حكى بعضهم :
كان هناك نجارا يصلح كرسيا من الكراسي التي يجلس عليها القضاة وكان يعتني بإصلاحه اكثر من المعتاد ، فسئل عن سبب هذا الحرص فقال ، لأني اريد ان اجلس عليه يوما ، وهكذا كان لأن ذاك النجار درس علم الحقوق وجلس على ذلك الكرسي ......
جميل ان نشعر ان الارادة هي التي تمكن الانسان من عمل ما يريد عمله وتنفع هذه الاقاويل في تعليم الاطفال وتربيتهم لما فيها من تحريض على العمل وترويض على تقوية الارادة ، ولكنها رغم ذلك لا تنطبق على الواقع انطباقا تاما ، وهذه الاقوال لا يتفوه بها كثيرا الا الناجحون الذين اصابهم الغرور بما اصابوا من فوز وخاصة حين يرانا معجبين به منصتين له فيأخذ بالمباهاة والتحذلق ويعزو كل نجاحه الى دأبه وسعيه وارادته .
ان من النادر ان نجد شخصا وضع في بدء حياته خطة دقيقة للعمل فسار عليها خطوة خطوة ثم نال النجاح اخيرا على اساسها ، ان معظم الناس يتجهون في اول امرهم الى غاية ثم ينحرفون عنها أخيرا ، وواقع الحياة اقوى من اي خطة يضعها عقل محدود ، والانسان ينجرف في احيان كثيرة بتيار الحياة ويسير كما تمليه عليه ضرورات الساعة ،
وعلى الجانب الآخر فنحن نميل عادة الى ذم اعمال الفاشل وهو كلما اكد لنا عن سعيه وارادته وان الواقع تعارض مع ما كان يسعى اليه ، اهملنا اقواله ، وهكذا تضيع علينا وجهة نظر هامة كان الاجدر أن نأخذ بها وننتفع بما فيها من عبرة .
وهكذا نرى دوما ان" الحظ " لا يؤمن به الا الفاشلون فهم يحاولون ان يجدوا تعليلا وتفسيرا لفشلهم ولا يحبون ان ينسبوا فشلهم الى اي ضعف فيهم
أما الناجح فقد امتلكه الغرور ونسب كل فضل في نجاحه لنفسه .
وبين هذا وذاك علينا ان نقف دوما موقفا متوازنا لنستطيع الاستفادة والتعلم من كل جانب ما هو جدير بالتعلم منه .