يقال ان احد الأشرار ألقى في بئر مدينة مادة ملوثة تحول الناس الى مجانين
وبالفعل تحول سكان القرية جميعهم الى مجانين بعد فترة قصيرة من الوقت
اما حاكم المدينة فلم يتلوث ، ذلك لأنه يشرب من قنوات أخرى خاصة بقصره
وبقي مبليا بعقله ، بينما يحكم جماعة من المجانين
وقد اعترض سكان المدينة على طريقة حكمه ووصفوها بالجنونية وغير المنطقية
وقرروا ان يزيحوه عن عرشه
فلم يجد الحاكم بدّا من ان يتوجه الى بئر المدينة وشرب الماء منه
فأصبح مجنونا كالبقية ، واعتزّ به السكان واثنوا عليه وبقي محتفظا بكرسي الحكم
فرح بما لديه وفرحون بما لديهم الى ما امتد بهم الزمان
فعل الحاكم هذا ، وهو يعلم انه الجنون بعينه
ولكنه كان مضطرا الى فعل ما فوق المنطق والعقل لكي يبقى حاكما
فللسلطة منطق واحد ......" منطق الاحتفاظ بها "
وان تعرجت وتشابكت الخطوط
ليس دوما يضطر الشخص الى تقبيل أيادي أكبر منه ،لكي يحافظ على حظيرة سلطته
احيانا يضطر الى ارضاء واستمالة من هم اصغر منه بكثير ان كان الموقف يعتمد عليهم في الإبقاء على سلطته
وقد يعاكس نفسيته وميوله ، بل والميول الطبيعية عند اي كائن حي
فالحاكم الذي كان يقتل ابناءه في الماضي خوفا من ان يصلوا او يفكروا بالتمرد لكي يصلوا الى العرش
هو حاكم يخشى على ضياع سلطته
والأب قد يضرب ابناءه ضربا مبرحا ان عصوا اوامره
رغم تذرعه بحجج التربية ، الاّ انه يخشى فقدان السلطة التي حصل عليها بصفته اب
السلطة اذن ضد العقل
ونحن نسعى اليها ، وبنفس الوقت نسعى الى التخلص من عقولنا
ونفس المنطق اللاعقلاني يحدث ان أردنا التخلص من سلطة أحدهم
فنحن لا نفعل ما يعد مسببا لتحقيق ما نريده
بل نلعب في الرقم 19 مثلا في آيات القرآن الكريم
ونستخلص ما في مجموعه ما يدل على ان نهاية اسرائيل بعد 19 عاما
وعليه ، فلتفعل اسرائيل ما تشاء وما العام 2023 ببعيد !
نحن نتوكل على الله ونقدّر العام الذي سينهي اسرائيل من الوجود ، نعتمد على قوة الوقت ، أما كيف تنتهي ولماذا ، فلا يهمنا
نتوكل ولا نعقل
وعندما نرى مناما يفيد بأن عصر الاستبداد سيذهب الى غير رجعة
نستسلم لحلمنا الذي نعتبره بشارة لنا بالفرج القريب
ونعتبر هدفنا الذي نريده سيسعى الينا وليس مطلوب منا السعي اليه
وان " الحبّ سيأتي تحت الطاحون يوما "
ثم نولي ظهورنا للعقل الذي يصرّ على ان هناك مسببات وراء كل علة
وان منطق المسبب والسبب هو الذي تسير عليه نواميس الكون
وحتى القرآن الكريم في تفسير آياته وتدا قويا يدعى " أسباب النزول "
ورغم ذلك فإننا نطبق ما نشاء من آياته على المواقف والأحداث والأشخاص
ونصل في النهاية الى النتيجة المرجوة ، او تلك النتيجة التي نرغب في حصولها
ونعجز عن تحقيقها ، ونعلق عجزنا وراء منطق الوهم الذي نستعمله للتخلص من مسؤولية عدم الانجاز
وننام ونحن مبتسمين مستبشرين ، فرحين بما لدينا !
للأسف
معظمنا يعامل العقل على أنه مادة لمساعدتنا على التأقلم والتواؤم والتفلطح والتمدد
في حين ان العقل هو وسيلة البحث ..عن المسببات..لنبدع في تكوين النتائج
التعديل الأخير تم بواسطة فاديا ; 24-02-2014 الساعة 06:56 PM.