عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-04-2014, 08:21 PM   #13
معلومات العضو
RachidYamouni
التصفية والتربية

افتراضي



فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل
1

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرحه على كتاب كشف الشبهات لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى


(1) تعليقنا على هذه الجملة من كلام المؤلف
رحمه الله :

أولاً : لا أظن الشيخ رحمه الله لا يرى العذر بالجهل اللهم إلا أن يكون منه تفريط بترك التعلم مثل أن يسمع بالحق فلا يلتفت إليه ولا يتعلم،

فهذا لا يعذر بالجهل وإنما لا أظن ذلك من الشيخ لأن له كلاماً آخر يدل على العذر بالجهل فقد سئل رحمه الله تعالى عما يقاتل عليه ؟
وعما يكفر الرجل به ؟

فأجاب :

أركان الإسلام الخمسة، أولها الشهادتان،
ثم الأركان الأربعة،

فالأربعة إذا أقر بها، وتركها تهاوناً،
فنحن وإن قاتلناه على فعلها، فلا نكفره بتركها،

والعلماء اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود، ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم،

وهو : الشهادتان .

وأيضاً : نكفره بعد التعريف إذا عرف وأنكر،

فنقول : أعداؤنا معنا على أنواع .

النوع الأول : من عرف أن التوحيد دين الله ورسوله، الذي أظهرناه للناس،

وأقر أيضاً أن هذه الاعتقادات في الحجر، والشجر، والبشر،

الذي هو دين غالب الناس : أنه الشرك بالله،
الذي بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه ، ويقاتل أهله، ليكون الدين كله لله،

ومع ذلك لم يلتفت إلى التوحيد، ولا تعلمه ، ولا دخل فيه، ولا ترك الشرك، فهو كافر، نقاتله بكفره، لأنه عرف دين الرسول، فلم يتبعه ، وعرف الشرك فلم يتركه ،

مع أنه لا يبغض دين الرسول، ولا من دخل فيه،
ولا يمدح الشرك، ولا يزينه للناس .

النوع الثاني : من عرف ذلك، ولكنه تبين في سب دين الرسول، مع ادعائه أنه عامل به،

وتبين في مدح من عبد يوسف، والأشقر، ومن عبد أبا علي، والخضر من أهل الكويت، وفضلهم على من وحد الله، وترك الشرك، فهذا أعظم من الأول، وفيه قوله تعالى :

** فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ** سورة البقرة 89

وهو ممن قال الله فيه :
** وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ** سورة التوبة 12

النوع الثالث : من عرف التوحيد، وأحبه، واتبعه، وعرف الشرك، وتركه، ولكن يكره من دخل في التوحيد، ويحب من بقي على الشرك، فهذا أيضاً كافر، فيه قوله تعالى : ** ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ** سورة محمد 9

النوع الرابع : من سلم من هذا كله، ولكن أهل بلده يصرحون بعداوة أهل التوحيد، واتباع أهل الشرك، ويسعون في قتالهم،

ويتعذر بأن ترك وطنه يشق عليه، فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده، ويجاهد بماله، ونفسه،
فهذا أيضاً كافر،

فإنهم لو يأمرونه بترك صوم رمضان،
ولا يمكنه الصيام إلا بفراقهم فعل،
ولو يأمرونه بتزوج امرأة أبيه ولا يمكنه ذلك إلا بفراقهم فعل،
وموافقتهم على الجهاد معهم بنفسه وماله، مع أنهم يريدون بذلك قطع دين الله ورسوله أكبر من ذلك بكثير، كثير،
فهذا أيضاً كافر،

وهو ممن قال الله فيهم : ** ستجدون
آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم **

إلى قوله :

** سلطاناً مبيناً ** سورة النساء، 91

فهذا الذي نقول .

وأما الكذب والبهتان فمثل قولهم :
إنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر، ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله .

وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم، الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا،
أو لم يكفر ويقاتل ؟!
** سبحانك هذا بهتان عظيم ** سورة النور16

بل نكفر تلك الأنواع الأربعة، لأجل محادتهم لله ورسوله، فرحم الله امرأً نظر نفسه،
وعرف أنه ملاق الله، الذي عنده الجنة والنار، وصلى الله على محمد وآله، وصحبه، وسلم .



_ مجموع الفتاوى ( م 7 ص ج 35 - 37 )


    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة