موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > المنبر الإسلامي العام

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 11-10-2006, 05:21 PM   #1
معلومات العضو
أزف الرحيل
إشراقة إدارة متجددة

Lightbulb المختصر المفيد فى الأسماء والصفات

المختصر المفيد فى الأسماء والصفات


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده الذى اصطفى

وبعد
اعلم أخي أن الله عز وجل إذا أراد أن يكرم عبده بمعرفته ويجمع قلبه علي محبته شرح صدره لقبول صفاته العلي وتلقيها من مشكاة الوحي فيستنير بذلك قلبه ويتسع له صدره وتنزل هذه الصفة من قلب العبد منزلة الغذاء أعظم ما يكون إلية فاقة ومنزلة الشفاء أعظم ما يكون إلية حاجة فيشهد أخرجه ويعظم بها عناؤه وتقوي بها معرفته ، وشرف كل علم تابع لشرف معلوم ولا معلوم أعظم ممن هذه صفاته وشرف العلم أيضا بحسب الحاجة إلية وليست الأرواح قط بأحوج إلى شئ أعظم منها إلي معرفة ربها وبأربها ولا سبيل إلي معرفة ذلك إلا من أسمائه وصفاته تعالي فكلما كان العبد بها أعلم كان بالله أعرف وله أطلب والية أقرب والله تعالي ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه ومن تعلق بأسماء الله وصفاته كانت معرفة الله قوة قلبه وحياته ولسان حاله " إذا مرضنا تداوينا بذكركم ونترك الذكر أحيانا فتنتكس
(( الجزاء من جنس العمل صـ1 د/ سيد العفاني ))

فالإيمان بالأسماء والصفات له من الفضل ما لا يخفي وله من الأهمية ما لا يحتاج
إلي كثير بيان :-
أولا: معرفة الله أصل الدين وركن التوحيد وأول الوجبات وهذه المعرفة لا طريق لنا للوصول أليها إلا من خلال أسماء الله وصفاته و الإناه العقل وشت الفكر وكما قيل " ما عرف الله إلا بالله " قال  ( لمعاذ عن أهل اليمن فليكن أول ما تدعوهم
إلي أن يوحدوا الله )
ثانيا : آيات الصفات لها مقل خاص فأعظم أية في كتاب الله هي أية الكرسي
وكلها أسماء وصفات وحب السور والآيات المتضمنة لها سبب لدخول الجنة كما في حديث البخاري في الصحابي الذي كان في سرية وكان يقرأ لاصحابه
في صلاة فيختم ب ** قل هو الله أحد ** ولما ذكر ذلك وسئل عنه قال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها قال النبي  " أخبروه أن الله يحبه".
ثالثا : أمرنا الله بها ( أن ندعوه بها قال تعالي ** ولله الأسماء الحسني فادعوه بها**
وحثنا النبي  علي إحصائها قال  ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصها دخل الجنة ) ومعني أحصها أي داعا الله بها أو تعبد بمقتضاها.
رابعا : الفرق بين المسلمين وبين اليهود هو في الأسماء والصفات إذ نسبوا
إلية الفقر والتعب وغل اليدين و العجز قال تعالي ** لقد سمع الله قول
الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ** ( الفقر والتعب )
قال تعالي ** ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا
من لغوب ** عندما زعم أهل الكتاب أن الله خلق السماوات والأرض ثم استراح
قال تعالي ** قالت اليهود يد الله مغلولة ** ( البخل ) وفي التوراة التي حرفت
" أنه بينما الرب يطوف في الأرض إذ أمسك به يعقوب من حقوه ( وسطه ) فصارعه قصرعه ولم يتركه يصعد حتى أعطاه لقب إسرائيل ( وهم يقولون إن أسر : الذي صرع الرب ، ئيل : الرب ) وهذا باطل لأن يعقوب هو عبد غلب نفسه لله ( العجز ) . وفي التوراة المعرفة " أن آدم اختبأ منه بعد ما أكل من الشجرة فجعل الرب يبحث عنه فقال يا آدم أين أنت فقال أنا هنا فقال له لماذا أكلت من الشجرة ...والعياذ بالله ( الجهل ) وفي التوراة المعرفة " أنه سبحانه يعد ما أهلك الأرض بالطوفان وحزن حزنا شديدا حتى مرض وعادته الملائكة ..." والعياذ بالله ( المرض )والفرق بين المسلمين وبين النصارى هو الأسماء والصفات حيث نسبوا الله الصاحبة والولد قال تعالي ** وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ** والموت حيث يعتقدون أن المسيح هو الله ويعتقدون موته علي الصليب لمدة ثلاثة أيام ثم قام ثانية وهو عيد القيامة عندهم. والطن الذي أهلك أهل الجاهلية هو ظنهم الباطل في أسماء الله وصفاته فعبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال أجتمع ثلاثة نفر مرشياف وثقفي نقيل فقه عقولهم كثير شحم بطونهم فقالوا أترون الله يسمعنا ؟ فقال أحدهم يسمعنا إذا جهرنا ولا يسمعنا إذا أسررنا فقل آخر إذا كان يسمعنا إذا أسررنا فهو يسمعنا إذا جهرنا فأنزل الله عز وجل ** ولكن ظننتم أن الله لا يعلمن كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين**

التعبد لله بمقتضى أسمائه وصفاته هي جنه الدنيا التي من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة من لم يعرف الله ولم يحبه لم يوحد الله فلن يدخل الجنة .
(( شرح منة الرحمن للدكتور ياسر برهامى))

عقيدة أهـل السنة في الأسماء والصفـات

عقيدة أهل السنة مصدرها الكتاب والسنة ( النقل الصحيح ) أما عقيدة غيرهم فمصدرها العقل لذا أخطا من قال عقيدة السلف أسلم وعقيدة الخلف أحكم بل الحق أن عقيدة السلف أسلم وأحكم . وملخص عقيدة السلف كما ذكره شيخ الإسلام " نؤمن بكل ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله من غير تعطيل ولا تحريف و لا تكييف ولا تشبيه ".

نومن يشير بها إلى هذا النوع من التوحيد وثيق الصلة بالقلب والجنان لذا لم يقل وصف أو نثبت وفصل الكلام في السماء والصفات عن التعبد القلبي جاء ثمرة مرة لدخول الفلسفة وعلم الكلام في مسائل التوحيد وهذا مما جنيناه من علم الكلام الذي ما جر علي الأمة إلا ضياع الأوقات والأعمار فيما لا يفيد ولا يغني.

- (وما وصف الله ... وصفه به رسوله) إشارة إلى مصدر التلقي في مسائل الأسماء والصفات الكتاب والسنة
- ( من غير) إشارة إلى أربعة محذورات يجب الحذر منها عند الحديث في الأسماء والصفات وهي التعطيل والتحريف والتكييف والتشبيه وقد وقع في كل محذور فرق من أهل البدع .

المحذور الأول " التعطيل "

ومعناه النفي أي نفي الصفة وتعطيلها وهؤلاء المعطلة النفاة ينقسمون إلي غلاة
وغيرهم :-
1- الغلاة : وهم الذين ينفون صريح القرءان فيقولون إن الله لم يكلم موسى تكليما(1)
( الجهمية الأوائل ) ولم يتخذ إبراهيم خليلا كالجعد بن درهم الذي ذبحه خالد بن عبد الله القسرى في أصل المنبر وهؤلاء كفار نوعا وعينا. ومنهم الباطنية الذين يجمعون بين المناقصات فيقولون الله لا سميع ولا ليس بسميع ولا حي ولا ليس بحي وهم في الحقيقة لا يعتقدون في وجود الله وإنما يبطنون الكفر
ثم يجعلون الكمال للإمام كهذا الشاعر الذي مدح المعز لدين الله الفاطمي فقال :
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
ومنهم بن سينا والفارابي الذين يقولون بعقيدة الفلاسفة .
وهؤلاء يثبتون لله وجودا مطلقا ويسمونه ( واجب الوجود ) ولكن لا يثبتون لله ذاتا و لا اسما ولا صفة و إنما موجود دون أي تقييدات ، ويقولون بقدم العالم بمعني أن العلم موجود أصلا دون فعل من الله وهذى إحدى المسائل التي كفر بها أبو حامد الغزالي بن سينا القول بقدم العالم واكتساب النبوة ، وبعث الأجساد .
2- المعتزلة وهؤلاء : أخذوا عقيدة الجهمية ولكنهم صاغوها بعبارات أقل دلالة علي التعطيل فأثبتوا الاسم ونفوا الصفة فقالوا سميع بلا سمع و بصير بلا بصر . وقد بني هؤلاء مذهبهم علي شبهات باطلة منها قولهم لو أثبتنا هذه الصفات المتعددة للزم من ذلك تعدد الذات بتعدد الصفات.

والرد عليهم أن الصفات لا تقوم إلا بذات والصفة لا تكون مستقلة عن الذات أبدا والانفصال بين الذات والصفات هو في الذهن فقط وليس في الخارج من شئ فالله تعالي واحد في ذاته فلا تتجزأ واحد في صفاته فلا يشاركه فيها أحد في فعاله لا يناظره فيها أحد . لذلك اتفق أهل السنة علي تسمية اليد والقدم لله صفات ولا يقولون أجزاء حيث أن الله لا يتجزأ إنما هي صفات . وصفات الله تدل علي ذاته مطابقة وتضمنا والتزاما ومعني مطابقة أي بالتطابق فلا تزيد على الذات في شئ إنما هي منطقبة عليها لا تدل إلا عليها فلا تدل علي شئ زائد عليها ، تدل علي صفة الرحمة تضمنا وعلي باقي الصفات التزاما فالعليم تدل علي الذات مطابقة ، وعلي العلم تضمنا وعلي بقية الصفات التزاما.

- ومن الشبهات التي جعلتهم يعطلون الصفات كذلك قولهم " لو أثبتنا الصفة لشبها صفة الخالق بالمخلوق وهي نفسا شبهة الأشاعرة في التأويل " فعندهم الإثبات يقتضي التشبيه.
والجواب من وجوه عديدة :-
1- منها أن الله سبحانه وتعالي جمع بين الإثبات ونفي التشبيه في كتابة العزيز فقال تعالي ** ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ** فنفي التشبيه وأثبت السمع والبصر فعلم يقينا أن الإثبات لا يلزم منه التشبيه.
2- ومنها أننا في حياتنا ووقعنا البشري نجد أشياء تتشابه في الأسماء وتختلف جملة وتفصيلا في الحقائق والكيفية فللإنسان يد وللسكين يد وللإناء يد تتشابه في الاسم وتختلف في الحقيقة فما بالك باليد إذا أضيفت للخالق واليد إذا أضيفت للمخلوق لا شك أنه لا يتطرق إلى عاقل أنها تشبها أو تماثلها فإذا أختلف الأيادي المخلوقة فمن باب أولي ألا تتشابه يد الخالق المخلوق. فالصفة تختلف باختلاف الذات التي تضاف إليها الصفة .
3- القاعدة الكبيرة التي تقول " الكلام في الذات والصفات من باب واحد " ومعناها أن هؤلاء وغيرهم يثبتون لله ذاتا وينفون أن ذات الخالق تشبة ذوات المخلوقين ونحن أهل السنة نقول نفس الكلام في الصفات فنثبت لله صفة لا تشبه صفات المخلوقين كما أثبتنا له ذاتا لا تشبه ذوات المخلوقين فنحن نقول لهم لماذا لم تجعلوا مجرد إثبات الذات يقتضي تشبهها بذوات المخلوقين
4- المعطل في الحقيقة ينفي حقيقة الاسم ولو أثبت لفظه فهو عندما يقول سميع بلا سمع بصبر بلا بصر هو يناقض نفسه إذ إنه لا يوجد سميع بلا سمع ولا بصير بلا بصبر لذا فإن التعطيل مبدأ الإلحاد فمن عبد ربا لا يسمع ولا يبصر و لا يحب ولا يبغض ولا يتكلم ولا يضر ولا ينفع فهو في الحقيقة يعبد وهما وهكذا الزندقة.

وعقيدة الفلاسفة التي تنفي الاسم والصفة كانت هي أساس ظهور الحلولية والاتحادية حيث قالوا الله موجود في كل شئ لأن وجوده إنما هو وجود ذهني في كل مكان وفي كل شئ.
المحذور الثاني " الـتحـريـف "
وهو ما يسمي بالتأويل وتسميته تحريفا أولي لأن لفظ التحريف أدل عليه وغالبا ما تكون الكلمة العربية تستعمل في معينين معني قريب ويسمي الظاهر ومعني بعيد ويسمي التأويل وهذا المعني البعيد لا تفسر به الكلمة إلا بقرينة لأن الأصل هو الظاهر مالم تأت قرينة في الكلام تدل علي أن المراد هو المعني البعيد فأهل التحريف فسروا الكلام بمعناه البعيد دون وجود قرينة تذل علي ذلك وإذا سئلوا أخذوا يوردون الأدلة الكثيرة علي أن هذا المعني هو من معاني هذه الكلمة وهذا لا جدال فيه وليس هو محل النزاع وإنما نقول لماذا تركتم المعني القريب وذهبتم إلي المعني البعيد وعندما يقولون لأن إثبات حقيقة الصفة لله ( كاليد والحب ) يقتضي التشبيه وهو الأصل الذي بني عليه مذهبهم ومن ثم سوف يكون الرد علي هذا الأصل وكما وردنا علي أهل التعطيل.
1- أولا جمع الله بين الأمرين في كتابه فقال ** ليس كمثله شئ وهو السميع البصير**
2- أننا نري من المخلوقات ما يتشابه في الاسم ويختلف كل الاختلاف في الحقيقة كيد الإنسان ويد الإناء .
3- القاعدة التي تقول الكلام في الذات والصفات من باب واحد.
4- الوجه الرابع وهو خاص بأهل التحريف وهو أن يقال لو أن اليد بمعني القدرة والاستواء بمعني الاستيلاء والحب بمعني إرادة الخير لبين ذلك القرءان ولو أجمله لبينه الني  إذ إن السنة مبينة للقرءان ** وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم ولعلهم يتفكرون ** وقد بين النبي  أمور العبادات من طهارة وغيرها وبين أمور الأخلاق والمعاملات وأولي من ذلك كله أمور العقيدة لاسيما التي يتعلق منها بذات الله كأسمائه وصفاته فلو لو لم يكن الظاهر هو المراد لبينها النبي  وهكذا أصحابه من بعده فلما سكت النبي  عنها دل ذلك علي أن المراد هو الظاهر القريب.

- والتحريف في الحقيقة تعطيل إذ إن مقصده في النهاية القول بعدم الصفة وإثبات سبع صفات فقط يرد إليها كل الصفات بعد ذلك ثم إنهم أقتصروا علي هذه السبع لأن عقولهم لم تثبت غيرها وهكذا العقول تضل من اتخذها ربا ومعبودا.

