يسأل عن رقية ليرزق بالولد
س : تزوج أحد إخواني منذ 5 سنوات وحتى الآن لم يُرزق بولد. والسبب
يعلمه الله القدير. وقد أجرى الزوجان كل الفحوصات الطبية اللازمة وأكدّ
لهما الأطباء أن كل منهما صحيح ولا توجد أية أمراض والمسألة مسألة صبر
حتى يأذن الله. لكن والديّ الزوج غير صابرين إطلاقـًا ونصحا الزوجين أن
يقوما بالآتي: “ينبغي لكما الصيام لمدة واحد وعشرين يومًا، وقراءة اسم الله
المصوّر (ويعني الله خالق الوجه) سبع مرات مع نفخ هذه القراءة في كوب
ماء ثم تفطران على هذا الماء بعد صيام الواحد وعشرين يومًا وبإذن الله
سترزقان الولد”. هل هذا العمل صحيح على ضوء القرآن والسنة ؟ إذا كان
صحيحًا ، فأرجو أي دليل على ضوء الكتاب والسنة .
ج: الحمد لله
فإن هذه الصورة التي نصح بها الزوجَ والداه ليست من الرقية الشرعية لعدم
ثبوتها في القرآن ولا في السنة الصحيحة فيما نعلم ، ولذلك يجب على الزوجين
ترك ذلك العمل واللجوء إلى ما هو مشروع من الرقية الشرعية والأدعية الثابتة
في الكتاب والسنة الصحيحة .
أما الدعاء بأسماء الله تعالى لشفاء الأمراض ومنها العقم فيجوز لعموم قوله
تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) الأعراف/180 ،
ولثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كما رقى بعض الناس بقوله : (
أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ) رواه البخاري
5743 ، ومسلم 46،47،48 . (انظر فتاوى اللجنة الدائمة برقم
9120 في مجلة البحوث الإسلامية العدد 27/ الصفحة 64).
ولكن تحديد اسم من أسماء الله تعالى كتحديد اسم “المصور” بالدعاء لغرض
الشفاء يحتاج إلى دليل وحيث لا يوجد ثمَّةَ دليل فالعمل بتحديد اسم من أسمائه
تعالى للدعاء يعتبر غير مشروع . والمشروع في الدعاء أن يختار الداعي من
الأسماء الحسنى ما يناسب مطلوبه ، كاسم الغفار للدعاء بالمغفرة ونحو ذلك .
وينبغي التنبه إلى أن قضية الإنجاب من عدمه تحت مشيئة الله عز وجل وقدرته
، وقد أخبر الله تبارك وتعالى عن ذلك في محكم كتابه بقوله : ( لله ملك
السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور
أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير )
الشورى/49-50 . فالأمر مقدر من الله سبحانه وتعالى وحده .
فعلى الزوجين اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى وسؤاله الذرية الصالحة ويلحان
بالدعاء والذكر، وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( والذين
يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما )
الفرقان/74 .
وإذا كان هناك مرض قد تسبب في ذلك فلا بأس من التداوي بالأدوية المباحة
لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تداووا فإن الله عز وجل لم يضع
داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم) رواه أبو داود من حديث أسامة بن
شريك برقم 3855 وصححه الألباني وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما
أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ) رواه ابن ماجة (3482) وصححه
الألباني .
وأياً كان السبب في حصول مثل هذا الأمر ، فيجب على المسلم الاعتماد على
الله سبحانه والتوكل عليه والصبر على قضائه وقدره ، ولا بد من التيقن أن في
ذلك أجراً وخيرا عظيما بإذن الله تعالى ، ولا بد من التفكر والتدبر في أحوال
الناس ومعايشهم ، فمن الناس من ابتلي بذرية سوء سببت لهم الشقاء والعناء في
حياته ، والبعض الآخر ابتلي بذرية معاقة ولم يستطع الصبر على تحمل ذلك
وتبعاته ، وقس على ذلك الكثير مما يعاني منه بعض الآباء من عقوق وقطيعة
رحم ونحو ذلك ، فالله سبحانه لن يقدر للمؤمن إلا ما هو خير له كما قال النبي
صلى الله عليه وسلم : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك
لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر
فكان خيرا له ) رواه مسلم برقم 2999 .
الإسلام سؤال وجواب