ولله الحمد والمنة والفضل والله تعالى أعلم 0

2)- معرفة مكان السحر عن طريق الجن والشياطين :

وهنا لا بد من الإشارة لنقطة هامة جدا وهي أن يكون المعالِج على قدر كافي من العلم الشرعي والخبرة والتجربة والفراسة التي تؤهله لمعرفة صدق أو كذب الجني الصارع ، وأن يكون السؤال بقصد الاختبار والامتحان لا أن يكون بقصد التصديق والإقرار دون الدخول في أية مناقشات لا فائدة منها البتة ولا يتحقق من ورائها أي مصلحة شرعية 0

والسؤال الذي قد يطرح نفسه هل تشرع الرقية في مثل تلك الحالة ؟؟؟

والإجابة : نعم بالتأكيد ، فالرقى والتعاويذ من أعظم ما يزيل السحر بعد وقوعه بإذن الله تعالى ، وهناك بعض الآيات أو السور التي ثبت نفعها في الرقية بشكل عام ، وكذلك ثبت وقعها وتأثيرها في طرد الأرواح الخبيثة وإيذائها بإذن الله تعالى ومن ذلك : الفاتحة وأوائل سورة البقرة ، آية الكرسي ، أواخر سورة البقرة ، سورة البقرة كاملة ، الكافرون ، الإخلاص ، المعوذتين 0

أما سورة البقرة فقد ثبت فيها قوله صلى الله عليه وسلم : ( 000 البقرة أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة ) ( حديث صحيح ) 0

وأما المعوذتين فكما ذكر أخي الفاضل بأن لهما تأثير قوي وعجيب بإذن الله عز وجل ، وبالعموم فقد ثبت بالنصوص النقلية الصريحة الصحيحة بأن القرآن شفاء لكافة الأمراض العضوية والنفسية والروحية ( الصرع ، السحر ، العين ) ولمزيد من التفصيل في الموضوع أرجو مراجعة الرابط التالي :

( && هل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة شفاء للأمراض العضوية ؟؟؟ && )


السؤال الثاني : ولما إنتظر حتى إستخرج السحر , أفلا ينفع أن أن يقرأ عليه عن بعد ككما يفعل الرقاة اليوم ؟؟؟

الجواب : لأن استخراج السحر من أنفع وأقرب الوسائل للعلاج والشفاء بإذن الله عز وجل ، ويرى ذلك من استعراض أقوال علماء الآمة كما مر معنا آنفاً 0

أما قولكم - يا رعاكم الله - : ( هذا كله يدلنا معاشر الإخوة على أنه هناك فرق بين القراءة على السحر حين إيجاده وإستخراجه وأنه أجدى من القراءة عليه عن بعد )

الجواب : هذا مما لا نشك به مطلقاً ، ولكن لماذا يعمد كثير من المعالجين لعلاج السحر بالرقية الشرعية ، والإجابة على هذا السؤال لأن كثير من الأسحار لا يعلم مصدرها وأي هي ، والمعالج صاحب العلم الشرعي لا يلجأ إلا الى الله ثم الرقية الشرعية التي تكون له عوناً من اله في ذلك 0

أما إن كان الحديث عن مستعيني الجن فنحن لا نقصدهم مطلقاً ومنهجنا يرفض ذلك جملة وتفصيلاً في منتدانا الغالي 0

أما قولكم - يا رعاكم الله - : ( فائدة : إنتظار النبي عليه السلام وعدم إسترقائه بالقرءان حتى نزول المعوذات فيه دليل على قوتهما في إبطال السحر على وجه التخصيص )

الجواب : هذا الكلام مجانب للصواب ، فالحديث الثابت في المسألة ما روي عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - حيث قال :

( كان رجل [ من اليهود ] يدخل على النبي ، [ وكان يأمنه ] ، فعقد له عقدا ، فوضعه في بئر رجل من الأنصار ، [ فاشتكى لذلك أياما ، و في حديث عائشة : ستة أشهر ) ] ، فأتاه ملكان يعودانه ، فقعد أحدهما عند رأسه ، و الآخر عند رجليه ، فقال أحدهما : أتدري ما وجعه ؟ قال : فلا ن الذي [ كان ] يدخل عليه عقد له عقدا ، فألقاه في بئر فلان الأنصاري ، فلو أرسل [ إليه ] رجلا ، و أخذ [ منه ] العقد لوجد الماء قد صفر [ فأتاه جبريل فنزل عليه بــ المعوذتين ) ، و قال : إن رجلا من اليهود سحرك ، و السحر في بئر فلان ، قال : ] فبعث رجلا و في طريق أخرى : فبعث عليا ) [ فوجد الماء قد اصفر ] فأخذ العقد [ فجاء بها ] ، [ فأمره أن يحل العقد و يقرأ آية ] ، فحلها ، [ فجعل يقرأ و يحل ] ، [ فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ] فبرأ ، و في الطريق الأخرى : فقام رسول الله كأنما نشط من عقال ) ، و كان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي فلم نشط من عقال ) ، و كان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي فلم يذكر له شيئا منه ، و لم يعاتبه [ قط حتى مات ] ) ( حديث صحيح - الألباني - السلسلة الصحيحة - برقم 2761 ) 0

قال ابن حجر في الفتح : ( ومن رواية عمرة عن عائشة " فنزل رجل فاستخرجه " وفيه من الزيادة أنه وجد في الطلعة تمثالاً من شمع – تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم – وإذا فيه إبر مغروزة ، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة ، فنزل جبريل بالمعوذتين فكلما قرأ آية انحلت عقدة ، وكلما نزع إبرة وجد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ألماً ثم يجد بعدها راحة – فتح الباري – 10 / 230 ) 0

وكثير من الرويات ضعيفة أذكرها من باب الفائدة العلمية :

( قال ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدبت إليه اليهود فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم وعدة أسنان من مشطه فأعطاها اليهود ، فسحروا فيها ، وكان الذي تولى ذلك رجل منهم يقال له ابن أعصم ، ثم دسها في بئر لبني زريق يقال لها ذروان ، فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، وجعل يذوب ولا يدري ما عراه ، فبينما هو نائم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : ما بال الرجل ؟ قال : طب ، قال : وما طب ؟ قال : سحر ، قال : ومن سحره ؟ قال : لبيد بن أعصم اليهودي ، قال : وبم طبه ؟ قال : بمشط ومشاطة ، قال : وأين هو ؟ قال : في جف طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان ـ والجف : قشر الطلع ، والراعوفة : حجر في أسفل البئر ناتئ يقوم عليه الماتح ـ فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم مذعورا وقال : يا عائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي ؟ ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء البئر كأنه نقاعة الحناء ، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه ، وإذا فيه وتر معقود فيه اثنتا عشرة عقدة مغروزة بالإبر ، فأنزل الله تعالى السورتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حين انحلت العقدة الأخيرة فقام كأنما نشط من عقال وجعل جبريل عليه السلام يقول : باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حاسد وعين ، الله يشفيك ، فقالوا : يا رسول الله أفلا نأخذ الخبيث نقتله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن يثير على الناس شرا ) ( فيه غرابة - ابن كثير - تفسير القرآن العظيم - 8 / 557 ) 0

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ غلام يهودي يخدمه يقال له : لبيد بن أعصم ، وكانت تعجبه خدمته ، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذوب ولا يدري ما وجعه ، فبينما رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات ليلة نائم إذ أتاه ملكان ، فجلس أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه ، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه : ما وجعه ؟ قال مطبوب . فقال : من طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم . قال : بم طبه ؟ قال : بمشط ومشاطة وجف طلعة ذكر بـ ( ذي أروى ) ، وهي تحت راعوفة البئر فاستيقظ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فدعا عائشة فقال : يا عائشة أشعرت أن الله قد أفتاني بوجعي ، فلما أصبح غدا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وغدا أصحابه معه إلى البئر ، وإذا ماؤها كأنه نقيع الحناء ، وإذا نخلها الذي يشرب من مائها قد التوى سيفه كأنه رؤوس الشياطين ، قال : فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة ، فإذا فيها مشط رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن مشاطة رأسه ، وإذا تمثال من شمع تمثال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وإذا فيها إبر مغروزة ، وإذا وتر فيه إحدى عشر عقدة ، فأتاه جبريل بـ ( المعوذتين ) فقال : يا محمد ** قل أعوذ برب الفلق ** وحل عقدة ، ** من شر ما خلق ** وحل عقدة حتى فرغ منها ، وحل العقد كلها ، وجعل لا ينزع إبرة إلا وجد لها ألما ثم يجد بعد ذلك راحة ، فقيل : يا رسول الله لو قتلت اليهودي ؟ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : قد عافاني الله عز وجل ، وما وراءه من عذاب الله أشد ) ( إسناده ضعيف جدا وبالجملة فحديث العرزمي وما فيه من الزيادات منكر جدا - الألباني - السلسلة الصحيحة - 6 / 617 ) 0

( عن --------- أنهم وجدوا وترا فيه إحدى عشرة عقدة ، وأنزلت سورة الفلق والناس ، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ) ( إسناده ضعيف - ابن حجر العسقلاني - تلخيص الحبير - 4 / 1348 ) 0

( عن --------- ابن عباس في آخر قصة السحر الذي سحر به النبي صلى الله عليه وسلم أنهم وجدوا وترا فيه إحدى عشرة عقدة وأنزلت سورة الفلق والناس وجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ) ( إسناده ضعيف - ابن حجر العسقلاني - فتح الباري - 10 / 235 ) 0

عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - : ( أنهم وجدوا وترا فيه عقد ، وأنها انحلت عند قراءة المعوذتين ) ( في إسناده ضعف - ابن حجر العسقلاني - فتح الباري - 10 / 246 ) 0

فالمسألة هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ، بمعنى أنه لم ينتظر حتى نزول المعوذتين بل أوحي إليه في تلك اللحظة عن طريق جبريل الأمين عليه السلام 0

أما فضل المعوذتين وأثرهما في علاج جميع الأمراض فلا نشكك مطلقاً في ذلك وإليكم الأدلة :

1)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده ، رجاء بركتها ) ( متفق عليه ) 0

2)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده ) ( متفق عليه ) 0

3)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات ) ( صحيح الجامع 4783 ) 0

4)- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان ، وعين الإنسان ، حتى نزلت المعوذتان ، فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سواهما ) ( صحيح الجامع 4902 ) 0

5)- عن عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قد أنزل الله علي آيات لم ير مثلهن و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) الى آخر السورة و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) إلى آخر السورة ) ( صحيح الترمذي 2324 ) 0

6)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ المعوذتين ، فإنك لن تقرأ بمثلهما ) ( صحيح الجامع 1160 ) 0

7)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عقبة ، ما تعوذ المتعوذون بمثلهما ) ( صحيح الجامع 7949 ) 0

8)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يتعوذ بهما كل ليلة عند النوم وأمر عقبة أن يقرأ بهما دبر كل صلاة ) ( السلسلة الصحيحة 1514 ) 0

9)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في السفر ، فقال لي : ( يا عقبة ، ألا أعلمك خير سورتين قرئتا فعلمني ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ( صحيح أبو داوود 1298 ) 0

10)- عن عبد الله بن خبيب – رضي الله عنه - قال : ( خرجنا في ليلة مطر وظلمة ، نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا ، فأدركناه ، فقال : قل ، فلم أقل شيئا 0 ثم قال : قل 0 فلم أقل شيئا 0 ثم قال : قل قلت : يا رسول الله ما أقول ؟ قال : قل : ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين ، حين تمسي وحين تصبح ، ثلاث مرات ، تكفيك من كل شيء ) ( صحيح الجامع 4406 ) 0

11)- عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ بعد الجمعة الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد سبعا سبعا ( في مجلسه ) حفظ إلى الجمعة الأخرى 0 قال وكيع : فجربناه فوجدناه كذلك ) ( أخرجه ابن الضريس 118 / أ ، وابن أبي شيبة في مصنفه - 2 / 159 ، وأبو عبيد في فضائله ص 204 عن طريق عون به - وقال الشيـخ محمد طرهوني اسناده صحيح وقال أيضا : وهو في حكم المرفوع لما ذكرناه غير مرة من الشروط في ذلك ، فهو لا يقال من جهة الرأي ، لأنه أمر غيبي وليس مما يمكن تلقيه عن أهل الكتاب ، وليس مما يمكن استنباطه من النصوص – أنظر موسوعة فضائل سور وآيات القرآن – 2 / 371 ) 0

قال ابن القيم : ( وفي المعوذتين الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلا، فإن الاستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه ، سواء كان في الأجسام أو الأرواح ، والاستعاذة من شر الغاسق وهو الليل ، وآيته وهو القمر إذا غاب ، تتضمن الاستعاذة من شر ما ينتشر فيه من الأرواح الخبيثة التي كان نور النهار يحول بينها وبين الانتشار ، فلما أظلم الليل عليها وغاب القمر ، انتشرت وعاثت 0 والاستعاذة من شر النفاثات في العقد تتضمن الاستعاذة من شر السواحر وسحرهن 0
والاستعاذة من شر الحاسد تتضمن الاستعاذة من النفوس الخبيثة المؤذية بحسدها ونظرها 0
والسورة الثانية : تتضمن الاستعاذة من شر شياطين الإنس والجن ، فقد جمعت السورتان الاستعاذة من كل شر ، ولهما شأن عظيم في الاحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها 0 ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر بقراءتهما عقب كل صلاة ، وفي هذا سر عظيم في استدفاع الشرور من الصلاة إلى الصلاة 0 وقال : ما تعوذ المتعوذون بمثلهما 0
وقد ذكر أنه صلى الله عليه وسلم سحر في إحدى عشرة عقدة ، وأن جبريل نزل عليه بهما ، فجعل كلما قرأ آية منهما انحلت عقدة ، حتى انحلت العقد كلها ، وكأنما أنشط من عقال ) ( الطب النبوي – 181 - 182 ) 0

وقال – رحمه الله – عن أهمية سورة الفلق : ( هي من أكبر أدوية الحسد ، فإنها تتضمن التوكل على الله والالتجاء إليه ، والاستعاذة به من شرّ حاسد النّعمة ، فهو مستعيذ بولي النعم وموليها 0 كأنه يقول : يا من أولاني نعمته وأسداها إليّ ، أنا عائذ بك من شرِّ من يريد أن يستلبها مني ويزيلها عني 0 وهو حَسب من توكل عليه ، وكافي من لجأ إليه ، وهو الذي يؤمن خوف الخائف ويجير المستجير ، وهو نعم المولى ونعم النصير 0 فمن تولاه واستنصر به وتوكل عليه وانقطع بكليته إليه تولاّه وحفظه وحرسه وصانه ، ومن خافه واتقاه أمّنه مما يخاف ويحذر ، وجلب إليه كل ما يحتاج إليه من المنافع ) ( تفسير سورة الكافرون والمعوذتين – ص 65 ) 0

قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - معلقا على قراءة الإخلاص والمعوذتين : ( يشرع تكرار السور ثلاث مرات ) ( فتح الحق المبين - ص 128 ) 0

قال الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع : ( وكذلك الأمر بالنسبة للمحافظة على قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص كل صباح ومساء فمن استجاب لتوجيه الله تعالى وتوجيه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فقد أخذ بأسباب حماية الله له وحفظه من الشيطان ونسله وهمزاته ووساوسه ) ( مجلة الأسرة - صفحة 38 - العدد 69 ذو القعدة 1419 هـ ) 0

حيث أن المعوذتين كانتا قد نزلتنا عليه صلى الله عليه وسلم بدليل مما لا نشك به مطلقاً ، ولكن لماذا يعمد كثير من المعالجين لعلاج السحر بالرقية الشرعية ، والإجابة على هذا السؤال لأن كثير من الأسحار لا يعلم مصدرها وأي هي ، والمعالج صاحب العلم الشرعي لا يلجأ إلا الى الله ثم الرقية الشرعية التي تكون له عوناً من اله في ذلك 0

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( الإسلام اسلام ) ، مع الترفق بأخيكم في مسألة النقاش والحوار العلمي ، بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 08-11-2006, 08:20 AM   #12
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

وجزاك الله خيرا، شيخنا الفاضل الكريم ابو البراء على هذه الاجابات الشافية الوافية.


وكما تذكرنا وتنبهنا، يا استاذنا ، دوما الى ان هذا المنتدى هو خدمة لاخواننا واخواتنا المصابين ، جعل كل عمله هذا في موازين حسناتك.

خفنا ، ان يؤدي استعمال بعض الكلمات بين المتحاورين ، الى تشعب النقاش وخروجه عن معنى السؤال والفائدة. وبالتالي ان يؤثر ذلك على نفسية المصابين والمتعلمين الذين ينهلون العلم والخبرة من هذه الساحات.
فكلنا يعلم ان ساحات الرقية الشرعية هي ليست ساحات علاج فقط ، بل ساحات علم وعمل وخبرة.

بارك الله بك استاذنا الكريم، وحفظ هذا المنتدى صرحا شامخا.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 08-11-2006, 08:57 AM   #13
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

بارك الله فيكم شيخنا الحبيب أبو البراء فقد وفيت وكفيت ،، ونعود للأخ الفاضل الاسلام اسلام ونسأله : هل إتضحت الصورة أمامكم أم لا؟
وللإخت الكريمة فاديا أقول : بالطبع أخونا الاسلام اسلام ليس بالعضو الجديد بل عضو قديم ، وحصل بينه وبين المنتدى إشكال معين ، وأعتقد أن آخر مواضيعه هذا الموضوع
http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=5984

لمن أراد الإطلاع

بارك الله في الجميع

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 08-11-2006, 09:29 AM   #14
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

بارك الله بك اخي الفاضل ابن حزم الظاهري، اطلعت على الرابط.

من يدري ، قد تكون أحواله تغيرت الان.

والسؤال الآن ، الاخ الكريم اسلام ذكر لنا ان هذا التسائل من وراءه فائدة.
وها قد حصل على الاجابة.......

و نحن بانتظار الفائدة.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 08-11-2006, 11:10 AM   #15
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي




بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 08-11-2006, 01:43 PM   #16
معلومات العضو
الإسلام اسلام
عضو موقوف

Post

السلام عليك ورحمة الله

أما بعد :

قلت أخي أبا البراء بارك الله فيك وفي علمك:

السؤال الأول : لما لم يقرأ النبي عليه السلام على نفسه كما يفعل الرقاة اليوم ليبطل السحر ؟؟؟

الجواب : اعلم أخي الحبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم بأنه مسحور ، وعندما علم ذلك لجأ إلى أقصر الطرق لعلاج ذلك الداء ، ومما لا شك فيه بأن معرفة مكان السحر واستخراجه يعتبر من أفضل وأنجع وأسرع وسيلة لفك السحر 0

كما ثبت من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة ! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ جاءني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة وجف قال طلعتي ذكر ، قال : فأين هو ؟ قال في بئر ذروان ، يا عائشة ! والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين ) ( متفق عليه ) ، وقد روي مثل ذلك الحديث عن أم المؤمنين -رضي الله عنها- بأسانيد مختلفة 0

قال ابن القيم – رحمه الله - : ( استخراج السحر وتبطيله هو أبلغ علاج كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأل ربه سبحانه وتعالى في ذلك فدله عليه فاستخرجه من بئر فكان في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر ، فلما استخرجه ذهب ما به حتى كأنما نشط من عقال 00
فهذا من أبلغ ما يعالج به المطبوب " المسحور " وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثة من الجسد ) ( زاد المعاد – 3 / 104 ) 0

يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - : ( ومن علاج السحر أيضا - وهو من أنفع علاجه - بذل الجهد في معرفة موضع السحر من أرض أو جبل أو غير ذلك فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر ) ( فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – برقم ( 8016 ) – الصادرة بتاريخ 22 / 1 / 1405 هـ ) 0

وهذا لا يعني مطلقاً أن علاج السحر يقتصر على استخراج مادة السحر بل أن هناك وسائل مشروعة لاستخراج السحر وإبطاله ومن ذلك :

1)- التوجه الخالص لله سبحانه وتعالى ودعائه لتفريج الكربة وإزالة الغمة :

إن من أنجع وأنفع الوسائل التي قد يسلكها المريض بالسحر هو التوجه إلى الله سبحانه وتعالى ودعائه والتضرع إليه ، وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح الإمام مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها - حيث قالت : ( فدعا 000 ثم دعا 000 ثم دعا ) ويقول الحق جل وعلا في محكم كتابه : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ 000 ) ( النمل – الآية 62 ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( 000 بحيث أنه توجه إلى الله ودعا على الوضع الصحيح والقانون المستقيم 0 ووقع في رواية ابن نمير عند مسلم ( فدعا ، ثم دعا ، ثم دعا ) وهذا هو المعهود منه أنه كان يكرر الدعاء ثلاثا 0 وفي رواية وهيب عند أحمد وابن سعد ( فرأيته يدعو ) 0 قال النووي : فيه استحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات وتكريره والالتجاء إلى الله تعالى في دفع ذلك 0

وقال - رحمه الله - : ( سلك النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة - يعني قصة السحر - مسلكي التفويض وتعاطي الأسباب ، ففي أول الأمر فوض وسلم لأمر ربه فاحتسب الأجر في صبره على بلائه ، ثم لما تمادى ذلك وخشي من تماديه أن يضعفه عن فنون عبادته جنح إلى التداوي ثم إلى الدعاء ، وكل من المقامين غاية في الكمال ) ( فتح الباري – 10 / 228 ) 0

ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر بوحي السماء عن ذلك الأمر ، فعلم بالساحر ومكان السحر المعقود كما ثبت في الصحيح ، أما بالنسبة لنا فقد يحصل ذلك الأمر بإحدى طريقين :

* الأول : الدعاء :

أن يدعو المصاب ربه ويجتهد قدر طاقته في البحث والتحري عن مكان السحر حتى يوفق لرؤيته والعثور عليه ومن ثم إبطاله ، هذا وسوف يعرج على هذا الموضوع بالتفصيل لاحقا 0

* الثاني : الرؤى والمنامات :

كثيرا ما توجه بعض المرضى بالدعاء والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ، وفرج الله كربتهم عن طريق رؤى رأوها في منامهم تبين لهم من خلالها مكان السحر ، ويتطابق ذلك مع الواقع في بعض الأحيان فيزيلون مادة السحر ويتلفونها ويحمدون الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به عليهم من نعمه التي لا تعد ولا تحصى 0

أقول أخي :

كلام والحمد لله صائب , ولكن لو تأملنا الحديث لوجدنا أن النب عليه السلام ظل ستة أشهر بدون رقية بل تطبب بالحجامة , وحين لم تجد الحجامة نفعا معه عليه السلام دعا ربه , ولكن ما قرأعلى نفسه القرءان ليسترقي به , بل حتى أفتاه ربه أن به سحرا ومكانه هو البئر حينها أمر به فإستخرج وقرأعليه وجعل كلما قرأ إنحلت عقدة حتى بطل , واليوم الرقاة لا يدري أصلا إن كان المريض به سحر أو لا يشرع في الرقية وأسوته ما فعل ذالك لما ياترى ؟؟؟ , فإما أن خير الهدي هديه وإما أنما بصرنا بما لم يبصر به عليه السلام , أرجوا منك أخي الفاضل أبا البراء إزلة هذا اللبس بعون الله تعالى


قلت أخي بارك الله فيكم :

الجواب : لأن استخراج السحر من أنفع وأقرب الوسائل للعلاج والشفاء بإذن الله عز وجل ، ويرى ذلك من استعراض أقوال علماء الآمة كما مر معنا آنفاً 0


أقول يرعاكم الله تعالى :

هو كذالك وفيه يكون الشفاء للمريض وهو أيضا سنة إسترقاء النبي عليه السلام في السحر وخير الهدي هديه , وحين نوافق النبي عليه السلام زمانا ومكانا وكيفية وصفة وعددا نكون من إصابة الهدف أقرب من أن نخطأه , وأنتم بارك الله فيكم تعرفون هذا أنعم الله بكم

أقلتم حفظكم الله :

الجواب : هذا مما لا نشك به مطلقاً ، ولكن لماذا يعمد كثير من المعالجين لعلاج السحر بالرقية الشرعية ، والإجابة على هذا السؤال لأن كثير من الأسحار لا يعلم مصدرها وأي هي ، والمعالج صاحب العلم الشرعي لا يلجأ إلا الى الله ثم الرقية الشرعية التي تكون له عوناً من اله في ذلك 0

أقول أعانك الله :

نعم الكثير من الأسحار لا يعلم مكانها إلا عن طريق الرؤى أو إعتراف الشيطان إن صدق أو إعانة من جني مسلم كأن يأتي من نفسه وهو في الغالب يدخل في مسمى الرؤية

ولكن هنا سؤال : لما النبي عليه السلام ما إسترقى من مصابه بالقرءان إلا بعد إخبار الله تعالى له ؟؟؟؟


قلت أخي أبا البراء بارك الله فيكم:

فالمسألة هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ، بمعنى أنه لم ينتظر حتى نزول المعوذتين بل أوحي إليه في تلك اللحظة عن طريق جبريل الأمين عليه السلام 0

أقول بارك الله فيكم :

لا إشكال هنا , ولكن أمرالله تعالى له عن طريق جبريل عليه السلام بهاتين السورتين دلالة على فضلها وقوتهما فيه دون ما سواهما , وهذا ما قصدت من كلامي بارك الله فيكم

قلت أخي بارك الله فيك :

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( الإسلام اسلام ) ، مع الترفق بأخيكم في مسألة النقاش والحوار العلمي ، بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية

أقول حفظكم الله :

هذا أصلي الترفق والحلم والصبر وما كان وقتها...كان دفاعا عن من الظلم جملة وكان نصرا للمسلمين , فقد أخطأ فيهم الأخ....xxxx

والسلام عليك ورحمة الله
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 08-11-2006, 03:01 PM   #17
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

الأخ الفاضل الإسلام إسلام لو إختصرت الطريق وقلت ما تود أن تقوله مرة واحدة لكان خيرا" لنا ولك

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 09-11-2006, 07:09 AM   #18
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي




بارك الله فيكم أخي الحبيب ( الإسلام اسلام ) ، وأحسن إليكم في الدارين ، إذن السؤال الأساس المطروح هو :

( ولكن لو تأملنا الحديث لوجدنا أن النب عليه السلام ظل ستة أشهر بدون رقية بل تطبب بالحجامة , وحين لم تجد الحجامة نفعا معه عليه السلام دعا ربه , ولكن ما قرأعلى نفسه القرءان ليسترقي به ) 0

قلت وبالله التوفيق : قد يجاب على ذلك من عدة أوجه :

الأول : سبق أنه قد ذكرت بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم بأنه مسحور طيلة تلك الفترة والتي قيل بأنها ستة أشهر 0

( لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم من سنة سبع ، جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم ، وكان حليفاً لبني زريق ، وكان ساحراً ، فقالوا له : يا ابن الأعصم أنت أسحرنا ، وقد سحرنا محمداً فلم نصنع شيئاً ، ونحن نجعل لك جعلاً على أن تسحره لنا سحراً ينكؤه – أي يوجعه - ، فجعلوا له ثلاثة دنانير ، وقد ساعد اليهود على تدبير مكيدتهم أن غلاماً من اليهود كان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدبت إليه اليهود فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم وعدة من أسنان مشطه وأعطاها اليهود الذين قاموا بدورهم بإعطاء ذلك لابن الأعصم فتولى سحر الرسول صلى الله عليه وسلم ثم دس السحر في بئر لبني زريق يقال له ذروان ، فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر – أي تساقط - شعر رأسه ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، وجعل يدور ولا يدري ما عراه ، فيبنما هو نائم إذ أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ، فقال أحدهما للآخر : ما بال الرجل ؟ قال : مطبوب ؟ قال : من طبه 0 قال : لبيد بن الأعصم ، قال : وبم طبه ؟ قال : بمشط ومشاطة ، قال : وأين هو ؟ ، قال : في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان ، فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم مذعوراً ، وقال يا عائشة : أما شعرت إن الله أخبرني بدائي ثم بعث رسول الله علياً والزبير وعمار بن ياسر ، فنزحوا ماء البئر كأنه نقاعة الحناء ، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف ، فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه ، وإذا فيه وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر ، فأنزل الله تعالى المعوذتين ، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ، ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حين انحلت العقدة الأخيرة ، فقام كأنما نشط من عقال ، وجعل جبريل يقول : باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حاسد وعين ، الله يشفيك ، فقالوا يا رسول الله أفلا نأخذ الخبيث نقتله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما أنا فقد عافاني الله وشفاني وخشيت أن أثير على الناس منه شراً وأمر بها فدفنت ) ( أنظر بتصرف : زاد المسير – 271 ، 272 / 9 ، الجامع لأحكام القرآن – 254 / 20 ، فتح الباري – 226 / 10 ، المجموع شرح المهذب للنوي – 242 ، 243 / 19 ، أسباب النزول للشيخ أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري – 346 ، 347 – أنظر صحيح البخاري بشرح الكرماني – 21 / 43 ) 0

ثانياً : أن الأمر جاء من السماء بدليل حديث :

( كان رجل [ من اليهود ] يدخل على النبي ، [ وكان يأمنه ] ، فعقد له عقدا ، فوضعه في بئر رجل من الأنصار ، [ فاشتكى لذلك أياما ، و في حديث عائشة : ستة أشهر ) ] ، فأتاه ملكان يعودانه ، فقعد أحدهما عند رأسه ، و الآخر عند رجليه ، فقال أحدهما : أتدري ما وجعه ؟ قال : فلا ن الذي [ كان ] يدخل عليه عقد له عقدا ، فألقاه في بئر فلان الأنصاري ، فلو أرسل [ إليه ] رجلا ، و أخذ [ منه ] العقد لوجد الماء قد صفر [ فأتاه جبريل فنزل عليه بــ المعوذتين ) ، و قال : إن رجلا من اليهود سحرك ، و السحر في بئر فلان ، قال : ] فبعث رجلا و في طريق أخرى : فبعث عليا ) [ فوجد الماء قد اصفر ] فأخذ العقد [ فجاء بها ] ، [ فأمره أن يحل العقد و يقرأ آية ] ، فحلها ، [ فجعل يقرأ و يحل ] ، [ فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ] فبرأ ، و في الطريق الأخرى : فقام رسول الله كأنما نشط من عقال ) ، و كان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي فلم نشط من عقال ) ، و كان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي فلم يذكر له شيئا منه ، و لم يعاتبه [ قط حتى مات ] ) ( حديث صحيح - الألباني - السلسلة الصحيحة - برقم 2761 ) 0

ثالثاً : والحديث السابق وكثير من روايات عائشة تدل وتبين على مشروعية الرقية وإليكم دليل ذلك :

1)- لدغت رجلا منا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل : يا رسول الله ! أرقى ؟ قال : ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه ) ( صحيح الجامع 6019 ) 0

قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله : ( وفي الحديث استحباب رقية المسلم لأخيه المسلم بما لا بأس به من الرقى ، وذلك ما كان معناه مفهوما مشروعا ، وأما الرقى بما لا يعقل معناه من الألفاظ ، فغير جائز 0 قال المناوي : وقد تمسك ناس بهذا العموم ، فأجازوا كل رقية جربت منفعتها ، وإن لم يعقل معناها ، لكن دل حديث عوف الماضي أن ما يؤدي إلى شرك يمنع ، وما لا يعرف معناه لا يؤمن أن يؤدي إليه ، فيمنع احتياطا 0
قلت : - والكلام للشيخ الألباني – رحمه الله - ويؤيد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمح لآل عمرو بن حزم بأن يرقى إلا بعد أن اطلع على صفة الرقية ، ورآها مما لا بأس به ، بل أن الحديث بروايته الثانية من طريق أبي سفيان نص في المنع مما لا يعرف من الرقى ، لأنه صلى الله عليه وسلم نهى نهيا عاما أول الأمر ، ثم رخص فيما تبين أنه لا بأس به من الرقى ، وما لا يعقل معناه منها لا سبيل إلى الحكم عليها بأنه لا بأس بها ، فتبقى في عموم المنع فتأمل !
وأما الاسترقاء - وهو طلب الرقية من الغير ، فهو وإن كان جائزا ، فهو مكروه ، كما يدل عليه حديث ( هم الذين لا يسترقون 000 ولا يكتوون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون ) ، متفق عليه ) ( سلسلة الأحاديث الصحيحة - 1 / 2 / 844 ) 0

2)- عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال : ( كنا نرقي في الجاهلية ، فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ) ( صحيح الجامع - 1048 ) 0

قال المناوي : ( " اعرضوا علي رقاكم " جمع رقية بالضم وهي العوذة ، والمراد ما كان يرقى به في الجاهلية ، استأذنوه في فعله فقال " اعرضوها علي " أي لأني العالم الأكبر المتلقي عن معلم العلماء ومفهم الحكماء فلما عرضوا عليه قال " لا بأس بالرقى " أي هي جائزة " ما لم يكن فيه " أي فيما رقي به " شرك " أي شيء يوجب اعتقاد الكفر أو شيء من كلام أهل الشرك الذي لا يوافق الأصول الإسلامية فإن ذلك محرم ومن ثم منعوا الرقى بالعبراني والسرياني ونحو ذلك مما يجهل معناه خوف الوقوع في ذلك ) ( فيض القدير – 1 / 558 ) 0

3)- عن عائشة - رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما لصبيكم هذا يبكي ؟ هلا استرقيت له من العين ) ( صحيح الجامع – 5662 ) 0

4)- عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : ( كان يأمر أن نسترقي من العين ) ( متفق عليه ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( أي يطلب الرقية ممن يعرف الرقى بسبب العين ، وفي الحديث مشروعية الرقية لمن أصابه العين ) ( فتح الباري – باختصار – 10 / 201 ) 0

5)- عن أم سليم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ، فقال : ( استرقوا لها ، فإن بها النظرة ) ( متفق عليه ) 0

قال البغوي : ( قال إبراهيم الحربي : " سفعة " هو سواد في الوجه ، ومنه سفعة الفرس سواد ناصيته ، وعن الأصمعي : حمرة يعلوها سواد ، وقال ابن قتيبة : لون يخالف لون الوجه ، وقوله : " يعني من الجن " ، وقيل : من الإنس ، وبه جزم أبو عبيد الهروي ، قال الحافظ : والأولى أنه أعم من ذلك ، وأنها أصيبت بالعين ، فلذلك أذن صلى الله عليه وسلم في الاسترقاء لها ) ( شرح السنة - 12 / 163 ) 0

قال النووي : ( قوله : رأى بوجهها سفعة فقال : " بها نظرة فاسترقوا لها " يعني بوجهها صفرة 0 أما السفعة فبسين مهملة مفتوحـة ثم فاء ساكنة ، وقد فسرها في الحديث بالصفرة ، وقيل سواد ، وقيل : أخذة من الشيطان ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – باختصار – 13 ، 14 ، 15 / 354 ) 0

6)- عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال : رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية ، وقال لأسماء بنت عميس : ( مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة ) قالت : لا ، ولكن العين تسرع إليهم ، قال : " ارقيهم " قالت : فعرضت عليه فقال : " ارقيهم " ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 60 ) - برقم 2198 ) 0

قال النووي : ( قوله صلى الله عليه وسلم : " ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة ؟ " بالضاد المعجمة أي نحيفة ، والمراد أولاد جعفر – رضي الله عنه - ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13،14،15 / 355 ) 0

قال القرطبي : ( وفيه أن الرقى مما يستدفع به البلاء ، وأن العين تؤثر في الإنسان وتضرعه ، أي تضعفه وتنحله ، وذلك بقضاء الله تعالى وقدره ) ( الجامع لأحكام القرآن - 9 / 226 ) 0

7)- عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا رقية إلا من عين أو حمة ، أو دم ) ( متفق عليه ) 0

قال البغوي : ( والمراد من " الحمه " سم ذوات السموم ) ( شرح السنة – 12 / 163 ) 0

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ : ( قال الخطابي : ومعنى الحديث 0 لا رقية أشفى وأولى من رقية العين والحمه 0 وقد رقي النبي صلى الله عليه وسلم ورقى ) ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد – ص 91 ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( بخصوص حديث عمران بن حصين : وأجيب بأن معنى الحصر فيه أنهما أصل كل ما يحتاج إلى الرقية ، فيلتحق بالعين جواز رقية من به خبل أو مس ونحو ذلك ، لاشتراكهما في كونها تنشأ عن أحوال شيطانية من إنسي أو جني ، ويلتحق بالسم كل ما عرض البدن من قرح ونحوه من المواد السمية ، وقيل المراد بالحصر معنى الأفضل ، أي لا رقية أنفع كما قيل : لا سيف إلا ذو الفقار ) ( فتح الباري – باختصار - 10 / 196 ) 0

