روي عن الطبيب المشهور ابي بكر الرازي أن رجلا في زمانه اصابه صداع ملازم اعتقد معه ان على رأسه جرة .
وكان كل من سمعه يضحك منه ويهزأ به حتى بلغ خبره الرازي ، فجاء به .
فلما دخل عليه قال له : اخفض رأسك ، فإن الباب واطئ ، وعلى رأسك جرة وأنا أخاف أن تنكسر ..
فاستبشر الرجل ، وقال له : وهل تراها ؟ قال : وكيف اكون طبيبا اذا كنت لا أراها ؟
فلما وثق به وجعل يداويه اعطاه دواء يرخي اعصابه ، ويخدره تخديرا خفيفا .
ثم قال له : استعد فاني ساكسر لك الجرة ، فاذا تألمت فاحمل الالم ساعة لتستريح ما بقي من عمرك .
وكان الرازي قد اعد رجلا يحمل جرة يقف بها وراء المريض من حيث لا يراه ، وضرب الرازي المريض بالعصا على رأسه ضربة موجعة لكنها لا تؤذي.
واشار الى الرجل فألقى الجرة فتكسرت فلما احس المريض بالضربة ورأى أمامه الجرة مكسرة ، شفى من مرضه ..