روى الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (70/285) من طريق العباس بن هشام الكلبي قال: ضرب عبدالملك بن مروان بعثاً إلى اليمن فأقاموا سنين حتى إذا كان ذات ليلة وهو بدمشق قال: والله لأعسن الليلة مدينة دمشق، ولأسمعن الناس ما يقولون في البعث الذي أغزيت فيه رجالهم وأغرمت فيه أموالهم فبينا هو في بعض أزقتها إذا هو بصوت امرأة قائمة تصلي فتسمَّع إليها فلما انصرفت إلى مضجعها قالت: اللهم يا غليظ الحجب ويا منزل الكتب ويا معطي الرغب ويا مؤوي الغرب ويا مسير النجب أسألك أن تؤدي غائبي فتكشف به همي وتصفي به لذتي وتقر به عيني وأسألك أن تحكم بيني وبين عبدالملك بن مروان الذي فعل بنا هذا فقد صير الرجل نازحاً والمرأة متقلقلة على فراشها ثم أنشأت تقول:
تطاول هذا الليل فالعين تدمع .:. وأرقني حزني فقلبي موجع
فبت أقاسي الليل أرعى نجومه .:. وبات فؤادي عانيا يتفــزع
إذا غاب منها كوكب في مغيبـه .:. لمحت بعيني آخرا حين يطلع
إذا ما تذكرت الذي كان بيننــا .:. وجدت فؤادي للهوى يتقطع
وكل حبيب ذاكر لحبيبـــــــه .:. يرجى لقاءه كل يوم ويطمع
فذا العرش فرج ما ترى من صبابتي .:. فأنت الذي ترعى أموري وتسمع
دعوتك في السراء والضر دعوة .:. على علة بين الشراسيف تلذع
فقال عبدالملك لحاجبه: تعرف هذا المنزل ؟. قال: نعم، هذا منزل يزيد بن سنان. قال: فما المرأة منه ؟. قال: زوجته. فلما أصبح سأل كم تصبر المرأة عن زوجها ؟. قالوا: ستة أشهر. قال: فأمر أن لا يمكث العسكر أكثر من ستة أشهر .
قال الدكتور / علي رضا
العباس بن هشام الكلبي مجهول الحال فالسند صعيف