- والتحريف نوعان
- لفظي كمن نصب لفظ الجلالة " الله " من قوله تعالي ** وكلم الله موسى تكليما) وهذا يرد عليه بأن كلام الله ثابت من أدلة أخري كقوله ** حتي يسمع كلام الله **.
- والنوع الثاني معنوي كمن يقول معني ** ثم أستوي علي العرش ** يعني استولي ويجاب عليه بأن الاستلاء لا يكون إلا عن منازعة ومغالبة فهل يتصور أن الله عز وجل كان هناك من يغالبه وينازعه علي العرش وكمن يقول " يد الله فوق أيدهم " أي قدرته فوق قدرتهم . ويجاب علي بأن الله قال ** بل يداه مبسوطتان ** فهل نقول بل قدرتاه مبسوطتان وكما قال سيد قطب رحمه الله " ما أشبه اللام التي زادها هؤلاء بالنون التي زادها بنو إسرائيل حينما قيل لهم قولوا حطة فقالوا حنطة " وهؤلاء الله يقول استوي وهم يقولون استولي فهذا سوء أدب مع الله . وهذه ردود جزئية فضلا علي الردود الكلية التي سبق الحديث عنها.
- وقد أدخل البعض مذهب الأشعرية في تأويل الصفات تحت مسمي أهل السنة. ومن هؤلاء الجويني والغزالي والرازي وبن رشد فبسبب هؤلاء العلماء ظن كثير من الناس أن عقيدة أهل السنة تنقسم إلي سلف وخلف وعلي هذا الأساس وجدنا في كلام بعض أهل السنة كابن عطية والتووي وبن حجر تأويلا للصفات والذين أدخلوا هذا الأمر إلى عقيدة الناس لم يكونوا علماء بالحديث ولا بالعقيدة وإنما علماء في الفقه فاستفتاهم الناس في العقيدة فأجابوا علي طريقة علم الكلام.

شبهات والرد عليها

احتج الأشاعرة علي صحة مذهبهم بأن أهل السنة أنفسهم أولوا بعض الصفات وقد رد عليهم ابن عثيمين رحمه الله في كتابه القواعد المثلي.
الشبهة الأولى :-

قالوا تأولتم قول النبي  ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحة أو قبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه).
والجواب:
أن هذا حديث باطل لا يثبت عن النبي  قاله ابن الجوزي في العلل المتناهية وقاله شيخ الإسلام ومشهور أن هذا الكلام مروي عن ابن عباس وضعفه بعضهم عنه أيضا ومن تدبر هذا اللفظ بين له أنه لا إشكال فيه قال " يمين الله في الأرض ولم يقل يمين الله فقط وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم اللفظ المطلق. ثم أن قوله"فكأنما " دليل صريح علي أن المصافح لم يصافح يمين الله ولكنه شُبِّهَ بمن يصافح الله ولو كان هو يمين الله حقيقة ما قال فكأنما فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات الله كما هو معلوم.

الشبهة الثانية :-
قوله  ( قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن ...............) قالوا لو أثبتم الأصابع لله كصفة يلزم من ذلك أن تكون مماسة العبادفلابد لكم من التأويل .
والجواب : أن أهل السنة أخذو بظاهر هذا الحديث فأثبتوا لله صفة الإصبع كما أثبتها له رسوله ولكن عندهم لا يلزم من كون قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن أن تكون مماسة لها. فهذا السحاب مسخر بين السماء والأرض ولا هو يمس السماء ولا يمس الأرض وهذه بدر بين مكة والمدينة مع تباعد ما بينهما . فكذلك القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن ولا يلزم من لذلك حلول ولا مماسة حتى يقال إنه موهم للحلول فيجب صرفه عن ظاهره.

الشبهة الثالثة :-
قوله  ( الأيمان يمان والحكم يمانية وأجد نفس ربكم من قبل اليمن ).
والجواب : نحن نقول هذا الحديث علي ظاهره فالنفس في الحديث اسم مصدر من نفس ينفس تنفيسا ونفسا قال في مقاييس اللغة النفس اسم لما يفرج به عن مكروب فيكون معني الحديث أن تنفيس الله عنه المؤمنين يكون من أهل اليمن وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة ففتحوا الأمصار فبهم نفس الرحمن عن المؤمنين الكربات.

الشبهة الرابعة :-
قوله تعالي ** تجري بأعيننا ** وقوله تعالي ** ولتصنع علي عيني** حيث قال أهل السنة إن المقصود بالعين في الآيتين الرعاية والحفظ فقال الأشاعرة لقد أولتم.
والجواب : أن الرعاية والحفظ هو الظاهر المراد والمقصود و لا يصح أبدا أن يقال أن السفينة تجري في عين الله أو أن موسى يربي فوق عين الله لأن هذا الفهم لا يقتضيه الخطاب العربي الذي نزل به القرآن ومثل هذه الكلمة لا يقصد به العربي هذا المعني الباطل وإنما يقصد به الرعاية والحفظ وهذا هو الظاهر القريب ليس تأويلا.

الشبهة الخامسة :-
أن الله قال ** وهو معكم أينما كنتم ** وقوله تعالي ** ولا أدني من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ** فأهل السنة يقولون هي معية قرب وعلم فقالوا لماذا لم تجعلوا مع الخلق بذاته حيث كانوا لئلا تكونوا من أهل التأويل.
والجواب : أننا نفسر معية الله الخلق بالقرب والعلم والإحاطة لما يأتي .
أولا : جاءت آيات تثبت أن الله فوق عرشه وسماواته وآيات تثبت معية الله الخلق فتعين تفسير المعية بمعني لا ينافي علو الله واستواءه علي عرشه لاسيما وقد جمع الله بينهما في آيه واحدة وذلك في سورة الحديد قال تعالي ** هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم أستوي علي العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهم معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير **.
ثانيـا : السلف مجموعون علي تفسير المعية بالقرب والعلم.
ثالثا : أننا لو فسرنا بمعية الذات لاستلزم ذلك معان باطلة من الحلول والاختلاط وتعارض ذلك مع علو الله الثابت بالكتاب والسنة والعقل والفطرة والإجماع .
رابعا : كثير من الأدلة القرآنية والنبوية التي تؤيد هذا المعني وتؤكده. قال تعالي ** وهو القاهر فوق عبادة ** ** الرحمن علي العرش استوى ** ** ءأمنتم من في السماء ** قال بن عباس هو الله ** إليه يصعد الكلم الطيب ** ** تعرج الملائكة والروح إليه ** ** يا عيسي إني متوفيك ورافعك إلىَّ ** ومن السنة قول الني ( سبحان ربي الأعلى ) في سجوده . وقوله ( أن الله لما قضي الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي ) وقوله ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) وقال للجارية ( أين الله قالت هو في السماء قال اعتقها فأنها مؤمنة ).

وأما العقل فيقر بأن العلو كمال والله له كل الكمال . ولما وقف أبو الحسن الاشعري علي المنبر يسرد الأدلة علي أن الله ليس فوق العرش بذاته فقال له أحد العوام إنني لا أستطيع أن أجادلك في تلك الأدلة لأنني لم أبلغ ما بلغت ولكن ماذا تقول في تلك الحاجة التي يجدها المرء إلى فوق فقال له حيرتني حيرتني ونزل من علي منبره ولم يتكلم في هذه المسألة مرة أخري.

