ليس هناك أم لا تشكو من عراك وشجار أطفالها مع بعضهم بعضا، رغم أن أسباب هذا العراك تكون بسيطة في معظم الأحيان، وهو الأمر الذي لا يستدعي وجود شجار..
والسؤال الذي يكرر نفسه: ماذا نفعل عندما يبدأ أطفالنا في الشجار؟!.
يجب على الآباء أن يعرفوا متى يكون تدخلهم ضرورة، ومتى لا يكون ضرورة؛ لأن التصرفات البسيطة التي قد يقوم بها الوالدان دون قصد تتحول إلى هادم يهدم جزءاً من شخصية الأبناء، وربما يلوم البعض نفسه على ذلك ولكن بعد فوات الأوان، ومن أجل أن نصل إلى أسرة متألقة ومتفاهمة نسلط الضوء على أفضل الطرق للتعامل مع شجار الأبناء.
أسباب الخلافات
- تفضيل أحد الوالدين أو كليهما أحد الأبناء دون الآخر.
- الغيرة بين الإخوة بسبب الجمال الشكلي أو التفوق أو أي أسباب أخرى.
- حب السيطرة وامتلاك الأشياء من أحد الإخوة.
- الرغبات المختلفة بين الإخوة مثل تغيير قنوات التلفزيون أو أماكن الجلوس.
- محاولة الظهور والتفوق فيما بينهم أمام الوالدين أو المحيطين.
- التفرقة في المعاملة بين الذكر والأنثى بحكم العادات والتقاليد.
- المشادات الكلامية الخفيفة وأساليب المرح والمزاح المستفزة.
- ظهور صفة الأنانية بين الإخوة فتكون وقوداً للشجار والخصام.
- الخلافات التي تحدث بين الوالدين وتكون أمام الأبناء بشكل علني وحاد.
* ماذا يمكن أن يترتب إذا وقف الوالدان ساكتين دون تدخل في خلاف أبنائهما؟
- قد تتحول العلاقة بين الإخوة إلى فوضى وخصومات دائمة.
- قد ينتهي الخلاف بينهم إذا كان بسيطاً.
- يمكن تطوره إلى عراك جسدي مؤذٍ.
- إذا تغلب أحدهم على الآخر تتولد عند الأخير رغبة في الانتقام.
- تعقد الخلاف وتحوله إلى أزمة قد تستمر سنين طويلة.
- ستفتقد الأسرة الوفاق الأسري تدريجياً.
- يتحول المنزل إلى ساحة توتر ونزاع مستمر.
- قد يكره الأخ أخاه أو أخته والعكس صحيح.
- يكره أحد الأبناء أحد والديه بسبب وقوفه ساكتاً دون تدخل.
- قد تتعقد الخلافات لتصبح مشاكل يتدخل فيها الآخرون بدلاً من الوالدين.
أفضل الطرق لإخماد شجار الأطفال
- رسخوا لدى أطفالكم مبدأ (عامل كما تحب أن تعامل)، وذلك باستغلال ألمه وتضايقه حين تؤخذ ألعابه من قبل أحد، فيقال له: (يجب ألا تأخذ لعبة غيرك لأن هذا سلوك مكروه يؤذيك).
- ينبغي مكافأة الطفل عند قيامه بسلوك مقبول مثل عدم أخذه للعبة أخيه، وعدم مكافأته إذا قام بسلوك سيئ، سواء كان ذلك بشكل مادي أو معنوي كاصطحابه إلى مدينة الألعاب أو شراء شيء يحبه أو مدحه وتشجيعه.
- يجب أن تكون عبارات الوالدين إيجابية فمثلاً تقول له (أنا أعلم أنك تحب أخاك وأردت تجربة لعبته فلا بأس في ذلك، لكن لا بد من استئذانه أولاً قبل أخذها).
- على الوالدين أن يذكرا دائما السبب للطفل الذي جعلهما يمنعانه من أخذ أشياء أخيه أو الآخرين، كأن يقال له: أنا أعلم أن السيارة الحمراء أعجبتك، لكن عليك أن تستأذن أخاك في تجربتها.
- لا بد من التمسك بمبدأ الثبات على قواعد السلوك في العملية التربوية فلا تقل شيئاً وتتراجع عنه غدا، كي لا يشعر الطفل بالتذبذب.
- اعتراف الوالدين بأخطائهما يتيح للطفل اكتشاف نموذج صحيح في التعامل من خلال مراقبتهما ويتيح للطفل اكتشاف نموذج صحيح في التعامل من خلال مراقبته لقدوة صالحة.
ما يخفف من عراك الأطفال
- مساعدة الطفل على اختيار لعبته دون الضغط عليه بسؤاله عن سبب اختياره لهذه اللعبة، والتأكد من أنه يعرف ما هي هذه اللعبة وكيف تعمل، بالإضافة إلى كونها مناسبة لعمره وخصائص نموه.
- منع الأطفال من الشجار والسيطرة على سلوكهم بأسلوب حازم بعيداً عن العنف والقسوة، وهذا يتطلب أن يكون الوالدان قويي الإرادة ولديهما من القدرة ما يتيح لهما الإصرار على عدم الشجار، فلا تحدثوهم بصوت ضعيف حتى لا تتحول أوامركما إلى مجرد شكوى قد يتعامل معها الطفل بالرفض.
- الحالة النفسية للوالدين تنعكس على سلوك الأبناء، فعندما يكونان قويين في تعاملهما فإن عدد المعارك بين الأبناء ينخفض، والعكس عندما يكون الهم والحزن مسيطرين عليهما، فإن المعارك تزيد بين الأبناء؛ لأنها لن تعامل بهدوء ولن يمتنعا عن القسوة على أحدهم في لحظة ضيقهما.
- تقارب الإخوة بالعمر يزيد المعارك، والمساواة تزعج الطفل لأنها تشعره بعدم الاستقلال؛ لذا حاولا توضيح أسباب المنع بأسلوب واضح ومبسط مثل: أنت اخترت لعبتك بنفسك وأخوك اختار لعبته وكل منكما يلعب بلعبته، إلى جانب محاولة إيجاد هوايات تشغلهم عن العراك.
- على الوالدين ألا يقارنا بين أبنائهما أو يبينا لأحدهم محبتهما وهذا أساسي في علاج الشجارات بينهم مع ضرورة تعزيز السلوك الإيجابي بالذهاب إلى رحلة أو نزهة.