وليالي رمضان تاج ليالي العام، ودُجَاها ثمينة بظلمائها، فيها تصفو الأوقات وتحلو المناجاة، قال : ((أفضلُ الصلاة بعد الفريضة صلاةُ الليل)). ورمضانُ شهر القيام، يقول النبي : ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه. وقيام رمضان أمر مشروع، فعلى المسلم أن يحرص على أداء صلاة التراويح، وأن يكملها مع الإمام حتى ينصرف، قال : ((من قام مع إمامه حتى ينصرف كُتِب له قيام ليلة)) رواه أهل السنن وهو صحيح. فلله الحمد والمنة، يقومُ المصلي ساعةً من الليل مع الإمام فكأنما قام الليل كله.
ولا ننس ـ أيها الإخوة ـ الاهتمام بالفرائض أولاً، والمواظبة عليها في المساجد جماعة، فالله عز وجل يحب التقرب إليه بالفرائض، فلا ننس الفرض ونهتم بالنوافل والمستحبات.
رمضان شهر النفحات والبركات، فلماذا لا نقوم رمضان؟! لماذا لا نجرّب لذّة القرآن، ولذّة المناجاة والدعاء؟! لماذا لا نجرّب وقت الأسحار وهَجِيع الليل؟! لماذا لا ننطرح بين يدي مولانا؟! فربنا ينزل في ثلث الليل الأخير نزولاً يليق بجلاله وعظمته يعرض نفحاته ورحماته، فلماذا لا نتعرّض لرحمات الله؟!