بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده سيدنا و حبيبنا و إمامنا و قدوتنا محمد صلى الله عليه و سلم و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الحذر هو اليقظة و أخذ الحيطة للأمر قبل وقوع المكروه ، يقول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ) ، و الحذر من صفات المسلمين ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " المؤمن كيس فطن " و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لست بالخب ( أي المخادع ) و لا الخب يخدعني .
لماذا الحذر ؟
لأن أعداء الأمة الإسلامية يتربصون بها و حريصون كل الحرص على إبادة هذا الدين و أهله و شعارهم في ذلك دمروا هذا الدين و أهله ، فهم لا يتورعون عن فعل أي شيء مهما كان من أجل تحقيق أهدافهم و مآربهم سواء بالقتل و هذا ما نراه واقعا اليوم من تقتيل المسلمين في كل مكان أو بالسخرية من هذا الدين و أهله أو بالإخراج و النفي عن البلاد أو بلبس ثوب الإصلاح و كل هذا نشاهده بأعيننا و نسمعه بآذاننا .
لذا وجب الحذر ، فالناس ليسوا سواء ، فمنهم الصالح و منهم الطالح ، و منهم الطيب و منهم الخبيث و منهم الحاسد الحاقد . و يوجد صنف من الناس من يعيش على هفوات الآخرين و أخطائهم ، و في هذا الصنف من الناس قال الإمام ابن المبارك رحمه الله : المؤمن يطلب معاذير إخوانه ، و المنافق يطلب عثراتهم .
و للحذر أنواع منها :
- حذر العبد من ذنوبه ، و هذا لأن للحسنة رضا من الله و بركة و للسيئة غضبا من الله و لعنة .
- حذر العبد من إمهال الله له ، و هذا لأن من حلم الله تعالى أنه لا يعجل العقوبة للظالم ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .
- حذر العبد من نفسه ، و هذا لأن النفس أمارة بالسوء سواء في حال قوتها أو في حال ضعفها .
- حذر العبد من أهله و ماله، و ذلك بأن يحولوا بينه و بين طاعة الله عز و جل ، يقول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) عدوا لكم يعني يفعلون فعل العدو في أن يحولوا بينكم و بين طاعة الله عز و جل ، و يقول أيضا ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله ، و من يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) .
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه