س : ما هي الحكمة في وزن الأعمال ؟
ج : الحكمة في وزن الأعمال إظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبه .
** فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ** أي : رجحت حسناته على سيئاته ** فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ** أي : الفائزون والناجون من النار المستحقون لدخول الجنة .
** وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ** أي : ثقلت سيئاته على حسناته ** فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم ** أي : خابوا وصاروا إلى النار ** فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ** أي : ماكثون في النار .
س : أفادت بعض النصوص أنه يوزن العامل ، وأخرى أنه يوزن العمل ، وأخرى أنه توزن الصحف ، فهل بين هذه النصوص منافاة ؟
ج : لا منافاة بينها ؛ فإن الجميع يوزن ، ولكن الاعتبار في الثقل والخفة يكون بالعمل نفسه لا بذات العامل ولا بالصحيفة والله أعلم .
س : تأولت المعتزلة النصوص الواردة في الميزان على أن المراد بالوزن والميزان : العدل ، فهل هذا تأويل صحيح ؟!
ج : بل هذا تأويل فاسد مخالف للنصوص وإجماع سلف الأمة وأئمتها ، قال الشوكاني : (( وغاية ما تشبثوا به مجرد الاستبعادات العقلية، وليس في ذلك حجة على أحد ؛ فهذا إذا لم تقبله عقولهم فقد قبلته عقول قوم هي أقوى من عقولهم من الصحابة والتابعين وتابعيهم ، حتى جاءت البدع كالليل المظلم، وقال كلٌّ ما شاء وتركوا الشرع خلف ظهورهم )) . اهـ ، وأمور الآخرة ليست مما تدركها العقول ، والله أعلم .