الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد..
هذه ذكرى لأهم ما يجب على المسلم فعله في عيد الفطر، سواء كان وجوب عين أوكفائي، أحببت أن أذكر بها نفسي وإياكم، إذ الذكرى تنفع المؤمنين، فتنبه الغافلين، وتعين المتيقظين.
أقول وبالله التوفيق..
ما يجب على المسلم عمله يوم العيد
تحري رؤية هلال شوال
خاصة من أهل القرى والبوادي، إذ تحري الأهلة المرتبطة بها بعض العبادات قربى غفل عنها كثير من الناس.
يثبت هلال شوال بأحد طريقين:
1. رؤية مستفيضة، وتجزئ رؤية عدلين.
2. أوإكمال رمضان ثلاثين يوماً.
ولا تثبت الأهلة بالحساب، ولهذا لا يجوز الصوم ولا الفطر بالحساب، هذا مذهب سائر أهل السنة، ولم يشذ منهم إلا ابن سُرَيج من الشافعية، وعدّ ذلك من هفواته والله يغفر له، ولم يعمل بالحساب إلا أهل الأهواء الشيعة.
التكبير
إذا ثبت هلال رمضان يسن التكبير والجهر به في الأسواق، والطرقات، وعقب الصلوات، وعند دخول البيوت والخروج منها، وعند التلاقي، للمسافر والمقيم، وفي مصلى العيد، إلى أن يقوم الناس لصلاة العيد؛ وصيغته: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد؛ ويمكن أن يزاد عليه: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
زكاة الفطر
إخراج زكاة الفطر عنه وعن كل من يعول من المسلمين، وهي صاع الصاع أربعة أمداد الكيلة تجزئ عن ستة والربع يجزئ عن ثلاثة عن كل واحد من عامة ما يقتاته الناس، ويجوز أن تخرج حباً، ولا يجزئ إخراجها نقداً، ومن أخرجها نقداً اعاد إخراجها طعاماً.
وحكمها أنها فرض، وتجب على كل من ملك ما زاد على قوته وقوت من يعول؛ وتخرج عن اليتيم من ماله؛ وتؤدى قبل الخروج إلى صلاة العيد، وأجاز بعض أهل العلم إخراجها قبل يوم أويومين من العيد، ومصارفها هي مصارف الزكاة الواجبة، ولا يشترط لها نصاب.
الفطر قبل الخروج إلى الصلاة
السنة أن يفطر المرء على تمرات قبل خروجه لصلاة العيد.
الغسل والتنظف ولبس أحسن الثياب
يستحب الغسل للعيد، فعل ذلك علي وابن عمر من الصحابة، وطائفة من أهل العلم، وكذلك التنظف وحلق الشعور المأذون في حلقها، سوى اللحية إذ حلقها حرام، ويلبس أحسن ثيابه، جديدة كانت أم مغسولة.
صلاة العيد
وقتها من ارتفاع الشمس مقدار رمح إلى الزوال، والسنة تعجيلها، تصلى في الصحارى، إلا في مكة أولضرورة كمطر أونحوه، تصلى في المسجد.
وهي ركعتان، يكبر في الأولى سبع تكبيرات يرفع يديه فيها، وقيل ست تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرة القيام، ويجهر بالقراءة فيهما، ويسن أن يقرأ فيهما بعد الفاتحة بقاف والقمر، أوبسبح والغاشية.
حكمها أنها فرض كفاية، وقيل سنة مؤكدة؛ ولها خطبتان كخطبتي الجمعة في الهيئة، فقط خطبتا العيد تفتتحان بالتكبير، يجلس بينهما؛ وخطبتا العيد بعد الصلاة، وإذا خطب قبل الصلاة أعاد، والاستماع لهما سنة.
السنة إخراج النساء حتى الحيَّض وذوات الخدور، إذا خرجن متحجبات غير متطيبات في صحبة محارمهن، وإذا اختل شرط من ذلك يحرم خروجهن، والسنة أن يخرج لصلاة العيد من طريق ويرجع من طريق آخر.
إذا اجتمع عيد وجمعة
مذاهب لأهل العلم، هي:
1. يُصلي الجميع العيد والجمعة، وهذا مذهب الجمهور.
2. يصلي الجميع الجمعة بعد العيد إلا أهل البوادي.
3. يصلي الإمام الجمعة ومن لم يصل العيد، ومن صلى العيد فهو بالخيار.
4. يصلي العيد ثم لا يخرج الإمام ولا غيره إلا لصلاة العصر، فعل ذلك ابن الزبير عندما كان حاكماً للحجاز، وعندما بلغ فعل ابن الزبير ابن عباس قال: أصاب السنة؛ كما روى أبو داود ج1/ 246 في الصلاة، ولهذا ينبغي أن لا يثرب على من ارتضاه.
صلاة العيد لا سنة قبلها ولا بعدها، ولا أذان لها ولا إقامة، وإنما ينادى لها بالصلاة جامعة.
من فاتته صلاة العيد قضاها منفرداً، وإذا ثبت العيد بعد الزوال أفطر الناس وصلوا العيد من الغد.
التهنئة بالعيد
تقبل الله، ويقول الراد كذلك: تقبل الله.
المعايدة
يجتهد المرء أن يصل والديه أولاً، ثم أقاربه، وأرحامه، وعامة المسلمين.
المحافظة على صلاة الجماعة، والذكر، وقراءة القرآن في أيام العيد.
الحرص على التصدق والإنفاق في أيام العيد.
التوسعة على العيال والأهل من غير إسراف.
ممارسة اللهو المباح للصغار والكبار.
أن يكثر من الدعاء لإخوانه المستضعفين من المسلمين.
رد الحقوق والمظالم إلى أهلها، أواستسماحهم.
العزم على التوبة.
الحرص على الطاعات التي تعودها في رمضان.
أيام العيد أيام أكل وشرب وذكر لله.
ما يجب على المسلم تجنبه في العيد
صيام يوم العيد، حيث يحرم صيامه.
مواصلة خصام ومقاطعة من كان مقاطعاً له من قبل.
الدخول على النساء الأجنبيات.
مصافحة النساء الأجنبيات، إذ المصاحفة حرام في العيد وغيره.
الاختلاط بالنساء.
تبرج النساء وسفورهن في الطرقات.
إحياء أيام العيد ولياليه بالحفلات الغنائية ونحوها.
ممارسة المحرمات كشرب الخمر، ولعب الميسر، والسماع، والموسيقى.
ضياع الوقت في اللعب بالورق ونحوه.
تجمع الرجال والنساء في بيوت حديثي الوفاة والبكاء والنحيب.
زيارة النساء للقبور.
إحياء ليلة العيد بالسماع الصوفي، والرقص والتواجد فيه.
تعييد بعض المريدين مع مشايخهم، وتركهم لأهلهم وذويهم.
الذهاب لزيارة مشايخ الطرق في العيد، والتوسل بالأحياء والأموات، ونحو ذلك.
ما يجب فعله بعد العيد
التعجيل بقضاء ما عليه من صيام أيام أفطرها في رمضان.
صيام ستة شوال.
يجتهد أن تكون حاله بعد رمضان كحاله في رمضان.
التعجيل بإخراج كفارة الإطعام طعاماً وليس نقداً.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، والسلام.
والله من وراء القصد..