وفي هذه المسألة ضل كثيرون وأشدهم الحلوليون الذين يعتقدون بوجود ذاتين للخالق وللمخلوقين حلت إحداهما في الأخرى والاتحادية الذين يعتقدون أن الجميع ذات واحد وأن تعددت أشكالها وصورها فالخالق عندهم هو ذات المخلوق . تعالي الله عمنا يقولون علوا كبيرا . ويقولون أن الله ليس له مكان فينفون عنه المكان لأن إثباته عندهم يلزم منه الجهة والجهة يلزم منه التميز والتحيز يلزم منه أن يكون الله محاطا بجهة مخلوقة

وما أجمل ما قاله ابن العثيمين رحمه الله في ذلك عندما سئل هل نثبت صفة الجهة لله فقال الجهة ثلاث :
جهة سفل : وهذه محالة علي الله لثبوت علوه.
جهة علو تحيط بالله : وهذه محالة عليه تعالي لأن الله لا يحيط به شئ من خلقه.
جهة علو لا تحيط بالله: وهذه نثبتها معني لالفظا يعني معناه ثابت من نصوص العلو لكن اللفظ لابد فيه من نص .
والمقصود أنه لا يلزم من إثبات علو الله فوق عرشه أن يكون في جهة مخلوقة محيطة به فاستواؤه تعالي ليس كمثله شئ . ولم يكن له كفؤا أحد .
والحلولية والاتحادية شر من اليهود والنصاري حيث اعتقد اليهود أن الله حل في عزير واعتقد النصاري أن الله حل فى ثلاثة أما هؤلاء فيعتقدون أن الله حل في كل شئ جليل وحقير
( ومن الاتحادية ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين ) ونجد في أوراد الشاذلية " المرسي أبو العباس تلميذ بن عطاء الله السكندري تلميذ أبو الحسن الشاذلي قوله " اللهم أنشلني من أوحال التوحيد وأغرقني في بحر الوحدة. وقد قال بن الفارض
" ذاتي لذاتي صلت ولها كان سجودي في كل ركعة ". وقال أنيس منصور إن ابن عربي رجل فكره عال وسام جدا حيث نادي بمساواة الأديان وقد كان بن عربي يقول " فأصبح يستوي عندي كعبة طائف ومعبد أوثان ودير رهبان ومرتع وجدان " وهو القائل الرب عبد والعبد رب فليت شعري من المكلف .أن قلت عبد فذاك رب وإن قلت رب فأني يكلف . ومنهم تفرغت الإباحية وقد ختم لهؤلاء بخاتمة السوء وهكذا أهل البدع والأهواء
وهؤلاء كفار نوعا وعينا يخلاف الأشاعرة فهم أهل بدع وضلال ولا يكفرون لتأويلهم وإن كان تأويلا فاسدا..

ومن الشبهات قوله تعالي ** ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ** {ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون **.حيث فسر القرب فيهما بقرب الملائكة.
والجواب
الأولي: جاء القرب مقيدا بإذ ** إذ يتلقى المتلقيان ** وفي هذا دليل علي أن المراد به قرب الملكين .
الثانية: أن القرب مقيد بحال الاحتضار والذي يحضر الميت عند موته هم الملائكة لقوله تعالي ** حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا ...** ثم ان قوله ولكن لا تبصرون " يدل علي أن هذا القريب في نفس المكان ولكن لا نبصره وهذا يستحيل في حق الله " وقد جاء كثير من الآيات علي هذا النحو ** فإذا قرأناه فاتبع ** والقارئ هو جبريل {ويجادلنا في قوم لوط ** والمجادل هم الملائكة.
فائدة :-
سئل الشيخ العثيمين كيف يكون مذهب الاشاعرة باطلا ويقال مع أنهم يمثلون(1) 95% من المسلمين وإمام مذهبهم أبو الحسن الاشعري ومنهم فلان وفلان من العلماء المعروفين بالخير والصلاح .
فأجاب:
أولا : لا نسلم أبدا أن هذه نسبه حقيقة للأشاعرة إلا إذا ثبت ذلك بطريق الإحصاء الدقيق ولو سلمنا أنهم بهذا القدر لا يعني ذلك عصمتهم من الخطأ لأن العصمة في إجماع المسلمين لا في الأكثرية وقد انعقد إجماع المسلمين قديما علي خلاف ما علي أهل التأويل . أما الحسن الاشعري وغيره من أئمة المسلمين فانهم لا يدعون لأنفسهم العصمة .
ثانيا : الذين ينتسبون إلي أبى الحسن لم يقتدوا به الاقتداء الذي ينبغي وذلك أن أبا الحسن الأشعري كان له مراحل ثلاث في العقيدة.
1- مرحلة الاعتزال اعتنق مذهب المعتزلة 40 سنة يقرره ويناظر عليه ثم رجع عنه وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم.
2- مرحلة بين الاعتزال والسنة سلك فيه طريق محمد بن عبد الله بن سعيد يبن كلاب قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى " والأشعري وأمثاله برزخ بين السلف والجهمية أخذوا من هؤلاء كلاما صحيحا ومن هؤلاء أصولا عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة "
3- مرحلة اعتناق مذهب أهل السنة والحديث مقتديا بالإمام أحمد بن حنبل كما قرره في كتابه " الابانه " وهو من آخر كتبه قال في مقدمته " جاء النبي  بكتاب عزيز هو حبل الله المتين وهو الصراط المستقيم من تمسك به نجا ومن خالفه ضل وغوي وحث الله في كتابه علي التمسك بسنة رسوله ........... وقولنا الذي نقول به كتاب ربنا وسنة نبينا وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن حنبل نضر الله وجهه قائلون ولمن خالف قوله مجانبون لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل ".

- وأما قولهم فلان وفلان علي مذهبهم فالجواب أن الحق لا يوزن بالرجال وإنما يوزن الرجال بالحق
ثانيا :-
إذا قابلنا الرجال الذين علي طريق الأشاعرة بالرجال الذين هم علي طريق السلف وجدنا في طريق السلف من هم أجل وأعظم وأهدي وأقوم وخير مثال علي ذلك الأئمة الأربعة فضلا عن الصحابة والخلفاء الراشدين.
و الأشاعرة من أهل القبلة وليسوا من أهل السنة فهم من الـ 72 فرقة ولا يمنع ذلك من أن يوصفوا بأنهم أصحاب بدعة وضلال.
القواعد المثلى / للعثيمين
شرح معارج القبول / الشيخ ياسر برهامى
الأشاعرة / الشيخ سفر الحوالى
المحظور الثالث " التكييف"

وهو أن يدعي إدراك حقيقة الصفة وكيفيتها ولا يشبهها بصفات المخلوقين كمن يقول أنا أعرف كيفية نزول الله إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الأخير لكن مع ذلك لا يشبه نزول الله عز وجل بنزول المخلوق. وهو مذهب باطل من وجوه.

1- أن إدراك حقيقة الصفة يستلزم إدراك حقيقة الذات والعبد عاجز عن إدراك ذات الله من كل وجه ولايجادل في ذلك إلا مكابر.
2- أن الإنسان يجهل أكثر مما يعلم من المخلوقات من حوله بل يجهل أكثر مما يعلم في نفسه حتى قال العلماء إن ما اكتشفه الأطباء إلي الآن من وظائف المخ ما هو إلا 5% فقط من الوظائف التي يقوم بها . أما الروح التي هي كنه الإنسان وجوهره ومحل فرحه وحزنه ومشاعره وسر حياته فلم يجرؤ أحد أن يثبت علمه بها واكتشافه لسرها ** يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا **. فإذا كان العبد عاجز عن إدراك حقيقة نفسه وجوارحه فمن باب أولي هو أشد عجزا عن إدراك حقيقة صفة الرب وهذا من كماله وكبريائه أن تحار فيه العقول فلا تصل إلى كنهه وهو أحد معاني كلمة الإله{ ولا يحيطون به علما)
وكما قيل : والعجز عن الإدراك إدراك والخوض في ذات الإله إشراك
3- أن العقل حاسة كالسمع والبصر وكل حاسة لها قدرة ومدي لا تجاوزه فالسمع له مسافة معينة بعدها لا يسمع وهو في نفس الوقت يقر بوجود أصوات بعد تلك المسافة لكن ليس له قدرة علي سماعها كذلك البصر . وعلي نفس المنوال العقل له مدي يفكر فيه وهو المخلوقات ** قل انظروا ماذا في السماوات والأرض ...** ونهايته ذات الرب قال تعالي ** وأن إلى ربك المنهي ** قالوا إليه المنتهي في كل شئ حتى في التفكير وهذا ما عناه النبي  حين قال ( يأتي الشيطان إلى أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق الله فمن وجد من ذلك شيئا فليستغذ بالله ولينته ) فالله عز وجل له صفة والصفة لها كيفية ولكن عقل البشر لا يستطيع أن يعقلها كما أن الصوت موجود بعد عدة كيلوات من الأمتار لكن السمع لا يستطيع سماعهذ .
فائدة :- ينبغي أن يفرق بين الكيف و المعني .
فالكيف مجهول أما المعني فمعلوم وعلي هذا جاءت القاعدة المأخوذة من قول أم سلمة والإمام مالك " الاستواء معلوم يعني المعني ، والكيف مجهول يعني مجهول الكيفية والسؤال عنه بدعة يعني لم يسأل عنه الصحابة والإيمان به واجب لأنه ورد في النصوص سواء القرآن أم السنة "
وتوضيح ذلك في قوله تعالي ** وهو السميع البصير ** علي سبيل المثال السميع معناه يسمعك إذا تكلمت إذا تحركت إذا همست يسمع كل شئ هذا هو المعني المعلوم لكن كيف يسمع وبأي طريقة يسمع هذا هو الكيف المجهول.
ومن هنا جاء السؤال . هل آيات الصفات وأحاديثها من المحكم أم من المتشابه بمعني هل هي من المحكم الذي يعلمه الناس أم من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.
والجواب أن آيات الصفات وأحاديثها محكمة المعني مجهولة الكيف فهي محكمة من جهة المعني متشابهة من جهة الكيف .
وهنا يأخذنا الحديث عن التفويض وهو تفويض العلم إلى الله وهو منقول عن بعض السلف إذا سئلوا عن قوله تعالى ** وهو السميع البصير ** ** ثم استوي علي العرش ** قالوا الله أعلم يقول العلماء تفويض السلف تفويض كيف لا معني أما الذين يفوضون المعني فهم يجعلون صفات الله بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يعلم معناه فكلمة السميع عندهم كالحروف المقطعة في أول السور لا تدل علي معني بل هي عبارة عن أل س م ي ع فقط لا معني ولا تفسير وهذا باطل لأن الله أمرنا أن نتدبر القرءان كله محكمه ومتشابهه فقال ** كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ** لم يستثن متشابها ولا غيرة.
وما نقل عن بعض السلف أمروها كما جاءت لا كيف ولا معني . فالمقصود لا معني محدد مفسر معرف و إنما معناه المعلوم المفهوم بلا تعريف ولا توضيح ولا تحديد كما يفعل المتكلمون(1) لأن التعريف يحتاج إلى تعريف فقال السلف هذا الكلام ردا علي من عرف الصفة وحدد معناها بحدود فلسفية تحتاج هي الأخرى إلى بيان وتعريف . وأما إذا احتاجت الصفة إلى بيان فتجد السلف يوضحونها كاسم الله " المقيت " يقولون معناه الرقيب الشهيد.

المحظور الرابع " التشبيه "

وهو مردود علي بالنقل والعقل.
أما النقل فقولة تعالي ** ليس كمثله شئ وهو السميع البصير **.
فلم ينف المثل فحسب بل نفي شبه المثل وكانه يحجب العقل أن يتخيل لله مثيلا وقال تعالي ** قل هو الله أحد ** أحد في ذاته أحد في صفاته أحد في أفعاله ** ولم يكن له كفوا أحد ** أي ليس له شبيه ولا نظير .
وأما العقل فيشهد باختلاف المخلوقات بعضها عن بعض فمن باب أولي ألا يشبه الخالق المخلوق وكل ما دار ببالك فالله علي خلاف ذلك .

قواعد في الأسماء والصفات
القاعدة الأولى :
- باب الصفات أوسع من باب الأسماء . بمعني أن كل اسم يؤخذ منه صفة وليس العكس فالإسم أخص من الصفة والصفة أعم من الاسم . فالرحيم مثلا اسم نأخذ منه صفة الرحمة فنثبتها لله لكن صفة كصفة النزول ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ) لا نأخذ منها اسم فلا يجوز أن نقول من أسماء الله النازل تعالي الله عن ذلك .
والسبب أن الصفات يدخل فيها الأفعال وأفعال الله لا تتناهى أما أسماؤه فتوقيفية ،
- وأجاز البعض أن نسمي الله بأسماء تتضمن كمالا هو نفسه الذي يتضمنه الاسم الوارد في الكتاب والسنة ومثلوا لذلك بقولنا الستار لم يرد ولكن يتضمن الكمال نفسه الذي يتضمنه اسم الستير الذي ورد في السنة والقول الأول أولي.
- بل إن من الصفات ما لا يطلق إلا في موضع ورد فيه فإن أطلقته في غير هذا الموضع أوهم نقصا. ومثال ذلك ** ويمكرون ويمكر الله ** ** فيسخرون منهم سخر الله منهم ** ** إنما نحن المستهزءون الله يستهزئ بهم ** فلا يقال الله ماكر ومستهزئ أو مخادع ولا يقال الله يمكر أو يخادع أو يستهزئ ،بل يقال يمكر بمن يمكر بالمؤمنين ويستهزىء بمن يستهزىء بالمسلمين
- ومن أسمائه تعالي ما لا يطلق إلا مقترنا بضده كالضار تقول الضار النافع ، والمذل المعز .
القاعدة الثانية :
صفات الله نوعان :-
أ - ذاتية 0
ب- فعلية .
أما الذاتية : فهي التي لا تتعلق بالإرادة وإنما لم يزل الله ولا يزال متصفا بها كالعلم والقدرة والسمع والبصر فلا يصح أن نقول إن الله سميع إذا أراد وليس سميعا إذا أراد بل صفة السمع لا تعلق لها بالإرادة .
أما الفعلية : وهي التي تتعلق بالإرادة أن أراد فعلها وإن لم يرد لم يفعلها كالرحمة يرحم إذا شاء ويعذب إذا شاء يعطي إذا شاء ويمنع إذا شاء .
- من الصفات ما يجمع بين النوعين كالكلام ذاتي النوع فعلي الأفراد.
- وكمال الصفة الذاتية ألا تتعلق بالمشيئة وكمال الفعلية أن تتعلق بالمشيئة فلو اتصف الله بالسمع تارة وعكسه تارة لكان نقصا . وعلي العكس لو اتصف الله بالضحك دوما أو العطاء دوما لتعارض ذلك مع الحكمة.

القاعدة الثالثة :
دلالة الأسماء علي الذات والصفات تكون بالمطابقة والتضمن والالتزام. فالخالق تذل علي الذات بالمطابقة فاسم الله الخالق ليس فيه شئ زائد علي الذات ويدل علي الخلق بالتضمن وعلي باقي الصفات بالالتزام .

القاعدة الرابعة :
أسماء الله غير محصورة بعدد معين. لقول النبي  ( أسألك بكل هو اسم لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) صحيح. أما قوله  ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائه إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ) فلا تدل علي أن أسماءه تعالي محصورة في التسعة والتسعين ولكن المعني أن الجزاء المذكور هو مختص بهذه الأسماء وهو دخول الجنة لمن أحصاها ولو أراد النبي  أن أسماء الله هي التسعة والتسعون فحسب لكان لفظ الحديث إن أسماء الله تسعة وتسعون اسما ).
وقد اجتهد كثير من العلماء في ذكر هذه الأسماء واختلفت روياتهم في ذلك مما يدل علي أنها ليست محددة أو مقطوع فيها. وهي كليلة القدر أخفاها الله ليجتهد الناس في العشر جميعا كذلك لم يحدد الله هذه الأسماء ليجتهد العبد في كل اسم يعلمه.

القاعدة الخامسة :
نصوص الصفات معلومة لنا باعتبار مجهولة باعتبار آخر فباعتبار المعني لنا معلومة وباعتبار الكيفية والحقيقة هي لنا مجهولة .

القاعدة السادسة :
التكييف منفي العلم لنا و التمثيل منفي الوجود فصفات الله لها كيفية ولكن نحن لا نعلمها. أما صفات الله فليس لها شبيه ولا نظير.

القاعدة السابعة :
أفعال الله هل يصح أن يقال إنها حادثة ؟
والجواب : يصح ذلك لأنه ورد في الكتاب والسنة كمابوب البخاري باب قول الله عز وجل ** وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدثٍ إلا استمعوه وهم يلعبون **.قال ابن عباس ما لكم تسألون أهل الكتاب وعندكم كتاب الله أحدث الكتب عهدا بالله آي آخر ما تكلم الله من الكتب ، وكذا أفعاله تعالي حادثة بهذا المعني ولكنها ليست حادثة بمعني مخلوقة وليست بمعني حادثة بعد أن لم تكن
- وحدثه تعالي لا يشبه حدث المخلوقين كما قال النبي  ( إنًّ الله يحدث من أمره ما يشاء وإنًّ مما أحدث الله من آمرة ألا تكلموا في الصلاة ) فالله قبل أن يحدث هذا الأمر موصوف به أزلا فالله موصوف بأنه يحي الموتى الآن مع أن القيامة لم تقم فأفعاله كلها هكذا لم يزل ولا يزال متصفا بها . فالله موصوف بأنه متكلم أزلا إذا شاء لأننا إذا قلنا بقول من يقول إن أفعاله تعالي حادثه بعد أن لم تكن نكون بذلك قد وصفنا الله بنقص. فهي محدثه بمعني كانت في وقت شاءه الله وهو موصوف بها أزلا وكلم الله موسى تكليما كلمه حين كلمه ولم يكن كلمه قبل ذلك وهو موصوف بالكلام أزلا وأبدا
- فكلامه سبحانه وتعالي صفة قديمة النوع حادثة الأفراد. أما من نفى كون صفات الله محدثة من أهل السنة فإنما يعنى أنها ليست مخلوقة أولم توجد بعد أن لم تكن وهذا ما عناه صاحب المعارج بقوله
- جلت صفات ربنا الرحمن عن وصفها بالخلق والحدثان
- فيقصد المعني الباطل للحدث بمعني الخلق أو كونها كانت بعد أن لم تكن.

القاعدة الثامنة :
هل يجوز لعن أمثال الجعد ين درهم ؟
الجواب : أكثر أهل العلم يلعنونهم لأنهم قتلوا على الزندقة أو ماتوا عليها.

القاعدة التاسعة :
أسماء الله وصفاته حسني فلا توصف تعالي إلا بصفة حسني وإن كانت حسني في موضع واحد أما من الصفات مالا حسن فيه فلا يوصف به الله أبدا قال  ( إن الله لا يمل حتى تملوا ) معناه أن الله لا يقطع عنكم خيره حتى تنقطعوا عن عبادته وليس في الحديث إثبات الملل بل نفيه عنه تعالي وجاء بلفظ يمل لمناسبة اللفظ الثاني.
وعلي هذه القاعدة جاء لفظ يستهزئ يمكر يخادع لأنها قد تكون كمالا في حال المقابلة ولم يأت لفظ يخون لأنه ذم في كل حال ولذلك قال النبي  ( ولا تخن من خانك ).
القاعدة العاشرة :
من الصفات ما يؤخذ من معانى النصوص .
مثاله نثبت لله عينين لقول النبي  ( إن ربكم ليس بأعور ). نثبت أن الله يسكت لقول النبي  ( وسكت عن أشياء فلا تسألوا عنها ).

قواعد يحسن ذكرها عند الحديث عن الأسماء والصفات

- كل من يدخل الجنة يري الله .
- القول الراجح في رؤية النبي  لربه أنه لم يره والذين قالوا إنه رآه كابن عباس قال رآه بقلبه وعليه تكون رؤية الله بالقلب خاص بالنبي  لذا يقال لمن رأي الله في المنام أنه رأي أمرا عظيما.
- جميع القرءان كلام الله.
- صفة الأسف لا تثبت لله إلا مقيدة بالمواضع التي تفيد معني الغضب لأن لها معني أخر وهو الحزن.
- الكتب التي أنزلها الله وتكلم بها لا تتبدل شرعا أما كونا فقد يقع التبديل فيها أما المتب التي عند الله فهذه لا يقع فيها التبديل كونا أيضا.
- من أراد أن يكلمه الله فليقرأ القرءان عبارة غير صحيحة لأن الله خص موسي بذلك وإنما يقال من أراد أن يسمع كلام الله فليقرأ القرءان .أما من أراد أن يكلم الله فليدخل فى الصلاة فصحيح فهو يناحي ربه .لا أن الله يكلمه.
- ينزل الله إلى السماء الدنيا ولا يلزم من ذلك أنه يحل فيها.
- لا نثبت أبدا أن الروح من صفات الله ولكنها من مخلوقاته.
- لفظ أن الله استوي علي العرش بذاته لم يرد في كتاب ولا سنة.
- " يمر الرب علي النار فيبقي أثر مروره علي النار دقيقا كحد السيف وهو الصراط الذي يمرون عليه " هذه النصوص يقال فيها معناها قراءتها فإن سألت فأنت تسأل عن الكيف والكيف مجهول . ولكن المعني معلوم.
- حديث ( أن الله خلق أدم علي صورته ) ضعفه الألباني ولو صح لكان معناه أن الله خلق آدم علي صورة آدم حيث يعود الضمير علي أقرب مذكور ولا يلزم من يضعفه أننا ننفي صفة الصورة عن الله ولكن نثبتها من أدلة أخري كأحاديث تكليم الله الخلق في الحشر بصورة بعد أخري.
- العين القائمة(1) بذاتها إذا أضيفت إلي الله فإنما تشريفا أو خلقا وإيجادا أو ملكية والسياق هو الذي يفرق بين تلك المعاني إن أرضي واسعة / ملك ، بيني للطائفين / تشريف.
- النور من أسمائه تعالي مثل الهادي فالله نور السماوات والأرض أي هادي أهل السماوات والأرض وهو أيضا جاعل النور فيها وجعل الظلمات والنور / أي خلق الظلمات والنور. فهو تعالي النور والنور من صفاته ولكن نور الخلق والشمس والقمر من آثار نوره وأثر الصفة مخلوق كأثر الفعل. كما كتب الله التوراة بيديه فالذي رآه بنو إسرائيل في الألواح هو أثر الفعل أثر الكتابة فالفعل غير مخلوق أماالأثر الذي رآه بنو إسرائيل فمخلوق .كالإنسان أثر فعل لذلك نراه ولا نري الخلق الذي هو الفعل نفسه.
- لا تأيسوا من روح الله / يعني رحمة الله وليست تأويلا فالروح غير الروح فالروح بفتح الراء هي الراحة والرحمة بخلاف الروح بضم الراء.
- أهل الجنة يرون وجه الله في الجنة وليس النور فقط لأن النور هو الحجاب.


سرد أسماء الله تعالي

ولعل ابن جعفر العسقلاني قد قارب الصواب عندما عد تسعة وتسعين اسما أخذها من القران الكريم ، وبذلك يوافق حديث أبي هريرة في عددها ، ونحن نسوقها كما سردها .

1- الله 2- الرب 3- الإله 4- الواحد 5- الرحمن
6- الرحيم 7- الملك 8- القدوس 9- السلام 10- المؤمن
11- المهيمن 12- العزيز 13- الجبار 14- المتكبر 15- الخالق
16- البارئ 17- المصور 18- الأول 19- الآخر 20- الظاهر
21- الباطن 22- الحي 23- القيوم 24- العليّ 25- العظيم
26- التواب 27- الحليم 28- الواسع 29- الحكيم 30- الشاكر
31- العليم 32- الغني 33- الكريم 34- العفو 35- القدير
36- اللطيف 37- الخبير 38- السميع 39- البصير 40- المولي
41- النصير 42- القريب 43- المجيب 44-الرقيب 45- الحسيب
46- القوي 47- الشهيد 48- الحميد 49- المجيد 50- المحيط
51- الحفيظ 52- الحق 53- المبين 54- الغفار 55- القهار
56- الخلاق 57- الفتاح 58- الودود 59- الغفور 60- الرؤوف
61- الشكور 62- الكبير 63- المتعال 64- المقيت 65- المستعان
66- الوهاب 67- الحفي 68- الوارث 69- الولي 70- القائم
71- القادر 72- الغالب 73- القاهر 74- البر 75- الحافظ
76- الأحد 77- الصمد 78- المليك 79- المقتدر 80- الوكيل
81- الهادي 82- الكفيل 83- الكافي 84- الأكرم 85- الأعلي
86- الرازق 87- ذو الجـلال والإكـرام 88- غافـــر الذنـــب
89- قابـل التــوب 90- شديد العقــاب 91- ذو الطـــول
92- رفيع الدرجات 93-سريع الحساب 94- فاطر السماوات والأرض
95- بديع السماوات والأرض 96- نور السماوات والأرض
97-مالك الملك 98،99- ذو الجلال والإكرام


ومن كتاب القواعد المثلي للشيخ / العثيمين
فمن كتاب الله تعالي.
1. الله 2. الأحد 3. الأعلى 4. الأكرم 5. الإله 6. الأول
7. الآخر 8. الظاهر 9. الباطن 10. البارئ 11. البر 12. البصير
13. التواب 14. الجبار 15. الحافظ 16. الحسيب 17. الحفيظ 18. الحفي
19. الحق 20. المبين 21.الحكيم 22. الحليم 23. الحميد 24. الحي
25. القيوم 26. الخبير 27. الخالق 28. الخلاق 29. الرؤف 30. الرحمن
31. الرحيم 32. الرازق 33. الرقيب 34. السلام 35. السميع 36. الشاكر
37. الشكور 38. الشهيد 39. الصمد 40. العالم 41. العزيز 42. العظيم
43. العفو 44. العليم 45. العلي 46. الغفار 47. الغفور 48. الغني
49. الفتاح 50. القادر 51. القاهر 52. القدوس 53. القدير 54. القريب
55. القوي 56. القهار 57. الكبير 58. الكريم 59. اللطيف 60. المؤمن
61. المتعالي 62. المتكبر 63. المتين 64. المجيب 65. المجيد 66. المحيط
67. المصور 68. المقتدر 69. المقيت 70. الملك 71. المليك 72. المولى
73. المهيمن 74. النصير 75. الواحد 76. الوارث 77. الواسع 78. الودود
79. الوكيل 80. الولىُّ 81. الوهاب

ومن سنة رسول الله  :
82. الجميل 83. الجواد 84. الحكم 85. الحي 86. الرَّب
87. الرفيق 88. السبوح 89. السيد 90. الشافي 91. الطبيب
92. القبض 93. الباسط 94. المقدم 95. المؤخر 91.الطبيب
97. المعطي 98. المنان 99. الوتر
القواعد المثلى / للشيخ العثيمين
شرح معارج القبول / للدكتو ياسر برهامى

فائدة دراسة باب الأسماء والصفات

معرفة الله بأسمائه وصفاته والتعبد له بمقتضاها هما جنة الدنيا التي لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة حتى عبر أحدهم عن تلك السعادة التي يجدها في قلبه وعن تلك اللذة التي يحسها في صدره وهي نتيجة مباشرة لمن عرف الله وتعبد له بمقتضى هذه المعرفة الصحيحة قال " إن في قلوبنا من اللذة ما لم لو عمله أنباء الملوك لقاتلونا عليه بالسيوف وإنه ليأتي علي القلب ساعات يرقص فيها طربا من لذة ذكر الله ولو أن أهل الجنة في مثل هذا النعيم إنهم لفي خير عظيم " قال تعالي{ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون **.
لذلك كله نختم هذا الباب بالحديث عن معاني بعض أسماء الله والتعبد له بمقتضاها قال رسول الله  ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ) وأحصاها بمعني حفظها أو دعا الله بها أو تعبد لله بمقتضاها.

وإليك بعض الأمثلة على ذلك :-
الله
وهو الاسم الجامع فهو علم علي ذات الله لذلك يوصف ولا يوصف به فيقال العزيز
من أسماء الله ولا يقال الله من أسماء العزيز قال تعالي ** ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ** وقد ذهب البعض أنه غير مشتق وقال البعض باشتقاقه من إله يأله إلاها وتالها يقال أله الفصيل إلي أمه / هرب إليها فهدأ عندها ويقال أله الرجل إلي الرجل / إذا فزع إليه لنائبة حلت به ويقال أله إلاهة / إذا أطاع طاعة مطلقة ، ولاه إذا احتجب فالله سبحانه لاتدركه الابصار والعقول ولاه إذا تحيرى والله تحار فيه العقول
فهو الملجأ والمهرب وهو المستعان وبه يستغاث وهو المطاع ** ألا له الخلق والآمر ** وهو الذي احتجب عن الخلق فلم يحيطوا به علما وهو الذي تحار فيه العقول فلا تطيق لكنهه إدراكا
ومعني كلمة اللهم / يا الله فحذفت الياء من أول الكلام وعوض عنها بالميم في آخره والتعبد بهذا الاسم يكون بألا يهدأ العبد ولا يطمئن ولا يسكن إلا بين يدي ربه وفي عبادة مولاه وتلك السعادة الحقيقية التي جبلت عليها الروح وكل لذة في غير طاعته تعالي فإنما هي لذة وقتية وسعادة وهمية فما يجده أهل اللهو والمعاصي من لذة أشبه ما يكون بلذة جربان يهرش جسده فيحس براحة ولذة وإن أعقب ذلك سيل الدم من جلده فهي لذة وقتية وراحة مضرة وسعادة تجلب الشقاء ولا خير في لذة من بعدها النار.

