بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الأمين و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
إن الزكاة هي دعامة من دعائم الإسلام و ركن من أركانه فهي عبادة تتعلق بالمال و غالبا ما تأتي في القرآن الكريم مقترنة بالصلاة ، يقول الله تعالى ( و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و اركعوا مع الراكعين ) و يقول أيضا ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ) .
و الزكاة ما سميت بهذا الاسم إلا لأنها تزيد في المال المزكى و تبارك فيه و تطهر صاحبه ، يقول الله تعالى ( يمحق الله الربا و يربي الصدقات ) و يقول أيضا ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها ) .
و قد توعد الله سبحانه و تعالى مانعي الزكاة بالعذاب في الدنيا و بالخزي في الآخرة ، يقول الله تعالى ( و الذين يَكنِزون الذهب و الفضة و لا يُنفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم . يوم يُحمى عليها في نار جهنم فتُكوى بها جباهُهم و جنوبُهم و ظهورُهم ، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تَكنِزون ) و يقول الرسول عليه الصلاة و السلام : " ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين " و يقول أيضا : " و لا منع قوم زكاة أموالهم إلا مُنِعوا القطر من السماء و لولا البهائم لم يُمطَروا ".
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه