موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

تم غلق التسجيل والمشاركة في منتدى الرقية الشرعية وذلك لاعمال الصيانة والمنتدى حاليا للتصفح فقط

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام الرقية الشرعية والتعريف بالموسوعة الشرعية في علم الرقى ( متاحة للمشاركة ) > المواضيع العامة المتعلقة بالرقية الشرعية والأمراض الروحية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 27-11-2005, 07:56 AM   #1
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

Exclamation ( && الاستعانة بالجن والشياطين بين المشروعية والمنع && ) !!!


،،،،،،

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله 0

( ياأَيُّهَا الَّذِينءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )


( سورة آل عمران - الآية 102 )

(يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

( سورة النساء - الآية 1 )

( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )

( سورة الأحزاب - الآية 70 – 71 )

أما بعد :


الإخوة مشرفي وأعضاء وزوار ( منتدى الرقية الشرعية ) حفظهم الله ورعاهم

لا بد أن أقدم لهذا الموضوع بالنقاط الهامة التالية :


أولاً : لا ننكر مطلقا بأن الجن طوائق وطوائف ، والدليل على ذلك قول الحق جل وعلا في محكم كتابه :

( وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً )


( سورة الجن - الآية 11 )


ونحن على يقين تام بأن منهم المسلمون الصادقون الصالحون ، ولكن لا بد من إيضاح بعض المسائل الهامة المتعلقة بهذا الموضوع وهي على النحو التالي :

1)- عالم الجن يختلف عن عالم الإنس :

ولذلك وضع الله سنناً كونية للفصل بين هذين العالمين ، ونحن لا نقر بما ثبت لهم من خواص وصفات إلا بما جاء يؤكده الكتاب والسنة ، ولو أراد الله اتصالاً مباشراً بين العالمين ليحقق متافع ومصالح لجعل ذلك ، فما السبب في وضع تلك السنن التي تفصل بين العالمين وهذا ىبالتأكيد لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى 0

2)- إن الدخول إلى معترك عالم الجن لا بد أن يتأتى من خلاله مفاسد شرعية :

وتكون تلك النفاسد أعظم من المصالح المترتبة ، ولذلك فإن العلماء قد حرموا الاستعانة من باب القاعدة الفقهية ( درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) 0

3)- الاستعانة لا تأتي بخير :

وهذا مما عايشته وعاصرته خلال السنوات الطوال التي أمضيتها في ممارسة الرقية الشرعية ، وقد سمعت عن الكثير ممن عرف بالتقوى والصلاح وقد انساق إلى أتون هذا الأمر الخطير ، حتى أنني أعلم من طلبة العلم من تغير حاله وتبدلت أحواله بسبب هذا المرض الخطير ، أسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، ومن هنا كان لزاماً عليناً أن توضع الأمور في نصابها الشرؤعي 0

4)- النظرة العامة لموضوع الجن والشياطين والاستعانة :

هذا ولقد قدمتم بحثاً تفصيلياً أخيتي الفاضلة حول موضوع ( الاستعانة بالجن ) أذكره لكِ على النحو التالي :

كانت النظرة - لبعض الطوائف المنحرفة - للجن قائمة على تصورات فاسدة ، فمن قائل : إن الجن شركاء لله في الخلق والتدبير 0 ومن قائل : إن إبليس مع جنده يمثلون الشر في جهة ، ويحاربون الله وملائكته في جهة أخرى 0

وكان الاعتقاد السائد أن الجن يعلمون الغيب ، وذلك بما كانوا يلقونه إلى الكهان عندما كانوا يسترقون أخبار السماء ، فيزيد الكهان على الكلمة من الحق مائة كذبة كما ورد في الحديث ، فيصدق الناس ذلك 0

وكانوا يتصورون أن للجن سلطانا في الأرض ، إلى غير ذلك من هذه التصورات المنحرفة الجائرة 0

هذه التصورات المختلفة عن الجن كان لها تأثير على تفكير وسلوك هؤلاء الناس وأعمالهم وإرادتهم كمـا أخبرنا القرآن الكريم عن ذلك بقوله تعال : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) ( سورة الجن – الآية 6 ) ، ومن خلال أقوال أهل العلم في تفسير هذه الآية ، يتضح أنه كان للجن تأثير على سلوك مشركي العرب ، حيث كان أحدهم يعوذ بالجن عند المخاوف والأفزاع ، وأثر ذلك على عقائدهم من حيث التوجه إلى عبادة الجن والذبح لهم ، محاولين استرضائهم بأي شكل من الأشكال ، ولا يخفى أن التوجه بالعبادة والتعظيم لغير الله من سائر الخلق فساد أي فساد في السلوك ! ناشئ عن فساد التصور والاعتقاد الذي أرسل الله رسله وأنزل كتبه لإنقاذ البشرية من مغبته ، بتصحيح تصوراتهم وتقويم سلوكهم ، بما بينوه من أن الله هو خالق الجن والإنس وسائر الموجودات ، وأنهم يستوون جميعا في عدم قدرتهم على تغيير سنة من سنن الله سبحانه وتعالى التي وضعها في هذا الكون ، وأنهم جميعا واقعون تحت سلطان الله وقهره ، وأن التوجه لغيره سبحانه بعبادة أو تعظيم شرك كبير ، يستحق فاعله الخلود في النار 0

ونتيجة لتلك العلاقة القائمة بين الإنس والجن منذ أمد بعيد ، كانت الاستعانة 0 والمتأمل للكلام السابق يرى أن العلاقة التي تقوم بين الطرفين بمجملها لا تأتي بخير ، وذلك لقيام هذه العلاقة بين عالم محسوس وآخر غيبي لا نعرف كنهه ولا طبيعته إلا ما أخبر به الحق جل وعلا في محكم كتابه أو قررته السنة المطهرة ، فالإسلام حدد السلوك والعلاقة والتصور الكامل بين هاذين العالمين 0

وقد تكلم الكثير من عامة الناس وخاصتهم عن موضوع الاستعانة ، فمنهم من أباحها ، ومنهم من توقف عنها ، ومنهم من لم يبحها وحذر منها وبين خطورتها 0 ولأهمية ذلك 000 كان لا بد من وقفة جادة نستعرض فيها التصور الكامل المبني على النصوص القرآنية والحديثية ومنهج السلف الصالح وأقوال أهل العلم قديما وحديثا ، دون تحكيم عقل أو منطق ، أو تحقيقا لأهواء أو نزوات أو شهوات ، وبحث هذه المسألة ضمن الأطر الشرعية ، ببصيرة وبينة ، لكي يتسنى الوقوف على الحقيقة والطريق السوي المستقيم 0

وأبدأ بعرض بعض الآيات التي ذكرت علاقة الإنس بالجن وحقيقة هذه العلاقة بالمفهوم الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ذكره الصحابة والتابعون والسلف وعلماء الأمة وأئمتها - رضوان الله عليهم - أجمعين :


* علاقة الإنس بالجن كما بينها الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه :

1)- يقول تعالى في محكم التنزيل :

( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا )


( سورة الجن – الآية 6 )


* أقوال أهل العلم في تفسير الآية الكريمة :

أ - قال الطبري : ( قال حدثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، في قوله : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ ) قال : كانوا في الجاهلية إذا نزلوا بالوادي قالوا : نعوذ بسيد هذا الوادي ، فيقول الجنيون : تتعوذون بنا ولا نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا ! ) ( جامع البيان في تأويل القرآن – 12 / 263 ) 0

ب - وذكر مثل ذلك البغوي في كتابه ( معالم التنزيل ) 0

ج - قال ابن كثير : ( أي كنا نرى أن لنا فضلا على الإنس ، لأنهم كانوا يعوذون بنا إذا نزلوا واديا أو مكانا موحشا من البراري وغيرها ، كما كانت عادة العرب في جاهليتها يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجان أن يصيبهم بشيء يسؤهم ، كما كان أحدهم يدخل بلاد أعدائه في جوار رجل كبير وذمامه وخفارته ، فلما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم زادوهم رهقا ، أي خوفا وإرهابا وذعرا حتى بقوا أشد منهم مخافة وأكثر تعوذا بهم كما قال قتادة ( فزادوهم رهقا : أي إثما وازدادت الجن عليهم بذلك جراءة ، وقال الثوري عن منصور عن إبراهيم (فزادوهم رهقا) : أي ازدادت الجن عليهم جراءة 0 وقال السدي : كان الرجل يخرج بأهله فيأتي الأرض فينزلها فيقول : أعوذ بسيد هذا الوادي من الجن أن أضر أنا أو مالي أو ولدي أو ماشيتي 0 قال قتادة : فإذا عاذ بهم من دون الله رهقتهم الجن الأذى عند ذلك 0 وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي حدثنا الزبير بن حرب عن عكرمة قال : كان الجن يفرقون من الإنس كما يفرق الإنس منهم أو أشد ، فكان الإنس إذا نزلوا واديا هرب الجن فيقول سيد القوم نعوذ بسيد أهل هذا الوادي 0 فقال الجن : نراهم يفرقون منا كما نفرق منهم فدنوا من الإنس فأصابوهم بالخبل والجنون فذلك قول الله عز وجل : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) أي إثما : وقال أبو العالية والربيع وزيد بن أسلم ( رهقا ) أي خوفا 0 وقال العوفي عن ابن عباس ( فزادوهم رهقا ) أي إثما وكذا قال قتادة ، وقال مجاهد زاد الكفار طغيانا 0
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا فروة بن المغراء الكندي حدثنا القاسم بن مالك - يعني المزني - عن عبد الرحمن ابن اسحاق عن أبيه عن كردم بن أبي السائب الأنصاري قال : خرجت مع أبي من المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله - صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم - بمكة فأوانا المبيت إلى راعي غنم ، فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم ، فوثب الراعي ، فقال : يا عامر الوادي جارك ، فنادى مناد لا نراه يقول : يا سرحان أرسله 0 فأتى الحمل يشتد حتى دخل في الغنم لم تصبه كدمة ، وأنزل الله تعالى على رسوله بمكة : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) قال وروى عن عبيد بن عمير ومجاهد وأبي العالية والحسن وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي نحوه 0 وقد يكون هذا الذئب الذي أخذ الحمل وهو ولد الشاة كان جنيا حتى يرهب الإنسي ويخاف منه ، ثم رده عليه لما استجار به ليضله ويهينه ويخرجه عن دينه والله تعالى أعلم ) ( تفسير القرآن العظيم - 4 / 429 ، 430 ) 0

د - قال القرطبي : ( والمراد به ما كانوا يفعلونه من قول الرجل إذا نزل بواد : أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه ، فيبيت في جواره حتى يصبح ، قاله الحسن وابن زيد وغيرهما 0 قال مقاتل : كان أول من تعوذ بالجن قوم من أهل اليمن ، ثم من بني حنيفة ، ثم فشا ذلك في العرب ، فلما جاء الإسلام عاذوا بالله وتركوهم 0 وقال كردم بن أبي السائب : خرجت مع أبي إلى المدينة أول ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فأوانا المبيت إلى راعي غنم ، فلما أنتصف الليل جاء الذئب فحمل حملا من الغنم ، فقال الراعي : يا عامر الوادي ، ( أنا ) يقول القرطبي : الزيادة في الدر المنثور للسيوطي – جارك 0 فنادى مناد يا سرحان أرسله ، فأتى الحمل يشتد 0 وأنزل الله تعالى على رسوله بمكة : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) أي زاد الجن الإنس ( رهقا ) أي خطيئة وإثما ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتاده0 والرهق : الإثم في كلام العرب وغشيان المحارم ، ورجل رهق إذا كان كذلك ، ومنه قوله تعالى : ( ترهقهم ذلة ) وقال الاعشى :

لا شيء ينفعني من دون رؤيتها.............بل يشتفى وامق ما لم يصب رهقا

يعني إثما 0 وأضيفت الزيادة إلى الجن إذ كانوا سببا لها 0 وقال مجاهد أيضا : ( فزادوهم ) أي أن الإنس زادوا الجن طغيانا بهذا التعوذ ، حتى قالت الجن : سدنا الإنس والجن 0 وقال قتادة أيضا وأبو العالية والربيع وابن زيد : ازداد الإنس بهذا فرقا وخوفا من الجن 0 وقال سعيد بن جبير : كفرا 0 ولا خفاء أن الاستعاذة بالجن دون الاستعاذة بالله كفر وشرك 0 وقيل : لا يطلق لفظ الرجال على الجن ، فالمعنى : وأنه كان رجال من الإنس يعوذون من شر الجن برجال من الإنس ، وكان الرجل من الإنس يقول مثلا : أعوذ بحذيفة بن بدر من جن هذا الوادي 0 قال القشيري : وفي هذا تحكم إذ لا يبعد إطلاق لفظ الرجال على الجن ) ( الجامع لأحكام القرآن - 19 / 10 ، 11 ) 0

هـ- وذكر مثل ذلك الشوكاني في كتابه ( فتح القدير ) 0

و - قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في تفسير هذه الآية : ( كان الرجل من الإنس ينزل بالوادي ، والأودية مظان الجن ، فإنهم يكونون بالأودية أكثر مما يكونون بأعالي الأرض ، فكان الإنسي يقول : أعوذ بعظيم هذا الوادي من سفهائه ، فلما رأت الجن أن الإنس تستعيذ بها زاد طغيانهم وغيهم 0 وبهذا يجيبون المعزم والراقي بأسمائهم وأسماء ملوكهم ، فإنه يقسم عليه بأسماء من يعظمونه ، فيحصل لهم بذلك من الرئاسة والشرف على الإنس ما يحملهم على أن يعطونهم بعض سؤلهم ، لا سيما وهم يعلمون أن الإنس أشرف منهم وأعظم قدرا ، فإذا خضعت الإنس لهم واستعاذت بهم ، كانت بمنزلة أكابر الناس إذا خضع لأصاغرهم ليقضي له حاجته ) ( إيضاح الدلالة في عموم الرسالة – 2 / 120 ) 0


2)- يقول تعالى في محكم التنزيل :

( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِى أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )


( سورة الأنعام – الآية 128 )


* أقوال أهل العلم في تفسير الآية الكريمة :

أ - قال الطبري : ( ما قاله الإمام البغوي وزاد عليه وأما استمتاع الجن بالإنس ، فإنه كان فيما ذكر ، ما ينال الجن من الإنس من تعظيمهم إياهم في استعاذتهم بهم ، فيقولون : ( قد سدنا الجن والجن ) ( تفسير الطبري - 5 / 343 ) 0

ب - قال البغوي : ( قال الكلبي : استمتاع الإنس بالجن هو أن الرجل كان إذا سافر ونزل بأرض قفر وخاف على نفسه من الجن قال : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه ، فيبيت في جوارهم0 وأما استمتاع الجن بالإنس : هو أنهم قالوا : قد سدنا الإنس مع الجن ، حتى عاذوا بنا فيزدادون شرفا في قومهم وعظما في أنفسهم ، وهذا كقوله تعالى : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) وقيل : استمتاع الإنس بالجن ما كانوا يلقون إليهم من الأراجيف والسحر والكهانة وتزيينهم لهم الأمور التي يهوونها ، وتسهيل سبيلها عليهم ، واستمتاع الجن بالإنس طاعة الإنس لهم فيما يزينون لهم من الضلالة والمعاصي 0 قال محمد بن كعب : هو طاعة بعضهم بعضا وموافقة بعضهم لبعض ) ( تفسير البغوي - 3 / 188 ) 0

ج - قال ابن كثير : ( يقول تعالى : واذكر يا محمد فيما تقصه عليهم وتنذرهم به ( ويوم يحشرهم جميعا ) يعني الجن وأولياءهم من الإنس الذين كانوا يعبدونهم في الدنيا ويعوذون بهم ويطيعونهم ويوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ( يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ 000) أي يقول : يا معشر الجن وسياق الكلام يدل على المحذوف ومعنى قوله : ( قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ 000 ) أي من اغوائهم وإضلالهم كقوله تعالى : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إلَيْكُمْ يَابَنِىءادَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِى هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ) ( سورة يسن – الآية 60 ، 62 ) وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ ) يعني أضللتم منهم كثيرا 0 قال مجاهد والحسن وقتادة : ( وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ) يعني أن أولياء الجن من الإنس قالوا مجيبين لله تعالى عن ذلك بهذا ، قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو الأشهب هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن الحسن في هذه الآية قال : استكثرتم أهل النار يوم القيامة 0 فقال أولياؤهم من الإنس : ربنا استمتع بعضنا ببعض ، قال الحسن وما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن الجن أمرت وعملت الإنس 0 وقال محمد بن كعب في قوله : ( رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ 000 ) قال : الصحابة في الدنيا 0 وقال ابن جريج : كان الرجل في الجاهلية ينزل الأرض فيقول : أعوذ بكبير هذا الوادي 0 فذلك استمتاعهم ، فاعتذروا به يوم القيامة – وأما استمتاع الجن بالإنس فإنه كان فيما ذكر ما ينال الجن من الإنس من تعظيمهم إياهم في استعانتهم بهم فيقولون : قد سدنا الإنس والجن ( وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا 000 ) قال السدي : يعني الموت ( قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ 000 ) أي مأواكم ومنزلكم أنتم وإياهم وأولياؤكم ( خَالِدِينَ فِيهَا ) أي ماكثين فيها مكثا مخلدا إلا ما شاء الله 0 قال بعضهم : يرجع معنى الاستثناء إلى البرزخ ، وقال بعضهم هذا رد إلى مدة الدنيا ، وقد روى ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسير هذه الآية من طريق عبدالله بن صالح كاتب الليث حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي حاتم بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : ( قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلإ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ) قال : إن هذه الآية آية لا ينبغي لأحـد أن يحكم على الله في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا نارا ) ( تفسير القرآن العظيم - 2 / 167 ، 168 ) 0

د - قال القرطبي : ( " قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ ) أي من الاستمتاع بالإنس ، فحذف المصدر المضاف إلى المفعول ، وحرف الجر ، يدل على ذلك قوله : ( رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ) هذا يرد قول من قال : أن الجن هم الذين استمتعوا من الإنس ، لأن الإنس قبلوا منهم 0 والصحيح أن كل واحد مستمتع بصاحبه 0 والتقدير في العربية : استمتع بعضنا بعضا ، فاستمتاع الجن من الإنس أنهم تلذذوا بطاعة الإنس إياهم ، وتلذذ الإنس بقبولهم من الجن حتى زنوا وشربوا الخمور بإغواء الجن إياهم ) ( الجامع لأحكام القرآن – 7 / 84 ) 0

هـ- قال الشوكاني : ( أما استمتاع الجن بالإنس فهو ما تقدم من تلذذهم باتباعهم لهم ، وأما استمتاع الإنس بالجن فحيث قبلوا منهم تحسين المعاصي فوقعوا فيها وتلذذوا بها ، فذلك هو استمتاعهم بالجن ، وقيل : استمتاع الإنس بالجن أنه كان إذا مر الرجل بواد في سفره وخاف على نفسه قال : أعوذ برب هذا الوادي من جميع ما أحذر ، يعني ربه من الجن ، ومنه قوله تعالى : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) وقيل : استمتاع الجن بالإنس أنهم كانوا يصدقونهم فيما يقولون من الأخبار الغيبية الباطلة ، واستمتاع الإنس بالجن أنهم كانوا يتلذذون بما يلقونه إليهم من الأكاذيب وينالون بذلك شيئا من حظوظ الدنيا كالكهان ) ( فتح القدير - 2 / 234 ) 0


و - قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير الآية :

أنواع الاستمتاع :

1)- الاستمتاع الجنسي :

" الاستمتاع بالشيء " هو أن يتمتع به فينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ، ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم ببعض كما قال : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَأتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ) ( سورة النساء – الآية 24 ) 0

2)- الاستمتاع بالاستخدام :

ويدخل بالاستخدام أئمة الرئاسة كما يتمتع الملوك والسادة بجنودهم ومماليكهم ، ويدخل في ذلك الاستمتاع بالأموال كاللباس ومنه قوله : ( وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ) ( سورة البقرة – الآية 236 ) 0 وكان من السلف من يمتع المرأة بخادم فهي تستمتع بخدمته ، ومنهم من يمتع بكسوة أو نفقة ، ولهذا قال الفقهاء : أعلى المتعة خادم وأدناه كسوة تجزي فيها الصلاة 0

3)- الاستمتاع بالأمور الغيبية :

قال شيخ الإسلام ومن استمتاع الإنس بالجن استخدامهم في الأخبار بالأمور الغائبة كما يخبر الكهان ، فإن في الإنس من له غرض في هذا لما يحصل به من الرئاسة والمال وغير ذلك ) ( مجموع الفتاوى – 13 / 81 ) 0

* أقوال أهل العلم وبعض الكتاب في الاستعانة :

1)- قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

أ - فمن كان من الإنس يأمر الجن بما أمر الله به ورسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ، ويأمر الإنس بذلك ، فهذا من أفضل أولياء الله تعالى ، وهو في ذلك من خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم ونوابه 0

ب- ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له ، فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له ، وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم في مباحات له ، فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك ، وهذا إذا قدر أنه من أولياء الله ، فغايته أن يكون في عموم أولياء الله مثل النبي الملك مع العبد الرسول : كسليمان ويوسف مع إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين 0

ج - ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما في الشرك ، وإما في قتل معصوم الدم أو في العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه وإنسائه العلم وغير ذلك من الظلم ، وإما في فاحشة كجلب من يطلب الفاحشة ، فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان ، ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر ، وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاص : إما فاسق وإما مذنب غير فاسق 0

د - وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات مثل أن يستعين بهم على الحج ، أو أن يطيروا به عند السماع البدعي ، أو أن يحملوه إلى عرفات ، ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله ، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ، ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به ) ( مجموع الفتاوى – 11 / 307 ) 0

2)- قال محمد بن مفلح : ( قال أحمد – رحمه الله – في رواية البرزاطي في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى والعزائم ، ويزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم ، ومنهم من يخدمه ؟ قال : ما أحب لأحد أن يفعله ، تركه أحب الي ) ( الآداب الشرعية – ص 218 ، 219 ) 0

3)- سئل الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - عن الاستعانة بالجن وقولهم : خذوه ، انفروا به الخ ، فقال في مجموع فتاويه : وهذه كلمات لا تجوز من ثلاثة أوجه مأخوذة من ظاهر هذه الألفاظ :
( إحداها ) محبة ضرر هذا المسلم المطلوب أخذه وشرب دمه 0
( الثاني ) إنه طلب من الجن فيدخل في سؤال الغائبين الذي يشبه سؤال الأموات ، وفيه رائحة من روائح الشرك 0
( الثالث ) تخويف الحاضر المقول في حقه ذلك ، ولولا تغلب جانب التخويف مضافا إلى أنه قد لا يحب إصابة هذا الحاضر معه لألحق بالشركيات الحقيقية ) ( فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم – 1 / 114 ، 115 ) 0


4)- سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز عن حكم استخدام الجن من المسلمين في العلاج إذا لزم الأمر ؟؟؟

فأجاب – رحمه الله – : ( لا ينبغي للمريض استخدام الجن في العلاج ولا يسألهم ، بل يسأل الأطباء المعروفين ، وأما اللجوء إلى الجن فلا 00 لأنه وسيلة إلى عبادتهم وتصديقهم ، لأن في الجن من هو كافر ومن هو مسلم ومن هو مبتدع ، ولا تعرف أحوالهم فلا ينبغي الاعتماد عليهم ولا يسألون ، ولو تمثلوا لك ، بل عليك أن تسأل أهل العلم والطب من الإنس وقد ذم الله المشركين بقوله تعالى : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) ( سورة الجن – الآية 6 ) ، ولأنه وسيلة للاعتقاد فيهم والشرك ، وهو وسيلة لطلب النفع منهم والاستعانة بهم ، وذلك كله من الشرك ) ( مجلة الدعوة – العدد 1602 ربيع الأول 1418 هـ - ص 34 ) 0



5)- يقول الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان : ( وقد اتخذ بعض الرقاة كلام شيخ الاسلام متكئاً على مشروعية الاستعانة بالجن المسلم في العلاج فإنه من الأمور المباحة ولا أرى في كلام شيخ الاسلام ما يسوق لهم هذا فإذا كان من البديهيات المسلم بها أن الجن من عالم الغيب يرانا ولا نراه الغالب عليه الكذب معتداً ظلوم غشوم لا يعرف العذر بالجهل مجهولة عدالته لذا روايته للحديث ضعيفة فما هو المقياس الذي نحكم به على أن هذا الجن مسلم وهذا منافق أو كافر وهذا صالح وذاك طالح لذا الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض في العلاج لا تجوز للاسباب التالية :


أولا : قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورقي :

وأمر أصحابه بالرقية فاجتمع بذلك فعله وأمره واقراره صلى الله عليه وسلم فلو كانت الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض فضيلة ما ادخرها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم سحرته يهود ولا عن أصحابه رضي الله عنهم وهم خير الخلق وأفضلهم بعد أنبيائه وفيهم من أصابه الصرع وفيهم من أصابته العين وفيهم من تناوشته الأمراض من كل جانب فما نقلت لنا كتب السنة عن راق استعانة بالجن .

ثانياً : الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض تعلق قلب الراقي بهذا الجني :

وهذا ذريعة لتفشي الجن مسلمهم وكافرهم ومن ثم يصبح وسيلة من وسائل الشرك بالله وخرق ثوب التوحيد ومن فهم مقاصد الشريعة تبين له خطورة هذا الأمر فما قاعدة سد الذرائع إلا من هذا القبيل .

ثالثاً : يجب المفاصلة بين الراقي في القرآن والساحر عليه لعنة الله :

وهذا الأمر فيه مشابهة لفعل السحرة فالساحر يستعين بالجن ويساعدونه ويقضون له بعض حوائجه لذا قد يختلط الأمر على من قل حظه من العلم فيساوي بين الراقي بالقرآن والساحر فيروج بذلك سوق السحرة وهذا من المفاسد العظيمة على العقيدة .

رابعاً : من المعلوم أن الجن خلقته من النار والنار خاصيتها الاحراق :

فيغلب على طبعه الظلم والاعتداء وسرعة التقلب والتحول من حال إلى حال فقد ينقلب من صديق إلى ألد الأعداء ويذيق صاحبه سوء العذاب لأنه أصبح خبيراً بنقاط ضعفه قال الشاعر : احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة . فمن أراد التخلص من هذا الأمر فليستشعر أن الحق في أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين والتابعين من أمة الهدى والتقى والدين وليترك التعرج على كل من خالف طريقتهم كائناً من كان فهل بعد سبيل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا سبيل الشيطان ... الله أعلم )( انظر فتح المنان في جمع كلام شيخ الاسلام عن الجان صفحة 213 – 214 ) 0
[/COLOR][/SIZE][/U]

6)- وقد تم الاتصال بالعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - هاتفيا وقد سئل التالي : ما هو حكم الاستعانة بالجن ؟؟؟

- فأجاب بكلام مطول ولكني أختصره بالآتي :

يرى - حفظه الله- عدم جواز ذلك ، وقد بين أن هذا من الأمور المغيبة عن الإنسان ولا نستطيع أن نحكم على هؤلاء بالإسلام أو الكفر ، فإن كانوا مسلمين لا نستطيع أن نحكم عليهم بالصلاح أو النفاق ، وقد استشهد - حفظه الله - بالآية الكريمة من سورة الجن : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) ، وتم تأكيد ذلك بالاتصال بسماحته وأخذ رأيه والاستئذان في نشر ذلك في هذا الكتاب المتواضع فأقر- حفظه الله – بذلك 0

7)- سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين عن الحكم الشرعي للاستعانة بالجن في الكشف عن الجرائم والسرقات الخطيرة ونحو ذلك ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله – : ( لا شك أن في الجن مسلمون وصالحون ، ولا شك أنهم جميعا يروننا ونحن لا نراهم ، وأنهم يتكلمون وقد نسمع كلامهم وقد لا نسمعه ، فعلى هذا لا ينكر أنهم يخبرون بعض البشر بأشياء لا يعلمها الإنس لأنهم لخفتهم يقطعون المسافات الطويلة في زمن قصير ، وقد حكى الله عنهم قولهم : ** وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ 000 ) ( سورة الجن – الآية 8 ، 9 ) ، ففي الإمكان أن يعلموا عن السارق ومكان الضالة ومجتمع أهل الإجرام ومكائد الأعداء وموضع ذخائرهم ونوعها ، ولكنهم لا يعلمون الغيب ** 000 وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا 000 ) ( سورة لقمان - الآية 34 ) ، فأما الاستعانة بهم فأرى أنه لا يجوز لأن في ذلك استخدام لهم وقد لا يخدمون إلا بتقرب إليهم واستضعاف لهم ، فأما إن تلبس أحدهم بإنسان وسألناه عن بعض ما لا نعلمه فلا مانع من اعتبار خبره ، مع أنه قد يظن ظنا ، وقد يتعمد الكذب أما إن تحقق من بعض الصالحين منهم خبر بواسطة بعض الصالحين من البشر فلا مانع من قبوله دون طلب ذلك من أحدهم وقد تواتر عن بعض الصالحين من الناس أن هناك من يوقظهم للصلاة آخر الليل ولا يرون أحدا وإنما هم من صالحي الجن والله أعلم ) ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

وقال أيضا : ( لا أرى ذلك فإن المعتاد أن الجن إنما تخدم الإنس إذا أطاعوها ولا بد أن تكون الطاعة مشتملة على فعل محرم أو اقتراف ذنب فإن الجن غالبا لا يتعرضون للإنس إلا إذا تعرضوا لهم أو كانوا من الشياطين ) ( الفتاوى الذهبية – جزء من فتوى – ص 198 ) 0

وقد سئل فضيلته السؤال التالي : ( جاء إلينا شاب مريض يقول إن عليه جني وعندما أحضرنا له أخ ليقرأ عليه وحضر الجن وعلمنا أن عليه واحد قسيس وابنته وابنه ، وقد نطق الجميع ، واستمر الأخ مع هذا المريض من قبل صلاة المغرب إلى الساعة الواحدة مساء ، فلم يقدر له الله أن يخرج هؤلاء الجن ، وفي اليوم الثاني أحضرنا أخ آخر لهذا الرجل ولقد فوجئنا جميعاً أن الأخ بمجرد دخوله على المريض لم يقرأ قرآن نسمعه ولكنه أخذ يتمتم في أذن المريض بكلام لا نسمعه ، ثم أخذ يضغط على أسنانه بشده لدرجة أنه أحدث صوتاً عالياً ، ثم قال : هيا يا عبدالله هات هذا الكلب ، وهنا أخذ المريض ينتفخ جسمه وتبرز عروقه ، ثم وضع عند رقبته وقام بذبح الأول ، ثم قال : هيا يا عبدالرحمن وحدث كما حدث في المرة الأولى تماما ، ثم أحضر كوب ماء وقرأ عليه دون أن نسمع صوته أيضاً ، ثم قام بنفخ الماء في وجهه حتى أفاق ، وقال : خلاص لقد ذبحتهم جميعاً ، وعندما قلنا له أن ما فعلت حرام ، قال : ليس حرام وأنا معي فتوى من السعودية تجيز لي هذا العمل ، وأن هؤلاء من الجن المسلم وهم معي منذ عشر سنوات ، ويصلون معي ويقيمون الليل أيضاً ، ولا شيء في الاستعانة بهم ما داموا مسلمين ، وما دمت لا أقوم بطاعتهم في أمور معينة لإحضارهم ، وهنا اختلف الاخوة بين معجب لهذا الأمر مقراً به ، وبين مخالف منكر هذا الأمر ، لذلك رأينا عرض الأمر بالتفصيل على فضيلتكم وإفتاؤنا بهذا العمل وجزاكم الله خيراً ونفع بكم المسلمين ؟ 0

فأجاب – حفظه الله - : ( وبعد نختار عدم الاستعانة بالجن المسلمين أو غيرهم ، وذلك أنه قد يحتاج استخدامهم إلى شيء من التقرب إليهم أو تعظيمهم أو نحو ذلك ، فالأصل علاجهم بالرقية الشرعية ، وتنفع بإذن الله لأهل الطاعة والإيمان ، فإذا كان القارئ من أهل الصلاح والعلم والزهد والخير ، وأخلص في قراءته وعرف الآيات والأدعية والأحاديث التي تؤثر في العلاج ، وكان المريض من أهل الخير والصلاح والاستقامة والإيمان الصحيح نفع ذلك بإذن الله وتوفيقه ، وقد يستعمل القراء بعض الأعمال كالخنق والضرب والكي ودخان النار ونحو ذلك ولهم تجربة وأعمال يحسنون السير عليها دون الحاجة إلى استخدام الأرواح الخبيثة ، والله أعلم ) ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

8)- قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- في كتابه " السحر والشعوذة " : ( لا يستعان بالجان ، لا المسلم منهم ولا الذي يقول أنه مسلم ، لأنه قد يقول مسلم وهو كذاب من أجل أن يتدخل مع الإنس فيسد هذا الباب من أصله ، ولا يجوز الاستعانة بالجن ولو قالوا أنهم مسلمون ، لأن هذا يفتح الباب 0 والاستعانة بالغائب لا تجوز سواء كان جنيا أو غير جني وسواء كان مسلما أو غير مسلم 0 إنما يستعان بالحاضر الذي يقدر على الإعانة كما قال تعالى عن موسى : ( 000 فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِى مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ 000 ) ( سورة القصص – الآية 15 ) هذا حاضر ويقدر على الإغاثة فلا مانع من هذا في الأمور العادية ) ( السحر والشعوذة - ص 86 ، 87 ) 0

9)- قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : ( والاستعانة بالجن الأصل فيها المنع ، وقد أجاز بعض العلماء أنه إذا عرض الجني أحيانا وهذه نادرة للمسلم في إبداء إعانة له فإن له أن يفعل ذلك وهذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ، وقد أدت الاستعانة بمن زعموا أنهم من مسلمين الجن من قبل بعض الراقين إلى فتن وشحناء ومشكلات بين الناس فيقول الراقي إن الجن يقول إن الحاسد أو العائن هو الزوجة الثانية أو السحر من قبل أهل الزوجة أو من فلان من الأقرباء وهكذا ، مما يؤدي إلى القطيعة والشحناء والشرور 00 وهنا أمر نلفت إليه وهو أن عدالة الجن لا تعلم حتى لو كان قرينا للإنسان وهل الجن فيما يخبر به عدل أو غير عدل ، ولهذا ذكر علماء الحديث في كتب المصطلح أن رواية مسلمي الجن ضعيفة لأن الرواية في صحتها موقوفة على معرفة العدالة والثقة في الراوي وهذا لا سبيل للوصول إليه بالنسبة للجن فكيف يقبل من يقولون بأنهم مسلمي الجن إما فلان مسحور على يد فلان أو أنه محسود بعين فلان ) ( مجلة الدعوة - صفحة 23 - باختصار - العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ) 0

10)- قال الدكتور أحمد بن ناصر بن محمد الحمد : ( إن المؤمنين من الجن كالمؤمنين من الإنس من حيث أنهم مأمونو الجانب ، فلا يدعون إلى غير عبادة الله تعالى ، ولا يكونون عونا على الظلم والعدوان ، وحصول الخير منهم غير مستنكر ، بل هو مأمول ، وعونهم لإخوانهم من الإنس ممكن ، وقد يحصل من غير أن يراهم الإنس ، أو يشعروا بمساعدتهم حسيا بحسب قدرتهم ، كما يعين الإنس بعضهم بعضا ، وكثيرا ما يعدم التعاون بين الإنس مع اتحاد جنسهم ! فعدمه حال اختلاف الجنس أقرب وأحرى ، لكن أن تحصل السيطرة والتسخير من الإنسي للجني فهذا أمر ليس ممكنا للاختلاف في الخلقة ، من حيث أن الإنسي لا يرى الجن ، ومن ثم لا يستطيع السيطرة والتحكم ، وهذا الأمر ليس من متطلبات النفوس ، فلا أحد تميل نفسه إلى أن يسخر ويكون عبدا إلا بالقوة والقهر ، وعليه 00 فلن يرضى هذا الأمر أحد رغبة له 0 ويحصل من الشياطين نتيجة سيطرة بعضهم على بعض فيكون المسخر للإنسي من الجن مستذلا من قبل أمثاله من ذوي السيطرة من الشياطين ، وذلك مقابل تحقيق الإنسي لذلك المسيطر من الشياطين ما يريد منه ، من الكفر والفسوق والعصيان ، والخروج على تعليمات الدين ، فيكون المستعبد في الحقيقة الإنسي للشيطان ) ( كتاب السحر بين الحقيقة والخيال – ص 211 ) 0


11)- قال عبد الرحمن حسن حبنكه الميداني : ( وليس ببعيد أن يوجد في الجن كذابون ، وقد أثبت الله أن منهم العصاة والكافرين 0 ومن جهة ثانية فإنه لا يصح الثقة بشيء من أخبارهم ، لانعدام مقاييس تحديد الصادقين والكاذبين فيهم بالنسبة الينا ) ( العقيدة الإسلامية وأسسها – ص 290 ) 0

12)- قال مجدي محمد الشهاوي : ( ولا شك أنه لا يوجد الآن بيننا من يستخدم الجن بالقرآن فقط ، دون سواه من العزائم والطلاسم المجهولة المعنى ، والتي نبهنا على ما فيها من الضلال ، ومن زعم أنه يستخدم الجن بالقرآن فقط - دون سواه - فهو كاذب مدلس مخادع ) ( تحضير الأرواح وتسخير الجان بين الحقيقة والخرافة - ص 103 - 104 ) 0


ولكي نتوصل لخلاصة هذا البحث ، فلا بد أن أعرج على أمرين هامين :

* الأول : المعنى العام لكلمة الاستعاذة أو التعوذ ، التي دار حولها معظم كلام المفسرين السابق :

* قال ابن القيم في " تفسير المعوذتين " : ( معنى " أعوذ " ألتجئ وأعتصم وأتحرز وفي أصله قولان :
أحدهما : أنه مأخوذ من الستر 0
والثاني : أنه مأخوذ من لزوم المجاورة ) ( تفسير المعوذتين لابن القيم – ص 16 ) 0

* قال محمد بن مفلح : ( الاستعاذة : استدعاء عصمة الله سبحانه من الشيطان ) ( مصائب الإنسان – ص 7 ) 0


* الثاني : كيفية أو طرق الاتصال بالجن والشياطين :

يقول السحرة : أن هناك ( مقامات ) للاتصال بالجن والشياطين وتسخيرهم ، وهذه المقامات لا تتعدى أمور ثلاثة :

* أولها : الاستخدام :

وهو أعلى المراتب ، ويشترط فيه الصيام ، واجتناب أكل لحم الحيوان ، والخلوة ، وتلاوة الأسماء المخصوصة كالجلجلونية ، مع ما يصاحبها من أبخرة ، ويأخذ المعزم العهد عليهم بملازمة الطاعة والخدمة 0

قال الدكتور عمر الأشقر : ( والراغبون في بلوغ مرتبة السحر يسلكون طرقا متقاربة لمقابلة الشيطان أو أحد أتباعه ، فيخرج الواحد منهم في ليلة مقمرة في مكان مهجور بعيدا عن العمران في منتصف الليل ، وهناك يقوم بأعمال يحبها الشيطان ويرضاها كأن يخلع ملابسه ، ويحيط نفسه بدائرة يرسم عليها الأشكال والرموز والطلاسم التي يحبها الشيطان ويرضاها ، ثم يأخذ في الإنشاد ممجدا الشيطان ، داعيا إليه 0 وبعضهم يصحب معه بعض الحيوانات ، ويقوم بذبحها وهو يمجد الشيطان ، مهديا هذه الحيوانات له ) ( عالم السحر والشعوذة – ص 173 ) 0

يقول الدكتور محمد محمود عبدالله مدرس علوم القرآن بالأزهر : ( والسحر جميعه انعكاس شغل الجن : أي أنه جهد مشترك بين شيطان الإنس " الساحر " وشيطان الجن " الخادم " إذ يقوم الساحر بتسخير ( قلت : الصواب أن يقال استحضار الجن وليس تسخير الجان ، فالتسخير لم يكن إلا لنبي الله سليمان عليه السلام ) الجني بعد تحضيره بعزيمة يتلوها أو اصطلاح لفظي يتم الاتفاق عليه بينهما كلما أراد الساحر إحضار الجني تلا الصيغة المتفق عليها ) ( صفوة البيان في علاج السحر والحسد ومس الشيطان – ص 24 ) 0


* ثانيها : الاستنزال :

ويلي الأول في الرتبة ، ويعمل لاكتشاف الحوادث ، من سرقة أو ضائع أو نحوه ، ويدعون كذبا استنزال أرواح الملائكة ، ومن اعتقد ذلك كفر ، لأنه لا مجال للتأثير على الملائكة فهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون 0

* ثالثها : الاستحضار :

ويقولون : أن الاستحضار يكون بواسطة تلبس الجان جسد المحضر أو أحد أقاربه ، فيحصل له حالة تشبه النوم ، وهو ما يعرف بالمندل ، ومن الوسائل المتبعة في هذه الطريقة أخذ الأثر من طاقية أو عمامة ونحوه 0

والذي أعنيه تحت هذا العنوان هو النوع الثالث ، وهو الاستعانة المجردة عن الكفر والشرك ، بسبب أن النوع الأول والثاني يندرج تحت الأعمال السحرية وهذه الأعمال بطبيعتها كفرية بحتة ، حيث يحتوي النوع الأول على عبادة الشيطان بما يحبه من صيام واجتناب أكل لحم الحيوان والخلوة وتلاوة أسماء كفرية ونحوه ، وأما النوع الثاني فيدعي استنزال الملائكة وهذا اعتقاد كفري كما أشرت آنفا 0


رابعاً : خلاصة موضوع الاستعانة :

حيث قمت ببحث هذه المسألة بحثاً مفصلاً في كتابي الموسوم ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) ، وقد تم البحث والدراسة وفق مفهوم الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة قديماً وحديثاً ، وإليك التفصيل :

1)- عدم ثبوت الاستعانة عن الرسول وخلفائه وصحابته والتالعين وسلف الأمة :

فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه الراشدين وأصحابه والتابعين وسلف الأمة - رضوان الله عليهم أجمعين - فعلهم ذلك ، أو استعانتهم بالجن ، واللجوء إليهم ، والتعلق بهم 0

2)- السمة العامة لأقوال الجن والشياطين الكذب والافتراء :

وقد ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، والشاهد من الحديث :

( 000 صدقك وهو كذوب 000 )


( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – برقم 2311 ) 0


3)- جهل عامة الناس في العصر الحاضر :

والبعد عن منهج الكتاب والسنة ، وقلة طلب العلم الشرعي ، كل ذلك جعل الكثيرين منهم لا يفرقون بين السحرة وغيرهم ممن يدعون الاستعانة بالجن الصالح - بزعمهم - وبذلك تختلط الأمور وتختل العقائد التي تعتبر أغلى ما يملكه المسلم ، ولأن في صحة العقيدة وسلامتها ضمان للفوز والنجاة في الدارين 0

4)- يترتب على الاستعانة فتنة للعامة :

نتيجة التعلق والارتباط الوثيق بالأشخاص من الإنس والجن ، دون الارتباط والاعتماد والتوكل على الخالق سبحانه وتعالى 0

5)- الجن مكلفون وغير معصومين من الأهواء والزلل :

وقد يخطئون ، وينقاد المستعين بهم وراء ذلك الخطأ ، وقد يقع في الكفر أو الشرك أو محظور شرعي بحسب حال مخالفته الشرعية 0

6)- إن اللجوء إلى الجن والاستعانة بهم تجعل المستعين ضعيفا :

في نظرهم وفي نظر غيرهم من الجن والإنس ، وأما الاستعانة بالله سبحانه وتعالى فتجعل الإنسان قويا واثقا لاستعانته بخالق الكون ، المتصرف الذي له ملك السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير 0

7)- الاستعانة غالبا ما تكون نتيجة تلبس الجني لبدن المعالج أو أحد أفراد أسرته :

وهـذا مشاهد محسوس ملموس ، تقره الخبرة والتجربة العملية ، وفي ذلك مخالفة شرعية صريحة لنص الآية الكريمة : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَالا يَقُومُونَ إلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ 000 ) ( البقرة – 275 ) ، ووجود الجني داخل جسد الإنسان بهذه الكيفية وعلى هذا النحو غير جائز وغير مسوغ من الناحية الشرعية ، وليس من عقيدة المسلم أن الغاية تبرر الوسيلة ، إنما الوسيلة كما بينها الشرع الحنيف هي اتخاذ الأسباب الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة والأثر ، وكذلك الأسباب الحسية المباحة لعلاج تلك الأمراض الروحية 0

8)- إن الحكم على الأشخاص بالصلاح والاستقامة أساسه ومنبعه الالتزام بمنهج الكتاب والسنة :

والشهادة للإنسان بالصلاح والاستقامة تكون بناء على المعرفة المسبقة به من حيث التزامه وخلقه ومنهجه وورعه وتقاه وسمته الحسن ، ومع ادراك كافة تلك المظاهر الا أن التزكية الشرعية تبقى أمرا صعبا بسبب تعلق كل ذلك بمعرفة الله سبحانه وتعالى لعبده واضطلاعه على ما يحمله في قلبه وسريرته ، وقد ثبت ذلك من حديث أسامة - رضي الله عنه - قال : قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا ؟ من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة ) ( متفق عليه ) 0

قال النووي : ( وقوله صلى الله عليه وسلم " أفلا شققت عن قلبه " فيه دليل للقاعدة المعروفة في الفقه والأصول أن الأحكام يعمل فيها بالظواهر ، والله يتولى السرائر ) ( صحيح مسلم بشرح النووي ) 0

9)- استدراج الشيطان للمستعين بكافة الطرق والوسائل والسبل :

وذلك من أجل الايقاع به في الكفر أو الشرك أو المحرم ، وقد سمعنا من القصص قديما وحديثا ما يؤيد ذلك ويؤكده ، فكم من رجال عرفوا بالاستقامة والصلاح ، وتم استدراجهم ، وماتوا على الكفر أو المعصية والعياذ بالله !

قال ابن كثير : ( قال عبدالله بن مسعود في هذه الآية : ( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ للإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّى بَرِىءٌ مِنْكَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) ( الحشر – الآية 16 ) : كانت امرأة ترعى الغنم وكان لها أربعـة إخوة ، وكانت تأوي بالليل إلى صومعة راهب 0 قال : فنزل الراهب ففجر بها فحملت 0 فأتاه الشيطان فقال له : اقتلها ثم ادفنها فإنك رجل مصدق يسمع قولك 0 فقتلها ثم دفنها ، قال : فأتى الشيطان إخوتها في المنام فقال : لهم إن الراهب صاحب الصومعة فجر بأختكم فلما أحبلها قتلها ثم دفنها في مكان كذا وكذا ، فلما أصبحوا قال رجل منهم : والله لقد رأيت البارحة رؤيا ما أدري أقصها عليكم أم أترك ؟ قالوا لا بل قصها علينا فقصها 0 فقال الآخر : وأنا والله لقد رأيت ذلك ، فقال الآخر : وأنا والله لقد رأيت ذلك 0 قالوا : فوالله ما هذا إلا لشيء ، قال : فانطلقوا فاستعدوا ملكهم على ذلك الراهب ، فأتوه فأنزلوه ثم انطلقوا به فلقيه الشيطان فقال : إني أنا الذي أوقعتك في هذا ولن ينجيك منه غيري فاسجد لي سجدة واحدة وأنجيك مما أوقعتك فيه 0 قال : فسجد له ، فلما أتوا به ملكهم تبرأ منه وأخذ فقتل ، وكذا روي عن ابن عباس وطاوس ومقاتل بن حيان نحو ذلك ، واشتهر عند كثير من الناس أن هذا العابد هو برصيصا فالله أعلم )( تفسير القرآن العظيم–4/341)0

واستدراجات الشيطان في هذا المجال كثيرة ومتشعبة ، ومن ذلك استخدام الأمور المباحة في العلاج للإيقاع في المحظور ومن ثم الكفر بالله عز وجل وهدم العقيدة والدين ، أو ادخال أمور مبتدعة في الرقية الشرعية كما يفعل كثير من الجهلة اليوم ، أو الخلوة المحرمة بالنساء بقصد طيب دون معرفة الحكم الشرعي لذلك ، فينقلب الأمر ويحصل المحظور ، ناهيك عن أمور كثيرة قد يستدرج بها الشيطان بعض المعالجين لا داعي لذكرها إنما أريد التنبيه على هذا الأمر وخطورته ومزالقه 0

10)- تؤدي الاستعانة إلى حصول خلل في العقيدة :

فترى المستعين يلجأ إليهم ويتعلق بهم تعلقا يبعده عن الخالق سبحانه وتعالى 0

11)- قد يستخدمون لغير الأعمال الصالحة :

والمسلمون من الجن غالبا ليسوا على قدر كبير من العلم الشرعي ، والمعرفة بأحكام الحلال والحرام ، ونتيجة للألفة والمودة من جراء تلك العلاقة المطردة ، فقد يكلفون القيام ببعض الأعمال التي تتعارض مع أحكام الشريعة والدين في لحظات ضعف تمر بالإنسان ، والنفس أمارة بالسوء ، فيلجأ المستعين للانتقام لنفسه أو لغيره ويعينونه على ذلك 0

12)- تكون الاستعانة حجة لكثير من السحرة على ادعاء معالجتهم بالرقية الشرعية :

ومن ثم قراءة القرآن ، لعلمهم أن الناس أدركت خطورتهم وكفرهم ، فيدعون الرقية والاستعانة بالصالحين من الجن ، فيطرق الناس أبوابهم ، ويطلبون العلاج على أيديهم ، وكثير من أولئك ينساقون وراءهم إما لضعف اعتقادهم ، أو خوفا منهم ومن إيذائهم وبطشهم ، والقصص والشواهد على ذلك كثيرة جدا ، والواقع الذي يعيشه الناس يؤكد ذلك أيضا 0

( قصة واقعية )

حدثت قصة منذ فترة من الزمن حيث أتت امرأة يبدو عليها سمات الصلاح والاستقامة ، وأخذت تبكي ، فهدأت من روعها وبدأت تشرح قصتها ، تقول : ذهب بي زوجي إلى إحدى المدن في المنطقة ، واعتقدت بذلك أنه طرق باب الرقية الشرعية لعلاجي من أعراض كانت تنتابني من فينة لأخرى ، وذهبنا سويا إلى منزل أحد أصدقائه ، وإذا برجل يدخل علينا ، فأوعز لي زوجي بأن الرجل يعالج بالرقية الشرعية 0 تقول : المرأة : عندما رأيت هذا الرجل لم ارتح له قط ، فأشار على زوجي بالخروج 0 فأنكرت ذلك لعلمي أن هذا الأمر مخالف لشرع الله ومنهجه ، ولا يجوز بأي حال ولأي ظرف أن يختلي رجل بامرأة لا تحل له ، فخرج زوجي – مع معارضتي الشديدة لذلك الأمر - وكان يحاول أن يزرع ثقتي بالرجل باعتبار أنه شيخ ونحو ذلك ، ومع كل هذا لم اقتنع بهذا الفعل مطلقا ، وكنت أحدث نفسي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حدد فيه معالم الخلوة ، وهذا المعنى يؤخذ على إطلاقه ، ولا فرق بين العامي والعالم والمتعلم وغير المتعلم ، وينطبق هذا على كافة الرجال على السواء ! ولكني لم أكن أملك من أمري شيئا ، فأغلق الرجل الباب وبدأ بقراءة بعض الآيات من كتاب الله عز وجل ، وبعدها بدأ يتمتم بكلمات لم أفهمها ، وفجأة انقلبت عيناه إلى اللون الفضي ومن ثم لّلون الأسود ، عند ذلك أغمي علي ، وعندما بدأت أصحو وجدت أنه يضع يديه على مناطق في جسدي لا يحل له الشرع فعلها ، فدخل زوجي ، وقال له الرجل : سوف تكون بخير ، فأخذت أبكي وأبين لزوجي أن الرجل ساحر ومشعوذ وأشرح له حقيقة الأمر فلم يأبه لما أقول ، عند ذلك أوعز لزوجي مرة أخرى بالخروج ففعل ، وأنا أرجوه وأسأله أن لا يفعل ذلك ، وبعد خروجه صفعني صفعة قوية في صدري ، وقال سوف ترين من هو المشعوذ والساحر 0

وبعد رقية المرأة تبين حصول إيذاء لها من جراء ذلك الموقف من هذا الساحر اللعين ، وعلم ذلك عند الله ، والقصص كثيرة إنما يكتفي بتلك القصة للعبرة والعظة 0


13)- ابتعد كثير من الناس اليوم عن منهج الكتاب والسنة :

وقد لجوا في الفسق والمعصية والفجور ، وأصبح جل همهم الدنيا وزينتها ، فقل طلب العلم الشرعي ، وأصبح كثير منهم لا يفرق بين الحلال والحرام ، وجمعوا المال بحله وحرامه ، دون خوف أو وجل من الله تعالى ، وكذلك الحال بالنسبة للجن ، وكل ذلك يجعلهم يخطئون ولا يتوانون عن فعل أمور كثيرة مخالفة للكتاب والسنة ، إما لجهلهم بالأحكام الشرعية ، أو لعدم اكتراثهم لما يقومون به ويفعلونه ، وينقلب الأمر وتصبح الاستعانة وسيلة إلى الضلال أو الشرك أو الكفر بحسب حالها 00 والعياذ بالله 0

14)- يتمادى الأمر بالمستعين إلى طلب أثر وغيره :

وينزلق في هوة عميقة تؤدي إلى خلل في العقيدة ، وانحراف في المنهج والسلوك ، مما يترتب عن ذلك غضب الله وعقوبته 0

وطلب الأثر وغيره يكون وفق تعليمات من قبل الجن للمستعين ، وما يثير الدهشة والتساؤل حصول هذه الطلبات وبهذه الكيفية من قبل الجن ، مع إمكانية فعلهم ذلك دون المساعدة أو الحاجة إلى طلب تلك الآثار وغيرها ، وعالم الجن عالم غيبي لا يرى من قبل الإنس ، ولديهم الإمكانات والقدرات التي تفوق كثيرا قدرات وإمكانات الإنس ، مما يوفر لهم إمكانية الاستقصاء والبحث دون الحاجة لتلك الأساليب والوسائل ، ونقف من خلال هذه النظرة على حقيقة ثابتة من جراء استخدام تلك الوسائل بهذه الكيفيات المزعومة ، أن الغاية والهدف من حصولها هو إيهام الناس وجعلهم يتمسكون بالأمور المادية المحسوسة الملموسة دون اللجوء لخالقها سبحانه وتعالى 0


15)- قول العلامة شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :

إن قول بعض علماء الأمة كشيخ الإسلام ( ابن تيمية ) بجواز الاستعانة ضمن كلام موزون يوجب وقفة وتذكرا بالعصر الذي عاشوا فيه حيث كان الإسلام قويا ، ويحكم فيه بشرع الله ومنهجه ، وكان الوعي والإدراك الديني آنذاك - عند العلماء والعامة - أعظم بكثير مما نعيشه اليوم ، والاعتقاد الجازم أن الاستعانة لا يمكن أن تفهم بمفهومها الدقيق في هذا العصر كما فهمت أيام شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولا بد من وقفة تأمل مع كلامه - رحمه الله - فأقول :

أ)- إن الكلام في المسألة عام :

ولم يتطرق - رحمه الله - إلى قضايا الاستعانة في التطبب والرقية والعلاج 0

ب)- ذكر في النقطة الرابعة كلاما يقول فيه :

( وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات مثل أن يستعين بهم على الحج ، أو أن يطيروا به عند السماع البدعي ، أو أن يحملوه إلى عرفات ، ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله ، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ، ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به ) ( مجموع الفتاوى – 11 / 307 ) 0

والمتأمل في كلام شيخ الإسلام يلاحظ : أن توفر العلم الشرعي شرط أساسي للاستعانة ، فالعالم وطالب العلم أكثر حرصا ودقة من غيرهما في المسائل والأحكام الشرعية ، فكل منهما يقارن بين المصالح والمفاسد ، ويفرق بين الحلال والحرام ، وله اطلاع بأمور كثيرة تخفى على كثير من الناس ، وبإلقاء نظرة سريعة في يومنا هذا ، يلاحظ أن معظم من طرقوا هذا الباب واستعانوا بالجن جهلة بالعلم الشرعي لا يفقهونه ولا يدركون أصوله ، ولا يفرقون بين الركن والواجب ، ونجزم أن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لو عاش بين أظهرنا لما أجاز الاستعانة بمضمونها الحالي ، لما يترتب عليها من مفاسد عظيمة قد تؤدي إلى خلل في العقيدة ، بل قد تدمرها من أساسها ، ومن ذلك ما نراه ونسمعه اليوم ، من بيع القلائد والخواتم للناس بأموال طائلة ، وادعاء أن معها جنا صالحا يعين ويحفظ ، أو طلب الأثر ونحوه ، وقس على ذلك الكثير مما يندى له الجبين وتقشعر له الأبدان 00 ومن التجربة والخبرة تبين كذبهم وزيف ادعائهم 0

ج)- موقف طالب العلم :

إن العالم أو طالب العلم ، إذا كان ملما بالعلم الشرعي ومتفقها فيه ، عالما بأحكامه ، مدركا لأحواله ، سواء كان من الإنس أو الجن ، لا يمكن أن يزعزع ويدمر عقائد الناس ، أو أن يتصرف وفق أهوائه وشهواته – فيدور في رحى الكتاب والسنة ، ولن ترى مثل ما يحصل اليوم من تجاوزات وانحرافات عند الذين يزعمون أنهم يستعينون بجن صالح فيخربون عقائد الناس ، ويحيدون بهم عن الفطرة السوية 0

وأنقل كلاما لشيخ الإسلام – رحمه الله – يؤكد المفهوم الدقيق الذي عناه من سياق كلامه حيث نقل الشيخ محمد بن مفلح - رحمه الله – كلاما له ، يقول فيه : ( قال شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية : رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن مستخدما الجن ، لكن دعاهم إلى الإيمان بالله ، وقرأ عليهم القرآن ، وبلغهم الرسالة ، وبايعهم كما فعل بالإنس ، والذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم أعظم مما أوتيه سليمان ، فإنه استعمل الجن والإنس في عبادة الله وحده وسعادتهم في الدنيا والآخرة ، لا لغرض يرجع إليه إلا ابتغاء وجه الله وطلب رضاه ) ( مصائب الإنسان – ص 156 ) 0

16)- التذرع ببعض الآثار الواردة :

قد يتذرع البعض بجواز الاستعانة ، وذلك بالعودة لبعض الآثار الواردة في ذلك ، وكافة تلك الآثار الواردة جاءت بصيغة ( روي ) وهذا ما يعتبره أهل العلم صيغة ( تمريض ) أي عدم ثبوت تلك الآثار بسندها عن الرواة 0

وكما تبين من خلال النقاط آنفة الذكر ، فلا يجوز أن يعتد بتلك الآثار على جواز الاستعانة وتبرير ما يقوم به كثير من الجهلة اليوم ، مما يؤدي إلى هدم العقائد وبعد الناس عن خالقهم 0


17)- القاعدة الفقهية ( سد الذرائع ) :

ولو لم يذكر أي من النقاط السابقة ، فالقاعدة الفقهية ( باب سد الذرائع ) تغنينا عن ذلك كله ، والذرائع التي ذكرت سابقا هي التي تسدها الشريعة ، ( ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) والناس اليوم يدركون ويعلمون كم من المفاسد العظيمة ترتبت على هذا الأمر ! وبنحو أصبح الولوج فيه أقرب الى طرق السحر والشعوذة والكهانة والعرافة فنسأل الله العفو والعافية 0

وهذا ملخص يسير حول موضوع الاستعانة ، علماً بأن علماء المملكة العربية السعودية قاطبة على عدم جواز الاستعانة بالجن ، وقد نقلت فتاوى بخصوص ذلك في كتابي آنف الذكر ، وذكرتها سابقاً في بداية بحثي هذا ، وقد أوردت فتوى للعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – يقول فيها :


( عدم جواز الاستعانة بالجن ، وقد بين أن هذا من الأمور المغيبة عن الإنسان ولا نستطيع أن نحكم على هؤلاء بالإسلام أو الكفر ، فإن كانوا مسلمين لا نستطيع أن نحكم عليهم بالصلاح أو النفاق ، وقد استشهد – رحمه الله - بالآية الكريمة من سورة الجن : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) ( الجن – الآية 6 ) ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين – ص 126 ) 0

( نموذج من الاستعانة : خدام السور والآيات )

ناهيك عن مسألة عدم الاعتقاد بخدتم الصور والآيات وقد تم بحث المسألة بحثاً مستفيضاً في موضع آخر ، حيث بعض المعالجين يعمدون إلى ما يسمى باستدعاء خدام الصور والآيات ومنها خدام سورة ياسين ، وهذه أقرب إلى الاستعانة منها إلى الحقيقة ، حيث أنه لا يوجد بالمغهوم العام ( خدام السور والآيات ) 0

ومن هنا تجد أن بعض الفئات من المعالِجين يدّعون الاستعانة بالجن في العلاج ويسلكون في ذلك مسالك بدعية ، كطلب الأثر أو استحضار خدام بعض سور القرآن العظيم وذلك بقراءة تلك السور آلاف المرات بل قد يتعدى الأمر إلى قراءة تلك السور عشرات أو مئات آلاف المرات ، أو حرق البخور كالجاوي ، أو حرق قطع من القماش مكتوب عليها آيات أو سور من كتاب الله عز وجل ونحو ذلك من أمور بدعية مختلفة ، وكافة تلك الاستخدامات ليس لها أصل أو دليل في الكتاب والسنة ، وقد تم الإشارة في ثنايا هذا البحث بأن الرقية الشرعية أمر توقيفي تعبدي ، بمعنى أنها أمور تعبدية مبناها على التوقيف ، فلا يجوز الإخلال بأي جزئية من جزئياتها كما ذهب لذلك بعض أهل العلم وهذا ما أراه وأنتهجه ، ومن يعمد إلى استخدام تلك الأساليب في الرقية والاستشفاء فقد أغوته الشياطين ، ولا بد من اليقين التام بأن الخير كل الخير فيما أخبرنا به الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه أو بينه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة ، ولم نعهد استخدام تلك الكيفيات في العلاج عنه صلى الله عليه وسلم أو خلفائه وصحابته أو التابعين وسلف الأمة وعلمائها 0


( قصة واقعية )

أخبرني أحد الاخوة بأن أخوات له كن يعانين من بعض الأعراض المزمنة ، وحضر إلى البلد التي يسكن فيها هذا الأخ الكريم أحد المعالِجين من دولة إسلامية ، وبدأت مرحلة العلاج فبدأ يقرأ ويتمتم ، يقول هذا الأخ : وقد لاحظت من خلال فترة العلاج قراءته لبعض الآيات أو السور بأعداد محددة ، وبعد ذلك أصبح يوجه بعض الجن بقوله : اضربوه أو افعلوا به ونحو ذلك من أوامر مختلفة - يعني بذلك خدام السور والآيات 0 التي قرأها - وكذلك أحضر خرقة صغيرة وكتب عليها بعض السور والآيات من كتاب الله عز وجل ووضعها عند اصبع المريضة وبدء في حرقها ، وكان يحثنا على الإكثار من قراءة القرآن والذكر والدعاء ، وقد من الله سبحانه وتعالى على بعض من عالجهن بالشفاء ومنهم زوجتي 0

قلت : إن صحة العقيدة وسلامة المنهج أهم من صحة الأبدان وسلامتها ، ولا بد للمسلم الحق من اتباع الوسائل والأساليب الشرعية المباحة في علاج الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد ونحوه ، مع الاعتقاد الجازم أن الشفاء بيد الله سبحانه وتعالى وحده 0

وقد تجد بعض المعالجين ممن يلجأ لافتراء كاذب يدعي من خلاله قراءة آيات أو سور من كتاب الله عز وجل بعدد محدد لاستحضار خدام هذه السور والآيات بزعمهم ، حيث يقرأ مثلاً آية الكرسي ( 100000 ) مائة ألف مرة لاستحضار الخادم الموكل بهذه السورة ونحو ذلك من هرطقات وادعاءات باطلة ، وهذا القول ليس له أصل شرعي ولم يرد فيه دليل صحيح ولا ضعيف ، إنما هو من كلام الصوفية ومبتدعاتهم وهرطقاتهم ، وهو خطأ كبير ومزلق خطير ، وهذا الاعتقاد يؤدي حتماً إلى الانحراف عن العقيدة الصحيحة 0

ومن ذلك قراءة بعض الآيات القرآنية والأدعية المختلفة على شخص مستلق على أريكة ، وبعد الانتهاء من ذلك الورد يبدأ الشخص بالارتقاء والارتفاع في الهواء 0


( قصة واقعية )

حدثني من أثق به وهو طالب في المرحلة النهائية في إحدى الجامعات المحلية يدرس في كلية الهندسة حيث يقول : منذ عشر سنوات وعندما كنت طالباً في المرحلة المتوسطة كنت أدرس مادة تسمى " قرآنية " وكان يدرس هذه المادة أحد الدعاة المعروفين في المنطقة ، وذات يوم كان المدرس يشرح لنا تأثير القرآن في الشفاء والاستشفاء ، حيث اختار خمسة من الأقوياء في الفصل وأمرهم بحمل طاولة ثقيلة الوزن ، فحاولوا مجتمعين فما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، وكل ما فعلوه هو محاولة رفعها بعض السنتيمترات القليلة ، يقول هذا الأخ الكريم : وبدأ الأستاذ في قراءة آيات من كتاب الله ووضع إصبعه في وسط الطاولة وأمرنا أن نقوم برفعها ، ففعلنا بيسر وسهولة ، والله تعالى أعلم 0

قلت : هذا النوع يعتبر نوعاً من أنواع الاستعانة المعلومة ، والاستعانة قد تكون من النوع المستمر والمقصود وتكون العلاقة بين المستعين والجن أو الشياطين علاقة وثيقة ، وقد تكون من النوع العارض كما حصل مع هذا الأخ الكريم ، والذي يعتقد من خلال ما سمعناه آنفاً أنه قد لبس على هذا الأستاذ الداعية بحيث اعتقد أن القرآن يمكن أن يستخدم بمثل هذه الكيفية ولمثل هذه الأغراض وخطورة هذا النوع العارض من الاستعانة أنه قد يؤدي إلى الاستعانة المطلقة والتي تنشأ علاقة قوية بين المستعين والمستعان من الجن والشياطين ، والحقيقة الشاهدة التي لا بد أن تترسخ في عقائد المسلمين أن الطريق الوحيد الذي حدده الله سبحانه وتعالى للقرآن والسنة المطهرة كعلاج واستشفاء من الأمراض والأوجاع هو الرقية الشرعية والعلاج الشرعي ، وما دون ذلك لا يعول عليه ولا يؤخذ به ومعظم الطرق المتبعة قد تكون من قبل الصوفية والطرقية التي دلسوا بها على كثير من الناس لهدم عقائدهم وتخريب معتقداتهم ، كادعاء تحضير خدام السور والآيات كما حصل آنفاً 0

وبالعموم فإن لي بعض الوقفات مع الطريقة المذكورة آنفا :


1)- لم نعهد استخدام هذه الكيفية في العلاج عن الرسول صلى الله عليه وسلم :

أو خلفائه وصحابته والتابعين وسلف الأمة وعلمائها 0

2)- إن استخدام الكيفيات السابقة في طريقة العلاج تعتبر أمور بدعية :

تفتح الباب لكل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع للولوج فيما هو شر منه وقد يصل الأمر إلى الكفر والشرك والإلحاد 0

3)- إن كتاب الله عز وجل أسمى من أن يستخدم بالكيفيات السابقة في العلاج :

ومن ذلك استخدامه لاستحضار الجن أو كتابته على أوراق أو خرق بكيفيات متنوعة ، فكتاب الله تنزل لقراءته وحفظه والعمل بمقتضاه 0

4)- إن حصول الشفاء باستخدام الكيفيات السابقة الذكر لا يعني مطلقا صحة هذه الاستخدامات :

أو شرعيتها ، وقد تكون استدراجا لكل من المعالِج والمعالَج 0

5)- إن المسلم الحق يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في علاجه لتلك الأمراض :

وذلك بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، فيقرأ على نفسه وأهل بيته ، وإن دعت الحاجة لطلب الرقية ممن يوثق في علمه ودينة فلا تثريب عليه ، ويعتبر ذلك من اتخاذ الأسباب الشرعية المباحة للاستشفاء والعلاج 0

6)- لا بد أن نفرق بين الحلال والحرام وبين الحق والباطل :

فلا يجوز مطلقا أن نخلط بينهما بادعاء الاستشفاء والعلاج ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول :

( الحلال بين والحرام بين 000 الحديث )


( متفق عليه )


وهذا يقودنا لعرض كافة المسائل المشكلة على العلماء وطلبة العلم لكي ننأى بأنفسنا من الوقوع في الكفر أو الشرك أو البدعة أو المعصية 0

7)- ولا بد للمسلم الحق من الصدق في التوجه ، والإخلاص في المحبة :

والانقياد للأحكام الشرعية ، وكذلك الصبر والاحتساب واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والذكر ، والتضرع إليه ، والإنابة لجنابه ، فهو القادر وحده على إزالة الغمة وتفريج الكربة 0

وقد يقول قائل :

( وفلان معروف بين الناس ويظهر على الاذاعات والمحطات الفضائية ، ويتقاطر الناس عليه )

ونثول رداً على ذلك :


( الرجال يعرفون بالحق وليس الحق يعرف بالرجال )

( والدين حجة على الناس وليس الناس حجة على الدين )


وليعلم الجميع بأن الإنسان أو المعالج لا يقاس علمه الشرعي وإخلاصه وتوجهه بكثرة رواده ، أو ظهوره على التلفاز أو المذياع ، أو ازدحام الناس عليه بل يقاس كل ذلك من خلال عقيدته وتوجهه وسلوكه ، ويمكنك مراجعة ذلك على الرابط التالي :


هذا ما تيسر بخصوص هذا الموضوع ، وليعلم الجميع بأن الباب مفتوح للنقاش والحوار مع التزام أدب الحوار والضوابط الخاصة للكتابة في المنتدى بشكل عام ، بارك الله في الجميع يزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 27-08-2023 الساعة 07:23 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 12-01-2006, 11:11 PM   #2
معلومات العضو
المنصور بالله

إحصائية العضو






المنصور بالله غير متواجد حالياً

 

 
آخـر مواضيعي
 

 

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ أبو البراء

كل عام وانت بخير بصراحة اني دخلت عدد من المنتديات الرقيه فلم اجد فيها سوء الجدال العقيم وقد سمعت عنك في بعض المنتديات بكلام طيب وعرفت موقعك واني ابحث عن شيخ اجد عنده علم ولا اجد عنده جدال فمن خلال ماقرئته في هذة الصفحه الجميله لي ملاحظات اريد منك توضيحها وارجوا ان يكون النقاش بيني وبينك أو اي عضوءيشاركنا في النقاش هنا لديه علم وليس جدال ، حتى نصل الى وجهة نظر بيننا فأظن من خلال اطلاعي على ماكتبت اننا في خط واحد لا خلاف عليه ولدي طلب منك وهو استيظاح ماذكرته في بعض النقاط وهي :-

أنواع الاستمتاع :


1)- الاستمتاع الجنسي :

" الاستمتاع بالشيء " هو أن يتمتع به فينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ، ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم ببعض كما قال : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَأتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ) ( سورة النساء – الآية 24 ) 0

2)- الاستمتاع بالاستخدام :

ويدخل بالاستخدام أئمة الرئاسة كما يتمتع الملوك والسادة بجنودهم ومماليكهم ، ويدخل في ذلك الاستمتاع بالأموال كاللباس ومنه قوله : ( وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ) ( سورة البقرة – الآية 236 ) 0 وكان من السلف من يمتع المرأة بخادم فهي تستمتع بخدمته ، ومنهم من يمتع بكسوة أو نفقة ، ولهذا قال الفقهاء : أعلى المتعة خادم وأدناه كسوة تجزي فيها الصلاة 0

3)- الاستمتاع بالأمور الغيبية :

قال شيخ الإسلام ومن استمتاع الإنس بالجن استخدامهم في الأخبار بالأمور الغائبة كما يخبر الكهان ، فإن في الإنس من له غرض في هذا لما يحصل به من الرئاسة والمال وغير ذلك ) ( مجموع الفتاوى – 13 / 81 ) 0

أريد ان افهم منك ماعلاقة الايات الكريمة التي استندت اليها في الاستمتاع وهي تخص في الرجال والنساءسوء من الأنس او الجن !! ولا ارى لها اي علاقه في موضوعك عن أستمتاع الانس بالجن ؟؟؟؟

أما ماذكرت في رقم 3 الاستمتاع بالامور الغيبيه فانا انكر ان الجن يعلمون الغيب حتى ولو افترضنا ان الله سخر لعبد من عبادة من الانس رجل صالح من الجن فلا يستطيع هذا الجني الصالح ان يفيد الانسان الذي سخر له علم من الغيب نهائيا وأستند بذلك من قوله تعالى (( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )) 14 سورة سبأ
ولكن يخبر الجن صاحبه من الانس بامور قد تحصل قبل مدة طويله او قبل حتى ساعه ولاتعتبر هذة امور غيبيه لان الغيب اختص الله به عن خلقة ولان ماارى في كثيرا من هذا الكلام يقال بلفظ الغيب والاصل هنا ان الغيب شي يحدث مستقبلا في علم الله وليس ان يكون قد حصل في الماضي وللتوضيح هنا اكثر ان الجن لهم سرعه ولهم طاقه لا نملكها نحن البشر فيذهبون الى مكان المطلوب ويسئلون عمارة المكان من جنسهم فيخبروهم بالذي حصل وياتون بالخبر الى صاحبهم او بدون ان يذهبون فمستخدم الجن يسئل قرين السائل فيخبر القرين الجن الذي مع المستخدم فيخبر الجن المستخدم لهم فيقول المستخدم للسائل عن كذا وكذا فينبهر السائل لقول مستخدم الجن ولك لسبب ان السائل لايؤمن بالله حق ايمانه ويهجر كتاب الله وصلاة لا يعلمها الا الله فيقع السائل في الشرك لانه صدق ماقيل ونسي ان الله كلامه احق ان يتبع لما ذكر عن الجن في موت سيدنا سليمان عليه السلام .
اما الملوك والسلاطين والرؤساء عندما يستمتعون بهم في الامور الغيبيه فذلك لانهم يخبروهم بامر فد دبر وتداول وليس لامر غيبي فلماذا لا يسئل الملك او الرئيس او السلطان الجن ويقول لهم متى تكون ساعة موته حتى يكتب الوصيه قبل مماته ويحول بعض الحسابات التي يريد ان تبقى في حسابات سويسرا وبشفرة الصوت هنا اقول ان هذا الصنف من الانس وقع في الشرك وان ايمانه بالله ضعيف ونسى انه سيد فن بدون امواله ولو علم الحق لعرف ان الجن لا يعلمون الغيب.

شيخ ابو البراء حفظه الله انا لا اقبل كلمة استعانه لانها تادي الى مفهوم خاطئ وقد لا يفهم معنها المطلع ولكن الاستعانه تكون بالله وهي إذا استعنت فاستعن بالله وإذا طلبت فاطلب الله وإذا توكلت فتوكل على الله لان الله يحب المتوكلين فهناء اطلب منك التفريق فيما ذكروهي.

الاستعانه لا تكون الا بالله
اما الجن فتسمى استخدام الانس للجن
التسخير فيكون تسخير الله لعبادة مايريد فلا احد يقاسم الله فيما يرزق لعبادة
فهنا ثلاث مسميات وهي
الاستعانه ،، الاستخدام ،، التسخير .


ولي عودة لتكلمت النقاش في طرق السحرة وخدام السور والايات والراقي ... الخ

اخوك في الله

المنصور بالله

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 15-01-2006, 07:57 PM   #3
معلومات العضو
المنصور بالله

إحصائية العضو






المنصور بالله غير متواجد حالياً

 

 
آخـر مواضيعي
 

 

افتراضي

أنتظر التوضيح لما ذكرته إعلاه شيخ أبو البراء
حتى أكمل نقاشي معك
المنصور بالله

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-01-2006, 09:05 AM   #4
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي



الأخ الفاضل ( المنصور بالله ) حفظه الله ورعاه


قبل أن أناقش معكم الملاحظات الكريمة من قبلكم نقاشاً علمياً موضوعياً هادفاً ، فلا يليق بنا إلا أن نحتفل بكم في منتدانا الغالي فنقول :

هلا باللي نهليبــــه......وشوفته تشرح البال
ولو رحبت مايكفي.......لك مليون ترحيبــــه


هلا وغلا بالأخ الحبيب ( المنصور بالله )

في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية )

احدى الصروح الرائدة المتواضعة في عالم المنتديات الصاعدة

والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة

كلنا سعداء بانضمامكم لمنتدانا الغالي

وكلنا شوق لقرائة حروف قلمكم ووميض عطائكم

هلا فيكم

ونحن بانتظار قلمكم ومشاركاتكم وحضوركم وتفاعلكم

تمنياتي لكم بالتوفيق وإقامة مفعمة بالمشاركات النافعة




أخي الحبيب ( المنصور بالله ) حفظه الله ورعاه

بخصوص أستفساراتكم فيسرني الإجابة على النحو التالي :

الاستفسار الأول : أريد ان افهم منك ماعلاقة الايات الكريمة التي استندت اليها في الاستمتاع وهي تخص في الرجال والنساءسوء من الأنس او الجن !! ولا ارى لها اي علاقه في موضوعك عن أستمتاع الانس بالجن ؟؟؟

الجواب : ذلك ما نقل عن العلامة الجهبذ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ، وقد تفرد في ذلك دون كثير من العلماء ممن نقل لهم ، وفي حقيقة الأمر لا يمنع أن يكون الاستمتاع أيضاً ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وبخاصة أنه كان قريب من مسائل العلاج بالقرآن والسنة وقد نقل عنه أكثر من قصة بخصوص هذا الموضوع ، ومعلوم أن الدعوة جاءت للإنس والجن ، ويؤكد ذلك المشاهدة المحسوسة الملموسة لدى كثير من المعالجين وحصول ذلك عياناً بياناً ، والله تعاالى أعلم 0

الاستنفسار الثاني : أما ماذكرت في رقم 3 الاستمتاع بالامور الغيبيه فانا انكر ان الجن يعلمون الغيب حتى ولو افترضنا ان الله سخر لعبد من عبادة من الانس رجل صالح من الجن فلا يستطيع هذا الجني الصالح ان يفيد الانسان الذي سخر له علم من الغيب نهائيا وأستند بذلك من قوله تعالى (( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )) 14 سورة سبأ
ولكن يخبر الجن صاحبه من الانس بامور قد تحصل قبل مدة طويله او قبل حتى ساعه ولاتعتبر هذة امور غيبيه لان الغيب اختص الله به عن خلقة ولان ماارى في كثيرا من هذا الكلام يقال بلفظ الغيب والاصل هنا ان الغيب شي يحدث مستقبلا في علم الله وليس ان يكون قد حصل في الماضي وللتوضيح هنا اكثر ان الجن لهم سرعه ولهم طاقه لا نملكها نحن البشر فيذهبون الى مكان المطلوب ويسئلون عمارة المكان من جنسهم فيخبروهم بالذي حصل وياتون بالخبر الى صاحبهم او بدون ان يذهبون فمستخدم الجن يسئل قرين السائل فيخبر القرين الجن الذي مع المستخدم فيخبر الجن المستخدم لهم فيقول المستخدم للسائل عن كذا وكذا فينبهر السائل لقول مستخدم الجن ولك لسبب ان السائل لايؤمن بالله حق ايمانه ويهجر كتاب الله وصلاة لا يعلمها الا الله فيقع السائل في الشرك لانه صدق ماقيل ونسي ان الله كلامه احق ان يتبع لما ذكر عن الجن في موت سيدنا سليمان عليه السلام .
اما الملوك والسلاطين والرؤساء عندما يستمتعون بهم في الامور الغيبيه فذلك لانهم يخبروهم بامر فد دبر وتداول وليس لامر غيبي فلماذا لا يسئل الملك او الرئيس او السلطان الجن ويقول لهم متى تكون ساعة موته حتى يكتب الوصيه قبل مماته ويحول بعض الحسابات التي يريد ان تبقى في حسابات سويسرا وبشفرة الصوت هنا اقول ان هذا الصنف من الانس وقع في الشرك وان ايمانه بالله ضعيف ونسى انه سيد فن بدون امواله ولو علم الحق لعرف ان الجن لا يعلمون الغيب !!!


