بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الصيام هو العمل الوحيد الذي جعل الله - سبحانه و تعالى - أجره مفتوحا ، قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " قال الله - عز و جل - : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به " و معنى ذلك كما قال أهل العلم أن كل الأعمال الصالحة تضاعف أجورها ، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإن أجره أعظم من ذلك ، لأن الصيام صبر ، يقول الله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
و الصيام أجره عظيم ، يقول الرسول - عليه الصلاة و السلام - : " من صام يوما في سبيل الله ، جعل الله بينه و بين النار خندقا كما بين السماء و الأرض " ، و يقول أيضا : " من صام يوما في سبيل الله ، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا " . و من مات صائما فهو دليل على حسن خاتمته ، قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " من ختم له بصيام يوم دخل الجنة " .
و قد جعل الله - سبحانه و تعالى - بابا في الجنة خاصا للصائمين لا يدخل منه أحد غيرهم ، و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظيم فضل الصيام ، قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد " .