عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 21-05-2006, 02:08 PM   #7
معلومات العضو
د.عبدالله
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم ( الحمدلله )

أخي الحبيب ( أبو سراقة ) جزاك الله خير وبارك الله فيك .. وعلى رسلك .. يا أخي الحبيب ؟

أولا : وكما قلنا سابقا وقد خضنا في هذا الحديث كثيرا ومرارا وتكرار ، نحن نشأنا على الحجامة النبوية قبل كل شيء ، درسناها وتعلمناها وفهمناها جيدا ونفتخر ونعتز بها ونعتبرها الأساس في هذا النوع من العلاج النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم . ولا أحد ينكر هذا إلا جاهل ! جاحد .

وأنا معك يا أخي الحبيب ( الكاهل ـ والأخدعين ـ وهما عرقان خفيان بجانبي الرقبة ) أساس الحجامة . ولا أختلف معك في هذا أبدا .

ثم إنك ذكرت هل توجد محاذير نبوية قبل وبعد الحجامة ؟ أما قبل الحجامة .. فنعم .. ونستشهد عليه بهذا الحديث ( عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى عليه وسلم : الحجامة على الريق أمثل ، وفيها شفاء وبركة ، وتزيد في الحفظ وفي العقل ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس ، واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة ، ويوم السبت ويوم الأحد ، واحتجموا يوم الأثنين والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب ، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي ابتلي فيه أيوب ، وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء أو في ليلة الأربعاء ) رواه ابن ماجه والحاكم والسني وأبو نعيم . وكذلك في السلسلة الصحيحة رقم [ 766 ] وقد ذهب بعضهم إلى ضعف هذا الحديث ، وصححه الألباني رحمه الله .
وانت تتفق معي أخي الحبيب أن في الحديث ( الحجامة على الريق دواء و على الشبع داء )

فهذه هي محاذير ما قبل الحجامة ـ ولا يوجد غيرها ، أما بخصوص محاذير ما بعد الحجامة : فلم يرد عنها أي حديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . واتفق معك على هذا أيضا .

أما بخصوص المواضع التي احتجم فيها الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، فهي : على الهامة ، الرأس ، الحجامة على الكاهل والأخدعين ، الحجامة على الورك ، الحجامة بين الكعبين ، على ظهر القدم . ونستشهد على ذلك بهذه الأحاديث :

عن أبي كبشة الأنماري أن النبي صلى الله عليه وسلم (( كان يحتجم على هامته وبين كتفيه )) رواه بسند صحيح أبو داود [ 3589 ] وابن ماجه [ 3484 ] .

عن أبي بحينة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ( احتجم بطريق مكة وهو محرم وسط رأسه ) رواه مسلم في صحيحه [ 1203 ] .

عن أنس رضي الله عنه قال : ( كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحتجم ثلاثا ، واحدة على كاهله واثنتين على الأخدعين ) رواه بسند صحيح أحمد في المسند [ 19313 ] ، وأبو نعيم [ 3860 ] .

عن جابر رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على وركه من وثء كان به ) رواه أبو داود [ 3863 ] .

عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا احتجم احتجم في الأخدعين وبين الكعبين ) رواه أحمد في مسنده بسند ضعيف [ 1/ 234 ] .

عن أنس رضي الله عنه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم على ظهر القدم من وجع كان به ) وراه أبو داود في سننه [ 1837 ] .

هذه هي المواضع التي نعرفها والتي احتجم في الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .

وهذا مما يؤكد أيضا أن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يداوم على الحجامة باستمرار .

وقد سألت هل الحجامة مثل الفصد والتبرع في العملية والآلية ، فالإجابة لا طبعا وبكل تأكيد ، فشتان بين هذا وذاك ، ويقول الرئيس ( ابن سينا ) رحمه الله :
( والفصد هو استفراغ كلي يستفرغ الكثرة والكثرة تزايد الأخلاط على تساويها في العروق وانما ينبغي أن يفصد أحد نفسين : المتهيء لأمراض إذا كثر دمه وقع فيها والآخر الواقع فيها وكل واحد منهما إما أن يفصد لكثرة الدم وأما لرداءة الدم وإما أن يفصد لكليهما ) .

وما التبرع إلا نوعا من الفصد ، وشتان بين هذا الدم وذاك الدم ، واقصد به دم الحجامة والفصد . والفصد بطبيعته يوهن الجسم . لأن الدم الذي يخرج يكون من خلال العروق مباشرة .

