بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم الشيخ الفاضل أبو الفداء
نفع الله بعلمكم ونفعكم وزادكم من فضله وعلمه وكرمه
...............
حسب فهمي القاصر توضيح الشيخ الفاضل أبو البراء لا يقول بتأثير القرين ..
فالواضح من من الكتاب والسنة أنه يوجد فرق بين تأثير القرين الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم وبين تأثير الجن على الإنسان سواء بالوسوسة أو بإحداث المرض ..وهذا ما فهمته من شرح الشيخ الفاضل أبو البراء
كذلك ليس كل كلمة قرين ذكرت في القرآن الكريم تعني القرين الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم
فهناك قرين يأتي للمسلم والكافر وما ذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم..
وهذا يتضح في :
حدثنا وَكِيع، حدثنا المسعودي، حدثنا أبو عُمَر الدمشقي، حدثنا عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، فجلست، فقال: "يا أبا ذر، هل صليت؟ ". قلت: لا. قال: "قم فصل". قال: فقمت فصليت، ثم جلست فقال: "يا أبا ذر، تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن".
قال: قلت: يا رسول الله، وللإنس شياطين؟ قال: "نعم". قال: قلت: يا رسول الله، الصلاة؟ قال: "خير موضوع، من شاء أقل، ومن شاء أكثر". قلت: يا رسول الله فما الصوم؟ قال: "فرض يجزئ، وعند الله مزيد". قلت: يا رسول الله، فالصدقة؟ قال: "أضعاف مضاعفة". قلت: يا رسول الله، أيها (2) أفضل؟ قال: "جُهد من مُقل، أو سر إلى فقير". قلت: يا رسول الله، أي الأنبياء كان أول؟ قال: "آدم". قلت: يا رسول الله، ونبي (3) كان؟ قال: "نعم، نبي مُكَلَّم". قلت: يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: "ثلثمائة وبضعة عشر، جَمًّا غَفيرًا". وقال مرة: "خمسة عشر". قلت: يا رسول الله، أيما أنزل عليك أعظم؟
وقال الإمام أحمد: حدثنا وَكِيع، عن سفيان، عن منصور، عن ذر بن عبد الله الهَمْداني، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أحدث (3) نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به. قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة".
وهناك قرين يأتي للعاص فقط ..
وهذا يتضح في قوله تعالى :
** وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) **
قال سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: ** الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ** قال: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خَنَس. وكذا قال مجاهد، وقتادة.
وقال المعتمر بن سليمان، عن أبيه: ذُكرَ لي أن الشيطان، أو: الوسواس ينفث في قلب ابن آدم عند الحزن وعند الفرح، فإذا ذكر الله خنس.
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: ** الْوَسْوَاس ** قال: هو الشيطان يأمر، فإذا أطيع خنس.
وقوله: ** الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ** هل يختص هذا ببني آدم -كما هو الظاهر -أو يعم بني آدم والجن؟ فيه قولان، ويكونون قد دخلوا في لفظ الناس تغليبا.
وقوله: ** مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ** هل هو تفصيل لقوله: ** الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ** ثم بينهم فقال: ** مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ** وهذا يقوي القول الثاني. وقيل قوله: ** مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ** تفسير للذي يُوسوس في صدور الناس، من شياطين الإنس والجن، كما قال تعالى: ** وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ** [ الأنعام : 112 ] ، وكما قال الإمام أحمد:
قال ابن جرير: وشياطين كل شيء مَرَدَتُه، وتكون الشياطين من الإنس والجن، كما قال تعالى: ** وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ** [الأنعام: 112] .
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قولهوكذلك نولي بعض الظالمين بعضًا)، قال: ظالمي الجن وظالمي الإنس . وقرأ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ )، [سورة الزخرف: 36]. قال: نسلط ظلمة الجن على ظلمة الإنس .
** وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) **
يقول تعالى ذكره: ومن يعرض عن ذكر الله فلم يخف سطوته، ولم يخش عقابه( نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) يقول: نجعل له شيطانا يغويه فهو له قرين: يقول: فهو للشيطان قرين، أي يصير كذلك، وأصل العشو: النظر بغير ثبت لعلة في العين، يقال منه: عشا فلان يعشو عشوا وعشوّا: إذا ضعف بصره، وأظلمت عينه، كأن عليه غشاوة، كما قال الشاعر?
مَتى تَأتِهِ تَعْشُو إلى ضَوْءِ نارِهِ... تَجِدْ حَطَبا جَزْلا وَنارًا تَأَجَّجا
وفي القرين وجهان أحدهما الشيطان الذي زين الكفر له والعصيان وهو الذي قال تعالى فيه ** وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء ** [ فصلت : 25 ] وقال تعالى : ** نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ** [ الزخرف : 36 ] وقال تعالى : ** فَبِئْسَ القرين ** [ الزخرف : 38 ] فالإشارة بهذا المسوق إلى المرتكب الفجور والفسوق ، والعتيد معناه المعد للنار وجملة الآية معناها أن الشيطان يقول هذا العاصي شيء هو عندي معد لجهنم أعددته بالإغواء والإضلال ، والوجه الثاني ** وَقَالَ قَرِينُهُ ** أي القعيد الشهيد الذي سبق ذكره وهو الملك وهذا إشارة إلى كتاب أعماله ، وذلك لأن الشيطان في ذلك الوقت لا يكون له من المكانة أن يقول ذلك القول ، ولأن قوله ** هذا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ ** فيكون عتيد صفته ، وثانيهما أن تكون موصولة ، فيكون عتيد محتملاً الثلاثة أوجه أحدها : أن يكون خبراً بعد خبر والخبر الأول ** مَا لَدَىَّ ** معناه هذا الذي هو لدي وهو عتيد وثانيها : أن يكون عتيد هو الخبر لا غير ، و ** مَا لَدَىَّ ** يقع كالوصف المميز للعتيد عن غيره كما تقول هذا الذي عند زيد وهذا الذي يجيئني عمرو فيكون الذي عندي والذي يجيئني لتمييز المشار إليه عن غيره ثم يخبر عنه بما بعده ثم يقال للسائق أو الشهيد ** أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ ** فيكون هو أمراً لواحد ، وفيه وجهان أحدهما أنه ثنى تكرار الأمر كما ألق ألق ، وثانيهما عادة العرب ذلك .
وقوله ** كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ** الكفار يحتمل أن يكون من الكفران فيكون بمعنى كثير الكفران ، ويحتمل أن يكون من الكفر ، فيكون بمعنى شديد الكفر ، والتشديد في لفظة فعال يدل على شدة في المعنى ، والعنيد فعيل بمعنى فاعل من عند عنوداً ومنه العناد ، فإن كان الكفار من الكفران ، فهو أنكر نعم الله مع كثرتها .
تفسير الرازي الصفحة 230 الباب 23 ، الجزء14
** نُقِيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً ** فيه وجهان :
أحدهما : نلقيه شيطاناً .
الثاني : نعوضه شيطاناً ، مأخوذ من المقايضة وهي المعاوضة .
** فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ** فيه قولان :
أحدهما : أنه شيطان يقيض له في الدنيا يمنعه من الحلال ويبعثه على الحرام ، وينهاه عن الطاعة ويأمره بالمعصية ، وهو معنى قول ابن عباس .
الثاني : هو أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره شفع بيده شيطان فلم يفارقه حتى يصير بهما الله إلى النار ، قاله سعيد بن جبير .
قوله عز وجل : ** حَتَّى إِذَا جَآءَنا ** قرأ على التوحيد أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وحفص ، يعني ابن آدم ، وقرأ الباقون ** جَاءَانَا ** على التثنية يعني ابن آدم وقرينه .
،،،،،،،،،،،،،،،
وكما هو معلوم فالقرين يولد مع بني آدم ..
وفي الآية ** نُقِيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً **
،،،،،،
وطبعاً ننتظر توضيح الشيخ الفاضل أبو البراء
في رعاية الله وحفظه