موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > المنبر الإسلامي العام

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 11-02-2023, 11:57 AM   #1
معلومات العضو
الماحى3

افتراضي الحث على الخلق الحسن

الحث على الخلق الحسن
الرقاق والأخلاق والآداب
مكارم الأخلاق
عبد الله بن صالح القصير
الرياض
جامع الأمير متعب
_________
ملخص الخطبة
_________
1- التلازم بين التقوى وحسن الخلق في النصوص الشرعية 2- نصوص تدعو للمبادرة
والمسابقة في فضائل الأخلاق 3- معنى وحقيقة حسن الخلق 4- أخلاق النبي صلى الله عليه
وسلم 5- نماذج من الأخلاق الفاضلة
_________
الخطبة الأولى
_________
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله الذي لابد لكم من تقواه، فإن من اتقى الله وقاه، وهي التي لا يقبل الله غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، وإنها خير الزاد في الدنيا والآخرة، وهي خَلفٌ من كل شيء وليس منها خلف، وقد تكفل الله لأهلها بالنجاة مما يحذرون، والرزق من حيث لا يحتسبون، وشرح الصدور بتيسير الأمور، ووضع الوزر، ورفع الذكر، وإنها من أكرم ما أسررتم، وأزين ما أظهرتم، وأفضل ما ادخرتم، فاجعلوه إلى كل خير سبيلا، ومن كل شر مهرباً، جعلني الله وإياكم من المتقين المحسنين، فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل.
أيها المسلمون: كثيرا ما يرد في الكتاب والسنة الجمع بين تقوى الله وحسن الخلق، وذلك - والله اعلم - للتنبيه على أنهما متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر، فتقوى الله شجرة وحسن الخلق ثمرة، وهي أساس وهو بناء، وهي سر وهو علانية، وحيث انتفى حسن الخلق انتفت التقوى، وضعفه دليل على ضعفها؛ فهو برهانها والدليل عليها، والشاهد الصادق لها، يذكر الله تعالى المتقين في مواضع من كتابه فيصفهم بأحسن الأخلاق، ويبرئ ساحتهم من النفاق وسيء الأخلاق، ويذكر سبحانه أهل البر والإحسان، فيصفهم بالتقوى وعظيم الخشية من الملك الأعلى، ويبين ما لهم عنده من الخير في الآخرة والأولى.
وكان كثيراً ما يجمع بينهما في وصاياه، وذلك من سنته الثابتة وهداه، أوصى معاذاً رضي الله عنه فقال: ((اعبد الله ولا تشرك به شيئا)) قال: يا رسول الله! زدني، قال: ((استقم ولتحسن خلقك)). وقال لأبي ذر: ((أوصيك بتقوى الله في سرك وعلانيتك، وإذا أسأت فأحسن))، الحديث. وسئل : ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: ((تقوى الله وحسن الخلق)). وقال لأبي ذر : ((اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)).
ذلك يا عباد الله لأن الخلق الحسن من خصال التقوى ولا تتم إلا به، فإذا رزق الله العبد التقوى وحسن الخلق فقد منحه القيام بحقوقه وحقوق عباده، وبذلك يفوز العبد بمحبته ومعيته ونصره، والأمن من عذابه، والفلاح برضاه وكريم ثوابه، فإنه سبحانه يحب المحسنين: إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون [سورة النحل:128]. وقال في ثواب المتقين المحسنين: أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين [سورة آل عمران:136].
أيها المسلمون: ولقد جاء عن النبي من الحث على الخلق الحسن والوصية به - ما يدفع كل ذي دين قويم وعقل سليم إلى التخلق به والمنافسة فيه؛ طمعا في فوائده، وانتظاراً لكريم عوائده، في الدنيا والآخرة: وفي ذلك فليتنافس المتنافسون [س ورة المطففين:26]. وفي ميدانه فليستبق المتسابقون: أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون [سورة المؤمنين:61].
وفي الصحيحين عن النبي قال: ((إن من خياركم أحسنكم خلقا)). وفي صحيح مسلم عنه قال: ((البر حسن الخلق)). وفي الترمذي قال عليه الصلاة والسلام: ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن؛ وإن الله يبغض الفاحش البذيء)). وفي رواية: ((وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة)). وقال : ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لأهله)). وفي رواية: ((لنسائهم)). وروي عنه قال: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا)). وروي عنه أنه قال: ((إن هذه الأخلاق من الله تعالى؛ فمن أراد الله به خيراً منحه خلقا حسنا)). وروي عنه : ((إن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد)).
أيها المسلمون: ويكفي المسلم في الرغبة في الخلق الحسن، وجهاد نفسه على التخلق به، والبعد عن ضده - أن الله تعالى أثنى على نبيه بقوله: وإنك لعلى خلق عظيم [سورة القلم:4] مع قوله سبحانه: لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً [سورة الأحزاب:21]. فأكمل المؤمنين إيماناً بالنبي ، وأعظمهم اتباعا، له وأسعدهم بالاجتماع - معه: المتخلقون بأخلاقه المتمسكون بسنته وهديه، قال : ((أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)). وقال : ((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)).
فاتقوا الله أيها المؤمنون، وتخلقوا بالأخلاق الحسنة لعلكم تفلحون: واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون [سورة البقرة:281].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً [سورة النساء:69-70].
بارك الله لي ولكم في القران العظيم، ونفعنا جميعا بما فيه الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
_________
الخطبة الثانية
_________
الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فقد ورد في مسند الإمام أحمد رحمه الله عن النبي أنه قال: ((إن الله سبحانه قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من يحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه)). فأخبر أن الناس متفاوتون في الأخلاق كما أنهم متفاوتون في الأرزاق، وتضمن ذلك حث كل مؤمن أن يجتهد في التخلق بالخلق الحسن، كما يجتهد في طلب الرزق بالمباح من المهن، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأفضل من خلق حسن يدله على الصلاح والتقى، ويردعه عن السفاه والفساد والردى. والمتحلون بمحاسن الأخلاق هم أفضل الناس على الإطلاق.
أيها المسلمون: حسن الخلق يُمنٌ، وسوء الخلق شؤم، والخلق الحسن ينحصر في فعل المرء ما يجمله ويزينه، واجتناب ما يدنسه ويشينه. وقال بعض السلف: هو فعل الفرائض والفضائل، واجتناب منكرات الأخلاق والرذائل. وبعض الناس حينما يسمع بحسن الخلق يظنه مقصورا أو مقصودا ببشاشة الوجه وطيب الكلام، وهذا نوع ولا شك من مكارم الأخلاق بالإتفاق، ولكنه لا يحصرها على الإطلاق، بل حسن الخلق أعم وأشمل من هذا كله، وهو ما وصف الله به عبده ورسوله ومصطفاه، ونبيه وخليله ومجتباه، محمدا بقوله : وإنك لعلى خلق عظيم [سورة القلم:4].
ولقد بينت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خلقه العظيم، وفسرته حينما سئلت عن خلق النبي قالت: ((كان خلقه القرآن)). أي يتأدب بآدابه، ويأتمر بأوامره، وينتهي عن نواهيه، ثم قرأت: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين [سورة الأعراف:199]. فأمره ربه بأن يعطي من حرمه وأن يصل من قطعه، وأن يعفو عمن ظلمه. ومن حسن خلقه أنه يصل الرحم، ويحمل الكل، ويكسب المعدوم، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الدهر، ويغيث ذا الحاجة الملهوف.
أيها المسلمون: من حسن الخلق بر الوالدين وصلة الأرحام، والتودد إليهم بوسائل الإكرام، والإحترام، حتى يودع في قلوبهم محبته، والثناء عليه والدعاء له، ورضى الله من رضى الوالدين، والوالد أوسط ابواب الجنة، سئل النبي عن أكرم الناس فقال: (( أتقاهم للرب، وأوصلهم للرحم، وآمرُهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر)). فبر الوالدين وصلة الأرحام مع أنها من محاسن الأخلاق فإنها سعة في الأرزاق، وبركة في الأعمار، ومحبة في الأهل، وسبب لدخول الجنة والنجاة من النار، فالواصل موصول بكل خير، والقاطع مقطوع من كل بر، وليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.
ومن حسن الخلق الإحسان إلى الجيران، وإيصال النفع إليهم، والعطف عليهم، والإحسان إليهم، ومعاشرتهم بطيب الوفاق وكرم الأخلاق، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره.
ومن حسن الخلق إفشاء السلام على الخاص والعام، وطيب الكلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام، فقد بشر النبي من كان كذلك بدخول الجنة بسلام.
ومن حسن الخلق أن تسلم على أهل بيتك إذا دخلت عليهم، وهذه سنة مشهورة، وقد أصبحت عند الكثير من الناس اليوم مهجورة، مع أنها بركة على الداخل المسلم وأهل بيته كما بين ذلك النبي.
ومن حسن الخلق معاشرة الزوجة بالإكرام والإحترام،وبشاشة الوجه وطيب الكلام، قال : ((خيركم خيركم لأهله؛ وأنا خيركم لأهلي)).
ومن حسن الخلق معاشرة الناس بالحفاوة والوفاء، وترك التنكر لهم والجفاء، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، والنصيحة لهم، فذلك من أهم أخلاق الإيمان والديانة.
ومن حسن الخلق استعمال النظافة في الجسم والثبات، وفي المنزل، فإن الله جميل يحب الجمال، طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، وإن الله إذا أنعم على عبده نعمة يحب أن يرى أثرها عليه.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون [سورة النحل:90].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 12:34 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com