و عليكم السلام و رحمة اله و بركاته
في انتظار إجابة شافية على سؤالك من المسؤولين
أطرح عليك مايلي لعله يفيدك :
نماذج تطبيقية في حياة النبي صلى الله عليه و سلم في حسن ظنه مع الله عز وجل :
"ما حدثنا به أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: حدثني سنان ابن أبي سنان الدؤلي وأبو سلمة بن عبد الرحمن: أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبر: أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس يستظلون بالشجر، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة وعلق بها سيفه، ونمنا نومة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، وإذا عنده أعرابي، فقال: (إن هذا اختراط علي سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله ثلاثا). ولم يعاقبه وجلس.صحيح البخاري "..(*)
ففي هذا الحديث دلالة معنوية على حسن ظن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بربه ـ عز وجل ـ وحفظه ورعايته له من أن يصيبه أي مكروه , لأنه حفظ الله فحفظه ..
"وكما يقول سهل القطعي : " رأيت مالك ابن دينار ـ رحمه الله ـ في منامي فقلت يا أبا يحي ليت شعري , ماذا قدمت به على الله عز وجل ؟قال : قدمت بذنوب كثيرة , فمحاها عني حسن الظن بالله " ."(*)
أن حسن الظن بالله ـ عز وجل ـ هو أمرٌ في غاية الأهمية , فالعبد المسلم في هذه الحياة يكون بين عبادتي الخوف والرجاء ..حتى إذا حان أجله , وقرب رحيله ,غلب الرجاء على الخوف لما يدعوه حسن ظنه بالله عز وجل وهو قد أقبل عليه وودع حياته الدنيا , وليس هناك مجال للعمل أو للذكر أولزيادة الأعمال الصالحة كما كان في حياته .
وأما تطبيق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لحسن الظن مع أخوانه المسلمين :
"ما جاء في حديث عتبان بن مالك ـ رضي الله عنه ـ في حديث طويل حتى قال " ......
فاستأذن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فأذنت له فلم يجلس حتى قال أين تحب أن أصلي من بيتك فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه فقام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فكبر وصففنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم فحبسته على خزير يصنع له فسمع أهل الدار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيتي فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت، فقال رجل منهم ما فعل مالك لا أراه، فقال رجل منهم ذاك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
: " لا تقل ذاك ألا تراه قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله، فقال الله ورسوله أعلم ...الحديث " ..صحيح البخاري ."(*)
فنهى رسولنا الحبيب من أن يتهم أحد من المسلمين أخاه بسوء وخاصةً ما كان من الأعمال القلبية كقوله ( ذلك منافق ) ولا يحكم إلا بما ظهر له ونطقه بالشهادة وتوحيد الله عز وجل ..
فكانت إشارة تربوية , وقدوة حية لتمثل بحسن الظن مع أخواننا المسلمين , ولا نتسرع بالحكم على أي شخص بمجرد قول أو عمل صدر منه .
يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ :
**لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ** ]النور: 12
قال ابن السعدي في تفسير هذه الآية : " أي ظن المؤمنون بعضهم ببعض خيرا , وهو السلامة مما راموا به , وأن ما معهم من الإيمان المعلوم , يدفع ما قيل فيهم من الأفك الباطل , ( وقالوا )بسبب ذلك الظن ( سبحانك ) أي : تنزيها لك عن كل سوء وعن أن تبتلى أصفياءك بالأمور الشنيعة . (هذا أفك مبين ) أي كذب وبهت , من أعظم الأشياء , وأبينها .
فهذا من الظن الواجب , حين سماع المؤمن عن أخيه المؤمن مثل هذا الكلام , وان يبرئه بلسانه , ويكذب القائل لذلك .
...........................
و هذا حديث قدسي عن سوء الظن
ورد في صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله -عز وجل-: من ذا الذي يتألى عليَّ ألاّ أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك".. يتألى أي يتكبر ويحلف عليّ
علينا أن نحسن الظن مهما بلغت بنا الظنون و الأوهام