2983 - " هلم إلى الغداء المبارك . يعني السحور " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1204 :
أخرجه النسائي في " السنن الصغرى " ( 1 / 304 ) و في " الكبرى " ( 2 / 80 /
2475 ) من طريق خالد بن معدان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح مرسل ، و له شواهد كثيرة مسندة في " السنن " و
غيرها ، و صحح بعضها ابن خزيمة و ابن حبان و غيرهما ، و قد كنت ذكرت بعضها في "
صحيح أبي داود " برقم ( 2030 ) ، و منها عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فوقفت
الآن على إسناده في " المعجم الأوسط " للطبراني ، فأحببت أن أخرجه هنا ، قال
رحمه الله ( 1 / 30 / 2 / 497 - بترقيمي ) : حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور
الجوهري ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم - أخو أبي معمر - قال : حدثنا سفيان بن
عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس قال : أرسل إلي عمر بن الخطاب
يدعوني إلى السحور ، و قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه الغداء
المبارك . و قال الطبراني : " لا يروى عن عمر إلا من هذا الوجه ، و لا نعلم
رواه عن ابن عيينة إلا محمد بن إبراهيم أخو أبي معمر " . قلت : ترجم له الخطيب
في " التاريخ " ( 1 / 387 ) و ساق له هذا الحديث من طريق الطبراني ، و روى عن
يحيى بن معين أنه سئل عن أبي معمر ؟ فقال : " مثل أبي معمر لا يسأل عنه ، هو و
أخوه من أهل الحديث " . ثم روى عن الحافظ موسى بن هارون قال : " محمد بن
إبراهيم أخو أبي معمر صدوق لا بأس به " . قلت : و من فوقه ثقات من رجال الشيخين
. و ابن مساور الجوهري من شيوخ الطبراني الثقات ، عند الخطيب ( 4 / 349 ) و
الذهبي في " السير " ( 13 / 59 - 60 ) ، فالإسناد صحيح . و مع كثرة شواهد هذا
الحديث و تصحيح جمع من الأئمة له ، فقد أقدم المغرور المعجب بنفسه المعروف بـ (
حسان بن عبد المنان ) على تضعيفه من طرقه الثلاثة التي خرجها في تعليقه على
كتاب ابن القيم : " إغاثة اللهفان " ( 1 / 528 ) عن ثلاثة من الصحابة ، و كتم
شواهد أخرى كهذين الشاهدين القويين ، فضلا عن مثل قوله صلى الله عليه وسلم : "
تسحروا فإن في السحور بركة " . متفق عليه ، و هو مخرج في " الروض النضير " ( 49
و 1089 ) . و له من مثل هذا التضعيف الجائر الخاطئ في تعليقه على هذا الكتاب و
غيره مئات الأحاديث الصحيحة يضعفها هو بجرأة عجيبة و قد صححها العلماء ! و أنا
الآن في صدد تتبعها في هذا الكتاب و غيره - إن تيسر لي ذلك - . و قد فرغت من
أحاديث الجزء الأول منه ، فبلغت المائة تزيد قليلا أو تنقص . و الله المستعان .