نعم يا أخي الفاضل جزاك الله خيرا (( بل هناك علاقة وثيقة )) وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يختار أمرا إلا وفيه الحكمة . فهو الذي لا ينطق عن الهوى صلوات ربي وسلامه عليه .
((عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ الحجامة على الريق أمثل ، وفيها شفاء وبركة ، وتزيد في الحفظ وفي العقل ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس ، واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة ، ويوم السبت ويوم الأحد ، واحتجموا يوم الأثنين ويوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب ، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي أُبتلي فيه أيوب ، وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء ، أو في ليلة الأربعاء )) ــ رواه ابن ماجه والحاكم والسني وأبو نعيم ــ
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة وتسع عشرة ويوم إحدى وعشرين )) ــ رواه الترمذي 2066 ــ
ويقول الإمام إبن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
** وهذه الأحاديث موافقة لما أجمع عليه الأطباء ، وأن الحجامة في النصف الثاني ، وما يليه من الربع الثالث من أرباعه أنفع من أوله وآخره ، وإذا استعملت عند الحاجة إليها نفعت أي وقت كان من أول الشهر وآخره ** .
والإنسان بطبيعته يتأثر بعملية المد والجزر ، فالأرض مكونة من 70% ماء و30 % يابسة تقريبا ، وكذلك حجم الإنسان فإنه يتكون من 70% دم وسوائل و30% جسم ، والدم إذا كان في حالة مد ( هيجان وثوران ) فإنه يصبح مهيئا للتدفق بكميات كبيرة ، فلا تصلح الحجامة وقد تكون ضارة جدا ، وهو أمر غير مرغوب فيه ، لذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يختار هذه الأيام والبذات 17 ، 19 ، 21 ، إلا لهذه الحكمة ، وهي أنسب الأيام لعمل الحجامة .
ولقد أثبتت الدراسات العلمية مؤخرا [[ إن الإنسان يتأثر ، بنتيجة حدوث المد العالي ، ويكون مزاجه حادا ، فيزداد غضبه ، وتزداد انفعالاته ]] .
وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم صوم الأيام البيض من الشهر ( أي بياض وجه القمر ) وهي أيام المد العالي ( وهو ارتفاع منسوب المياه عن سطح الكرة الأرضية في كل العالم ) .
ويبلغ القمر أوج اكتماله في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، وهو ما عبر عنه القدماء بقولهم : يتبيغ به الدم ، وتهيج به الأخلاط .
وفي تلك الأيام ، أي 17 ، 19 ، 21 ، من الشهر القمري يكون فيها دم الإنسان مهيئا لإخراج ما به من أخلاط كانت راكدة ، أثارتها تلك الحركة الكونية ، فحركت في جسم الإنسان أعضائه الحيوية وزادت من نشاطها حتى اصبحت عملية اخراج تلك الأخلاط الفاسدة سهلة وميسرة .
وهناك أمر آخر يا أخي الفاضل (( لقد كشفت الدراسات الحديثة عن الجرائم . إن في هذه التواريخ أي 13 ـ 14 ـ 15 تزداد فيها الجرائم على مستوى العالم . لإرتباط الحركة الكونية بهيجان دم الإنسان .
ومن هنا جاءت حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم (( بصيام هذه الأيام بالذات )) . سبحان الله والله أكبر . وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم .
مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .