بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقيقة و أنا أكتب هذا الموضوع لم أتردد في أي منتدى سأجعله، بل كنت شبه واثق أن هذا المنتدى الطيب إن شاء الله هو المكان المناسب و ذلك لأمور أهمها أنه يضم فريقا من الممارسين و الممارسات للحجامة على مستوى عالي و لله الحمد، فلذلك أحببت أن أذكر إخواني بهذه الأمور التي ارتأيت أنها ضرورية للغاية، سائلا المولى عز و جل أن ينفعنا بها
في بعض الأحيان، و من خلال الحوار الذي يسبق عملية الحجامة، و الذي من خلاله يحصل الحجام على تشخيص نسبي للحالة التي بين يديه، يقوم المريض بإخفاء بعض الأعراض التي يعاني منها، إما جهلا أو عمدا أو نسيانا، لذا يجب طرح الكثير من الأسئلة على المريض حتى يتسنى التعرف أكثر على الحالة ( فنحن لا نمتلك أجهزة فحص و سكانير...) ، فكلما كانت الحالة واضحة كانت أسباب الشفاء أكثر بإذن الله ، و خصوصا في أمراض الرأس ، فلا نكتفي بمعرفة أن رأس المريض يؤلمه فقط و لكن نسأل عن الأعضاء الأخرى ، هل يشتكي من أحدها أم لا ، لارتباط آلامه بأسباب متعددة مثل المعدة و العين و الأذن .. ، و هنا أيضا تجدر الإشارة إلى ضرورة إلمام الحجام بطب الأعشاب حتى يوجه الناس إلى الحلول الطبيعية و على رأسها الأعشاب التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم دون نسيان العسل و الذي أصبح موجودا و لله الحمد في الآونة الأخيرة.
في كثير من الحالات عند سؤال المحتجم يظهر لك و يقول أنه يتمتع بصحة جيدة و لا يشكو من أي مرض وإنما يريد فقط أن يحتجم إحياء للسنة و للوقاية فقط ، لكن بعد الشروع و بعد الاطمئنان و علمه بالحالات التي نفعت فيها الحجامة بإذن الله يبذأ في ذكر بعض معاناته ، و كما هو معلوم فإن الطب شمولي و لا ينبغي تقسيم الجسد إلى أعضاء نتعامل مع كل عضو على حدا ، و هذا ما توصل إليه الباحثون في الطب الطبيعي و هو موجود عندنا بفضل الله جل و علا منذ قرون كما في الحديث الصحيح المتفق عليه : "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى "
فالحرص الحرص إخواني المشتغلين في ميدان الحجامة و الطب النبوي عموما و خاصة المتمسكين بسنة رسول الله عليه الصلاة و السلام و العاضين عليها بالنواجذ، أتمنى الانتباه لهذه المسألة حتى نحسن هذا الهدي النبوي في العلاج و أن نجتهد في تطبيقه مع عدم ترك المجال للنقد من قبل الحجامين المخالفين للسنة النبوية.