د. حسن حميدة – مستشار تغذية علاجية/ أستاذ مساعد – ألمانيا
البروستاتا:
تعتبر غدة البروستاتا من أهم غدد جهاز التناسل الذكري وأكبرها حجما. وتتكون البروستاتا تشريحيا من ثلاثة فصوص، فصان جانبيان، وفص ثالث وسطي. وتقع البروستاتا مباشرة تحت المثانة (عنق المثانة)، حيث تحيط القناة البولية (مجري البول) من جانبين. وتحتوي البروستاتا على عدد كبير من الحويصلات المزودة بقنوات دقيقة، والتي تتجمع بدورها وتفتح مباشرة في مجري البول الخلفي. وتبلغ البروستاتا عند الأصحاء في متوسط العمر، في طولها حوالي 2,5 سنتمتر، وفي عرضها حوالي 4,7 سنتمترات، وفي سمكها حوالي 2,5 سنتمترات. وتزن البروستاتا لنفس الفئة من الأشخاص حوالي 25 مليجرامات. وتفرز البروستاتا سائل لزج، يحتوي على مواد ضرورية لحركة ونشاط الحيوانات المنوية، مثل أملاح الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والفسفور، والزنك، والستريك، واللستين، وبعض البروتينات والأحماض الأمينية. ومن الخواص الكيميائية لهذا السائل، هي قاعديته (قلويته) بنسبة 7,2. ويشكل السائل المفرز من البروستاتا، ما بين 10 إلي 30% من كمية السائل المنوي الكلية.
وظائفها:
تتلخص وظائف البروستاتا المعروفة في السائل المفرز منها، والذي يعمل على تخفيف لزوجة السائل المنوي، المفرز في الخصيتين، وعليه تسهيل حركة الحيوانات المنوية المحتواة. زيادعلى ذلك يعمل سائل البروستاتا على تنظيم الوسط الحمضي الموجود مسبقا في مجري البول. وكما هو معروف، تتمثل مهمة مجري البول الذكري، أولا في نقل البول عند التبول، وثانيا في نقل السائل المنوي عند ممارسة العملية الجنسية. ويعتبر الوسط الكيميائي للبول، وسط حمضي ناتج عن محتوي مادة البولينا المكونة للبول، والذي تتراوح نسبة حمضيته ما بين 5 إلي 6. ولذا يتطلب الأمر معادلة هذه النسبة كيميائيا وبطريقة طبيعية يتحكم فيها جسم الإنسان. وهذا حتي يتيسر نقل الحيوانات المنوية عبر قناة القضيب، من دون أن تموت في طريقها إلي الهدف. زياد على ذلك يعمل سائل البروستاتا على حماية الإنسان من إلتهابات البول البكتيرية (نسزيريا، كليميديا، ميكوبلازما)، بإحتوائه على مضادات بكتيرية ، كما يساعد الحيوانات المنوية بقاعديته على مقاومة الوسط الحمضي الموجود في جهاز التناسل الأنثوي (المهبل). وبضمان حيوية ونشاط الحيوانات المنوية من بعد إفراز السائل البروستاتي القاعدي، يمكن ضمان وصول الحيوان المنوي للبويضة عبر رحلة طويلة إلي المهبل، ثم الرحم، ثم عنق الرحم، ثم قناة إلي فالوب، مكان وجود البويضة، ومن ثم إكمال عمليتي التلقيح والإخصاب، للإنجاب، والحفاظ على النوع