قال المناوي : ( " لا رقية إلا من عين أو حمة " أي لا رقية أولى وأنفع من رقية العيون أي المصاب بالعين ومن لا رقية من لدغة ذي حمة والحمه سم العقرب وشبهها وقيل فوعة السم وقيل حدته وحرارته وزاد في رواية أو دم أي رعاف يعني لا رقية أولى وأنفع من الرقية المعيون أو ملسوع أو راعف لزيادة ضررها فالحصر بمعنى الأفضل فهو من قبيل لا فتى إلا علي فلا تعارض بينه وبين الأخبار الآمرة بالرقية بكلمات الله التامات وآياته المنزلات لأمراض كثيرة وعوارض غزيرة وقال بعضهم معنى الحصر هنا أنهما أصل كل ما يحتاج إلى الرقية فيلحق بالعين نحو خبل ومس لاشتراكهما في كونهما تنشأن عن أحوال شيطانية من إنسي أو جني وبالسم كل عارض للبدن من المواد السمية ) ( فيض القدير - 6 / 426 ) 0

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ : ( قال المصنف : عن حصين بن عبد الرحمن ، قال : " كنت عند سعيد بن جبير ، فقال : أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة ؟ فقلت أنا ، ثم قلت : أما أني لم أكن في صلاة ، ولكني لدغت 0 قال : فما صنعت ؟ قلت : ارتقيت 0 قال : فما حملك على ذلك ؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي ، قال : وما حدثكم ؟ قلت : حدثنا عن بريده بن الحصيب أنه قال : " لا رقية إلا من عين أو حمة " قال : قد أحسن من انتهى إلى ما سمع 0
قوله : " قد أحسن من انتهى إلى ما سمع " أي من أخذ بما بلغه من العلم وعمل به فقد أحسن ، بخلاف من يعمل بجهل ، أو لا يعمل بما يعلم ، فإنه مسيء آثم 0 وفيه فضيلة علم السلف وحسن أدبهم ) ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد – باختصار – ص 86 ، 91 ) 0

رابعاً : خاصية الرقية بسورة البقرة والمعوذتين لعلاج السحر :

لما ثبت من حديث أبو أمامة الباهلي – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرؤوا القرآن . فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه . اقرؤوا الزهراوين : البقرة وسورة آل عمران . فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان . أو كأنهما غيايتان . أو كأنهما فرقان من طير صواف . تحاجان عن أصحابهما . اقرؤوا سورة البقرة . فإن أخذها بركة . وتركها حسرة . ولا يستطيعها البطلة . قال معاوية : بلغني أن البطلة السحرة . وفي رواية : مثله . غير أنه قال : وكأنهما في كليهما . ولم يذكر قول معاوية : بلغني ) ( حديث صحيح – الإمام مسلم – المسند الصحيح – برقم 804 ) 0

وقد ثبت من حديث بريدة بن خصيب الأسلمي – رضي الله عنه أنه قال : ( كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قال ثم سكت ساعة ثم قال تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له هل تعرفني فيقول ما أعرفك فيقول أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والده حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا فيقولان بم كسينا هذا فيقال بأخذ ولدكما القرآن ثم يقال اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا ) ( اسناده حسن على شرط مسلم - - ابن كثير – تفسير القرآن العظيم 1 / 53 ) 0

وقد ثبت من حديث أبو أمامة الباهلي – رضي الله عنه – أتنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرؤوا القرآن ؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ، إقرؤوا الزهراوين : البقرة وآل عمران ، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان ، أو كأنهما فرقان من طير صواف ، يحاجان عن أصحابهما ، اقرؤوا سورة البقرة ؛ فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة ) ( حديث صحيح – صحيح الجلمع 1165 )

قال ابن منظور : ( والبطلة : السحرة ، مأخوذ منه ، وقد جاء في الحديث : ولا تستطيعه البطلة ، قيل : هم السحرة ) ( لسان العرب – 11/56

قال معاوية: بلغني أنَّ البطلة السحرة.ومعاوية هو ابن سلام.

وأما بخصوص الرقية بالمعوذتين فقد سبق الإشارة الى ذلك من خلال البحث السابق 0

ومن هنا جاء التوجيه الشريف بقراءة هذه السورة العظيمة من المشرع سبحانه وتعالى إلى المبلغ ، وبالتالي أصبحت لنا شرعاً وقد ثبت لهذه السورة أثر عظيم ونفع جليل في علاج السحر وإبطاله 0

رابعاً : ولو قال قائل وما أدراكم بأن الرقية كانت معروفة عند رسول الله ولكنه لم يلجأ لها ولم يبينها خلال شهور سحره صلى الله عليه وسلم :

قلنا بأن الإجابة قد تكون خاصة برسول الله صلى اله عليه وسلم ، ومن خلال تتبع الأحاديث التالية :

1)- عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عرضت علي الأمم ، فرأيت النبي ومعه الرهط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي وليس معه أحد ، إذ رفع لي سواد عظيم ، فظننت أنهم أمتي ، فقيل لي : هذا موسى وقومه ، ولكن أنظر إلى الأفق ، فإذا سواد عظيم ، فقيل لي : أنظر إلى الأفق الآخر ، فإذا سواد عظيم ، فقيل لي : هذه أمتك ، ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، ولا يكتوون ، وعلى ربهم يتوكلون ) ( متفق عليه ) 0

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ : ( قال شيخ الإسلام ابن تيمية " ولا يرقون " هذه الزيادة وهم من الراوي ، لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : " ولا يرقون " وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن الرقى : " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه " " صحيح الجامع - 6019 " ) ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد - ص 94 ) 0

2)- عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سبعون ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب : هم الذين لا يكتوون 000 ولا يسترقون ، ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) ( صحيح الجامع – 3604 ) 0

قال المناوي : ( " سبعون ألفا من أمتي " يعني سبعون ألف زمرة بقرينة تعقبه في خبر مسلم بقوله زمرة واحدة منهم على صورة القمر " يدخلون الجنة بغير حساب " ولا عذاب بدليل رواية ولا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفا " هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون " ليس في البخاري " ولا يسترقون " قال ابن تيمية وهو الصواب وإنما هي لفظة وقعت مقحمة في هذا الحديث وهي غلط من بعض الرواة فإن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الوصف الذي استحق به هؤلاء دخولها بغير حساب تحقيق التوحيد وتجريده فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم " ولا يتطيرون " لأن الطيرة نوع من الشرك " ) ( فيض القدير - 4 / 92 ) 0

3)- عن ابن عباس ، وعمران بن حصين ، وأبي هريرة - رضي الله عنهم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ، هم الذين لا يسترقون ، ولا يتطيرون ، ولا يكتوون ، وعلى ربهم يتوكلون ) ( متفق عليه ) 0

قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين : ( أورد بعض العلماء إشكالا على هذا الحديث وقال : إذا اضطر الإنسان إلى القراءة أي أن يطلب من أحد أن يقرأ عليه مثل أن يصاب بعين أو بسحر أو أصيب بجن 000 هل إذا ذهب يطلب من يقرأ عليه يخرج من استحقاق دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب ؟
فقال بعض العلماء : نعم هذا ظاهر الحديث وليعتمد على الله وليتبصر ويسأل الله العافية 0
وقال بعض العلماء : بل أن هذا فيمن استرقى قبل أن يصاب أي بأن قال اقرأ علي أن لا تصيبني العين أو أن لا يصيبني السحر أو الجن أو الحمى فيكون هذا من باب طلب الرقية لأمر متوقع لا واقع وكذلك الكي ) ( شرح رياض الصالحين - 2 / 512 ) 0

4)- عن المغيرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من اكتوى أو استرقى ، فقد برئ من التوكل ) ( صحيح الجامع - 6081 ) 0

قال المناوي : ( لفعله ما يسن التنزه عنه من الاكتواء لخطره ، والاسترقاء بما لا يعرف من كتاب الله لاحتمال كونه شركا ، أو هذا فيمن فعل معتمدا عليها لا على الله ، فصار بذلك بريئا من التوكل ، فإن فقد ذلك لم يكن بريئا منه ) ( فيض القدير - 6 / 82 ) 0

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في تعقيبه على حديث ( سبعون ألفا000) : ( فهؤلاء من أمته ، وقد مدحهم بأنهم لا يسترقون ، والاسترقاء أن يطلب من غيره أن يرقيه ، والرقية من نوع الدعاء ، وكان هو صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه وغيره ، ولا يطلب من أحد أن يرقيه ، ورواية من روى في هذا : لا يرقون ضعيفة ، فهذا مما يبين حقيقة أمره لأمته بالدعاء ، أنه ليس من باب سؤال المخلوق الذي غيره أفضل منه 0 فإن من لا يسأل الناس بل لا يسأل إلا الله أفضل ممن يسأل الناس - ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد- آدم ) ( مجموع الفتاوى – 1 / 328 ) 0

* قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( في هذه القصة – يعني قصة سحر الرسول صلى الله عليه وسلم - مسلكي التفويض وتعاطي الأسباب ، ففي أول الأمر فوض وسل لأمر ربه فاحتسب الأجر في صبره على بلائه ، ثم لما تمادى ذلك وخشي من تماديه أن يضعفه عن فنون عبادته جنح إلى التداوي ثم الى الدعاء ، وكل من المقامين غاية في الكمال ) ( فتح الباري – 10 / 228 ) 0

* قال الخطابي : ( المراد من ذلك ( يعني حديث سبعون ألفا 00 ) ترك الاسترقاء على جهة التوكل على الله والرضا بقضائه وبلائه وهذه أرفع درجات المحققين للإيمان ) ( أعلام السنن للخطابي – مخطوطة – لوحة ( 396 ) – نقلا عن أحكام الرقى والتمائم – ص 44 ) 0

* قال القاضي عياض : ( وهذا هو ظاهر الحديث ألا ترى قوله : " وعلى ربهم يتوكلون " ) ( إكمال المعلم – مخطوطة – لوحة ( 62 ) – نقلا عن أحكام الرقى والتمائم – ص 44 ) 0

فإن كان القول في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فما بالك والحديث عن قدوة الخلق صلوات ربي وسلامه عليه ، والمعنى يتجلى من قول العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – حيث يقول :

* سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله – السؤال التالي : ( هل الرقية تنافي التوكل ؟ )

فأجاب : ( التوكل هو صدق الاعتماد على الله عز وجل في جلب المنافع ودفع المضار ، مع فعل الأسباب التي أمر الله بها ، وليس التوكل أن تعتمد على الله بدون فعل الأسباب ، فإن الاعتماد على الله بدون فعل الأسباب طعن في الله عز وجل وفي حكمته تبارك وتعالى ، لأن الله تعالى ربط المسببات بأسبابها 0 وهنا سؤال من أعظم الناس توكلا على الله ؟؟؟
الجواب هو الرسول – عليه الصلاة والسلام – وهل كان يعمل الأسباب التي يتقي بها الضرر ؟ الجواب نعم ، كان إذا خرج إلى الحرب يلبس الدروع ليتوقى السهام ، وفي غزوة أحد ظاهر بين درعين أي لبس درعين كل ذلك استعدادا لما قد يحدث ، ففعل الأسباب لا ينافي التوكل إذا اعتقد الإنسان أن هذه الأسباب مجرد أسباب فقط لا تأثير لها إلا بإذن الله تعالى ، وعلى هذا فالقراءة قراءة الإنسان على نفسه 0 وقراءته على اخوانه المرضى لا تنافي التوكل وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرقي نفسه بالمعوذات ، وثبت أنه كان يقرأ على أصحابه إذا مرضوا 0 والله أعلم ) ( فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين - 1 / 141 ، 142 ) 0

وقال – رحمه الله - : ( أي لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم لما يلي :-
1- لقوة اعتمادهم على الله 0
2- لعزة نفوسهم عن التذلل لغير الله 0
3- ولما في ذلك من التعلق بغير الله ) ( القول المفيد على كتاب التوحيد - 1 / 97 ) 0

أرجو أن تكون الصورة قد اتضحت جلياً أخي الحبيب ( الإسلام اسلام ) ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 09-11-2006, 09:18 AM   #20
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي




وفيكم بارك الله أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( الباحث ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 05:34 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com