الكريم الأكرم
وهو من يعطي من غير منة و يبتدئ بالنعمة من غير استحقاق ويحسن من غير سؤال كريم في عفوه حتى بدل سيئات التائبين حسنات وهو معني قولنا يا كريم العفو يا حسن التجاوز والتعبد لله بهذا الاسم بأن يطمع العبد في كرم ربه ويرجو منه وفضله فيتعرض لنعمه بطاعاته فإن ما عند الله لا ينال بمعصيته ولا يقنط العبد من كرم عم أطراف الكون .

الأول الآخر الظاهر الباطن
الأول الذي ليس قبله شئ والآخر الذي ليس بعده شئ فهو الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء والظاهر فليس فوقه شئ والباطن فليس دونه شئ . الأول بالإيجاد والتخليق والآخر بالهداية والتوفيق . والظاهر بالإعانة والترزيق والباطن لأنه مكون الأكوان في التحقيق. وقيل الأول بعرفان القلوب والآخر بستر العيوب والظاهر بإزالة الكروب والباطن بغفران الذنوب. فالأول قدمه، والآخر دوامه، والظاهر علوه، والباطن قربه .ومعني الباطن ليس دونه شئ فلا تواري سماء منه سماء ولا أرض منه أرضا ولا يحجب عنه ظاهر باطنا بل الباطن له ظاهر والغيب عنده شهادة والبعيد عنده قريب والسر عنده علانية وهو أقرب إلي كل شئ من نفسه.
والتعبد لله باسمه الأول تقضي التجرد من مطالعة الأسباب والالتفاف إليها فإن الله هو المبتدئ بالإحسان من غير وسيلة من العبد إذ لا وسيلة له في العدم قبل وجوده فقد أتي عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فالتعبد بهذا الاسم يوجب للعبد فقرا خاصا وعبودية خاصة.
أما اسمه الآخر فالتعبد به يقتضي أيضا عدم التعلق بالأسباب فإنها ستنعدم لا محالة وعندما يتعلق العبد بربه الذي هو حي لا يموت فهو يتعلق بمن لا آخر له فلا يغيب ولا يزول فليس وراء الله شئ يقصد فيكون هو المقصد ومنتهى النية وذاك هو الإخلاص فكما أوجدك أولا فاجعله مقصدك آخرا وأكثر الخلق تعبد لله باسمه الأول وإنما الشأن في التعبد له باسمه الآخر .
والتعبد باسم الله الظاهر
فهو استحضارفوقية الله تعالي وعلوه و تدبيره للخلق فأوامره نازلة نافذة وشهود ذلك يجب علي العبد أن يتطلع قلبه إلي السماء رجاء وطمعا وخوفا رهبة فلا يتوجه القلب إلي جهة أرضية سفلية.
والتعبد باسم الله الباطن
فهو أن يزكي العبد نفسه ويطهر قلبه لئلا يطلع الله علي قلبه فيجد غير صالح فالله أقرب إلي العبد من نفسه ويعلم من العبد ما يجهله العبد من نفسه.
ملحوظة : هذه الأسماء الأربعة ذكرها الله معطوفة بالواو في سورة الحشر بخلاف بقية الأسماء وهذا لإثبات الجمع بينها لأن المخلوقات الأول منها لا يكون أخرا والظاهر منها لا يكون باطنا أما الله فهو الأول والآخر والظاهر والباطن.

البارئ
هو المنشئ للأعيان من العدم إلي الوجود والبرء وهو الفري / التنفيذ (1)

الخالق
المقدر للشيء قبل وجوده(2)

المصور
المشكل ، والتصوير هو التخطيط والتشكيل في صور مختلفة وهذا التعارف الخلق فالله عز وجل قدر وأوجد أخرجهم من العدم إلي الوجود ثم صورهم فيما شاء من الصور فهو الخالق البارئ المصور.(3)
والتعبد لله بهذه الأسماء اعتراف القلب بربوبية الله الذي خلق وبرأ وصور مما يوجب علي العبد إفراد الله بالعبادة والألوهية حيث كانت هذه الصفات مما استدل به القرآن علي استحقاق الله للألوهية وحده وهو ما يعبر عنه بالاستدلال بالربوبية علي استحقاق الألوهية قال تعالي ** يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ....** ** وما خلق الجن والإنس إلا ليعبدون ** ** ألا له الخلق ولأمر تبارك الله رب العالمين ** ومن تأمل في آثار هذه الأسماء في الكون علم فيضا من حكمة الله وعلمه في إتقان خلقة وإبداع ملكه يري ذلك كلما تفكر في مخلوق من المخلوقات وهكذا الأرض و السماوات فارجع البصر هلي تري من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير.

الباسط القابض
الباسط / الناشر فضله علي عباده يرزق من يشاء ويوسع ويجود ويفضل ويعطي أكثر مما يحتاج
والقابض / يطوي بره ومعروفه عمن يريد ويضيق ويقدر ويحرم فيفقر
و يقبض الصدقات ويبسط الجزاء عليها قال الحصار وهذان الاسمان يخصان بمصالح الدنيا والاخرة
والتعبد لله بهذين الاسمين أن يسأل العبد ربه البسط في خيرات الدنيا والآخرة ويرجوا ذلك ويخاف من قبض منافع الدنيا والآخرة .
والعبد قد يتصف بهذين الوصفين القبض والبسط فيبسط بره ومعرفة علي كل محتاج حتى الدواب قال  ( فى كل كبد رطبة أجر ) ويقبض ذلك عن كل أحد ليس أهلا من مال وعلم وحكمة ولا تؤتوا السفهاء أموالكم.
والعبد قابض باسط إذا ألهم بدائع الحكم وأوتي جوامع الكلم فتارة يبسط قلوب العباد فيذكرهم بالله ونعمائه وتارة يقبضها بما ينذرهم به من جلال الله وكبريائه وبلائه وانتقامه من أعدائه.

نسأل الله أن يجعلنا ممن أحصى أسمائه فدخل الجنة
جمع وترتيب
وليد كمال شكر




• مولاي ضاقت بي الارجاء فخذ بيدي ..
مالي سواك لكشف الضر ياسندي ..
حسبي الوقوف بباب الذل منكسرا ً ..
امرّغ الخد في الاعتاب لم أحـدِ..

مولاي جـُّد بالرضا و العفو عن ما مضى ..
لقد اتيت ذنوبا ً اتلفت جسدي..
ساء المصير اذا لم تنجِ ِ لي املي..
طال المدى فأغثني منك بالمدد ِ..

دأبي التوسل حاشا أن تخيـّبني ..
علّي ارى لمحة ً أشفي بها كبدي ..
لم يبقى لي جـَلد ٌ يارب ترحمني..
انا المسيء ُ و انت المحسن ُ الأبدي !!

يا عالما ً بالخفايا انني دنف ٌ
رحماك يا ملجأ الراجي ,,............,, فخذ بيدي.
• والله من وراء القصد
• أخيتكم الرحيل أزفــــــــــ***فلاتنسوني من خالص دعائكم ....

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 14-10-2006, 09:28 AM   #2
معلومات العضو
أزف الرحيل
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وفيكم بارك المولى جل في علاه وأعطاكم من خير الدنيا والأخرة ورضى عنكم وأرضاكم وجعلكم من أهله وخاصته ومن خير عباده.......اللهم آمين ........


والله من وراء اقصد.......

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 09:03 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com