ثم أن الفصد يعمل على بعض المواضع والنقاط المعينة في الجسم ، وهناك أماكن ومواضع لا يصلح فيها الفصد ، بعكس الحجامة ، فانها تعمل بأماكن ومواضع كثيرة بأنحاء الجسم ، وفي الأماكن التي لا يصلح فيها الفصد ، وفوق كل هذا ، فإنها تقوم بتسليك الشرايين والأوردة وتسليك العقد والأوعية الليمفاوية ، وتنشيط وتحفيز وإثارة أماكن ردود الفعل بجسم الإنسان ، وتنشيط مسارات الطاقة ، وامتصاص الأخلاط والسموم وآثار الأدوية الكيميائية المتراكمة بالجسم ، وتقوية المناعة بشكل عام ، وتنشيط أجهزة المخ والحركة والكلام والسمع والإدراك والذاكرة ، وتنشيط الغدد ، وخاصة الغدة النخامية ، وغيره كثير ...

هذا هو الفرق بين الفصد والحجامة أخي الحبيب ، فشتان بينه وبين الفصد أو التبرع بالدم ، وكذلك في آلية العمل .

أما قولك ( سؤال آخر و مهم :
من أين جاءت التنبيهات و المحاذير التي نراها في كل منتدى ؟؟؟؟ ( إياك و يجب و إحذر من )

أخي الحبيب :

ليس بالضرورة أن نأخذ بهذا الكلام ، ولكن عليك أن تعلم ، ( إن هذا العصر الذي نعيشه ، ليس هو عصر محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، عصر النقاء والصفاء والطهارة ) !

وإنما هو عصر القذارة .. إذا صح التعبير .. أكرمكم الله وأعزكم جميعا ، عصر الملوثات البيئية ، عصر المصانع والآلات والأدخنة والغازات الضارة ، عصر المبيدات ، والأسمدة الكيماوية .. عصر المعلبات والمثلجات والمواد الحافظة السامة ، عصر الملونات والمنكهات الإصطناعية .. الأمراض والأوبئة الغريبة والعجيبة .. القاتلة والفتاكة .. عصر الغش التجاري .. وبيع الضمير .. عصر تشويه صورة الكرة الأرضية .

فهل بعد كل هذا تستغرب وتتعجب من ( ( إياك و يجب و إحذر من ) !؟

يا أخي الحبيب إن العلم لن يقف إلى حد أو مستوى معين ، بل سيستمر في المضي حتى يرث الله الأرض ومن عليها .. وكذلك الحال في علوم الطب بل إنها ستمضي وتمضي إلى هناك وهناك حيث لا هناك وهناك .. إلى النهاية .. وما أدراك ما هي .. أو كيف ..ومتى .. تكون النهاية ؟

أخي الحبيب لم يمنعنا أو يحرم علينا دين ولا شرع ولا كتاب ولا سنة ولا نبي ولا رسول ، أن ندرس ونتعلم ، ونتقدم ونواكب الأمم والحضارات .

ثم أن الأمراض لم تكن منتشرة في الماضي كما هو عليه الحال في الحاضر ، وهذا لا يخفى عليك . وأنت تحاول دائما أن تقنعنا فقط بالكاهل والأخدعين ، فهناك مواضع أخرى كثيرة بجسم الإنسان ليس لها علاقة بالكاهل والأخدعين . ولقد تحتم علينا بعض الأمراض والحالات أن نجري الحجامة على مواضع معينة ، فهل نهملها ؟

ثم أن هذه المواضع وضعها خبراء وأساتذة وعلماء وأخصائيين بهذا المجال بعد دراسات طويلة من البحث والتقصي والدراسة .


وعليك أن تعلم جيدا أخي الحبيب : إننا ما وضعنا أو طرحنا أو نشرنا شيئا في هذا المنتدى المبارك .. إلا بعد دراسة ودراية وبحث طويل ، من واقع الخبرة والممارسة ، ودراسة في التشريح ووظائف الأعضاء وعلم الأمراض .

وكما قلت سابقا إن العلم والطب ليس حكرا على الغرب والصينيين ، أو البوذيين ، وإنما العلم ، والله سبحانه وتعالى يقول ( علم الإنسان ما لم يعلم ) ولم يقل علم البوذي واليهودي والنصراني .. وإنما اختاره للإنسان بذاته .. وهكذا اقتضت حكمته تعالى .. حتى يحافظ الإنسان على الحرث والنسل والبقاء .

هذا كل ما لدي يا أخي الحبيب ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة