إن أمراض الأطراف الشريانية هي مجموعة من الظواهر المرضية التي تتميز بعدة صفات مرضية بالشرايين تؤدي إلى ضعف الدورة الدموية في الأطراف بصورة مزمنة أو بصورة حادة مما يهدد ساق المريض أو ذراعه بالعجز عن أداء وظائف الحركة والمشي بصورة طبيعية أو بالبتر في الحالات المتقدمة منها وتعرف الآن بمرض تخثر أو تجلط الشرايين.
تتلخص تلك الصفات في فقدان المرونة لجدار الشريان وهو ما يعرف بالتصلب مع زيادة في ترسبات دهنية في ذلك الجدر تؤدي إلى خشونة داخلية للطبقات المبطنة للشرايين وأهم تلك التغيرات هو ما يتبع هذه الخشونة من تجلطات وتخثرات على الجدار الخشن مما يسبب ضيق وانسداد الشريان وضعف التروية، وهنا تكمن الخطورة لأن ضعف التروية أو قلة الدماء في أنسجة القدم تهدد هذه القدم أو الطرف كله بالبتر والعجز.
تصلب وتخثر الشرايين
إن الفرق بين مرض تصلب الشرايين وتخثر الشرايين هو إعادة التسمية بطريقة تساعدنا على فهم المرض بصورة أفضل من ناحية الوقاية والعلاج. فالتصلب وأن كان سمة لا خلاف عليها من سمات المرض إلا أن كلمة التخثر أو التجلط يلقي الضوء على طرق الوقاية من المرض وهي مكافحة التخثر.
إن تخثر الشرايين مرض عام يصيب شرايين الجسم بأكمله ولكنه في الأطراف تتأخر أعراضه في الظهور وهذه صفة خطرة إذ تتكون مضاعفات المرض من نقص التروية الدموية بصورة حادة تنذر بالبتر وهذا يفقد الطبيب العلاج المناسب في توقيت مبكر، وتنتهي القصة بفقدان أحد أطراف المريض.
المضاعفات
تنعكس عواقب المرض بصورة سلبية على المريض والأسرة والمجتمع. على المريض في حالة عدم قدرته على المشي بصورة كافية نتيجة فقر التروية أو القرح المزمنة التي لا تلتئم أو الغنغرينة في الأصابع أو القدم أو الطرف كله في الحالات المتفاقمة. ومع عدم الحركة لمدة طويلة قد يضطر الجراح مع الأسف الشديد إلى بتر العضو المصاب بالغنغرينة لوضع نهاية لمرحلة خطيرة من حياة المريض.
أما بالنسبة للأسرة فهو اضطراب لحالة الاستقرار سواء في ملازمة المريض للتسرية عنه أو السفر لالتماس العلاج في المراكز المخصصة أو لأن المريض يصبح غير قادر على الحياة المستقلة ويحتاج إلى معاونة مستمرة.
أما المجتمع فهو يفقد بصورة مستديمة طاقة منتجة وتتحول إلى طاقه معطلة تستهلك بعض مصادره في مراحل العلاج والتأهيل اللازمة لهؤلاء المرضى.
ويعتبر مرض تخثر الشرايين الطرفية من علامات إصابة شرايين الجسم وقد يكون سبباً مباشراً لحدوث الجلطة القلبية أو السكتة الدماغية.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بتخثر الشرايين الطرفية هم الذكور في الأعمار المتقدمة ولكن قد يظهر في أعمار صغيرة عند توافر عوامل تعرف بعوامل الخطورة تساعد على التطور السريع للمرض وهي الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الدهون أو الكليسترول بالدم والتدخين آفة العصر والسمنة هي من عوامل الخطورة لمرض تخثر الشرايين.
التشخيص
يتم تشخيص المرض عن طريق الأعراض السريرية التي يشتكي منها المريض ويكتشفها الطبيب والأهم من ذلك هو تحديد ضغط الدم بصورة موضوعية بالأطراف عن طريق أجهزة الدوبلر أو ما تعرف بدوبلر الجيب وهي أجهزة صغيرة تحمل باليد الواحدة.
ويمكن الاحتفاظ بها في أحد جيوب الأطباء وتعمل بواسطة الموجات الفوق صوتية، عن طريقها نحسب ضغط الدم عند الكعب والعضد المفترض أنهما متساويان ونقارن بينهما وتعرف هذه المقارنة بمعامل الكعب على العضد إذا انخفض المعامل عن % 90 فهذا يمثل بداية ظهور المرض بصورة طفيفة أما إذا وصل إلى 60 - %70 فهي صورة متقدمة تليها مرحلة الغنغرينة وتكون نسبة المعامل %50 فأقل.
الوقاية قبل العلاج
إن الأدوية المستخدمة في الوقاية والعلاج من مرض تخثر الشريان الطرفي هي مضادات التصاق الصفائح الدموية التي تمثل النواة الأساسية للتخثرات المضيقة للشرايين ( الصفائح الدموية) ، والجديد في هذا المجال هو عقار (بلافيكس) الذي يعد من العقاقير الجديدة المستخدمة للوقاية من هذا المرض والجمع بين البلافيكس والأسبرين هي أقوى التجمعات الحديثة التي أظهرت الاكتشافات الجديدة فعاليتها العالية في الوقاية.
ومتابعة العلاج لمرضى تخثر الشرايين خاصة في حالات استخدام الدعامات المقوية والمانعة لإعادة التضييق بهذه الشرايين، وأيضا يؤدي هذا إلى انخفاض حالات الوفاة نتيجة إصابة الشرايين التاجية التي تستفيد بالفعل من مضادات التصاق الصفائح الدموية عن طريق تقليل فرص التخثر والإصابة بالذبحات الصدرية.
المصدر : ( مجلة الصحة أولا )