السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة ماء القمر
اعتذر ان كنت لم افهم بعض الكلمات والعبارات
ولكنني أستطيع أن أذكر بعض النقاط الرئيسية في موضوعك:
* مشكلتك في نسيان خطيبك وازاحته من بالك
* المشكلة التي ما بعد الانفصال والتي لم تُحسم بعد على ما فهمت
* ان هذه المشكلة قد أثرت كثيرا في نظرتك الى نفسك وبين سطورك أنت تطلبين ممن يقرأ ان يحدد هل انت ملامة ام لا !
أولا - أنا انصحك بإنهاء امر الروابط الاخيرة بين العائلتين والاتفاق على انهاء المسألة المتعلقة بالمهر والدفع كما يرضي الله، و حقوقك المشروعة معروفة وتستطيعين ان تطالبي فيها ان اردت ، او تعفي عنها ، وهذا ما يستطيع ان يفيدك فيه أهل الفتوى في المنتدى ان شاء الله.
ثانيا - سيساعدك هذا في نسيان هذا الشخص ، ولا انصحك ابدا ان تحتفظي بأي شيء عنه لديك ان كان صورة او خطاب او هدية لكي تساعدي نفسك على النسيان ، لا بد ان تنفصلي عن الألم
والانفصال البدني والانفصال المحسوس، يساعدك كثيرا في مسألة التوقف عن التفكير فيه.
سؤال : فقط للتفكير وليس للتشبيه :
لماذا ننسى من يموتون بعد فترة من الزمن ؟ مهما كان مقدار عذاب الانفصال عنهم ؟
لأن الذاكرة جُبِلت على النسيان والتجاوز ،
نحن لم نعد نراهم ، ولا نسمع عنهم ،
لا نرى افعالهم او نسمع اقوالهم.
ثالثا - العقل دوما يفكر ، فوجهيه بطريقة تبعدك عن التفكير بهذا الشخص
كلما خطر في بالك اي شيء من كلامه او تصرفاته او صورته ...أجلي التفكير
يجب ان نتذاكى على عقلنا حتى نساعد انفسنا ،
قولي في نفسك : حسنا تذكرت موقفا معه ، او كلمة له ، سببت لي الم عميق
ولكنني سأؤجل التفكير في هذا الالم لوقت آخر
وهكذا ستجدين انك بعد فترة وجيزة ، مهما خطر في بالك واسقطتيه بهذا الشكل ، سينتهي تأثيره المؤلم عليك .
اشغلي نفسك بأشياء أخرى ، مفيدة ، صديقات ، اخوات ،
تبني بعض الافكار الجيدة ، واسعي الى البحث حولها .
رابعا : توقفي عن تركيز تفكيرك على نفسك ،
وانا أراك قد أعدت النظر في البنية التحتية لعائلتك ومذهبك وطريقتك واسلوبك مرورا بشكلك، وتحاولي ان تجدي من بينها أسباب تدينك
اسمعي اختي جيدا ، نحن بشر فينا اخطاء ،غاية النجاح ان نعلمها ونعمل على تحسينها
ولكن دون توجيه اللوم الذاتي فإن هذا التركيز واللوم والتوبيخ الذاتي قوة تدميرية ذاتية
خامسا - الغموض الذي تركه خطيبك في امر انهاء علاقتك به ، هو ما خلق لديك هذه التساؤلات الكثيرة التي لا ترحمين يها نفسك
انت لم تفهمي السبب وتريدين ان تحددي السبب ، وتقنعين نفسك ان اصرارك هذا هو لكي تتجنبي الخطأ الذي بدر منك في المرة القادمة
اما انا فأعرف السبب : هو القضاء والقدر والنصيب
فلا ترهقي نفسك بتساؤلات لا اجابة لها ، قد يكون هذا السبب او ذاك ، او تلكم الاسباب جميعا
واي سبب كان ، هو مجرد وسيلة لنفاذ القدر المكتوب على قضية زواجك .
سادسا - نعم فشلتِ هذه المرة وربما التي قبلها ، ومهما تعددت مرات الفشل
الا ان الهزيمة يجب الا تمس داخلك ، صورتك عن نفسك ، اعتزازك بها
فأعيدي لم جروحك وشتات نفسك ولا تستحضري الفشل القديم وتضيفي اليه الجديد ثم تقولين لن انجح ابدا
بل قولي ...لعله خيرا !
سابعا - عمقي صلتك بخالقك ، وأسأليه ان يمنحك القوة لكي تتجاوزي عن اخطاءك وتقللي من عثراتك
وان ينوّر دربك ويبصّرك .
ثامنا - أحسني الظن بالله دوما ، وان ما حصل لك في اي امر هو خير ما يمكن ان يحدث.
تاسعا - داومي على الدعاء ، وعلى الرقية الشرعية فهي شفاء من كل الم ان شاء الله.
ليس من الخطأ ان نفترض أن الأسباب قد تعود لأخطاء فينا ان كان بمقدورنا تعديلها ، بل هذا سيساعدنا على اكتشاف انفسنا اكثر ومعرفة بواطن ضعفها
ولكن الخطأ هو الاصرار على معرفة التفاصيل التي يتعبنا ان نعرفها والتي لا نستطيع ان نلم بها ،
بينما القضاء والقدر جاري مهما تعددت الأسباب.
أسأل الله ان يعينك في تجاوز هذه المحنة وان يثبتك
وأتمنى من كل قلبي أن يعوضك خيرا