الجواب : ولدراسة المسألة دراسة شرعية علمية متأنية والتي لا تتعارض بأي حال من الأحوال مع نظرتكم - يا رعاكم الله - فإني أقدم بين يدي هذا الموضع المبحثين الهامين :

* المبحث الأول : الجن وعلم الغيب وعلاقة ذلك بالإنسان :

1)- الغيبيات التي استأثر الله بعلمها :

إن المغيبات أمور استأثر الله بعلمه ، ولا يمكن لأي مخلوق في هذا العالم أن يعرف عنها شيئا ، سواء كان من الملائكة أو الإنس أو الجن ، لأن الآيات القرآنية قد أخبرت أن علم ذلك لله وحده دون سواه ، ولا يكون التحدث عن شيء من هذا الغيب إلا من قبيل الافتراء على الله ، وهو يناقض الإيمان ، ومدعيه كافر ، لمعارضته الآيات القرآنية الدالة على اختصاص الله بذلك قال تعالى : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِى ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِى كِتَابٍ مُبِينٍ ) ( سورة الأنعام – الآية 59 ) ، وقال : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ) ( سورة النمل – الآية 65 ) ، وقال : ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِى السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ( سورة الأعراف – الآية 188 ) 0

والغيب هو ما غاب عن الحواس ( السمع والبصر والشم والتذوق ) وقام الدليل النقلي على وجوده ، فإذا وجد الدليل النقلي من آية محكمة أو حديث صحيح على وجود الغيب فإن جحوده وإنكاره يعد كفرا صريحاً بواحاً لأن من أنواع الكفر إنكار شيء معلوم من الدين بالضرورة ، ويسمى هذا كفر وجحود وإنكار وقد توافرت عشرات الآيات المحكمات والأحاديث الصحيحة الصريحة التي تقطع وتؤكد أن الله تعالى خلق عوالم لها خصائصها لا يطلع عليها أحد من الخلق ولا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى 0

قال ابن الجوزي : ( وأصل الغيب : المكان المطمئن الذي يستتر فيه لنزوله عما حوله ، فسمي كل مستتر غيباً ) ( زاد المسير في علم التفسير – 1 / 24 ) 0

وقال ابن العربي : ( وحقيقته – يعني الغيب – ما غاب عن الحواس مما لا يوصل إليه إلا بالخبر دون النظر ، فافهموه ) ( أحكام القرآن – 1 / 8 ) 0

قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( وحقيقة الإيمان : هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل ، المتضمن لانقياد الجوارح 0 وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس ، فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر 0
إنما الشأن في الإيمان بالغيب ، الذي لم نره ولم نشاهده ، إنما نؤمن به لخبر الله وخبر رسوله 0
فهذا الإيمان الذي يميز به المسلم من الكافر ، لأنه تصديق مجرد لله ورسوله 0
فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به ، وأخبر به رسوله ، سواء شاهده ، أو لم يشاهده ، وسواء فهمه عقله ، أو لم يهتد إليه عقله وفهمه 0
بخلاف الزنادقة والمكذبين بالأمور الغيبية ، لأن عقولهم القاصرة المقصرة لم تهتد إليها فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ففسدت عقولهم ، ومرجت أحلامهم ، وزكت عقول المؤمنين المصدقين المهتدين بهدي الله ) ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان – 1 / 41 ) 0

ومن المفاهيم الخاطئة التي تفشت بين المسلمين اليوم اعتقادهم بمعرفة الجن والشياطين عالم الغيب ، ومعرفتهم دون سائر المخلوقات لكثير من الأسرار الكونية الغيبية التي اختصها الله بعلمه ، وهذا اعتقاد باطل يناقض الاعتقاد الصحيح للمسلم الذي يقر بأن لله وحده غيب السماوات والأرض ، ولابد من التنبيه على مثل تلك الاعتقادات والتحذير من الولوج فيها لمناقضتها العقيدة الصحيحة ، ولما يترتب عليها من آثار سيئة توقع المسلم في الكفر ، وقصة موت سليمان – عليه السلام – دليل أكيد وشاهد قوي على أن الجن لا يعلمون الغيب ، كما أخبر القرآن بذلك ، قال تعالى : ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) ( سورة سبأ – الآية 14 ) 0

تقول اللجنة الدائمة : ( فعالم الغيب وأحوالهم غيبي بالنسبة للإنس لا يعلمون منها إلا ما جاء في كتاب الله تعالى أو صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجب الإيمان بما ثبت في ذلك بالكتاب والسنة دون استغراب أو استنكار والسكوت عما عداه لأن الخوض نفيا أو إثباتا قول بغير علم وقد نهى الله تعالى عن ذلك بقوله سبحانه : ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا ) " سورة الإسراء – الآية 36 " ) ( مجلة البحوث الإسلامية – العدد 27 – صفحة 74 ) 0

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين : هل الجن يعلمون الغيب ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله – : ( الجن لا يعلمون الغيب ، ولا يعلم من في السماوات والأرض إلا الله واقرأ قوله تعالى : ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِى الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) ( سورة سبأ الآية 14 ) 0
ومن ادعى علم الغيب فهو كافر . أو من صدق من يدعي علم الغيب فإنه كافر أيضا لقوله تعالى : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ 00 ) ( سورة النمل – الآية 65 ) فلا يعلم غيب السماوات والأرض إلا الله وحده ، وهؤلاء الذين يدعون أنهم يعلمون الغيب في المستقبل كل هذا من الكهانة ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوما ) ( صحيح الجامع 5940 ) ، فإن صدقه فإنه يكون كافرا لأنه إذا صدقه بعلم الغيب فقد كذب قوله تعالى : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إلا اللَّهُ 000 ) " سورة النمل – الآية 65 " ) ( مجموع فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – فتاوى العلماء – ص 78 – 79 ) 0

2)- المغيبات التي قضى الله أمرها في السماء وأصبحت معلومة لذوي الاختصاص من الملائكة أو من البشر ، مما يطلع الله عليه من شاء من رسله :

وهناك نوع من المغيبات قضى الله أمرها في السماء ، وأصبحت معلومة لذوي الاختصاص من الملائكة أو من البشر الخ 000 ، وذلك بأن يقضي الله الأمر في السماء ، فيتكلم بالأمر الذي يوحيه إلى جبريل بما أراده ، فيخلص هذا القول ويمضي في الملائكة حتى يفزعوا منه ، فيعلمون أن الله لا يقول إلا الحق ، فيسمع مسترق السمع من الجن الكلمة ، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقي الكلمة ، وربما ألقاها قبل أن يدركه ، فيكذب معها الكاهن مائة كذبة 0

فما تسمعه الملائكة بعد إلقاء الأمر إلى جبريل قد خرج عن الغيب الذي اختص الله به ، إذ علمت به الملائكة ، فعندئذ تحاول الجن استماع ذلك ، فربما يسمعون كلمة ، وربما لا يسمعون ، لأن الشهب لهم بالمرصاد ، كما ثبت من حديث رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة - رضي الله عنها – قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الملائكة تنزل في العنان – وهو السحاب – فتذكر الأمر قضي في السماء ، فتسترق الشياطين السمع فتوحيه فتسمعه فتوحيه إلى الكهان فيكذبون منها مائة كذبة من عند أنفسهم ) ( متفق عليه ) ، وقد حيل بينهم وبين استراق السمع ،كما ثبت من حديث ابن عباس – رضي الله عنه – قال : انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، وأرسلت عليهم الشهب ، فرجعت الشياطين إلى قومهم ، فقالوا : ما لكم ؟ فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء ، وأرسلت علينا الشهب 0 قالوا ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ، فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء ، فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا : هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء ، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم وقالوا : ( إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءانًا عَجَبًا * يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ) ( سورة الجن – الآية 1 ، 2 ) فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ( قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ ) ( سورة النمل – الآية 1 ) وإنما أوحي إليه قول الجن ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب الأذان ( 105 ) – برقم ( 773 ) – فتح الباري – 2 / 253 ) 0

* المبحث الثاني : تصديق العلوم والأخبار التي تتعلق بالأمور المشهودة أو الوقائع الماضية مما يلقيه الجن إلى الإنس :

( تمهيد )


إن الأخبار المتعلقة بالأمور المشهودة والوقائع الماضية ليست بعيدة المنال عن الجن ومعرفتهم ، ويمكنهم إخبار الإنس بتلك الوقائع والمشاهدات ، لما يتميزون به من قدرة على الانطلاق في آفاق فسيحة والتنقل بين الأماكن البعيدة ، وقد يخبرون الإنس عن الوقائع الماضية بحكم أعمارهم الطويلة التي تزيد على أعمار الإنس ، كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – 00( يمكن الرجوع بهذا الصدد لكتاب النبوات 0 وكتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية ) ، وقد بين الحق جل وعلا ذلك في محكم كتابه قائلا : ( قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّى عَلَيْهِ لَقَوِىٌّ أَمِينٌ ) ( سورة النمل – الآية 39 ) ، وهذا الإخبار عن الأحوال الماضية والأمور المغيبة عن الإنسان يعتريه الصدق والكذب ، إذ أنهم يشبهون الإنس في ذلك ، بل أن صفاتهم بشكل عام تفوق صفات الإنس سوءا 0

يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – حفظه الله - : : ( ليس مطلقا فإن الانس أيضا قد يفوقون الجن في بعض صفاتهم كالتكليف ) ( القول المعين في مرتكزان تعالجي الصرع والسحر والعين ) 0

قال الأستاذ زهير حموي : ( أما إن كانت أخبار الجن متعلقة بأمور في عالم الشهادة ، أو إخبار عن وقائع حصلت في الزمن الماضي أو عن أمور حصلت في بقاع بعيدة من أجزاء العالم ، أو إخبار عن مفقود أو مسروق أو نحو ذلك فإن هذا الإخبار قد يكون صحيحا ، لإمكانية الجن في التنقل بسرعة ، وإمكانية اطلاعهم على شؤون الناس وأحوالهم وأسرارهم ، بما أوتوا من قوى وطاقات وخصائص لم يؤتها البشر العاديون ) ( الإنسان بين السحر والعين والجان – ص 188 ) 0

ومن جهة أخرى فإنه لا يصح الوثوق بشيء من أخبارهم لانعدام مقاييس تحديد الصادقين والكاذبين منهم بالنسبة الينا ، لكونه عالما مغيبا عنا ، ولفجور من تلقي إليهم الجن بهذه الأخبار ، فيذيعونها بدورهم بين الناس ، مع ما يصطنعونه من قبل أنفسهم من الكذب 0

وكثير من الناس من يعتد بكلامهم ، فيصدقه ويعتبره أمورا مسلمة لا تقبل الجدل والنقاش ، والحق أن الكذب مطية الشيطان ، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه - بقوله صدقك وهو كذوب ) ، فواقع حالهم يدل على أن ديدنهم الكذب والافتراء للإيقاع بين المسلمين ، وتدمير عقائدهم ، وتقويض مجتمعاتهم 0

وقد يتم الاتصال بين الشياطين بعضهم ببعض ، أو بواسطة قرين الإنسان ، ويقومون بإخبار كثير من المعلومات السابقة ، ويعتقد الإنسان أن ذلك من علم الغيب فتختل العقائد وتزيغ القلوب وتؤدي بصاحبها إلى النار 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ومن استمتاع الإنس بالجن استخدامهم في الإخبار بالأمور الغائبة ، كما يخبر الكهان فإن في الإنس من له غرض في هذا ، لما يحصل به من الرئاسة والمال وغير ذلك ) ( مجموع الفتاوى - 13 / 82 ) 0

وقال في موضع آخر : ( وإذا سئل الشيخ المخدوم عن أمر غائب إما سرقة وإما شخص مات ، وطلب منه أن يخبره بحاله أو علة في النساء أو غير ذلك ، فإن الجني قد يمثل ذلك فيريه صورة المسروق ، فيقول الشيخ : ذهب لكم كذا وكذا ، ثم إن كان صاحب المال معظما وأراد أن يدله على سرقته ، مثل له الشيخ الذي أخذه أو المكان الذي فيه المال ، فيذهبون إليه فيجدونه كما قال ، والأكثر منهم أنهم يظهرون صورة المال ولا يكون عليه ، لأن الذي سرق المال معه أيضا جني يخدمه ، والجن يخاف بعضهم من بعض كما أن الإنس يخاف بعضهم بعضا ، فإذا دل الجني عليه جاء إليه أولياء السارق فآذوه ، وأحيانا لا يدل لكون السارق وأعوانه يخدمونه ويرشونه ، كما يصيب من يعرف اللصوص من الإنس ، وتارة يعرف السارق ولا يعرف به ، إما لرغبة ينالها منه ، وإما لرهبة وخوف منه ، وإذا كان المال المسروق لكبير يخافه ويرجوه عرف سارقه 00 فهذا وأمثاله من استمتاع بعضهم ببعض ) ( مجموع الفتاوى – 13 / 85 ) 0

ومن الأمور التي تفشت في المجتمعات الإسلامية ، تصديق الجن والشياطين ممن آذوا بعض المسلمين فصرعوهم ، ونطق بعضهم على لسان المصروع واتهم شخصا أو أشخاصا أو أقرباء بعمل سحر لهذا الرجل أو تلك المرأة ، وحقيقة الأمر أنهم براء من ذلك الادعاء ، فتحصل المشاكل من جراء افتراء كاذب بعيد عن الحق ، خاصة من يعمد بخروجه إلى إضرار أعمق وأشد ، وذلك باتهام باطل يوقع العداوة والبغضاء بين الناس ، مما يترتب عن ذلك مفاسد عظيمة ، تدمر وتفتت العلاقات والروابط بين الأفراد والأسر في المجتمع الإسلامي 0

ولا بد من اقتران الظن بدليل الإثبات ، لعدم الوقوع في رمي الآخرين بهتانا وزورا ، وقد أكد الحق جل وعلا ذلك في محكم كتابه بقوله : ( وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِى مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ) ( سورة يونس – الآية 36 ) ، وقد ثبت من حديث طلحة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما أنا بشر مثلكم ، وإن الظن يخطئ ويصيب ، ولكن ما قلت لكم : قال الله : فلن أكذب على الله ) ( صحيح الجامع 2341 ) 0

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( وأما سؤال الجن وسؤال من يسألهم - فهذا إن كان على وجه التصديق لهم في كل ما يخبرون به والتعظيم للمسؤول - فهو حرام ، كما ثبت في صحيح مسلم وغيره عن معاوية بن الحكم السلمي قال : قلت : يا رسول الله ! أمورا كنا نصنعها في الجاهلية ، كنا نأتي الكهان ، قال:" فلا تأتوا الكهان " ( صحيح الجامع 7180 ) ، وفي صحيح مسلم أيضا عن عبيد الله ، عن نافع ، عن صفية ، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة اربعين يوما " " صحيح الجامع 5940 " ) ( مجموع الفتاوى – 19 / 62 ) 0

* قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - فلا يجوز للمريض أن يذهب إلى الكهنة الذين يدعون معرفة المغيبات ليعرف منهم مرضه ، كما لا يجوز له أن يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون رجما بالغيب أو يستحضرون الجن ليستعينوا بهم على ما يريدون ، وهؤلاء شأنهم الكفر والضلال لكونهم يدعون أمور الغيب ) ( فتاوى وتنبيهات ونصائح لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز – 94 – جزء من مقالة ( العلاج عن طريق السحر أو الكهانة خطر عظيم على الإسلام والمسلمين -جريدة المسلمون- العدد السابع - رجب 1405 ) 0

قال الدكتور فهد بن ضويان السحيمي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية : ( ومن النصوص الحديثية يتبين تحريم إتيان الكهان وسؤالهم وتصديقهم ، فعلى هذا فلا يجوز طلب الرقية منهم وغيرها من أنواع التداوي لأي مرض كان ، فالواجب على المسلمين الحذر كل الحذر من سلوك هذه الطرق التي لا تؤدي إلا إلى الخيبة والخسران ، وما ذلك إلا لأن رقى القوم تنبئ عن حالهم فمن تأملها وجد الشرك الصراح فيها ولا غرابة في صدور هذا من أولياء الشياطين 0 لهذا منع المصطفى صلى الله عليه وسلم الذهاب إليهم فضلا عن سؤالهم وتصديقهم حماية لجناب التوحيد وسدا لذريعة الشرك بإغلاق هذا الباب ) ( أحكام الرقى والتمائم – ص 183 ) 0

* وأنقل كلاما جميلا لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – حفظه الله - من شريط ( شرح العقيدة الواسطية ) يقول فيه : ( الظن مع الدليل أو القرينة أمر طيب ، وأما الظن بلا دليل أو قرينة فهذا ينطبق عليه قول الحق جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ 000 ) " سورة الحجرات – الآية 12 " ) ( كلام مسجل لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - شرح العقيدة الواسطية - شريط رقم 37 ) 0

ومن الناس من يسأل الجن والشياطين عن أمور تتعلق بحياتهم الخاصة ، كطريقة معيشتهم ، وسلوكهم ، وخلقتهم ، وهذا السؤال يندرج تحت الفضول وتقصي وبحث أمور تعتبر من العالم الغيبي وليس فيها أدنى فائدة أو مصلحة شرعية ، فيتلقف الإجابة دون دليل أو قرينة توافق الكتاب والسنة ، فيبثها بين الناس ويتداولونها دون علم شرعي ، ودون وعي وإدراك ، وخطورة ذلك الفعل تكمن في إعطاء الناس تصورات جائرة عن عالم الجن والشياطين ، بعيدة كل البعد عن الحقيقة ، ولا بد من تحكيم الشريعة في تلك المسائل الغيبية ، ولا بد أن يكون المرجع الأساسي في النقل الكتاب والسنة ولا يؤخذ مما سواهما ، وقد ذكر الله سبحانه ، كما بين رسولنا صلبى الله عليه وسلم أحوال هذا العالم وناموسه بما ينفعنا ويغنينا عن كل سؤال ، ومن ذلك : أنواعهم ، وطعامهم ، ودوابهم ، ولو علم خيرا فيما سوى ذلك لأخبرنا به 0

فيجب التوقف عن السؤال إلا فيما يعتقد أن من ورائه مصلحة شرعية ، ولن يكون في البحث والتقصي بعد ذلك أي فائدة مرجوة ، ولا بد من البحث والتوجه لطلب العلم الشرعي الذي فيه الخير والسعادة والرقي وعلو المرتبة عند الخالق سبحانه وتعالى 0

وهناك مسألة خطيرة وقع فيها بعض المسلمين من حيث تصديق الجن والشياطين في بعض الأمور والأحداث الحاصلة مستقبلا ، وقد تحقق حدوثها فعلا ، والمسلم لا يعتريه أدنى شك في أن علم الغيب اختصه الله سبحانه وتعالى لنفسه دون سائر الخلق ، وتصديق تلك الوقائع معناها إنكار كافة الأدلة والبراهين المؤيدة لخصوصية ذلك الأمر لله سبحانه وتعالى ، والسؤال الذي لا بد من الإجابة عليه كيف يمكن للجن والشياطين أن تحقق مثل ذلك الأمر وتوهم الإنسان بحصوله ؟؟؟

مثل تلك الأمور قد تأخذ شكلا من الأشكال التالية :

1)- إن مثل تلك الوقائع قد تصل إلى أسماعهم عن طريق استراق السمع كما تمت الإشارة آنفا 0

2)- أن تكون مثل تلك الوقائع معروفة لديهم وغير معروفة للإنس ، فيظهر للإنس أن ذلك من علم الغيب 0

3)- التلبيس على الناس بكلام عام يحتمل وجوها متنوعة من التفسير 0

4)- أن تقوم تلك الأرواح الخبيثة بتهيئة تلك المواقف وصنعها وتيسير وتسهيل الأمر لها ، ليعتقد الإنسان بأن تلك الأرواح تعلم الغيب فتوقعه في أمر عظيم ، قد يصل إلى الكفر والعياذ بالله 0


* قال الدكتور عمر الأشقر : ( قد يزعم قائل أن العرافين والكهنة والمنجمين يصدقون أحيانا ، والجواب : أن صدقهم في كثير من الأحيان يكون من باب التلبيس على الناس ، فإنهم يقولون للناس كلاما عاما يحتمل وجوها من التفسير ، فإذا حدث الأمر فإنه يفسره لهم تفسيرا يوافق ما قال 0
وصدقهم في الأمور الجزئية إما أنه يرجع إلى الفراسة والتنبؤ ، وإما أن تكون هذه الكلمة الصادقة مما خطفه الجن من خبر السماء 0 ففي الصحيحين ومسند أحمد عن عائشة ، قالت : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان ؟ فقال ( ليسوا بشيء ) 0 فقالوا : يا رسول الله ، إنهم يحدثون بالشيء يكون حقا ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني ، فيقرها في أذن وليه ، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة ) ( متفق عليه ) 0 وإذا كانت القضية التي صدق فيها من الأمور التي حدثت كمعرفته بالسارق ، أو معرفته باسم الشخص الذي يقدم عليه لأول مرة وأسماء أبنائه وأسرته ، فهذا قد يكون بحيلة ما ، كالذي يضع شخصا ليسأل الناس وتكون عنده وسيلة لاستماع أقوالهم قبل أن يمثلوا بين يديه ، أو يكون هذا من فعل الشياطين ، وعلم الشياطين بالأمور التي حدثت ووقعت ليس بالأمر المستغرب ) ( عالم الجن والشياطين – ص 120 ، 121 ) 0

* قال الأستاذ ولي زار بن شاهز الدين والنصوص القرآنية واضحة الدلالة على أن الله قد استأثر بعلم الغيب ، وأن أحدا من خلقه لا سبيل له إلى معرفة شيء منه إلا من شاء من رسله 0
نعم 00 قد تعلم الجن طرفا من غيب الحاضر أو غيب الماضي ، لأن لهم القدرة على الطيران والسير السريع ، فيمكنهم معرفة حادثة وقعت في قطر بعيد أو أخبار الوقائع الماضية 0
ومن الجائز أن لا يكون عندهم علم بذلك ولكنهم يخبرون به مصادفة أو كذبا 0 ومع هذا فهو خبر واحد لا يفيد غير الظن ، ولا يترتب عليه حكم أو فائدة 0
وهذا - غيب الحاضر والماضي - إن غاب عند بعض الناس فقد علمه آخرون ، فليس غيبا عندهم 0 لأن ما يتعلق بهما يمكن معرفته بوسيلة أو بأخرى 0 فهذا في الحقيقة لم يعتبر غيبا بعد وقوعه وحدوثه إلا عمن لا يعلم به ، فإن علم بوسيلة ما خرج من حيز الغيب إلى حيز الشهادة 0

وقال أيضا : ( وكثيرا ما نشاهد الأحداث عن طريق الأقمار الصناعية الآن بالتلفاز وقت حدوثها ، وبيننا وبينها المسافات الشاسعة ، أو نسمعها بالهاتف واللاسلكي ، فمثل هذا لا يعد من قبيل معرفة الغيب لأنه بعد وقوعه صار واقعا مشهودا لا غيبا مجهولا 0
وأما غيب المستقبل فلا سبيل إلى معرفته إلا عن طريق الوحي كما مرت الأدلة على ذلك 0
ومن هنا فمن ينسب إلى الجن علم غيب المستقبل ويصدقهم فيه فقد كفر 0
وبذلك يظهر أن ما يقال عن الجن بأنهم يعلمون الغيب ، ما هي إلا أوهام فاسدة يروجها بعض الدجالين من العرافين والكهان كي يقع الناس في شباكهم ) ( الجن في القرآن والسنة – ص 132 ، 134 ) 0

* قال الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله - : ( وللجن قدرة أبعد مدى من قدرة البشر ، إنهم يغزون الفضاء بطاقاتهم العادية من زمان قديم ، ولكنهم لا يعلمون الغيب ، وما يكون غيبا أحيانا بالنسبة لنا ، قد يكون عيانا بالنسبة لهم ، والحدأة لا تعلم الغيب إذا كانت ترى من الجو ما لا نراه نحن تحت أقدامنا 00 فإذا استطاع شيطان أن يعرف بعض ما نجهل ، عن الأشخاص أو الأنبياء أو الأشياء - وهي معرفة محدودة ، وقد تكون مغلوطة - فليس هذا علما بالغيب ) ( ركائز الإيمان بين العقل والقلب – ص 359 ) 0

* قال الأستاذ مصطفى عاشور : ( فإذا سأل عن حادثة وقعت أو شخص في بلد بعيد ، فمن الجائز أن يكون الجني عنده علم من تلك الحادثة وحال ذلك الشخص فيخبر 0 ومن الجائز أن لا يكون عنده علم ، فيذهب ويكشف ، ثم يعود فيخبر ، ومع هذا فهو خبر واحد لا يفيد غير الظن ، ولا يترتب عليه حكم غير الاستئناس 0
وأما سؤالهم عما لم يقع وتصديقهم فيه بناء على أنهم يعلمون الغيب - كفر ) ( عالم الجن أسراره وخفاياه - ص 73 ) 0

يقول الاستاذ أحمد النحاس التومي تحت عنوان " أقسام الغيب " :
( أعلم أخي المؤمن أن الغيب ثلاثة أقسام :

1- غيب حاضر : وهو ما يحدث في الساعة التي يعيش فيها الإنسان ، فمثلا يكون جالسا في حجرة المنزل وأهله يجلسون في حجرة أخرى فلا يستطيع أن يعرف أحوالهم وذلك هو غيب الحاضر 0 هو غيب عن العين ولكنه واقع في ذلك الزمان والمكان ، وهذا النوع يمكن معرفته بواسطـة الجن فالمشعوذ أو الساحر يستطيع أن يرسل جنا إلى ذلك المكان ويتعرف على ما يدور فيه 0

2- غيب ماض : أي الحدث الذي وقع في حياة الإنسان في زمن مضى ، وذلك الغيب يمكن معرفته أيضا بواسطة الجن فيقوم بسؤال قرين الإنسان عما حدث معه في مدة يوم أو يومين أو ثلاث أو شهر أو سنة ، فيقوم القرين بإعطاء ذلك الجني تقريرا مفصلا عن حياة ذلك الإنسان فيخبر الجن المشعوذ أو الساحر بذلك 0

3- غيب المستقبل : وذلك الغيب هو الذي حسم الله فيه الأمر بقوله تعالى : ( 000 فلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ) ( سورة الجن – الآية 26 ) وقوله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم : ( وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِى السُّوءُ ) ( سورة الأعراف – الآية 188 ) فلا يمكن للإنسان أو الجن معرفة هذا الغيب ) ( شفاء الرحمن للسحر والحسد وأمراض الجان – ص 89 ) 0

قال الأستاذ محمد الشافعي : ( أن الجن يمتلكون القدرة على معرفة كل الغيب النسبي سواء في ذلك الغيب الماضي كله أو الغيب الذي يحدث في نفس وقت سؤال الجن ، ولكن في مكان آخر أو حتى ذلك الغيب المستقبلي الذي له شواهد تحتم حدوثه مثل أن يخبر الجن أن إنساناً ما سيصل من أسوان بعد يومين ويكون هذا الإنسان قد ركب القطار بالفعل متجهاً إلى القاهرة ، وبذلك يجب ألا ننبهر بمعرفة الجن للغيب الماضي لأنني كإنسان ومن خلال المخترعات العلمية الحديثة يمكنني أن أعرف الكثير من الأشياء التي كانت فيما مضى غيباً فمن خلال التلفزيون يمكن أن أعرف ما يحدث في دول تبعد عني بآلاف الأميال وفي نفس لحظة حدوث الفعل 00 ومن خلال التليفون يمكن أن أعرف أخبار أي صديق أو قريب يبعد عني كثيراً بل إننا من خلال الأقمار الصناعية أمكننا أن نعرف ما يحدث على سطح المريخ 0
وفي النهاية نحسم هذه القضية في جملة واحدة 00 إن الجن يعلم الغيب النسبي ولكنه لا يعلم الغيب المطلق ) ( السحر والجان بين المسيحية والإسلام – ص 79 ) 0

وكذلك من الأمور التي تفشت بين العامة والخاصة كيفية توصل الساحر لمعرفة بعض أمور الغيب أو تحديد الأمراض ومعرفة بعض الأمور الخاصة 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي :

كيف يمكن للساحر التوصل إلى معرفة أمراض الناس وإخبارهم ببعض الأمور الخاصة ، وهل هذا يعني أنهم يعرفون بعض أمور الغيب ؟ أم أن الشياطين تخبرهم بذلك ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( الساحر إنسان من جنس البشر لا يعلم الغيب ولا يدري ما يحدث له في المستقبل ، ولكن الشياطين تخبره ، فإما أن تلابسه وتتكلم على لسانه فيخبر بنوع المرض وموضع السحر الذي يعرفه الشيطان ، وأما أن يسأل شيطانه ووليه من الشياطين أو من مردة الجن ، فإذا أخبره عرف نوع المرض وموضع الضالة وعين السارق ومكان المال المسروق واسم الساحر ونحو ذلك ، وقد يكذب الشيطان فيرمي بريئاً بأنه عمل سحر أو كاد إنساناً ، وأكثرهم كاذبون كما أخبر الله عن الكهنة ونحوهم بأن أحدهم إذا حدثه الشيطان بكلمة سمعها من السماء يكذب معها مائة كذبة فيصدقه الناس بتلك الكلمة التي سمعت من السماء والله أعلم ) ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

الاستفسار الثالث : شيخ ابو البراء حفظه الله انا لا اقبل كلمة استعانه لانها تادي الى مفهوم خاطئ وقد لا يفهم معنها المطلع ولكن الاستعانه تكون بالله وهي إذا استعنت فاستعن بالله وإذا طلبت فاطلب الله وإذا توكلت فتوكل على الله لان الله يحب المتوكلين فهناء اطلب منك التفريق فيما ذكروهي .

الاستعانه لا تكون الا بالله
اما الجن فتسمى استخدام الانس للجن
التسخير فيكون تسخير الله لعبادة مايريد فلا احد يقاسم الله فيما يرزق لعبادة
فهنا ثلاث مسميات وهي
الاستعانه ،، الاستخدام ،، التسخير !!!


الجواب : هو مصطلح ورد عن بعض علماء الأمة ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :

( وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات مثل أن يستعين بهم على الحج ، أو أن يطيروا به عند السماع البدعي ، أو أن يحملوه إلى عرفات ، ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله ، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ، ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به ) ( مجموع الفتاوى – 11 / 307 ) 0

هذا من جهة ، والاستعانة بالعموم وصف يجوز إطلاقه ، فأقول : استعنت بفلان لقضاء حاجة ، وقد بين العلماء أن الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه أمر جائز شرعاً ، أما استعانتهم بما لا يقدر عليه المخلوق شرك بالله عز وجل 0

وكذلك يجوز استخدام الفظ ( استخدام ) ، أما التسخير فلم يكن ذلك إىلا لنبي الله سليمان عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والتسليم ، والله تعالى أعلم 0

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( المنصور بالله ) ، بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 21-01-2006, 05:38 PM   #5
معلومات العضو
بنت مكة

افتراضي اخي العزيز ابو البراء

السؤال بالتحديد
لقد قال الرسول الكريم كلام يشير الى ان هناك محدثون بالتشديد والحديث في الترمذي في باب المناقب (عمر ابن الخطاب)
وذكر ان معنى المحدثون هم الذين تتكلم الملائكة بلسانهم
مثل ما حصل لعمر في قصة سارية الجبل
ومثل قول الامام الشافعي عناحد الطلاب انه يموت كافرا
قد يدخل في الموضوع الفراسة وغيرها
وقد يدخل فية ما يسمي بالحاسة السادسة 0
نعم الحاسة السادسة ادق تعبير عن ما اريد الوصول الية
احيانا يتملكك شعور بان صديقا لك في خطر ويكون كذلد
واحيانا تمر بموقف وفي اثنائة توقن يقينا انك رايت هذا الموقف ولكن اين
سالت مرة عن هذا الشئ امراء مشهورة
وقالت ان الروح تخرج عندما ينام الانسان وتكون الاحلام ويكون الالتصاق بالاجسام النورانية وقد يؤخذ شئ من ذلك
زلكن لكون هذة المراءة غير ملتزمه فانا لازلت غيرمقتنعة بكلامها وارجو ان اجد الاجابة لديك

وجزاك الله خيرا
000000000000000000000000000000000000بنت مكة0000000000000000000000000000000000000000

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 22-01-2006, 06:08 AM   #6
معلومات العضو
( الباحث )
(مراقب عام أقسام الرقية الشرعية)

افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اختى الكريمه
اما المحدثون هم اناس يؤيد الله ما قالو بالحق ولكن الامر هنا يتعلق بالمصائر!!!
اى بالمواضيع المتعلقه بمصير امه او حدث كبير يؤثر على المجموعه
وليس له اى علاقه ان اشعر ان فلان صديقى او اخى سيصيبه حادث او مكروه !!!
وما سبق اختى الكريمه هى ان يكون هذا الانسان من اهل الله واهل الحق حتى يؤيد بالحق ....
اما الحاسه السادسه والفراسه وشفافيه الروح وشفافيه الرؤى كلها امور مختلفه عن الموضوع الاصلى وله تفصيلاته المختلفه ....
واما النوع الاخير والذى للاسف كثر فى الاونه الاخيره هم اناس يتعاملون بطريقه او باخرى مع الجن والارواح سواء المؤمن او الكافر مما يتم لهم بعض الكشف فهاؤلاء اختى الكريمه
((( محدثون))) بكسر الدال وتسكين النون
وهنا تذكرت مناقشه دارت بينى وبين احد المصابين الروحيين الذى كان ياتيه ما ياتيه ويقول
وما ادراك امهم من الملائكه ..... انهم يصلون معى ويصحونى على صلاه الفجر ويحاربون الشياطين معى !!! وامه المسكينه ....كانت تجلس بالغرفه المقابله تسمع الحوار وتنهمر دموعها على ما وصل من حال!! والاغلب من هؤلاء للاسف لا يملكون العلم الشرعى الذى يستدلون به على المعطيات بل يكونون كما يسمونهم الناس ...صالحين ....مساكين ....على باب الله .....
فيعتقد المسكين ان الله من عليه بسر عظيم خصه به ..... وتظهر الكرامات !!
ولم يسمع بحياته او يبحث الفرق مثلا بين لمه الملك ولمه الشيطان ....
فتح الله علينا وعليك بالحق وجعلنا من اهل الحق واستعملنا للحق وفى الحق وثبتنا عليه
اللهم امين
وكلنا على باب الله اختى اليس كذلك .....

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 22-01-2006, 09:41 AM   #7
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي



بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( الباحث ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-01-2006, 09:12 PM   #8
معلومات العضو
المنصور بالله

إحصائية العضو






المنصور بالله غير متواجد حالياً

 

 
آخـر مواضيعي
 

 

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتذر لانقطاعي عنكم وذلك لانشغالنا بامور الناس في مساعدتهم
اتقدم بالشكر للشيخ ابو البراء على ترحيبه لي وهذا انما يدل على رحابة صدرة وحبه للاعضاء
اما بعد

اخي الشيخ ابو البراء اشكرك على التوضيح الذي قمت به

بالنسبه للتوضيح الاول وهو .........

الاستفسار الأول : أريد ان افهم منك ماعلاقة الايات الكريمة التي استندت اليها في الاستمتاع وهي تخص في الرجال والنساءسوء من الأنس او الجن !! ولا ارى لها اي علاقه في موضوعك عن أستمتاع الانس بالجن ؟؟؟

الجواب : ذلك ما نقل عن العلامة الجهبذ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ، وقد تفرد في ذلك دون كثير من العلماء ممن نقل لهم ، وفي حقيقة الأمر لا يمنع أن يكون الاستمتاع أيضاً ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وبخاصة أنه كان قريب من مسائل العلاج بالقرآن والسنة وقد نقل عنه أكثر من قصة بخصوص هذا الموضوع ، ومعلوم أن الدعوة جاءت للإنس والجن ، ويؤكد ذلك المشاهدة المحسوسة الملموسة لدى كثير من المعالجين وحصول ذلك عياناً بياناً ، والله تعاالى أعلم 0

1- هل بالامكان ان تعطني رأيك الشخصي في هذة المسأله الذي اتمنى ان اعرفه ؟؟

1)- الغيبيات التي استأثر الله بعلمها :

هناك غيبات ذكرها الله عزوجل في كتابه لا يستطيع احدا قطعيا ان يصل الى معرفتها مهما كانت درجة علمه .
2- فماهي تلك الغيبيات هل لك ان تذكرها اذا تكرمت ؟؟

هناك غيبات ذكرها الله عزوجل في كتابه يستطيع الوصول اليها الراسخون في العلم.
3- فماهي تلك الغيبيات التى يصل اليها الراسخون في العلم ؟؟

أما ماتفشى بين الناس في سؤ فهمهم للقراءن وان الجن يعلمون الغيب وذلك لضعف ايمانهم بالله وماقاله في كتابه عزوجل شيئ قطعيا بعدم علم الجن للغيب قوله تعالى (( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِى الْعَذَابِ الْمُهِينِ )) ( سورة سبأ الآية 14 )
فهذة الايه بيان واضح وتصريح واضح من الله عزوجل لكي يتدبر الانسان من الذي بيدة الغيب ولا ازيد فيها شرحا لانها كلام الله وهي واضحه وضوع الشمس في عز الظهر بعدم علم الجن للغيب .

2)- المغيبات التي قضى الله أمرها في السماء وأصبحت معلومة لذوي الاختصاص من الملائكة أو من البشر ، مما يطلع الله عليه من شاء من رسله :

كلام صحيح في هذة الفقرة ولكن لنرى كيف يحصل الجن على الخبر قبل وصوله للانسان اريد ان اقول هناء ان الله عزوجل قد اوضح لنا اصناف الجن واجناسها ومنها الصنف الطيار الذي يسمى بالجان وهذا الصنف طريقة لاستراق السمع ان هذا الصنف يصعد واحد فوق الاخر الى ان يصلوا الى حد معين في السماء (( وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا )) سورة الجن 9
فاول ما يسترق الجان الخبر يهرب وذلك بسبب خوفه من الشهاب الثاقب لقوله تعالى( إلا من استرق السمع فاتبعه شهاب ثاقب ) والجان عندما يهرب وهي بمثابة مغامرة منه وهو يعلم انه يسعى الى هلاك نفسه يصيح في الجوء وهو يهرب والذين كانوا تحته يسمعون منه الخبر ولكن هناء وهو يهرب من شدته خوفه يقول ماسمعه ويضيف عليه 99 % كذب بدون علمه لانه في موقف لا يحسد عليه والشهاب الثاقب لا يلحق إلغ الذي استرق السمع وقوله تعالى واضح في ذلك .

مسألة ان الجن يخترقون الفضاء نعم ولكن في حد معين وذلك لقوله تعالى ( يامعشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان ) لا الامر واستثناء الله بالسلطان وهو العلم واكتفى بهذا .


أما بالنسبه لا خر سؤال في المصطلحات اريد منك التكرم رايك في المسميات ؟؟؟


ارجو التكرم باجابه عن اجتهادك وحسب وضعنا في يومنا هذا لازالت الالتبسات والمفاهيم من عقول الناس الذين يجهل بعضهم امور دينهم كما ارجوا ان تكون ايضاحاتك مختصرة . والمعذرة منك ومن الاعضاء اذا في اخطأ إملائيه .

وتقبلوا خالص التحيه .
اخوك في الله
المنصور بالله

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-01-2006, 09:33 PM   #9
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي



بارك الله فيكم أخي الحبيب ( المنصور بالله ) ، وأعتقد أن كل ما سألت عنه تجده في ثنايا الكلام ، فلا داعي للتكرار ، وكما تعلم أخي الحبيب فالوقت لم يعد يسعفني كما كان سابقاً من التحليل والإيضاح ، وإن اللبيب من الإشارة يفهم ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 27-01-2006, 09:41 PM   #10
معلومات العضو
المنصور بالله

إحصائية العضو






المنصور بالله غير متواجد حالياً

 

 
آخـر مواضيعي
 

 

افتراضي رد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء
  


بارك الله فيكم أخي الحبيب ( المنصور بالله ) ، وأعتقد أن كل ما سألت عنه تجده في ثنايا الكلام ، فلا داعي للتكرار ، وكما تعلم أخي الحبيب فالوقت لم يعد يسعفني كما كان سابقاً من التحليل والإيضاح ، وإن اللبيب من الإشارة يفهم ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

بارك الله فيك سيخ ابو البراء وعفوء ان اثقلت عليك ونقدر لك انك اليوم لم تكن كالسابق واني عندما سئلتك فاسئلتي مختصرة واريد اجوبه مختصرة فكما قلت اللبيب تكفيه الاشارة فلو انني لم افهم بفضل الله لما سئلتك وتداخلت معك في الموضوع واني ارعف الجهد الذي تبذله للاطلاع على الكتب لكي تنسخها للاعضاء ليتعلموا وأشكر لك المجهود الذي تبذله في التحليل والايضاح للاعضاء .

ولكن كانت هناك حاجة في نفس يعقوب قضها والله من وراء القصد إلا وهي ان يكون العلم واضح للناس من جميع الامور الغيبيه وانما علماء الاسلام السابقين رحمهم الله ادلو بدلوهم وليس كلامهم قراءن منصوص علينا وانما هو اجتهاد منهم ولكل مجتهد نصيب وان كتاب الله عزوجل هو لكل زمان ومكان وليس حكر لوقت معين .

ولكي لا تضيع اسئلتي ساجيب عليها وباقتناع الشخصي وحسب اجتهادي وليس ملزم لاحد وساختصر الموضوع في سؤالين وهما .

سؤال الاستمتاع بين الجن والأنس كما ذكرة شيخ ابو البراء وبما استند اليه من الكتب؟؟؟
سؤال الأمور الغيبيه ؟؟؟؟؟؟
أبدء بقوله تعالى (( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ )) سورة الأنعام أية رقم (( 20))

(( قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ )) سورة الأنعام أية رقم (( 57))

# أن ماذكر عن أنواع الأستمتاع بين الأنس والجن إعلاه وماذكر من الأيات هو كالاتي ماذكر من الأيات ليس لها علاقه بالاستمتاع بين الجن والانس وانما هي بين الانس من ذكر وانثى وهو بمثابة تعليم من الله لعبادة من الانس ليعرفوا ما احل الله عزوجل وكذلك تنطيق الايات المذكورة اعلاة بين الجن من ذكر وانثى وما ينطبق على الانس فالجن مكلفون به وذلك لان الرسول الامي عليه افضل الصلاة والسلام ارسل الى الثقلين وهما الجن والانس ولكن ان الايات تنطبق بين أستمتاع الجن بالانس والعكس فهذا لم نجد له دليل على ما ذكرة الشيخ ابو البراء وعندما سئلته قال انه كما ذكرة الشيخ بن عثمين رحمه الله ، فالواجب على الانسان ان يتدبر امور دينه ويتمعن فيما يذكر هذا من ناحية ماذكر من ايات اعلاة بخصوص الاستمتاع فالايات ليست في محلها والايه الصحيحيه هي قوله تعالى .....
(( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ))سورة الأنعام أية (( 128 ))
وللأيضاح نذكر أنواع الاستمتاع الواضحه من القراءن والذي يتقبله العقل وحسب ماهو واضح من الايه .
الاستمتاع بالاستخدام .وهو استمتاع الانس بالجن اما ان يتفق فيما بين الطرفين بامور محددة او امور مفتوحه بدون قيود الى حد معين فمنها ان يستخدمهم الانسان في امور العلاج او ارسال الجن كدعاة الى الجن للاسلام او في امور مباحة شرعا للمستخدم .

وكذلك الساحر فهو يستخدمهم في طلاسمه التى يكتبها عليه اللعنه وان الساحر للعلم لا يستطيع ان يستخدم الجن وان الذي يستخدمه الساحر هم شياطين وان الجن لاتعرف السحر ولكن الشيطان يعرف السحر لقوله تعالى (( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ...... الخ الايه 102 سورة البقرة وان الساحر لا يعرف كيف يعمل السحر ولكن الشيطان يعلمه 0



الاستمتاع بالامور الغيبيه .
في هذا النوع من الاستخدام أخي العضوء والمشاهد كن على ثقة مطلقه وقطعا ان الجن لا يعلمون الغيب وأستشهد بقوله تعالى (( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِى الْعَذَابِ الْمُهِينِ )) ( سورة سبأ الآية 14 ) فلو انهم يعلمون الغيب لعرف الجن متى يموت سليمان عليه السلام لان العلماء ذكرو العذاب المهين باربعين عام واخرين يقولون بسبعين عام ولكي يعرف الله عزوجل الانسان بان يقول له ان الجن لاتعلم الغيب ارسل دابة الارض تاكل منسأته وهي نوع تاكل الخشب كما ذكره العلماء وايضا ل ان الجن تعلم الغيب لعرفوا ان الله من بعد موسى سيرسل نبي اسمه عيسى ومن بعدة محمد عليهم افضل الصلاة والسلام وأستشهد بقوله تعالى (( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ((29)) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ((30)) سورة الأحقاف0
وان الله وحدة اختص بنفسه علم الغيب في قوله تعالى (( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) سورة الجن 0
ولكن الله عزوجل استثنى في علم الغيب للاطلاع لقوله (( إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) سورة الجن 0
وقد ذكر الله عزوجل ايات الغيب في موضع كثيرة في كتابه 0

وسوف اعطي مثال كيف يعرف الجن الغيب بصورة مختصرة وهي .- للعلم ان الجن لاتعلم غيب يكون بعد ساعه
- مايقال ان الجن تعرف الغيب خطأ ومأثم من يقول ذلك ولكن كيف تناقال الامر بين الناس وهو
ان انسان مثلا ذهب الى مستخدم جن ووصل اليه فيقول مستخدم الجن انت يافلان بن فلان اتيت الي من اجل موضوع كذا وكذا فيبهت الرجل ويقول كيف علم بالموضوع ولم يمضي عليه نصف ساعه ولم يكن عندنا احد وذلك لاسباب في الرجل
1- ضعف ايمانه 2- عدم معرفته واطلاعه على كلام الله عزوجل 3- ذهب الى مستخدم الجن وهو يثق بانه سيحل مشكلته .
السؤال هنا يطرح نفسه وهو كيف عرف الجن بالخبر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اولا اخي اعرف ان لكل انسان قرين من الشيطان ملزم به ونقول ان هذا الرجل الذي كشف سرة هو عن طريق القرين وان مستخدم الجن طلب من الجن الذين معه ان يسئلوا قرين الرجل ويخبروه بمافعل خلال نصف ساعه او يومين او هو ومن كان معه يعني اتصال بين الشياطين ليس اكثر عبر القرين
لكن لو كان هذا الرجل عندة ثقه في الله وايمانه قوي لانار الله بصيرته وسئل مستخدم الجن ماسيكون بعد ساعه فوالله الذي لا اله الاهو لن يجيبه بشي وان اجابه فهذا يكون من تدبير الجن على الرجل لكي يؤمن بان مستخدم الجن عندة علم الغيب وانه ولي من اوليا الله 0

الامور الغيبيه التى استاثر بها الله عزوجل سوف اطرح نوعين من امور الغيب التى اختص بها الله

وهي غيب المستقبل
1- يعلم ماتحمل الانثى ولا احد يعلم ما يكون الجنين في الثلاثه الاشهر الاولى ولا احد يعلم مافي الرحم ولكن بعد ان يتكون الجنين في بطن امه عبر الاشعه التلفزيونيه يتضح ما يكون الجنين لكن قبل فلا ابدا.
2- علم الساعه فمن يعلمها يخبرني 000
3- هناك امور غيبيه فلا لا يظهرها الله الا على من يشاء من عبادة وهم الراسخون في العلم (( كتاب الله )) والذي يرى بنور الله فقط .

اكتفي بهذا القدر من الايضاح فان كنت مخطأ فعرفوني وبينوا وان كنت مصيب فاجري على الله

لدي بعض الملاحظات وهي 00

- ان كثير من المشايخ مخطأين بشكل كبير في تصنيف الجن . وقد اطلعت في منتديات تصنيف خاطئ عن عالم الجن لا اساس له من الصحه .
- ارى في معظم المنتديات المتخصصه في هذة الامور تعرف عن صفة الساحر فلماذا لا تعرف عن صفة عباد الله المكرمون .
-


وفي الاخير لم اجد مثل الشيخ ابو البراء في سعة صدرة ولي سؤال ارجوا ان لا اثقل عليك ولكن اريد ان يكون الرد مختصر وهو
ماريأيك بالحديث الذي يقول ان الرسول قد سحرة يهودي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

وتقبلوا خالص التحيه والاحترام والتقدير
اخوكم الخلص
المنصور بالله
[email protected]
لـــــي فـــي صــدور الـحـاسـدين مـهـــــابـة
وبـــمــهـجـــة الأبــــرار خــــــــيـــــر ودادي
ولـــــــــدي إقـــــــــدام يـــحــاذره الــــــردى
وتــظــل واجــــفــــة قـــــــلــوب إعـــــــادي
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 06:17 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com