الحمد لله الموفق إلى ما يحب ويرضى
والصلاة والسلام على من اتبعناه فسوف نجد مابه نرضى
وبعد,
"من المهمات أن يرسم القاريء لنفسه برنامجاً لتقييد الفوائد والشوارد التي تمر عليه أثناء المطالعة في دفاتر وأوراق خاصة به, ويكتب الخلاصات للكتب التي قرأها.
إن هذه التقييدات هي التي تبقى من قراءتنا وما سواها فتذروه الرياح, وتتعاقب عليه السنون فيطويها النسيان, قال ابن قتيبة (213-276) في فاتحة كتابه (عيون الأخبار): "ومن ترك أخذ الحسن من موضعه أضاع الفرصة, والفرصة تمر مرَّ السحاب".
إن هذه الفوائد المكتوبة والشوارد المقيدة هي ثمرات الكتب والأوراق التي جناها القاريء من قراءاته المتعددة, وقديماً سمَّى الحموي (767-837) كتابه بـ (ثمرات الأوراق) جمعَ فيه فوائد وشوارد مما قرأ وطالع."(1)
فحبذا لو تنبّه إخواني وأخواتي لهذه الكلمات وأخذوها بالإعتبار, فعندها سوف تكن لقراءتهم بعدها بون شاسع سيشعرون به عاجلاً غير آجل إن شاء الله,
وعليه فسوف أُقْبل في هذا الموضوع لتقييد ما أقف عليه من فوائد وفرائد عند قراءاتي, هذا لأن "قراءة تلك الفوائد المكتوبة من قِبَلِنا ومن قِبَل غيرنا تقودنا إلى التعرف على عديد من تفاصيل قد نسيناها من قبل, وعن طريقها نسترجع تلك التفاصيل التي قد لا تساعدنا ذاكرتنا على تذكرها; خاصة إن كانت محكمة النظام"(2)
وحبذا لو قام من يقدر على ذلك سبيلاً أن يُقبل عليه ليُفيد ويستفيد إن شاء الله تبارك وتعالى.. فالمنتدى واسع والقرّاء يَتَجَوَّلون -بفضل الله- هنا وهناك, فلن يُعدم الأمر من فائدة إن شاء الله, فرُبّ حامل فقه لمن هو أفقه منه
و"لقد كان العلماء يحثون الطلاب على تقييد ما يمر بهم من فوائد, وأن يصطحب معه في كل وقتٍ مَحْبَرة يكتب مايسمع من الفوائد, وقالوا " لابد للطالب من كُنَّاشي يكتب فيه قائماً أو ماشياً".(3)
ورحم الله يحيى بن خالد حيث قال : أدركتُ أهل الأدب وهم يكتبون أحسن ما يسمعون, ويحفظون أحسنَ ما يكتبون, ويتحدثون بأحسن ما يحفظون. (4)
وشرطي: أن أقوم بالعزو لكل فائدة إن شاء الله للكتاب بالطبعة والصفحة.
وطريقتي: أنني سأتعرض لفوائد في مجالات شتّى "عقيدة.. فقه.. آداب.. مسآل منهجية..." ولن ألتزم بترتيب لتيك في باديء الأمر, وبعد فترة إن وجدت كمّ لا بأس به فسوف أقوم بالتبويب للفوائد وترتيبها إن شاء الله.
فعلى بركة الله نبدأ إن شاء الله
ربِّ يسِّر وأعن ياكريم
والحمد لله رب العالمين