فإننا نجد من أصيب بمرض الصرع نتيجة البعد عن الله والتجرؤ علي الذنوب لكن سرعان ما يحاولون العلاج فيعمدوا إلي طرق شيطانية ليست علي هدي خير البرية - صلى الله عليه وسلم - ومنها عمل الزار لإخراج الجآن.
والزار: ما هو إلا عبادة وثنية قديمة جداً في إفريقيا تقوم علي موسيقي عنيفة قد تستمر أحياناً عدة ساعات وحركات هستيرية ورقص من المريض أو المريضة يشاركه أو يشاركها الأصدقاء والأحباب مع تصاعد رائحة البخور وإحضار ديك أحمر أو ذبح خروف أبيض وشرب المريض لدمه والارتماء علي الأرض بعد الرقص.
والناظر إلي هذه الحالة يجد أن فيها مآخذ كثيرة جداً منها:
1 - أنها بعيدة كل البعد عن منهج الله وعن الطريق الصحيح لعلاج مثل هذا المرض.
2 - فيها تبذير وإسراف.
3 - فيها اختلاط بين الرجال والنساء
4 - استعمال لآلات الطرب وذبح الطيور والحيوانات وقد تكون علي غير اسم الله فيكون الذبح للجن تقرباً إليه من دون الله وهذا من الشرك وقد قيل قديماً
ثلاثة تشقي بهم الدار ... العرس والمأتم ثم الزار
فخرافة الزار انتشرت في بيوت المسلمات فلا سبيل إلا بالرجوع إلي هدي ربنا وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - للتخلص من هذا الجهل وهذه الخرافات التي امتلأت بها بيوت المسلمين
ولعل سائلة تسأل فتقول قد علمنا أن الزار من الخرافات لكن ما هو العلاج؟
فنقول أن العلاج من الصرع يتلخص في الآتي:
1 - تحقيق العبودية لله ـ عز وجل ـ والالتزام بالكتاب والسنة.
2 - كثرة الطاعات والمحافظة علي الوضوء.
3 - قراءة وسماع سورة البقرة، وكثرة تلاوة القرآن، والصلاة في البيت (النوافل بالنسبة للرجال)
4 - أذكار الصباح والسماء والمحافظة عليها.
5 - حفظ الجوارح عن المعاصي والذنوب.
6 - مصاحبة الأخيار والبعد عن الأشرار
7 - تطهير البيت من الغناء، والجرس والكلب، والتصاوير والتماثيل وآلات اللهو، وجعل الذكر للسان كاللعاب للفم.
8 - كثرة الاستعاذة من الشيطان علي المريض، والنفث فيه بالآيات والدعوات الشرعية لقوله - صلى الله عليه وسلم -: كما في صحيح مسلم " لا بأس بالرقي ما لم يكن شرك" بقراءة القرآن أو بذكر الله (- عز وجل -) وأسمائه الحسني وصفاته العلا فكل هذا جائز.
أما أن تكون بكلام غير مفهوم أي بغير لسان العرب أو الاستعانة بالجن أو غير ذلك فلا يجوز.
وبعد ... فهذا آخر ما تيسر جمعه في هذه الرسالة
نسأل الله أن يكتب لها القبول وأن يتقبلها منا بقبول حسن، كما أسأله سبحانه أن ينفع بها مؤلفها وقارئها ومن أعان علي إخراجها ونشرها ...... إنه ولي ذلك والقادر عليه.
هذا وما كان فيها من صواب فمن الله وحده، وما كان من سهو أو خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء وهذا بشأن أي عمل بشري يعتريه الخطأ والصواب، فإن كان صواباً فادع لي بالقبول والتوفيق، وإن كان ثم خطأ فاستغفر لي
وإن وجدت العيب فسد الخللا ... جل من لا عيب فيه وعلا
فاللهم اجعل عملي كله صالحاً ولوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه نصيب
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم .........
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك