يقرأ المسلم القرآن، فإذا بالسكينة والطمأنينة يعمران قلبه وجوارحه، ثم تقدم النفس بعد ذلك لا تبالي بما يصيبها وما يحدث لها وهي تقرأ قول ربها: **قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا**[التوبة: 51].
وبذلك تتبخر وساوس الضعف والسوء، ويظهر للنفس أن الإنسان مبتلى بالأوهام أكثر مما هو مبتلى بالحقائق، ومهزوم من داخل نفسه قبل أن ينهزم من وقائع الحياة.
**الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ**[آل عمران: 173، 174].
إننا لنعجب من موقف المسلم، وقد أحاط به الظلام من كل جانب وهو يتخبط فيه، أين هو من كتاب ربه النور المبين، والصراط المستقيم؛ وقد قال r: «أبشروا، أبشروا! أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟!» قالوا: نعم، قال: «فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم؛ فتمسكوا به؛ فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدًا».
نعم إنه نجاةٌ ونور وهداية؛ ولكن لمن تدبره وتعرف عليه وتفكر فيه.
بحمله وحفظ حدوده تكون الغبطة والفرح؛ فهو الفضل الذي ليس فوقه فضل، والشرف الذي ليس بعده شرف.
قال r: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».