تتطور اللغة ونحن نتغير وألسنتنا تتحور وربما هذه من مزايا العربية التي أصبحت تضم قواميسا كثيرة ومتعددة
طبعا جميعنا نعرف ان كل دولة او كل جماعة تتحدث بلكنة معينة وبات هذا عرفا سائدا منذ الحضارات القديمة
ولا اقصد ابدا ان نستعمل في حواراتنا الفصحى وانما على الاقل ان نتحدث بلغة يفهمها من حولنا او من في حظيرتنا وان نلتزم بما هو سائد قدر الامكان
كان مخزوني اللغوي كبير جدا ، او هذا ما كنت اظنه ، الى ان اكتشفت انني بحاجة الى التوقف والبحث عن معاني لبعض المفردات لا يمكن ان نجدها في لسان العرب او في معاجم سيبويه ولا نحويه
ليس من السهل بالتأكيد ان نبحث عمن وضع هذه المفردات لنطالبه بقاموس خاص ، وربما هي طبقة الشباب الكادح ، او طلبة الجامعات
لا ندري، ولكن ما اعلمه جيدا اننا بتنا أغرابا في اقرب اوساطنا
هناك من المفردات الدارجة والتي يجب ان نأخذ بها علما حتى لا يتفاجأ القادم الى الاردن بالهوة الثقافية والحقد الطبقي والى آخره
والتي لا اريد ان اشنّ حربا على مستخدميها وربما اعجبني بعضها لما وجدت فيها ظرفا ومهارة في تحويل كلمة من لغة غير عربية الى فعل مضارع وماضي وامر وتسري عليها سائر المرافق من الجزم والنصب كما ومن السهل ادخال ادوات الشرط ، كل هذا اشعرني بضرورة الالمام بها لما بها من اشادة بذكاء المفكرين من الجيل العربي الناشيء والذي ليس بالضرورة ان يمت بصلة الى البحتري او طه حسين ونجيب محفوظ ولا الاخطل الكبير أوالصغير
وهذه بعض المفردات التي حاولت تحليلها واعادتها الى مصادرها الثلاثية او الرباعية ما أسعفتني خبرتي :
يُؤشعرْ : أي يكتب شعرا .... وأرجو عدم الخلط بينها وبين ( يقشعر ) للناطقين بالهمزة في لهجتهم بدلا عن القاف
يُلسّسْ : أي يضع كمية أقل .. وهي مستوحاة من الكلمة الانجليزية less
طرطعة : أصلها غير معروف ، وتعني من يتظاهر بالقيام بعمله
الجو كراج : كراج كلمة سائدة بيننا ، وتعني مكان السيارات ، ولكنها تعني هنا ، ان الجو بارد جدا ، او حار جدا
ولا يفوتنا ان نلاحظ فن من فنون اللغة هنا وهو ما يطلق عليه ( الاستعارة )
لُكْ لُكْ : أي كلام ورغي كثير
فيقال : طول النهار لك لك على الفاضي !
يُؤسفنْ : الاسفين هو وتد يستعمل لقطع الخشب او ما الى ذلك
اما معناها هنا فهو الذي يوقع العالم ببعض عن طريق وضع الفتن بينهم
والغرابة ان كلمة إسفين قد تعني ايضا حسب معاجم اللغة الوشاية ، ...( دق بينهم إسفينا )
ولكن استعمال هذا الاسم كفعل مضارع هو الجديد ... عليّ انا على الأقل !
يُشدّرْ : وتعني يسير الى مكان ما مباشرة دون ان يمر هنا او هناك
ولم أعرف بعد العلاقة بين الشادر والتي هي كلمة تركية تعني بيت الشعر وبين المعنى اعلاه
يُغبّرْ : ينطلق مسرعا ، مثيرا حوله الغبار
جميل هذا التشبيه هنا وأعادني الى العصور الوسطى والخيول في الحروب
يُرَمْرِمْ : أي يأكل بشكل متفرق أشياءا لا علاقة لها ببعضها البعض فمن حلو الى مالح الى حار الى آخره
ومن الضرري عدم ايقاع حرف الراء الثاني حتى لا يختلط المعنى ، ومن الجدير بالذكر انه لا علاقة بينها وبين الفعل العربي الأصيل يرمّم
يعمّر رأسه : أي يأخذ نفس أرجيلة مع كأس ميرمية ....
و يُقال على هذا النحو : فلان رأسه عمرانة
ينكش رأسه على فلان : يحاول ان يخفف دمه على فلان
يُؤفّفْ : أي يأخذ إجازته المستحقة من العمل ، وهي مستوحاة من الكلمة off أي : لا يعمل .
شخرتُ لفلان : أي صرخت في وجهه ، وبالتأكيد كلنا نعرف مصدر هذا الفعل !
دَحّقَ : أي أطال النظر ، ولم أجد علاقة لها الا بالفعل حدّق ، وربما قلب الحروف كان يعني مزيدا من التقدم ولخبطة العقل .
يُمخمخ : أي يُعمل عقله وذهنه باجتهاد ، ومشتقة من المخ البشري..أو المخيخ
شيء مُسلّي...أليس كذلك ؟
أتمنى ان لا يأخذني الإعجاب كثيرا وان أكتفي بهذا الموضوع حول المخمخة الطريفة
فأنا لا زلت من المساندين للمتنبي والفرزدق