" أنا فتاة في الثالثة والعشرين من العمر ، جامعية ، جميلة ودلوعة ، أرغب في الزواج من شاب لا يتجاوز الثانية والثلاثين عاما ، وسيم ، مقتدر ... للتواصل الجاد ، هاتف ..... "
يندرج هذا الإعلان نقلا عن إحدى القنوات الفضائية تحت قائمة ( البحث عن وظيفة زواج ).
وصيغة الإعلان لا تختلف كثيرا عن إعلانات ( طلبات الوظائف ) للعاطلين عن العمل من خريجي الحقوق الآداب .
والشروط المعلنة للزواج هي نفس شروط أي وظيفة أخرى ..السن المناسبة ،المركز الملائم ، الدخل الملائم ، المظهر الملائم.
ولربما تتوسع إعلانات الزواج هذه لتضم بنودا جديدة لمناقشتها مثل ( المؤخر والنفقة )، والتي تساوي ( المكافأة والمعاش ) في حالة الإستقالة أو الإقالة من الوظيفة .
إن الوسائل التي اتّبعها مجتمعنا ( الشرقي المحافظ ) للتغلب على أزمة الزواج ، هي نفس الوسائل التي يتّبعها للتغلب على أزمة العاطلين عن العمل . فالأمر بنظر المجتمع مرتبط ( بمبدأ البطالة ) .
فالبنت التي لا تجد زوجا ، تسمى عانسا
والشاب الذي لا يجد وظيفة ، يسمى عاطلا
والعانس يعتبرها المجتمع عاطلة ، لا تؤدي وظيفة في المجتمع، فالبنات ليس لديهن وظيفة أخرى يقمن بها غير الزواج ، فإن لم يتزوجن ، أصبحن يمثلن بطالة في المجتمع .
و(مكاتب التخديم ) للعاطلين عن العمل ، تشبه نظام ( الخاطبة ) الذي تقوم بخدماته قنوات الزواج الفضائية، مرورا بحلقات ( لكِ وله ) وانتهاءا بزاوية ( في القفص الذهبي ) في المجلات.
أنا لا أناقش مدى مصداقية هذه العروض ولو أن هذه مسألة أخرى ،
ولا أعرض ضوابط " مجتمع شرقي محافظ " ما دام انسلخ عن قيوده !
ولا أبحث عن النظرة الشرعية لهذا الأمر ، فهذا ليس عملي ،
ولن أناقش عروض وطلبات الزواج المقدّمة من الرجال ، فمنذ بدء التاريخ والطبيعي أن الرجل هو من يسعى للبحث عن الزوجة المناسبة ، ويطلب هذا ممن حوله وينتظر الترشيحات ، فإذا كان هذا ( مقبولا ) من الرجل ، ولو أنّي أنصح كل رجل يسلك هذا الطريق عبر ( تقليعات ) هذا العصر ، أن هذه الطريقة مناسبة إذا كان يريد أن يبتاع عربة ، أو يشتري أرضا ، أو يختار بيتا ، وليس (زوجة ) .
ولكني أعجب ،،
كيف أصبح من الطبيعي أن تعرض إمرأة مواصفاتها وشروطها ، ومواصفات ( العريس المنشود ) على الملأ ، أو تطمئن أحدهم أن الشروط التي طلبها تنطبق عليها !
أتساْل هنا يا ترى ! كيف اندثر الحياء ؟