الأمراض إما أن تكون دموية أو صفراوية أو بلغمية أو سوداوية فان كانت الأمراض دموية فشفاؤها بإخراج الدم وان كانت من الأقسام الثلاثة الأخرى فشفاؤها بالإسهال الذي يليق بكل خلط منها.
وجاء كلام النبوة في اصل الأمراض التي هي الحارة والباردة على طريق التمثيل فان كان المرض حاراً عالجناه بإخراج الدم بالفصد أو الحجامة لان ذلك فيه استفراغ للمادة وتبريد للمزاج وان كان المرض بارداً عالجناه بالتسخين وذلك موجود في العسل.
وهناك أيضاً بعض الأمراض يكون سببها الغازات التي تتحرك في الجسم وفي مجاري الدم وهذه الغازات والأبخرة عادة ما تسبب أمراض الأعصاب والعضلات والمفاصل وفي بعض الأحيان تكون اشد خطورة من الدم الفاسد أو الهائج أو الزائد.
وإذا تجمعت هذه الغازات حول عصب من الأعصاب الرئيسية المتصلة بعضو من الأعضاء كالذراع مثلاً فإنها قد تسبب عجزاً تاماً عن الحركة في هذا العضو وعندها يظن المريض انه قد أصيب بالشلل وهذا ليس صحيحاً وإنما تلتف الغازات حول العصب الذي يحرك هذا الذارع فتخنقه فلا يؤدي وظيفته.
وعند إجراء الفحوصات الطبية والتصوير بالأشعة لا يظهر شيء لأنها مجرد غازات.
ولذلك في اغلب الحالات يذهب المريض إلى جهات طبية كثيرة جداً فيقولون له ليس عندك شيء محدد أو لا نستطيع أن نحدد أسباب المرض الذي عندك.
وعندما تجرى الحجامة على هذا الشخص تخرج هذه الغازات أثناء الحجامة ويمكن أن ترى هذه الغازات أثناء خروجها بالعين المجردة فهي تخرج على شكل فقاعات مع الدم وتتراكم حتى تصبح على شكل رغوة أو زبد وعندما تخرج هذه الغازات يتحقق الشفاء لهذا المريض بإذن الله تعالى.
ملاحظة :
لقد أشرنا سابقا عن موضوع الفقاعات أثناء عملية الحجامة ، وهي إما أن تكون اصطناعية أي بفعل تسرب الهواء داخل الكأس بسبب دخول الشعر أو وقوعه بين الجلد والكأس مما يساعد بتخلل الهواء عبرها ، وإما أن يكون بفعل الجلد خاصة إذا كان رقيقا جدا على حسب بعض المواضع في الجسم ، ولقد أشار على هذا الموضوع الزميل والأخ الحبيب (( أبو سراقة )) حفظه الله .
وكذلك البخار قد يكون بفعل الهواء ، وذلك لأن الدم الخارج من الجسم يكون حارا أو دافئا بطبيعته فإذا ما التقى بالهواء الخارجي البارد الذي يتخلل الكأس عن طريق الفتحات بسبب وقوع الشعر بين الكأس والجلد أو بسبب الجلد نفسه كما أشرنا إليه أعلاه فهنا يحدث البخار أو الرطوبة .
وقد يكون الأمر طبيعيا أيضا وحتى إذا لم يتخلل البخار داخل الكأس وذلك بفعل حرورة ودفئ الدم نفسه .
وقد يكون غير طبيعي أيضا ، وهو خروج بخار كثيف ضار بفعل الغازات الضارة وكذلك الفقاعات الغير اصطناعية أي هي بفعل الجسم نفسه بدون أي تدخل خارجي مثل دخول الهواء إلى كاسات الحجامة .
وهذا بالذات قد حدث معنا كثيرا وهو أمر اعتدنا عليه في كثير من الحالات المرضية .
وفي بعض الأحيان تتجمع هذه الغازات في أي مكان في الرأس وتسبب ألماً شديداً ليس صداعاً ولكنه أشبه بألم المفاصل والعظام وربما تتطور الحالة إلى فقدان تام للشهية ثم إلى عملية رفض للطعام من قبل المعدة فكلما أكل المريض طعاماً قاءه.
وعند إجراء الفحوص الطبية والتصوير بالأشعة لا يظهر أي شيء وقد تسبب هذه الحالة بعض الليونة أو الطراوة في الجزء الذي تراكمت تحته هذه الغازات.
وفي بعض الأحيان عند إجراء التصوير بالأشعة يرى الأطباء شيئاً فوق المخ يكون أشبه بالفراغ ولا يستطيعون تحديد مادة هذا الفراغ ولذلك يقفون عاجزين أمام هذه الحالة التي هي من اسهل ما يكون ولكنهم لا يعلمون (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)
وعند إجراء الحجامة على هذه الحالة تخرج هذه الغازات ويشفى المريض بإذن الله فسبحانه الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
الحجامة تقوم بإخراج الدم بكل ما فيه من أخلاط فاسدة وغازات وأبخرة وميكروبات وأجسام خبيثة مضرة للجسم وفي نفس الوقت يحل محله دم سليم فيه أجسام مضادة للميكروبات وعندها يحدث الشفاء بإذن الله الشافي.
مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .