{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ** (النمل:15) ، والتنكير في قوله علماً يفيد التعظيم، فقد أتاه الله علماً عظيماً، وشرفاً كبيراً، وهذا يدل على شرف العلم، وأنه أجلّ النعم وأجزل العطايا من الله تعالى، وأن الله يفضل العباد مما يفضل الله به العباد بعضهم على بعض هذا العلم {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ** (11) سورة المجادلة ، فإذاً إنما يتفاوتون في الحقيقة بالعلم.
الناسُ من جهة التمثال أكفاءُ ... أبوهمُ آدم والأم حواءُ
فإن يكن لهم في أصلهم نسبٌ ... يفاخرون به فالطينُ والماءُ
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم ... على الهدى لمن استهدى أدلاءُ
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه ... والجاهلون لأهل العلم أعداءُ
والذين لا يعرفون قيمة العلماء لا يزالون يقعون فيهم ويضطهدونهم ولكن الله تعالى يجعل من ابتلائهم سنة ماضية يرفع بها ذكرهم ويبين للناس من حولهم فضلهم، وهكذا الابتلاء طريق الأنبياء، والعلماء ورثة الأنبياء بالعلم والابتلاء.