الحمد لله الذي أكمل لنا الدين و أتم علينا النعمة و رضي لنا الإسلام دينا ، و الصلاة و السلام على سيدنا و إمامنا و قدوتنا و حبيبنا محمد و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
إن الإنسان يمر بفترات و مراحل قد تزعزع إيمانه و تضعفه خاصة إذا كان هذا الإنسان ضعيف الإيمان و لا يستطيع مقاومة الإغراءات أو المصائب و المحن التي قد يواجهها ، و من هنا وجب على الإنسان أن يمتلك إيمانا قويا الذي به يستطيع أن يقف بالمرصاد للشيطان و أعوانه و يواجه به كافة الإغراءات و المحن و المصائب التي من الممكن أن يقع فيها ، و من الأسباب التي تعين الإنسان على تقوية إيمانه نذكر :
1 - العلم :
يقول الله تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ، فبالعلم نعرف الله سبحانه و تعالى حق المعرفة ، و به نعرف عظمة الله سبحانه و تعالى و قدرته ، و به أيضا نتعلم العلوم التي تنفعنا في ديننا و دنيانا كالفقه بنوعيه ( العبادات و المعاملات ) و كالطب و الفزياء و الرياضيات و علم الفلك و غيره من العلوم المفيدة .
2 - قراءة القرآن بتدبر :
يقول عز و جل ( أفلا يتدبرون القرآن ، و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ، و يقول الله تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )، إن قراءة القرآن الكريم بتدبر و خشوع تزيد قلب الإنسان معرفة بالله تعالى و تزيده خشية لله عز و جل ، و تزيده رضا بقضاء الله و قدره ، و تزيده راحة و طمأنينة ، و تزيده علما بأن الله سبحانه و تعالى لا يضيع أجر عمل أحد سواء كان ذكرا أو أنثى ، و أن الله تعالى عادل لا يظلم أحدا و بأنه سوف يحاسب كل نفس بما كسبت .
3 - ذكر الله تعالى :
يقول الله تعالى ( الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ، إن ذكر الله تعالى يرقق القلب و يزيد الإنسان خشية لله تعالى و تعظيما له ، و يكفي شرفا لذاكر الله تعالى أنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله ، حيث قال الرسول عليه الصلاة و السلام " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " و ذكر منهم " و رجل ذكر الله ففاضت عيناه "
4 - ترجمة القرآن الكريم و أحاديث الرسول عليه الصلاة و السلام إلى أقوال و أفعال :
قالت أمنا عائشة رضي الله عنها أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان خلقه القرآن أو كما وصفوه عليه الصلاة و السلام بأنه كان قرآنا يمشي .
لذا يجب على الإنسان المسلم أن لا يكتفي بالقراءة أو الاستماع فقط ، بل عليه أن يترجم ما قرأه من القرآن الكريم و من أحاديث الرسول عليه الصلاة و السلام إلى أقوال و أفعال في حياته اليومية ، و هذه الترجمة للأقوال و الأفعال تكون حسب استطاعته غير مكلف نفسه فوق طاقتها مصداقا لقوله تعالى ( فاتقوا الله ما استطعتم ، و اسمعوا و أطيعوا و أنفقوا خيرا لأنفسكم ) .