جلس رجل غني إلى فيلسوف فقير يسأله :
أرى على وجهك معالم سلام .. وطمأنينة هادئة
فلا توتر ، ولا قلق وكأني بك قد ملكت كل شيء
بينما أنا كما ترى أفتقد الوصل بيني وبين السعادة والسلام
رغم امتلاكي مايبعد عني دواعي القلق والتفكير في الغد
فكيف ذلك ؟
ابتسم الفيلسوف المتواضع وأجاب باختصار :
لأنك تركت ماتملكه يملكك ،
تعلقت بالأشياء وبت حريصاً عليها أشد الحرص ،
تسلط عليك هاجس ضياعها ، ورغبة الاستزادة
ففقدت الراحة ، وضيعت الأمان !
***
الطمأنينة كبسولة الشفاء ،
وهي أحد أسرار البشر القابعة في أعماقهم
يحتاجون إليها دائماً لتحصنهم من أمراض القلق
كل شيء في الكون بحاجة إلى الطمأنينة ..
ففي جو القلق والضوضاء الصاخبة لاينمو أي شيء سليماً
حتى الزهرة حين تتفتح وهي آمنة من القطف
في غصنها تكون أجمل..!
***
عزيزتي :
لو عرفت كيف تبحثين عن أوتار السعادة في داخلك
وكيف تحركينها لكان ذلك دليلاً على نجاحك ..
أما إن كنت لاتملكين شيئاً في باطنك
وتفتقرين إلى السمو والامتلاء الروحي
فلن تشعر ي بالسعادة حقاً مهما أوتيت ...
بل تزورك حالات فرح عارضة تزول بزوال الأسباب ..
الناجح إذن هو الذي يملك سعادة روحية فائقة
و يستقر في قلبه السلام الباطني وإن قلّ مايملك .
***
كوني ناجحة أدبياً وخلقياً ..
وتحرري من ربقة الأشياء ..
ومن الأهواء والأحقاد والأخطاء ..
تمنحك الحياة سعادة تفوق النجاح المادي..
حصني نفسك بالحب .. باللطف .. بالعطف ..
بكل خلق جميل ..
ليكن قلبك عالماً يتألق بنور المحبة لله ..
ثم للناس..
وانشري رسائل الخير ،
كوني بلسماً للمجروحين ..
وشفاء للمحزونين ..
سيعمر قلبك بالسلام ، ويجد مفتاح السعادة الحقيقية ..
ويخلد في القلوب.
منقول للفائدة