أحْمَقٌ من ناطَحَ الصَّخرَة
الحمد لله وحده ، وصلى الله وسلم على من لانبي بعده ، وآله وصحبه .
العلامة الأثري بقية السلف فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ـ
فسح الله في أجله على طاعته ومرضاته ـ
إمام من أئمة السنة في هذا العصر ،
في العلم ،
والورع ،
والزهد ـ
كذا أحسبه والله حسيبه
ولا أزكي على الله أحدا ـ .
قضى مايربو على خمسين عاما
في التعليم ،
والتأليف ،
والدعوة ،
والإفتاء ،
والرد على الأهواء ،
والدفاع عن الإسلام وحرماته ،
والنصحية للمسلمين حكاما ومحكومين ،
وهذه حقيقة يشهد بها المسلمون في أرجاء الأرض من العلماء ،
وطلاب العلم ،
وعوام المسلمين،
فجزاه الله خيرا ،
وختم له بمغفرته ورحمته ورضوانه .
وبعد هذا أقول :
إنه بالأمس تجرأ بعض الناس على النيل من شخص فضيلَتِه ؛
حين أفتى بحرمة ماقام به بعض المتحمسين من الشباب
وغيرهم من التجمع أمام الديوان الملكي ؛
بقصد النصيحة ؛
فأخطؤوا الطريق ،
فنبّههم فضيلة الشيخ وغيرَهم على ذلك ـ
كما هو مقتضى الأدلة الشرعية ـ
والمظنون بهم ـ إن شاء الله ـ
قَبول الحق من أهله ،
والأخذ بفتوى هذا العالم الجليل ،
غفر الله لي ولفضيلته ولهم أجمعين .
لكن هناك أقوام شغّبوا على فضيلته في وسائل التواصل الاجتماعي ،
وظنوا أنهم على شيء،
وليس الأمر كذلك ،
منهم من حمله على ذلك الجهل ،
ومنهم الهوى ،
ومنهم من هو مغموص عليه في دينه ،
فضلا عن رغبته في إرادة الخير ،
وذلك لن يَضير فضيلة الشيخ شيئا ،
وإني لا أظن أن كلام الفقيه الحنبلي الشهير الشيخ مرعي بن يوسف الكرمي
يُخْطِئُ هؤلاء ، حين قال في كتابه
( الشهادة الزكية في ثناء الأئمة
على ابن تيمية ص71) :
( فانظر إلى ما يقع من سفهاء الأنام ،
ورعاع اللئام ،
وغوغاء العوام ،
ومن يعد نفسه بشرا وهو من الأنعام ،
وما هو إلا على حد قول الأعشى :
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل )
قلت : وقبله في هذه المعلقة قوله :
ألست منتهيا عن نحت أثلتنا ولست ضائرها ما أطت الإبل
و كما قال الآخر :
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
وإلى هؤلاء ـ تذكيرا وتعليما ـ
لقد خالفتم ماأمرتم به من توقير العلماء واحترامهم .
ولقد خالفتم ما أُمِرتُم به من الرجوع إلى
أهل العلم .
ولقد قلتم ماليس لكم به علم ،
ورردتم على أهل العلم ،
فبأي حجة تلقون ربكم ؟
اللهم اهدهم ،
وردهم إلى الحق ،
وبارك لهم في العمل ،
وثبتهم على الإسلام والسنة .
كتبه / عبدالعزيز بن محمد السعيد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .